15-11-2024 06:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 30-09-2011: تراشق دبلوماسي بين دمشق وواشنطن... تركيا و"الأخوان"

الصحافة اليوم 30-09-2011: تراشق دبلوماسي بين دمشق وواشنطن... تركيا و

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة الاحداث في سورية وخاصة الهجوم الذي تعرض له السفير الاميركي في دمشق وكذلك العرض التركي لوقف الاحتجاجات مقابل مشاركة الاخوان في الحكم...

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة الاحداث في سورية وخاصة الهجوم الذي تعرض له السفير الاميركي في دمشق وكذلك العرض التركي لوقف الاحتجاجات مقابل مشاركة الاخوان في الحكم...

السفير
كيلو وعبد العظيم يؤكّدان على رفضهما لمؤيّدي <التدخل الخارجي> والتسلّح
تراشق دبلوماسي بين دمشق وواشنطن ومواجهات الرستن تحتدم
تركيا تقترح مقابل وقف الاحتجاجات مشاركة «الإخوان» في الحكم 
تناولت صحيفة السفير تطورات الاحداث في سورية وكتبت تقول "تبادلت واشنطن ودمشق، أمس الانتقادات، حيث نددت الأولى بـ«ترهيب» دبلوماسييها، على خلفية رشق السفير الاميركي لدى سوريا بالحجارة والبيض، فيما اتهمت الثانية الاميركيين بدعم «المجموعات المسلحة» في البلاد. وبينما كانت المواجهات تشتد بين الجيش السوري ومسلحين في منطقة الرستن، أعلن الكاتب المعارض ميشيل كيلو أن معارضي الداخل لا ينوون الانضمام إلى «المجلس الوطني السوري» الذي أعلن تأسيسه في اسطنبول لان هذه الهيئة منفتحة على فكرة «التدخل الأجنبي».
وأفاد مسؤولون سوريون ودبلوماسيون، أمس، أن تركيا اقترحت في أكثر من مناسبة على السلطات السورية إشراك جماعة الإخوان المسلمين في الحكومة، مقابل دعمهم لوقف حركة الاحتجاج، إلا أن السلطات السورية رفضت، أي دور للجماعة في سوريا سواء الآن أو مستقبلا، بسبب طبيعة النظام العلماني للبلد.
وشدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال لقائه نظيره التركي احمد داود اوغلو، في نيويورك، على رفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي السوري، محذرا من أنه إذا ما لم تستقر الأوضاع في سوريا فسوف يؤثر ذلك بشكل سلبي على الاستقرار والأمن في المنطقة.

سوريون يحاصرون فورد
وتمكنت قوات الأمن السورية من فك حصار فرضه لأكثر من 3 ساعات عدد من المحتجين على السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، داخل مكتب أحد المعارضين السوريين. وخرج فورد، الذي حاصره العشرات من المحتجين على «التدخلات الأميركية بالشؤون السورية»، لأكثر من 3 ساعات في مكتب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا المحامي حسن عبد العظيم في شارع النصر وسط دمشق، بحماية قوات الأمن السورية.
ونجحت قوات الأمن السورية بتفريق عشرات المحتجين الذي رشقوا السفير الأميركي بالحجارة والبيض والبندورة لدى وصوله إلى مكتب عبد العظيم، بعدما قام ضابط الارتباط بالسفارة الأميركية بإبلاغ الجهات السورية المختصة بالأمر. وقال عبد العظيم إن «عشرات المحتجين وقفوا أمام المكتب، ولدى وصول فورد وسكرتيرته للشؤون السياسية تعرضا للرشق بالبندورة وأصيبت سكرتيرته، ثم دخل السفير المكتب وتم إغلاق الأبواب التي حاول المحتجون اقتحامها». وأشار إلى أن من وصفهم بأنهم «شبيحة» هتفوا بشعارات ضد الجولات التي يقوم بها السفير الأميركي.
وأوضح أن «الاجتماع مع السفير فورد لم يكن كما يجب نتيجة الأصوات التي تجري أمام المكتب، ونحن أكدنا خلال اللقاء على ثوابت الهيئة برفض التدخل الخارجي والتدخل العسكري لا من حلف شمال الأطلسي ولا من الولايات المتحدة أو تركيا». وقال عبد العظيم إن «السفير أكّد أنه ليس في وارد الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا تركيا التدخل عسكريا في سوريا». وأضاف «أبلغت السفير أن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية والولايات المتحدة أضرت بالشعب السوري».
يشار إلى أن فورد قام بزيارة حماه التي تشهد مع مدن أخرى تظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، وهو ما أثار غضب السلطات السورية التي اتهمته بالتحريض على العنف. وكان السفير الفرنسي لدى سوريا أيريك شوفالييه تعرض للرشق بالبيض والبندورة السبت الماضي لدى خروجه من لقاء مع بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم في باب توما بالبلدة القديمة في دمشق.
