أعلن الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود أنّ المؤامرة ضدّ سورية فشلت، كاشفاً أنّ الأزمة أشرفت على بداية نهايتها، مطمئناً إلى أن لا خطر على النظام والقيادة في السورية.
حسين عاصي
المارد الأميركي بدأ بالرحيل وخط الممانعة سينتصر
المؤامرة فشلت بإرادة الشعب وحنكة الأسد
السوريون انتفضوا ضد التدخل الأميركي السافر
الشعب السوري رأس حربة.. وأميركا تسعى للفتنة
المتآمرون ضدّ سورية هم من كانوا يرفضون تدخلها
أي ضرر يلحق بسورية يؤدي لانهيار الاقتصاد بلبنان
ميقاتي كمن يتآمر على نفسه بطريقة غير مباشرة
اللبنانيون والسوريون: شعب واحد في دولتين...
أعلن الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود أنّ المؤامرة ضدّ سورية فشلت، كاشفاً أنّ الأزمة أشرفت على بداية نهايتها، مطمئناً إلى أن لا خطر على النظام السوري وعلى القيادة السورية.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، حيّا الداوود الشعب السوري الممانع على "انتفاضته" ضدّ التدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية السورية، في إشارة إلى قيام محتجين سوريين برشق السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بالحجارة والطماطم، معتبراً أنّ ردة الفعل العفوية التي سطّرها الشعب السوري ضدّ السفير الأميركي برهنت مجدداً أنّ سورية هي قلب العروبة النابض.
وفيما رأى الداوود أنّ سكان الحدود شكّلوا الدروع الوطنية للحفاظ على أمن سورية الداخلي، حذر المتآمرين على سورية في الداخل اللبناني من أنهم سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً، موضحاً أنّ الشعب هو الذي سيجعلهم يدفعون هذا الثمن، مذكّراً بأنّ الشعب اللبناني والشعب السوري هما في الواقع شعب واحد في دولتين.
وأثنى الداوود على موقف الحكومة اللبنانية تجاه الأزمة السورية باعتباره "ممتازاً حتى الآن"، لكنه تمنى أن يكون الموقف الأخير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول استعداد لبنان لتنفيذ العقوبات ضدّ سورية بحال أقرّها مجلس الأمن "تكتيكية" لا "عملية"، محذراً من أنّ أي ضرر يلحق بسورية من شأنه أن يؤدي لانهيار الاقتصاد اللبناني عن بكرة أبيه.
المؤامرة فشلت
النائب السابق فيصل الداوود أكّد لموقع المنار أنّ المرحلة الصعبة في سورية انتهت، معلناً أنّ المؤامرة فشلت، موضحاً أنّ هذه المؤامرة كانت تستهدف المشرق العربي ككل وليس سورية فقط، بمعنى أنّ مخطّط التقسيم كان يستهدف كلاً من لبنان وسورية والعراق وكلّ دول المنطقة. وشدّد على أنّ هذه المؤامرة انتهت بإرادة الشعب السوري وحنكة الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما أكّد الداوود أنّ الأزمة السورية أشرفت على بداية نهايتها، اعتبر أنّ دليل فشل هذه المؤامرة هو الضغط الدولي والاقليمي الذي يحاول ما يُسمى المجتمع الدولي توظيفه ضدّ سورية بعد ما عجزوا عن تحقيق أيّ نصر في الميدان.
ورداً على سؤال، لفت الداوود إلى أنّ العمليات التخريبية تحصل في كلّ بلدان العالم ولا تقتصر على سورية فقط دون غيرها. ولكنّه جزم أنّ هذه الأمور لا تمنع من استمرارية الدولة وضمان أمانها واستقرارها على الرغم من كلّ محاولات ضرب هذا الاستقرار بالاعتماد على كلّ الوسائل المتاحة وصولاً حتى إفلات جيوب تنظيم القاعدة في سبيل تحقيق هذا الهدف. وإذ أكد أن لا خطر على النظام السوري وعلى القيادة السورية في ضوء التطوّرات الأخيرة، اعتبر أنّ دليل الافلاس الذي أصاب المتآمرين على سورية يظهر بوضوح من خلال لجوئهم لاغتيال شخصيات مرموقة وعلمية من الداخل السوري، مشبّها ذلك بما حصل في العراق سابقاً من محاولة لتفريغ الدولة من الطاقات المؤمنة بإطارها الوطني والقومي.
سورية.. قلب العروبة النابض!
وتطرق الداوود إلى ما حصل يوم الخميس في سورية حين قام محتجون، من مؤيدي الرئيس بشار الأسد، برشق السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بالحجارة والطماطم أثناء زيارته لأحد معارضي النظام، رافضاً توصيف هذه الحادثة بـ"الاعتداء" على السفير الأميركي باعتبار أنها ليست كذلك على الاطلاق، موضحاً أنّ ما حصل هو ردة فعل للشعب السوري ضدّ التدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية لسورية. وفيما وضع الكرامة عنواناً لهذه الحادثة، أشار إلى أنها شكّلت ردة فعل عفوية للشعب السوري على ممارسات الادارة الأميركية وهي نابعة من إيمان السوريين بأنّ مصدر المؤامرة الحقيقة يكمن في الولايات المتحدة الأميركية ومن خلفها إسرائيل بطبيعة الحال.
