حصلت بحوث علوم الأعصاب على دفعة قوية قبل عام من الآن، ولكن كيف يمكن ترجمة أبحاث علوم الأعصاب المتطورة إلى نصائح عملية حول كيفية اجتياز الامتحانات، وتذكر الأسماء، والعثور على السيارة في موقف سيارات مزدحم؟
حصلت بحوث علوم الأعصاب على دفعة قوية قبل عام من الآن، ولكن كيف يمكن ترجمة أبحاث علوم الأعصاب المتطورة إلى نصائح عملية حول كيفية اجتياز الامتحانات، وتذكر الأسماء، والعثور على السيارة في موقف سيارات مزدحم؟
من المعروف أن جزءاً من الدماغ يعرف باسم الحُصَيْن مرتبط بالوعي المكاني في الطيور والثدييات. وفي العام 2000، أثبت باحثون في جامعة لندن بقيادة الدكتورة إليانور ماغواير أن «الحُصيْن» لدى سائقي سيارات الأجرة في لندن قد تطور بعد سنوات من القيادة في الشوارع الخلفية للمدينة. وأظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي أن ساقي سيارات الأجرة يمتلكون حُصيْنًا أكبر من المتوسط، وأن تلك المنطقة من المخ تكبر أكثر كلما طال استمرارهم بهذا العمل.
لكن الاكتشافات الكبيرة لا تترجم تلقائيًّا إلى فوائد عملية. وتقول عالمة الأعصاب البارونة سوزان غرينفيلد إن «البحوث قد تعطينا أفكارًا عظيمة، ولكننا لم نتمكن من علاج مرض ألألزهايمر بعد. ما زلنا بحاجة إلى أن نعرف لماذا تموت خلايا معينة في حالات الخرف، وكيف يمكن أن يصاب المرء بسكتة دماغية كبرى وتتضرر العديد من الأعصاب، ومع ذلك لا يفقد ذاكرته؟ ما هو الرابط بين مرض باركنسون والخرف؟».أو بعبارة أخرى، لماذا تتلف بعض الخلايا من دون غيرها؟
حتى فحوص الأشعة وفحص ما بعد الوفاة لأدمغة المصابين بالخرف تعتبر محدودة القيمة، كما تشير غرينفيلد، لأن التدهور يبدأ قبل ظهور الأعراض بعشر سنوات أو عشرين سنة. فماذا يخبرنا علم الأعصاب عن أساليب الحفاظ على الدماغ؟
1- استعمله أو اخسره:يبدو أنه كلما درَّبتَ واستخدمتَ دماغك، كلما تحسن أداؤه. هناك بعض الأدلة على أن الناس ذوي المستوى الأعلى من التعليم والمهارات تقل لديهم معدلات الخرف. ولكن الصورة معقدة. ربما كان الحاصلون على قدر أكبر من التعليم يتناولون غذاءً أفضل. أما ذوو المهارات الأعلى فقد يكونون مرشحين بنسبة أكبر للحصول على عمل، والاستفادة من التمرين، والتفاعل الاجتماعي والتحفيز الذهني. الحفاظ على النشاط الجسدي والعقلي والاجتماعي يؤدي إلى عمل المخ على نحو أفضل.
2-عقاقير مقوية للأعصاب:المنشطات العقلية وتسمى أيضًا العقاقير الذكية، ومن أشهرها «مودافينيل»، وهو دواء «تعزيز اليقظة» الذي يحفز الجهاز العصبي المركزي ويوصف فقط في بريطانيا لعلاج حالات النعاس المفرط أثناء النهار. ولا يمكننا التأكد إذا ما كان أكثر فعالية بكثير من فنجان من القهوة، ولكن تأثيره يستمر لفترة أطول. ويستخدم «مودافينيل» على نطاق واسع من قبل الطلاب لأنه يجعل الناس أكثر يقظة وانتباهًا.
ووجدت باربرا ساهاكيان، الأستاذة في جامعة كامبردج، أن «مودافينيل» يساعد الجراحين الذين يعانون من الحرمان من النوم على القيام بعملهم بصورة أفضل،
3- تجنب الضرر:إن بيئتنا مليئة بالسموم العصبية التي يمكن أن تؤثر على الجينات والبروتينات والجزيئات الصغيرة التي تتكون منها أدمغتنا. ويعتبر صغار السن أكثر عرضة لتأثيرات تلك السموم. ويقول المجلس العلمي القومي الأميركي إن هناك أنواعًا من السموم العصبية قد تؤثر على الدماغ في مرحلة النمو: الرصاص والزئبق والفوسفات (المبيدات)، العقاقير المنشطة مثل الكحول والنيكوتين والكوكايين. وبعض الأدوية مثل روأكيوتان، الذي يستخدم لعلاج حب الشباب. يمكن لأدمغة البالغين أن تكون أكثر مقاومة للملوثات، ولكن المخدرات والكحول والسجائر تسمم حتى أدمغة البالغين إذا ما استهلكت بكثرة.
4- الحفاظ على تدفق الدم:يحتاج المخ إلى تدفق الدماء بشكل جيد، ولكن التدخين، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والسمنة، وارتفاع الكوليسترول في الدم تسد الشرايين وتعيق تدفق الدم. إذا كنت تهتم لسلامة دماغك فعليك تجنب عوامل الخطر هذه.
5- أثر النظام الغذائي:ثبت أن الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية «أوميغا 3»، ومضادات الأكسدة مثل فيتامينات «سي» و»إي»، والفيتامينات «بي» و»دي» تساعد على حماية الجهاز العصبي.
(الغارديان)