تضح ذلك من كلام كلارك ان الهدف من "داعش" ومن "النصرة"، وهي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والمنظمات المشتقة عنهما هو قتال حزب الله.
قال الجنرال الاميركي المتقاعد ويسلي كلارك (القائد الاعلى لقوات حلف الاطلسي سابقا) في حديث لشبكة "CNN" التلفزيونية "انطلقت داعش بتمويل من اصدقائنا وحلفائنا لانه كما يقول الناس في تلك المنطقة، اذا اردت ان يذهب احد لقتال حزب الله حتى الموت لا يكون ذلك بوضع ملصق اعلاني يكتب عليه (تطوع معنا سنجعل العالم افضل). عليك ان تبحث عن المتحمسين وعن المتدينين المتشددين. هؤلاء هم من يقاتل حزب الله."
انه اصدق اعتراف اميركي وغربي. يتضح ذلك من كلام كلارك ان الهدف من "داعش" ومن "النصرة"، وهي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والمنظمات المشتقة عنهما هو قتال حزب الله. اي ان الهدف الذي تسعى اليه الدول الممولة والداعمة للمعارضة السورية هو محاربة حزب الله وليس نشر الديموقراطية ولا اصلاح الانظمة. اضحت القضية هي البحث عن متشدد يستعد ليقاتل حزب الله حتى الموت مهما كانت عواقب ذلك.
لكن الجنرال كلارك انهى كلامه بالقول: "انها مثل فرانكشتاين." لماذا فرانكشتاين؟ لان القتال على النفوذ والسلطة بين "داعش" و"القاعدة- النصرة" ادى الى مقتل سبعة الاف من الفريقين كما ذكر كلاهما. اكثر من ثمانين عملية تفجير انتحاري حصلت خلال المواجهات بين الفريقين. الفريقان كفرَّا بعضهما البعض. فعلا كما انهى كلامه الجنرال كلارك: انه فرانكشتاين. انه اختراع الانسان الالة الذي يقتل مخترعه.
حصل كل ذلك في سياق البحث عن من يقاتل حزب الله حتى الموت. هاجمت داعش الاكراد ونفذت في عين العرب كوباني نحو خمسين عملية تفجير انتحاري ضد الاكراد وهم داخل مدينتهم ومنازلهم ومن دون سؤال ماذا ارتكب هؤلاء من اخطاء وذنوب يستحقون من اجلها مهاجمتهم بعمليات انتحارية؟ هل الاكراد هم حزب الله؟
هاجمت "داعش" سهل نينوى وقتلت المسيحيين وشردتهم من ارضهم وديارهم وسبت نساءهم، كما هاجمت جبال سنجار، وفعلت الشيء نفسه مع السكان الايزيديين وفتحت سوق نخاسة في القرن الواحد والعشرين. هذا ما قام به المقاتلون المتحمسون الذين يستعدون لقتال حزب الله حتى الموت.
اعدمت "داعش" المئات او الالاف من العشائر السنية في دير الزور والانبار وصلاح الدين ونينوى وقتلت ائمة مسجد الموصل وحرقت مكتبة الموصل وفجرت اضرحة الصحابة ناهيك عن تدمير ثروة الاثار الانسانية في متحف الموصل.
تابعت "داعش" هجومها على التاريخ والحضارة وخطفت نحو مائتين من المسيحيين الاشوريين في شمال سوريا ودمرت كنائسهم. هذه هي مواصفات من يستعد للموت في قتال حزب الله. هذا ما بحث عنه الغرب والدول الممولة، وهي عربية ومسلمة، وهؤلاء هم المقاتلون الذين اعدوهم بكل ما استطاعوا من قوة ومن دعم من اجل قتال حزب الله، وهذه هي نتائج ما زرعوا من احقاد وكراهية ليصلوا الى ما وصفه وزير الخارجية الروسي بالجنون.
قد يسأل احدنا وماذا فعل حزب الله لهم حتى يقوموا بهذا الجنون العدواني الضاري؟!
الجواب: لانه قاتل "اسرائيل".