وأدان البيت الأبيض هجوم محتجين سوريين على فورد، ووصفه بأنه محاولة لترهيب دبلوماسي يشهد على «وحشية» الحكومة السورية. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «مثل هذه الاعتداءات على الدبلوماسيين، ومن بينهم السفير، غير مبررة». وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دمشق باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الدبلوماسيين الأميركيين. وقالت «ندين هذا الهجوم غير المبرر بأشد العبارات الممكنة. كان السفير فورد ومساعدوه يؤدون العمل الطبيعي الخاص بالسفارة، وهذه المحاولة لترهيب دبلوماسيينا من خلال العنف غير مبررة». وأضافت «ناقشنا على الفور هذا الحادث مع الحكومة السورية، ونطالبهم باتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية دبلوماسيينا وفقاً لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي».
الى ذلك، قال دبلوماسيون لدى الامم المتحدة ان الدول الاوروبية تأمل بان يتم التصويت اليوم على مشروع قرار قدمته الى مجلس الامن الدولي وتعارضه موسكو بشدة. ولا يفرض مشروع القرار عقوبات فورية على النظام السوري لكنه يهدد بفرضها لاحقا اذا لم تتم تلبية عدد من الشروط، بينها «وقف العنف فورا». وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عن الامل في ان يتضمن القرار الذي يجري بشأنه التفاوض حاليا في الامم المتحدة «مؤشرا قويا وتحذيرا لدمشق» بدون توضيح ما اذا انها ستوافق على نص لا يتطرق لعقوبات. واكد ان «مجلس الامن امام مسؤولياته وحان الوقت للتحرك امام المأساة السورية».

كيلو
أيلول قرب دمشق لا ينوون الانضمام إلى «المجلس الوطني السوري» الذي أعلن تأسيسه في اسطنبول لان هذه الهيئة منفتحة على فكرة «التدخل الأجنبي». وقال كيلو، في مقابلة في منزله في دمشق، ان «المعارضين المجتمعين في المجلس الوطني يؤيدون تدخلا أجنبيا لحل الأزمة في سوريا بينما المعارضون في الداخل هم ضد» هذا التدخل. وأضاف «اذا قبلت فكرة التدخل الاجنبي فسنذهب باتجاه سوريا موالية لأميركا وليس باتجاه دولة حرة وتتمتع بالسيادة»، موضحا ان «طلب تدخل أجنبي سيفاقم المشكلة لان سوريا ستدخل في عنف مسلح والطائفية، ونحن في الداخل نعارض العنف والطائفية والسلاح».
وعلمت «السفير» في هذا السياق أن المعارضة الداخلية تراجع موقفها بشأن العلاقة مع الأستاذ في جامعة السوربون برهان غليون الذي كلف بتنسيق عمل «المجلس الوطني» وترؤسه، بسبب موقفه من التدخل الخارجي في الشأن السوري. وقال كيلو انه «إذا قرر المتظاهرون أن يتسلحوا، فهناك خشية كبيرة من ان تفلت الامور من ايدي الجميع وتتجه سوريا الى اقتتال طائفي او اهلي»، مشيرا الى ان «الجميع يخسر في هذه الحالة». واضاف ان «النظام يطبق منذ البداية خطة تقضي بالضغط على الحراك الشعبي لدفعه الى التطرف وحمل السلاح. والحراك السلمي والمدني لا يناسبه. يفضل حراكا مسلحا على صلة بالتطرف الاسلامي». وتابع «اليوم هناك فكرة مطروحة هي التظاهرات السلمية، انما المحمية بالسلاح من قبل المتظاهرين او من قبل الجنود الفارين حسب المناطق».

تركيا و«الاخوان»
وأكد دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» انه «منذ حزيران دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد إلى تشكيل حكومة يكون فيها ربع او ثلث الوزراء من الإخوان مقابل التزامهم باستخدام نفوذهم لوضع حد لحركة التمرد التي تهز البلاد»، لكن «الرئيس السوري رفض ذلك الاقتراح». إلا أن معلومات «السفير» تشير إلى أن الطلب يذهب إلى تاريخ قبل هذا الشهر بكثير، حيث طرح اردوغان على الرئيس السوري خلال زيارة خاصة إلى اسطنبول منذ عامين أن تعود قيادات «إخوانية» من أصل سوري ومقربة من حزب العدالة والتنمية إلى سوريا، لتمارس دورا سياسيا فيها، وكان أن استجاب الأسد بأن بإمكانهم العودة كأفراد بذات الطريقة التي يمكن لأي مواطن سوري أن يتبعها. وقد كرر الأتراك الطلب ذاته في ربيع هذا العام، حين قدموا أنفسهم «وسطاء» بين المعارضة المتمثلة «بالإخوان» والقيادة السورية، فكان أن رفضت دمشق الطلب، خصوصا وأن معلومات استخباراتية ودبلوماسية كانت بدأت تصقل حول الدور الذي تؤديه هذه الشخصيات في حركة الاحتجاج في سوريا.