وأشار الداوود إلى أنّ أميركا تزرع الفتنة أينما حلّت وهي تحاول أن تربك الشعب العربي لتحقيق غاياتها وأهدافها غير النبيلة، لافتاً إلى وقوف الادارة الأميركية الدائم إلى جانب العدو الاسرائيلي وبتآمرها على القضايا العربية المحقة والعادلة. وانطلاقاً من ذلك، اعتبر أنّ حادثة رشق السفير الأميركي بالحجارة والطماطم لم تكن سوى ردة فعل شعب يؤمن بخياره القومي والوطني، ملاحظاً أنّ الشعب السوري لطالما كان رأس حربة في الموقف الوطني والقومي، لافتاً إلى أن سورية هي عن حق قلب العروبة النابض، وبالتالي فمن الطبيعي لهذا الشعب المناضل أن ينتفض ضدّ تدخل السفير الأميركي السافر.
سيدفعون الثمن!
ورداً على سؤال عن انعكاس الأزمة السورية على الداخل اللبناني خصوصاً في ضوء ما يُحكى عن عمليات تهريب للسلاح على الحدود، لفت الداوود إلى أنّ هذه العمليات خفّت في الآونة الأخيرة، ما يشكّل دليلاً آخر على أنّ الأزمة شارفت على بداية نهايتها. لكنه أشار إلى أنّ سكان الحدود شكّلوا الدروع الوطنية للحفاظ على أمن سورية الداخلي. ولاحظ أنّ من يتآمرون اليوم على سورية هم أنفسهم الذين كانوا يتهمون النظام السوري بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، متسائلاً كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بما كانوا يدينونه ويستنكرونه بأشدّ العبارات.
وقلّل الداوود من أهمية إنكار هذه القوى للتدخل في الشؤون السورية وادعائها بأنها تقف على الحياد من الأزمة السورية، كاشفاً أنّ الوقائع على الأرض هي التي تكذّب هذه المزاعم، مشيراً إلى أنّ عمليات تهريب السلاح لا تقتصر على الحدود مع لبنان بل تشمل أيضاً الحدود الأردنية والعراقية، ما يؤكد أنّ هناك هجمة أميركية أوروبية على سورية بالتعاون مع أطراف عربية أساسية، مؤكداً أنّ لتركيا اليد الطولى أيضاً في زعزعة استقرار سورية.
ورداً على سؤال عن مصير القوى المتآمرة على سورية طالما أنّ الأزمة شارفت على بداية انتهائها، لفت الداوود إلى أنّ هذه القيادات السياسية التي كان موقفها معادياً للقيادة السورية ستدفع الثمن، موضحاً أنّ الشعب هو الذي سيجعلها تدفع الثمن انطلاقاً من مبدأ المحاسبة المعمول به. وإذ تساءل عن مغزى شراكة بعض اللبنانيين في المؤامرة ضدّ سورية، ذكّر بأنّ الشعب اللبناني والشعب السوري هما في الواقع شعب واحد في دولتين، وهذه حقيقة وليست مجرّد شعار، وهذا ما لا يمكن لأحد أن ينكره، مشدداً على أنّ أمن لبنان من أمن سورية والعكس صحيح، محذراً من محاولة إحداث أيّ خلل على هذا الصعيد.
العقوبات تضرّ بلبنان قبل سورية
النائب السابق فيصل الداوود أثنى على الموقف اللبناني الرسمي تجاه الأزمة السورية، واصفاً إياه بالممتاز لغاية تاريخه، متمنياً أن تبقى الحكومة على هذا الموقف، مشدداً على أنّ الحكومة المحسوبة بأغلبيتها على فريق المقاومة يجب أن تكون صاحبة مواقف واضحة بجانب خط الممانعة. وأكّد أنّ هذا الموضوع يحتاج لدراسة كاملة وواعية من الشعب اللبناني وإعادة تقييم، لافتاً إلى أنّ مصلحة هذه الحكومة تكمن في عدم التدخل في الشؤون السورية وأن تكون درعاً واقياً لعدم نشر الفوضى والمساعدة على تنفيذ المؤامرة ضدّ سورية.
وتعليقاً على موقف رئيس الحكومة الأخير الذي أعلن فيه أنّ لبنان لن يصوّت مع العقوبات ضدّ سوريا دون أن يعني ذلك أنه لن يطبّقها في حال صدرت عن مجلس الأمن الدولي انطلاقاً من التزام لبنان بالاتفاقيات الدولية، اعتبر الداوود أنّ هذا الموضوع خطير جداً. وقال: "مع احترامي للرئيس ميقاتي، ولكننا بهذه الحال، سنكون كمن يتآمر على نفسه بطريقة غير مباشرة". وأعرب عن أمله في أن يدرك رئيس الحكومة خطورة الوضع وأن يدرك أبعاد هذا الموقف، لافتاً إلى أنّ العقوبات تضرّ بلبنان قبل سورية باعتبار أنّ الأخيرة هي معبر لبنان نحو كل الدول العربية، محذراً من أنّ أيّ ضرر يلحق بسورية سيؤدي لانهيار الاقتصاد في لبنان بشكل تام.
وفيما تمنى أن يكون موقف ميقاتي محصوراً بجانب تكتيكي لا عملي باعتبار أن من شأنه إحداث كارثة بالنسبة للبنان، توجّه في ختام حديثه لموقع المنار بالتحية للمقاومة، مؤكداً أنّ خط الممانعة هو الذي سينتصر في نهاية المطاف سواء في لبنان أو سورية أو إيران أو فلسطين المحتلة، مطمئناً إلى أنّ المارد الأميركي بدأ بالرحيل.