«إطلالة شاكر على lbci تتضمّن جانباً خبرياً، هو تأكيد أنّ فضل موجود في مخيم عين الحلوة. وفي حال كانت هناك مسؤولية إعلامية على محاورة الفنان المعتزل، فهي تقع على عاتق المحطة اللبنانية، وليس على ادمون ساسين لأنّ الأخير كان يقوم
فرق شاسع بين الرجل الملتحي الذي شاهدناه يطبع قبلةً على جبين شيخه أحمد الأسير إبان إحدى تظاهرات عام 2012 في وسط بيروت، والصورة التي أطلّ علينا بها في المقابلة/ السبق التي أجراها مع lbci يوم السبت الماضي.
زكية الديراني/ جريدة الأخبار
في هذه المقابلة التي شكّلت مفترقاً (جديداً؟) في مسيرة الفنان الصادرة بحقه مذكرات توقيف على خلفية أحداث عبرا الشهيرة عام 2013، تلا فضل شاكر فعل الندامة. لم يكشف عن السبب الحقيقي وراء ظهوره في التقرير الذي أعدّه ادمون ساسين، لكن الأكيد أن تلك الإطلالة لم تكن عبثيّة. صحيح أنّها لم تحمل تصريحات جديدة، لكن وقعها كان أكبر على كل المشاهدين.
والسبب هو «لوك» شاكر. هذه المرة، كانت الرسالة الأساسية تكمن في الشكل الخارجي. تخلّى صاحب أغنية «بيّاع القلوب» عن لحيته التي رباها قبل ثلاثة أعوام عندما قرّر ترك الغناء، واعتناق الحالة الأسيرية. ظهر حليق الذقن، واضعاً آلة العود خلفه، مع صورة لحفيده، لزوم الرقة والانسانية، حتى نسي المشاهد صورته في الفيديو الشهير حيث أطلّ بوجه قاتم ليقول إنّه قتل «فطيستين». كان شاكر متوازناً في كلامه، كأنه حفظ تصريحاته غيباً. وعلى غير عادته، لم يهاجم «حزب الله»، ولم يتلفّظ بأي كلام تحريضي ومذهبي. بدا كأنّه يرنو نحو التوبة مجدداً بعد «التوبة» الأولى التي أقدَم عليها عام 2012 إثر اعتزاله الغناء. وضع «الجيل» على شعره، وارتدى بزّة رسمية شبيهة بتلك التي كنا نراه بها في حفلاته الحية.
وضع «الجيل» على شعره، وارتدى بزة رسمية
لكن ماذا يريد حقاً؟ تشير مصادر مقرّبة منه إلى أن وجود تسوية بين فضل وبعض الأطراف السياسية حُكي عنها منذ نحو أربعة أشهر لكنها تعرقلت قبل أن تأخذ مسارها المعتاد اليوم (الأخبار 7/11/2014). يومها، صرّح نائب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان منير المقدح أن شاكر يحاول إيجاد تسوية مع الجيش اللبناني تضمن خروجه من مخيّم «عين الحلوة» (جنوب بيروت) والعودة إلى حياته الطبيعية.
في هذا السياق، قام شاكر بأوّل خطوة وهي تخلّيه عن مظهره الخارجي ليقول للناس «ها أنا تغيرت» ويُغازل النائبة بهية الحريري التي تملك مفتاح حلّ قضيته، قائلاً لها «أنت أختنا الكبيرة». تلك الجملة كانت بمثابة اعتذار لها عن الكلام القاسي الذي وجهه إليها إثر اندلاع أحداث عبرا (صيدا) قبل عامين. هذا ما يريده شاكر، فهل كانت lbci علبة بريد له، ومنبراً لتبييض صورته؟ في هذا السياق، يلفت الخبير القانوني في مؤسسة «مهارات» المحامي طوني مخايل لـ «الأخبار» إلى أن «إطلالة شاكر على lbci تتضمّن جانباً خبرياً، هو تأكيد أنّ فضل موجود في مخيم عين الحلوة. وفي حال كانت هناك مسؤولية إعلامية على محاورة الفنان المعتزل، فهي تقع على عاتق المحطة اللبنانية، وليس على ادمون ساسين لأنّ الأخير كان يقوم بواجبه المهني».
ويضيف مخايل: «يصنّف تقرير ساسين بأنه ضمن الـ show off الذي يدخل في إطار السبق الصحافي، وهو أمر متاح في لبنان»، لكنّه يستدرك: «متاح شرط ألا يبيّض صورة شاكر»! الأكيد أنّ مقابلة lbci كانت مهادنة، خصوصاً في التعليق الصوتي الذي كان يعلن لنا كل تحوّل «إيجابي» حلّ على شاكر!