وأكد دبلوماسي أوروبي، فضل عدم كشف هويته، أن «الأتراك اقترحوا أول الأمر أن يتولى الإخوان أربع وزارات كبيرة»، موضحا أنهم «يشكلون طيفا من الأطياف السياسية في البلاد». وفي التاسع من آب الماضي نقل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو رسالة من الرئيس عبد الله غول طلب فيها من زميله السوري عدم الانتظار حتى فوات الأوان لانجاز إصلاحات ديموقراطية. وقال للأسد «إن قيادتكم للتغيير ستجعلكم تتبوأون مكانة تاريخية بدلا من أن تعصف بكم رياح التغيير». وأفاد مسؤول سوري مطلع على الملف أن داود اوغلو طلب، خلال محادثات استمرت ست ساعات، «عودة الإخوان المسلمين إلى سوريا». وأضاف إن «الرئيس الأسد رد عليه بالقول انه يمكنهم كأي شخص يتمتع بالجنسية السورية لكن ليس مطلقا كحزب، لأنه تشكيل طائفي لا تتلاءم أفكاره مع الطابع العلماني لسوريا».
وأدى رفض الاقتراح التركي إلى القطيعة بين الجارين الصديقين. وفي 28 آب أعلن غول ان تركيا «لم تعد تثق» بنظام الاسد. وكان الرئيس السوري قال مؤخرا، خلال لقاء مع وفد جمعيات مسيحيي الشرق، انه «يرفض ان تحل العثمنة محل العروبة، وان تصبح انقرة مركز قرار العالم العربي او ان تترك الساحة للأحزاب الدينية فيسيطر الإخوان المسلمون، ومركزهم الرئيسي في أنقرة، على المنطقة».

ميدانيات
وفي سياق مختلف، قالت مصادر ميدانية لـ«السفير» أن ثلاثة عناصر من قوى حفظ النظام قتلوا أمس في كمين مسلح في منطقة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، في الوقت الذي تستمر فيه حالة المواجهة المسلحة في الرستن بين قوى الجيش و«مجموعات مسلحة» وفقا للتوصيف الرسمي.  وعلمت «السفير» أن الرستن تشكل منطقة التواجد الأكبر للمسلحين، وأن معالجتها ستستهلك وقتا وفقا لتقديرات أمنية بسبب الخوف من الكلفة البشرية من جهة ووضع المنطقة الجغرافي من جهة أخرى. وجاءت هذه التصريحات لتضع «المعلومات» التي أوردها البيان الصادر عن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص، بعد لقائه الأسد في دمشق أمس الأول، «في سياق صحيح» حيث أكدت المصادر لـ«السفير» أن «هاجس الاستقرار الأمني رئيسي في سوريا، لكن من الصعب القول أن الحوادث الأمنية انتهت».


النهار
واشنطن تندّد بـ"ترهيب" سفيرها في دمشق
وفي الشأن السوري كتبت النهار "نددت الولايات المتحدة بـ "محاولات الترهيب" التي يقوم بها النظام السوري، "بواسطة الرعاع الذين يستأجرهم"، للسفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، كما فعل خلال زيارته أمس للمعارض السوري البارز المحامي حسن عبدالعظيم في دمشق. ونفت بشدة الاتهامات التي وجهتها اليها وزارة الخارجية السورية بتحريض "الجماعات المسلحة" على قوات الجيش السوري.
وسخر مسؤول أميركي بارز من هذه الاتهامات وقال لـ"النهار": "النظام السوري على حق. هناك جماعات مسلحة تجول في البلاد. لكن النظام نفسه يعبئها ويسلحها وينقلها من بلدة الى بلدة". وبعدما اتهم المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، النظام السوري باستئجار فريق من الرعاع لمواجهة السفير فورد، قال ان "هذه الاتهامات السخيفة لن تمنع الشعب السوري من معرفة الحقيقة، أي ان النظام هو المسؤول عن الاضطرابات في سوريا من خلال اعمال العنف المشينة التي يأمر بها بشار الاسد وزمرته ضد المتظاهرين الذين كانوا ولا يزالون بسوادهم الاعظم مسالمين". واضاف: "بشار الاسد ينهار، والسؤال هو من سينهار معه، وما هو حجم الدمار والعنف الاضافيين اللذين سيفرضهما على الشعب السوري".
وكانت الخارجية السورية رأت ان تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر الاثنين، هي دليل واضح على ان الولايات المتحدة تشجع الجماعات المسلحة على ارتكاب اعمال العنف ضد الجيش السوري.
