الرجل الذي يعطي لنفسه لقب مسؤول سابق في جبهة النصرة ومن ثم في داعش يقول انه اشترك بمعركة الأمن العسكري في الرقة وان بداية قراره بالانشقاق عن داعش كانت هذه المعركة التي يقول عنها جريمة غير مشرفة
يخرج الشاب الثلاثيني (الذي تناولناه في التقرير السابق) هاتفه الخلوي المليء بالصور عن الحرب السورية، هو شارك منذ بداياتها متنقلا من جبهة الى اخرى، يحتفظ بالكثير من الصور والفيديوهات عن معركة مهين في ريف حمص عن معارك الغوطة ، معارك مورك في ريف حماه ، معارك جبل الزاوية ومدينة الرقة ، وفي هاتفه بعض الصور مع مسؤولين في النصرة وداعش، الكثير من رفاقه قتلوا في الحرب . يقول انه اشترك بمعركة الأمن العسكري في الرقة وان بداية قراره بالانشقاق عن داعش كانت هذه المعركة التي يقول عنها جريمة غير مشرفة: لقد أعطيناهم الأمان للانسحاب ومن ثم غدرنا بهم وتمت تصفيتهم جميعا مضيفا ان المسؤول عن مجزرة الأمن العسكري في الرقة يدعى ( فتاح الناصر) .
يعرض الرجل كنز الصور الذي يحمله في هاتفه الجوال ليصل الى عشرات الصور لنساء وفتيات في مقتبل العمر واطفال صغار ويقول ان هؤلاء هن الايزيديات المخطفات لدى داعش، لقد تم نقلهن جميعا الى مدينة الطبقة السورية حيث تشرف عليهن مباشرة مخابرات داعش، مضيفا انه هنا في اوروبا ليشهد امام محكمة خاصة بجرائم داعش ضد الايزيديات في العراق.
يضيف الرجل الذي يعطي لنفسه لقب مسؤول سابق في جبهة النصرة ومن ثم في داعش ان ما حصل مع ايزيديات العراق ونقلهن الى سوريا جعله يخرج عن بيعة داعش ويتعامل مع مخابرات دولة اوروبية شكلت حكومتها محكمة خاصة بجرائم داعش ضد النسوة والفتيات الايزيديات في العراق.
يقول الرجل ان نقل الايزيديات الى الطبقة جاء بامر من ابو بكر البغدادي شخصيا، فقد وضع البغدادي هؤلاء النسوة تحت امرة واشراف مخابرات داعش مباشرة بعيدا عن سلطة الامراء، ويقول ايضا ان امرا صدر يقضي بحرمة بيع او وهب اي من الفتيات الايزيديات الى خارج التنظيم ، ويحصر عمليات وهب وبيع الفتيات والنسوة الايزيديات داخل التنظيم وبين امرائه باشراف مخابرات داعش التي تراقب كل عمليات البيع والنقل وتحمل كل شخص من التنظيم يحصل على فتاة ايزيدية المسؤولية الكاملة في حال هربها او اختفائها.
يغوص المسؤول السابق في النصرة وفي داعش بتفاصيل كثيرة يبدو من كلامه انه رواها لمحققي مخابرات الدولة الاوروبية التي وصل اليها، ويشير الى ان شبكات تهريب نشأت بين الطبقة السورية وتركيا لنقل الفتيات الايزيديات خارج مناطق سيطرة تنظيم داعش ، ويشير ايضا الى نجاحهم بتهريب نساء وفتيات ايزيديات قارب عددهن العشرة وصلن الى تركيا حيث حضر قضاة ومحققون اوروبيون واخذوا شهادات حول ظروف اعتقال النسوة وتفاصيل عن اسماء المسؤولين عن عمليات السبي والاغتصاب داخل التنظيم وعن شبكات النخاسة التي نشأت بعد سيطرة داعش على الموصل وسنجار في العراق، مضيفا انه حضر الى اوروبا بحماية جهاز استخبارات الدولة التي انشأت المحكمة والتي تقوم بجمع الشهادات وتوثيق المجازر وجمع اسماء النسوة الايزيديات المختفيات، ويضيف هذا الرجل ان التحقيقات معه كشفت ان المخابرات الاوروبية تعرف تفاصيل كثيرة عن النصرة وداعش في سوريا وفي العراق خصوصا عندما كان المحققون يعرضون امامه اسماء مسؤولين في داعش واماكن تواجدهم ومراكز عملاتية مهمة، ويؤكد انهم يعرفون الكثير .
ويختم الرجل حديثه بالكلام عن اماكن سكن الايزيديات في مدينة الطبقة السورية بالقول انهم في المنازل وفي المدارس تحت الحراسة ويعملن في تحضير الطعام لجنود داعش ، وقد تم نقلهن للطبقة لتشتيت التحقيقات الدولية ولتوريط السوريين من اتباع داعش مع قياداتهم العراقية في تهم خطف وسبي الايزيديات حتى يأمنوا خيانتهم وحتى لا يشهدوا ضدهم.