يسخر المقطع الكوميدي من طريقة تعاطي الحكومة والمجتمع الأميركيين مع الإرهاب عموماً، وتنظيم «داعش» ..يتلاعب صانعو المشهد الكوميدي بشعارات التنظيم المطبوعة على راياته السوداء
في محاكاة لأحدث إعلانات «تويوتا»، أطلّت الممثلة الأميركية داكوتا جونسون (25 عاماً) في برنامج «ساترداي نايت لايف» على شبكة «أن بي سي» الأميركيّة، لتسخر من تنظيم «داعش». يجمع الشريط بين جونسون بدور الابنة، والممثل الأميركي تاران كيلام (32 عاماً) بدور الأب، وقد خلّف ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل المشغولة به بكثافة منذ بثّه قبل يومين.
يسخر المقطع الكوميدي من طريقة تعاطي الحكومة والمجتمع الأميركيين مع الإرهاب عموماً، وتنظيم «داعش» على وجه الخصوص. في الإعلان الأصليّ، يودّع الأب ابنته بعد إنهائها دراستها الثانويّة، وقرارها الانضمام إلى صفوف الجيش الأميركي.
تنقلب الآية في المقطع الساخر، إذ يطلب الأب من ابنته أن «تعتني بنفسها»، فتجيبه بنبرة عتاب وابتسامة ساخرة بما معناه: «لا تقلق، إنه مجرّد داعش». تظهر هنا مجموعة مسلّحين بأزياء وأعلام تحيل فوراً إلى الصور المتداولة عن التنظيم. يجتاحون المشهد بسيّارة دفع رباعي، ورشّاشات، فتلتحق بهم داكوتا، بابتسامة عريضة على وجهها.
يتلاعب صانعو المشهد الكوميدي بشعارات التنظيم المطبوعة على راياته السوداء. إذ يرفع المسلّحون شعار «لا نريد إلا العقل»، عوضاً عن «لا إله إلا الله»، إلى جانب راية كتب عليها «أنا أحبّ قطط» (ربما تمّت ترجمتها عبر «غوغل ترانسلايت»). وحين تلتحق داكوتا بالمسلّحين، يطلب منهم والدها الاعتناء بها، فيردّ عليه أحدهم: «الموت لأميركا»، قبل أن تنطلق السيارة بشكل جنوني، مصحوبةً برشقات من الرصاص. ويختتم المشهد بعبارة «داعش، نحن نتولّى أمرها من هنا يا بابا».
تمّ تداول المشهد الساخر على نطاق واسع بعد عرض الحلقة، وحقَّق في الساعات الأولى لنشره على موقع «يوتيوب» عدد مشاهدات كبيرا (تجاوز على قناة البرنامج أكثر من 600 ألف مشاهدة). وقد يعود السبب في انتشاره إلى الشهرة التي حقّقتها داكوتا جونسون مؤخراً بعد أدائها دور البطولة في فيلم «ظلال غراي الخمسون». ورصد مركز «نيلسن» للإحصاء أكثر من 25 ألف تغريدة حول الفيديو على «تويتر»، وفق صحيفة «لوس أنجلس تايمز».
يبدو أنّ فريق برنامج «ساترداي نايت لايف» ضرب المجتمع الأميركي في الصميم، من خلال المقارنة الواضحة بين الجيش الأميركي والتنظيم الإرهابي، ما يعدّ إهانة بنظر بعض الأميركيين لتضحيات جنودهم. كما ينتقد الشريط بشكل لاذع السياسة الأميركيّة الساذجة في الحرب على التنظيم الذي لا يزال قادراً على جذب عدد من الشبّان والشابات الأميركيين، للالتحاق بصفوفه، بالرغم من حرب «التحالف الدولي» ضدّه.
معظم المعلّقين الأميركيين على الشريط أبدوا رفضهم لمضمونه، إذ تمّ تداوله مرفقاً بوسم NotFunny (ليس مضحكاً). على المقلب الآخر، تلقّفته بعض المنتديات والصفحات الجهاديّة، معترضةً على استبدال العبارات المكتوبة على راية «داعش»، بأخرى «تمجّد العقل على حساب الله»، ما عدّوه «كفراً آخر بالله يستوجب الرد القاسي».
الممثل الأميركي تاران كيلام، بطل الفقرة، ردّ على منتقديه بتغريدة بسيطة تضمنت التسجيل ذاته مصحوباً بعبارة «فخور به، حرية السخرية هي سلاحنا الأعظم»، قبل أن يشكر كتاب المشهد الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم.
وبعيداً عن ردود الفعل «المصدومة» من هذا الإعلان الساخر، يبدو أنّ مصمّميه أرادوا إيصال رسالة واضحة مفادها أن «التنظيم متغلغل فينا»، وأنه «أصبح يجتذب الشباب الأميركي أكثر من الجيش»، ما بات يهدد المجتمع الأميركي الراغب بالبقاء بعيداً عن العالم العربي وصراعاته.
يأتي ذلك بعد تأكيد «سي آي إيه» أنّ عدد المقاتلين الأجانب يرتفع بشكل مضطرد في تنظيم «داعش»، ليصلوا في آخر تقديرات الوكالة، والتي تداولتها الصحافة الغربية في 10 شباط/ فبراير الفائت، إلى أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي، من دون وجود إحصاءات تبيّن عدد المقاتلين الأميركيين ( وهم كثر) في التنظيم.
تهديدات جديدة لـ«تويتر»
أعلن موقع «تويتر» تعاونه مع السلطات الأميركيّة للكشف عن طبيعة تهديدات أطلقها ناشطون في «داعش» ضدّه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن متحدّث باسم الشركة الأميركيّة قوله إنّ فريقها الأمني «يحقّق في صحة تلك التهديدات مع السلطات المختصة».
يأتي ذلك بعد تداول منشورات نسبت إلى أعضاء في التنظيم، يهدّدون فيها أحد مؤسسيه جاك دورسي، بعد تعليق حسابات تابعة لـ «داعش» و «بوكو حرام».
وجاء في التهديدات المتدولة: «الحرب الالكترونية التي تخوضونها ضدنا ستتحول إلى حرب حقيقية ضدكم» (...) قلنا لكم منذ البداية إن هذه الحرب ليست حربكم لكنكم لا تفهمون وتستمرون في إغلاق حساباتنا على «تويتر»، وننجح دائما في العودة وبسرعة فائقة، عندما سينجح مقاتلونا في القضاء عليكم نهائيا لن يكون عندها من مجال للندم».
تجدر الإشارة إلى أنّ سياسة «تويتر» تحظّر على المستخدمين توجيه تهديدات صريحة لأيّ أحد.