وقد زار السفير الاميركي صباح امس منسق هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبدالعظيم في مكتبه بوسط دمشق، لكنه فوجئ بحشد من "الجمهور الموالي" يقذفه بالحجار والبيض والبندورة وينهال بالضرب على سيارته ويحاصره بعد دخوله مكتب عبدالعظيم الذي يرفض وكذلك طيف كبير من معارضة الداخل "أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية" كما بات معروفا ومعلنا. 
 وتعليقا على حادثة اعتراض السفير فورد، قال الناطق تونر ان حكومته "تدين بقوة، ما كان بوضوح جزءا من حملة مستمرة لترهيب ديبلوماسيينا لدى قيامهم باعمالهم وواجباتهم الطبيعية". ولاحظ ان الترهيب الذي يمارسه"الرعاع من انصار الحكومة ليس سلوكا حضاريا، وهذا اعتداء لا عذر له ويعكس تعصب النظام وانصاره، وهذا التعصب الذي يدفع النظام للجوء الى الاعتقالات والضرب والتعذيب والقتل لاولئك الذين يحاولون ممارسة حقوقهم المشروعة دوليا في التجمع السلمي والتعبير عن آرائهم".
وأوضح تونر ان أنصار النظام حاصروا مكتب المعارض حسن عبدالعظيم بعدما دخله السفير فورد، الذي أوقف سيارته بعيدا من المبنى ومرافقوه، وقال ان المتظاهرين الموالين للنظام حاولوا الاعتداء على موظفي السفارة خلال وجودهم في سياراتهم، لكن السفير ومرافقيه  الذين حوصروا داخل المبنى لم يصابوا بأي أذى وان تكن لحقت اضرار بسيارات السفارة التي طلب منها الحضور لاعادة السفير الى مقره عقب وصول الشرطة السورية التي رافقته في عودته. وحمّل  الحكومة السورية مسؤولية ما حدث، ورفض الطرح القائل بأن نشاطات السفير فورد تشكل استفزازا لها.
وطالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السلطات السورية باتخاذ اجراءات لحماية الديبلوماسيين الاميركيين بعد التهجم "غير المبرر على الاطلاق" الذي تعرض له السفير فورد الذي اشادت بـ"شجاعته". واعتبرت ان الحادث يندرج في اطار "حملة ترهيب" تستهدف ايضا ديبلوماسيين لدول اخرى ومراقبين آخرين.
كذلك ندد البيت الابيض بالهجوم على السفير، وصرح الناطق باسم الرئاسة جاي كارني: "يوما بعد آخر يعرض السفير فورد سلامته الشخصية للخطر ليدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري"، واصفا الهجوم بأنه "ليس ثمة ما  يبرره".
 وبعد الحادث بساعات نفى مصدر مسؤول في السفارة الأميركية في دمشق أن تكون سيارة السفير الأميركي قد دهست أيا من المواطنين السوريين لدى خروجه من مكتب عبدالعظيم.
 وراجت انباء في الأوساط السورية عن ان "سيارة السفير فورد تعرضت بالاذى لمواطن سوري" الأمر الذي "نفته السفارة الاميركية نفيا باتا قائلة إن لا أساس له من الصحة".

مجلس الأمن
في نيويورك، باءت بالفشل أمس محاولات الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن للتوصل الى تسوية تنهي الخلاف على امكان اصدار قرار في شأن الأوضاع المتدهورة في سوريا، على رغم "الليونة" التي أبدتها الدول الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال، في تعديل مشروع قرارها بتضمينه عناصر من مشروع القرار الذي اقترحته روسيا.
وعدلت الدول الأوروبية مشروعها تعديلا جوهريا ليل أول من أمس في محاولة لتذليل الإعتراضات الروسية والصينية، مبقية الباب مفتوحاً أمام مزيد من التعديلات. وكان مقرراً أن يعقد أمس اجتماع على مستوى الخبراء، غير أن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين اتصل بنظيره الفرنسي جيرار آرو طالباً رفع الإجتماع الى مستوى المندوبين الدائمين، الذين اجتمعوا بعد الظهر بتوقيت نيويورك (منتصف الليل بتوقيت بيروت). وقبل دخوله الإجتماع، صرح تشوركين: "أنا لست متفائلاً" بالتوصل الى تسوية للتصويت على مشروع القرار اليوم الجمعة، كما ترغب الدول الغربية.
وسألت "النهار" ديبلوماسياً غربياً رفيعاً خرج من الإجتماع قبل انتهائه عن توقعاته، فأجاب: "المفاوضات الجارية صعبة، وشعوري الشخصي أن الإتفاق يقتضي بعض الوقت... لا أعتقد أنه سيحصل تصويت الجمعة. هذا شعور شخصي فحسب". ولمح الى عنصر شكلي آخر قد يؤخر هذا التصويت، هو كون الرئاسة اللبنانية لمجلس الأمن هذا الشهر تنتهي اليوم، وفي حال التوصل الى اتفاق، "لا تستحسن" الدول الراعية للقرار ألا تصوت الرئاسة عليه. لذلك يستبعد التصويت قبل الإثنين، ريثما تتسلم نيجيريا رئاسة مجلس الأمن غداً السبت.
