المطران أبو جودة، يرى أن الجماعات الإرهابية تركز على إستقطاب الشبان المسيحيين، لأنها تعد واحداً منهم من الممكن أن يفيدها كثيراً على الصعيد الدعائي، لكنه يشدد على أن هذه القضية لا يمكن إعتبارها سياسية أو دينية بل إرهابية
مرة جديدة، عادت قضية إستقطاب الجماعات الإرهابية لشبان مسيحيين إلى الواجهة من جديد، من خلال المعلومات التي تناقلها بعض الإعلام، الأمر الذي يثير حوله علامات إستفهام، لا سيما حول الأسباب التي تدفع بهؤلاء إلى الإلتحاق بهكذا مجموعات، أو هدفها من العمل على إستدراجهم بوسائل متعددة، لدفعهم إلى القيام بأعمال أمنية أو عسكرية معينة.
ويشير البروفيسور مونّس إلى أن المسؤولية هنا تقع على عاتق الجميع، ويلفت إلى أن من المؤكد أن الكنيسة تتابع مثل هذه الأمور: "خوري الرعية يكون هو الأقرب على الحالة، وليس البابا أو البطريرك، إذ من الطبيعي أن يكون على مقربة من الشبان في قراهم وبلداتهم، وبالتالي يدرك حالتهم أكثر".
وبالإضافة إلى المسؤولية التي تقع على الفرد نفسه، يرى البروفيسور مونس أن هناك جزءاً منها يقع على عاتق الرفاق الذين تربى معهم وعلى عاتق المدرسة والأسرة، ولا ينسى ذكر وسائل الإعلام والمؤسسات الكبرى من دولة وغيرها.
في المحصلة، هي حالات فردية لا ينبغي تعميمها، عند أي من الديانات السماوية أو الفئات الإجتماعية، ولا تمثل إلا الأشخاص الذين يقدمون على مثل هذه الأفعال، لأن العكس لا يخدم إلا الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى الإستفادة منها في إستراتيجيتها الدعائية.
في هذا الإطار، من الضروري التعامل بشكل أفضل مع من يحاول إستقطاب هؤلاء الشبان عبر إستغلال أوضاعهم، الإقتصادية والإجتماعية والنفسية، بعد أن أصبح الإرهاب والتكفير آفة إجتماعية تهدد الجميع، ويوهم من يوقع بشراكها بالجنة ومغانمها.