وأبلغ ديبلوماسي آخر الصحافيين أن الدول الأوروبية "ترفض رفضا باتا أي محاولة لمساواة العنف الذي تمارسه السلطات السورية بما يشاع عن أعمال عنف تقوم بها المعارضة"، غامزاً تحديداً من قناة موسكو، التي تتحدث عن وجود متطرفين في صفوف المعارضة السورية. كما رفض الإتهامات الروسية بأن ثمة دولاً "تحرض" على العنف، ومطالبتها بإلغاء العبارة الآتية من مشروع القرار: "يعبر (مجلس الأمن) عن تصميمه على مراجعة تنفيذ سوريا لهذا القرار في غضون 30 يوماً، وفي حال عدم امتثال سوريا لهذا القرار، يدرس اصدار اجراءات هادفة، بما في ذلك عقوبات، بموجب المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
وشطبت الدول الأوروبية بعض العبارات التي واجهت اعتراضاً شديداً من روسيا، وخصوصاً الإشارة الى امكان احالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وقال تشوركين في الإجتماع أيضاً ان "الإشارة الى السلاح خط أحمر". 


الأخبار
هجوم على السفير الأميركي: دمشق تتّهم واشنطن بالتأجيج
سوريا تنفي تدخُّل الطائرات العسكرية في الرستن... واجتماع رسمي لمعارضة إسطنبول
بدورها تناولت صحيفة الاخبار الاحداث في سورية وقالت "تسير التطورات الميدانية، التي تنحو في حمص خصوصاً منحى العسكرة، في موازاة تطورات سياسية من العيار الثقيل، وسط شرخ لا ينفك يتّسع بين معارضتَي الداخل والخارج، على أساس نقطة محورية: تأييد التدخل الخارجي أو رفضه.
تسارعت الأحداث والأنباء السورية، الميدانية منها والسياسية، أمس؛ فعلى وقع أنباء كذبتها السلطات عن تدخُّل الطائرات العسكرية في معارك مدينة الرستن في حمص، جاء الحدث موقَّعاً باسم السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي أتى دوره ليتعرّض لهجوم بالبيض والبندورة والحجارة لدى دخوله مكتب المعارض حسن عبد العظيم في دمشق. واستبقت دمشق أيّ رد فعل غاضب من واشنطن، لتشنّ حملة تتهم الإدارة الأميركية بالمسؤولية عن تحريض جماعات على ارتكاب أعمال عنف. بالتزامن مع ذلك، كشفت مصادر عن ضغط مارسته تركيا على القيادة السورية قبل فترة بهدف إشراك وفد من الإخوان المسلمين السوريين في الحكومة لإسكات الانتفاضة الشعبية.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أنها عملت على ضمان خروج آمن للسفير فورد، بعد محاصرته من قبل محتجين لأكثر من 3 ساعات داخل مكتب عبد العظيم في شارع النصر وسط العاصمة. وقالت الوزارة، في بيان، إن «السفارة الأميركية أعلمت وزارة الخارجية والمغتربين صباحاً أن السفير الأميركي روبرت فورد، أثناء قيامه بزيارة لمكتب المحامي حسن عبد العظيم، تعرّض لتظاهرة من عدد من السوريين الذين احتجّوا على السفير وتحركاته». وأضاف البيان أن وزارة الخارجية «فور علمها بذلك، بادرت إلى الاتصال بالجهات المعنية التي قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية السفير وفريقه وتأمين عودتهم إلى مقر عملهم». ونجحت قوات الأمن السورية في تفريق عشرات المحتجين الذي رشقوا السفير الأميركي بالحجارة والبيض والبندورة لدى وصوله إلى مكتب عبد العظيم. وقال المعارِض المذكور لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن «عشرات المحتجين تجمعوا أمام المكتب، ولدى وصول السفير فورد وسكرتيرته للشؤون السياسية، تعرضا للرشق بالبندورة وأصيبت سكرتيرته، ثم دخل السفير المكتب وجرى إغلاق الأبواب التي حاول المحتجون الدخول» من خلالها. وكان موقع «محطة أخبار سوريا» الإلكتروني الخاص قد نقل عن شهود أن السفير فورد «تعرّض للضرب من قبل بعض الشباب».
في غضون ذلك، اتهم «مصدر سوري مسؤول» الولايات المتحدة بالتورط على نحو «واضح في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش السوري». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن المصدر في وزارة الخارجية تأكيده أن «التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك ما قاله نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في 26 من الشهر الجاري في تأييد استخدام الجماعات الإرهابية المسلحة العنف ضد قوات الجيش السوري، تدل بوضوح على أن الولايات المتحدة متورطة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش». وفي إطار الضغوط الخارجية على دمشق، كشف مسؤولون سوريون ودبلوماسيون لوكالة «فرانس برس» أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اقترح الصيف الماضي على الرئيس السوري بشار الأسد تأليف حكومة يكون فيها ربع الوزراء أو ثلثهم من الإخوان المسلمين، في مقابل التزامهم باستخدام نفوذهم لوضع حدّ لحركة التمرد التي تهزّ البلاد»، بحسب دبلوماسي غربي أكد أن «الرئيس السوري رفض ذلك الاقتراح». ولفت الدبلوماسي إلى أن «الأتراك اقترحوا أول الأمر أن يتولى الإخوان المسلمون أربع وزارت كبيرة بذريعة أنهم يمثّلون طيفاً من الأطياف السياسية في البلاد». وفي السياق، أكّد مسؤول سوري مطّلع أن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو اقترح، في التاسع من آب الماضي خلال محادثاته الشهيرة مع الأسد، «عودة الإخوان المسلمين إلى سوريا»، فردّ عليه بالقول بأنه «يمكنهم العودة كأشخاص، لكن ليس كحزب». ورداً على سؤال عن مشاركة الإخوان المسلمين في الحكومة السورية، أجاب مصدر في وزارة الخارجية التركية: «إنها المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا، لكننا دائماً نقول للحكومة السورية إنكم إذا لم تتقاسموا السلطة عبر الانتخابات، وإذا لم تقوموا بإصلاحات، فإن الأمور ستصبح صعبة بالنسبة إليكم».
تطورات واكبتها حركة معارضة نشيطة، مع كشف المعارض البارز ميشال كيلو أنه ومعارضي الداخل الذين ينضوون تحت لواء «اللجنة الوطنية للتغيير الديموقراطي»، لا ينوون الانضمام إلى «المجلس الوطني السوري» الذي أعلن تأسيسه في إسطنبول أخيراً، لأن هذه الهيئة «منفتحة على فكرة التدخل الأجنبي، ولأنه إذا قبلت فكرة التدخل الأجنبي، فسنذهب باتجاه سوريا موالية لأميركا وليس باتجاه دولة حرة، وتتمتع بالسيادة. كذلك فإن طلب تدخل أجنبي سيفاقم المشكلة، لأن سوريا ستدخل في عنف مسلح، والطائفية، ونحن في الداخل نعارض ذلك». غير أن ذلك لم يمنع «المجلس الوطني السوري» من إعلان عقد اجتماع مغلق مع عدة أحزاب مهمة وشخصيات في إسطنبول «لتحديد تشكيلة الهيئات القيادية للمجلس المعارض»، وفق المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني. وقالت قضماني إن «الإخوان المسلمين و«إعلان دمشق» وشخصيات مثل برهان غليون وتشكيلات كردية ومستقلين وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في الداخل، تجري مناقشات تمهيدية في جلسة مغلقة في إسطنبول بهدف تحديد التشكيلة الكاملة وهيئات قيادة المجلس الوطني السوري». تجدر الإشارة إلى أن هذه المناقشات تستبق انعقاد اجتماع رسمي لـ«المجلس الوطني السوري» يومي غد (السبت) وبعد غد (الأحد).


اللواء
قصف بالطيران للرستن.. وهجوم بالبيض على فورد
كلينتون: محاولة ترهيب غير مبررة 
قرار مجلس الأمن اليوم... ومعارضة الداخل لن تشارك بمؤتمر إسطنبول  
كما تناولت اللواء الشأن السوري وكتبت تقول "زج النظام السوري للمرة الاولى بالطيران الحربي في حملته على النشطاء السياسيين والجنود المنشقين عن الجيش في مدينة الرستن التي تعرضت لسلسلة من الغارات الجوية وقصف بمدفعية الدبابات. وفيما كانت مدينة حمص وريف دمشق هدفاً لحملات امنية عنيفة دخلت سوريا في حرب اتهامات مع واشنطن على خلفية التعرض للسفير الاميركي في دمشق. وقد تزامن ذلك مع بدء المعارضة السورية اجتماعات في اسطنبول لتوحيد صفوفهاوفشل مجلس الامن الدولي لليوم الثاني على التوالي بالتوصل الى اجماع حول مشروع قرار أوروبي مخفف حول سوريا.
وقد جاء التطور الميداني البارز امس مع اعلان الناشطين ان مقاتلات حربية اغارت على مدينة الرستن شمال حمص حيث دارت معارك عنيفة بين آلاف الجنود تدعمهم الدبابات والمدرعات والمروحيات الحربية الى جانب المئات من ميليشيات الشبيحة الموالية للنظام من جهة وكتيبة خالد بن الوليد المنشقة عن الجيش والتي تتخذ من الرستن معقلا لها. وفي حين فشلت وحدات الجيش لليوم الثاني على التوالي بدخول المدينة قال ناشطون ان اكثر من سبعة واربعون شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين.
بالمقابل اعلنت دمشق أنها ضبطت كميات من الأسلحة والذخيرة لدى محاولة تهريبها إلى سوريا في سيارة براد شاحنة قادمة من لبنان تحمل لوحة عراقية.
من جهة ثانية تعرض معارضون موالون للنظام السوري للسفير الاميركي روبرت فورت عند وصوله الى مكتب المعارض حسن عبد العظيم في دمشق. وفي حين اكدت دمشق ان السلطات السورية بادرت لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية السفير وفريقه وتأمين عودتهم إلى مقر عملهم، اتهمت واشنطن دمشق بالوقوف وراء الاعتداء على فورد قائلة<نحن نعتقد ان ذلك جزء من حملة جارية لاخافة دبلوماسيينا من قبل الحكومةالسورية>. كماأدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الهجوم وطالبت سوريا باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية الدبلوماسيين الاميركيين معتبرة هذه المحاولة> لترهيب دبلوماسيينا من خلال العنف غير مبررة>.
وكانت دمشق اتهمت في وقت سابق امس واشنطن بتشجيع المجموعات المسلحة على ارتكاب اعمال عنف ضد الجيش السوري. وقالت الخارجية السورية ان <التصريحات الاخيرة الصادرة عن المسؤولين الاميركيين تدل وبشكل واضح على ان الولايات المتحدة متورطة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش العربي السوري>.
من جهة ثانية أكد الكاتب ميشيل كيلو ان معارضي الداخل لا ينوون الانضمام الى المجلس الوطني لان هذه الهيئة منفتحة على فكرة <التدخل الاجنبي>.
من جهة اخرى افاد مسؤولون سوريون ودبلوماسيون ان تركيا اقترحت الصيف الماضي على السلطات السورية اشراك الاخوان المسلمين في الحكومة مقابل دعمهم لوقف حركة الاحتجاج. لكن <الرئيس السوري رفض ذلك الاقتراح>.

مجلس الامن
دوليا فشل مجلس الامن الدولي لليوم الثاني على التوالي بالتوصل الى اتفاق حول مشروع قرار جديد ضدها بعدما ابدت روسيا معارضتها للجهود الاوروبية الهادفة لتهديد دمشق بعقوبات. وناقش اعضاء مجلس الامن الـ15 مشروعي قرار حول الازمة في سوريا اعدت فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال احدهما وروسيا الاخر. ويأمل الاوروبيون في التصويت على المشروع الغربي اليوم.
ويقول دبلوماسيون غربيون انهم يريدون تسريع المناقشات واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الاوروبيين حول مشروع القرار مشيرة الى انه يجب ان يترك <عواقب> على النظام السوري لكن بدون ذكر كلمة عقوبات.


المستقبل
باريس تريد قراراً دولياً يتضمن تحذيراً شديد اللهجة لدمشق.. والجيش يواصل قصف الرستن
"الشبيحة" يهاجمون السفير الأميركي والمعارضة تتهم النظام بدفع المحتجين إلى السلاح
صحيفة المستقبل تناولت من جهتها الاحداث في سورية وكتبت تقول "دانت الولايات المتحدة هجوم "شبيحة" النظام السوري على السفير الأميركي روبرت فورد لدى زيارته مكتب المعارض المحامي حسن عبدالعظيم في دمشق أمس، في وقت أعربت فرنسا عن أملها أن يتضمن القرار الذي يجري التفاوض بشأنه حالياً في الأمم المتحدة "مؤشراً قوياً" وتحذيراً للنظام في دمشق ليكف عن القمع والإرهاب.
ورفض المعارض السوري البارز ميشال كيلو أي تدخل أجنبي في الحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن "النظام يطبق منذ البداية خطة تقضي بالضغط على الحراك الشعبي لدفعه الى التطرف وحمل السلاح".
ففي دمشق اتهم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا المحامي حسن عبدالعظيم من وصفهم بـ"شبيحة" النظام السوري بالاعتداء على السفير الأميركي لدى زيارته في مكتبه في شارع النصر وسط دمشق أمس حيث بقي فورد وديبلوماسيون أميركيون أكثر من ساعتين يحاصرهم العشرات من المحتجين على "التدخلات الأميركية بالشؤون السورية"، قبل أن يخرجوا بحماية قوات الأمن السورية.
وكان موقع "محطة أخبار سوريا" الإلكتروني الخاص نقل عن شهود أن السفير فورد "ولدى ذهابه الى شارع النصر وسط العاصمة دمشق لزيارة مكتب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا المحامي حسن عبدالعظيم، تعرض للضرب من قبل بعض الشباب اعتراضاً على مواقف بلاده من الأحداث في سوريا". وقال عبدالعظيم للموقع الإلكتروني إن "السفير فورد موجود في مكتبه وهناك شباب في الشارع يخبطون (يدقون) على أبواب المحال التجارية، وإن أصواتهم تصل الى المكتب الكائن في الطابق الثالث"، وأضاف أن "السفير فورد لا يستطيع الخروج من المكتب الآن".
ودان البيت الأبيض أمس الهجوم الذي تعرض له السفير الأميركي في دمشق من قبل مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، واعتبره جزءا من "حملة التخويف" التي تستهدف الديبلوماسيين الأميركيين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين إن "هذا النوع من الاعتداءات ضد طاقم ديبلوماسي بمن فيه سفيرنا، غير مسؤولة وغير مبررة". وأضاف "من الواضح أن هذا جزء من حملة مستمرة لتخويف وتهديد الديبلوماسيين الذين يحاولون الشهادة على وحشية نظام الأسد".
ودعا مجلس الشيوخ الأميركي إلى المصادقة على منصب فورد كسفير، وقال "من الواضح أننا نريد أن يستمر السفير فورد بالعمل المهم الذي يقوم به". كما دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الهجوم على السفير الأميركي في دمشق وطالبت سوريا باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية الديبلوماسيين الأميركيين. وقالت كلينتون "ندين هذا الهجوم غير المبرر بأشد العبارات الممكنة. كان السفير (روبرت) فورد ومساعدوه يؤدون العمل الطبيعي الخاص بالسفارة وهذه المحاولة لترهيب دبلوماسيينا من خلال العنف غير مبررة". وأضافت "ناقشنا على الفور هذا الحادث مع الحكومة السورية ونطالبهم باتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية ديبلوماسيينا وفقاً لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي".
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية بأن "السفارة الأميركية أعلمت وزارة الخارجية والمغتربين صباح اليوم (أمس) بأن السفير الأميركي روبرت فورد أثناء قيامه بزيارة إلى مكتب المحامي حسن عبدالعظيم تعرض لتظاهرة من عدد من السوريين الذين احتجوا على السفير وتحركاته". وأضاف أن "وزارة الخارجية والمغتربين وفور علمها بذلك بادرت إلى الاتصال بالجهات المعنية التي قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية السفير وفريقه وتأمين عودتهم إلى مقر عملهم انطلاقاً من التزامات سوريا الدولية".
وفي باريس، أعربت فرنسا أمس عن الأمل في أن يتضمن القرار الذي يجري التفاوض بشأنه حالياً في الأمم المتحدة "مؤشراً قوياً" وتحذيراً لدمشق بدون توضيح ما إذا كانت ستوافق على نص لا يتطرق لعقوبات. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء مع صحافيين "نعمل على نص يوجه من خلاله المجتمع الدولي مؤشراً قوياً الى دمشق، ونريد تحذير النظام السوري ونريده أن يكف عن الإرهاب والقمع". وأضاف "لهذا السبب تسعى فرنسا مع بعض شركائها الى تحريك الخطوط في نيويورك، وطرحنا مشروع قرار ما زال النقاش متواصلاً حوله في مجلس الأمن الدولي". وأكد أن "مجلس الأمن أمام مسؤولياته وحان الوقت للتحرك أمام المأساة السورية".
وأخفق الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن أول من أمس بعد نصف يوم من المناقشات في التوافق حول مشروع قرار بشأن سوريا. وبعد محاولات متكررة للمصادقة على قرار ينص على عقوبات فورية، طرحت دول عدة الثلاثاء على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار ينص فقط على تهديد بعقوبات ضد الحكومة السورية. وقالت روسيا بوضوح إنها ستعارض هذا التهديد.
وأعلن سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عقب المناقشات أن الأعضاء الخمسة عشر توقفوا عن مناقشة "عقوبات" وقال "يفترض أن نكون قادرين على الاتفاق على أرضية مشتركة".
على صعيد آخر، اعربت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أمس عن ثقتها في ان اعضاء لجنة تحقيق دولية حول الانتهاكات التي ارتكبت في سوريا سيتمكنون من دخول هذا البلد. وقالت السفيرة ايلين تشامبرلين دوناهوي التي تباحثت مع الاعضاء الثلاثة في اللجنة للصحافيين ان هذه اللجنة على "استعداد للدخول الى سوريا للتحقيق حول مزاعم خطيرة بجرائم ضد الانسانية وستزور تركيا ولبنان والاردن ايضا لجمع وقائع وادلة". واضافت "نعتقد انهم سيتمكنون من الدخول" الى سوريا. واكدت ان "وضع حقوق الانسان في سوريا هو حاليا احد اكثر الاوضاع خطورة واكثرها الحاحاً في العالم".