"مشكلة الرسوم الكاريكاتيرية" انتقلت الآن إلى المدارس الحكومية، بعد أن طلب رئيس "جمعية معلمي التربية الدينية"، جون ريودال، طباعة تلك الرسوم المسيئة وإدراجها ضمن الكتب المدرسية "على وجه السرعة."
في خطوة استفزازية جديدة لمشاعر المسلمين قاطبة أطلقت دعوات من نشطاء في الدنمارك مؤخراً، لإدراج الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد (ص)، في المناهج التعليمية. هذه الرسوم التي اثارت غضباً إسلامياً واسعاً، في وقت حذرت فيه القاهرة من أن الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من الاستفزاز لمشاعر المسلمين.
وذكرت الإذاعة الدنماركية، في تقرير لها، يوم أمس الأحد، أن "مشكلة الرسوم الكاريكاتيرية" انتقلت الآن إلى المدارس الحكومية، بعد أن طلب رئيس "جمعية معلمي التربية الدينية"، جون ريودال، طباعة تلك الرسوم المسيئة وإدراجها ضمن الكتب المدرسية "على وجه السرعة."
ونقلت عن ريودال قوله: "أزمة الرسوم الكاريكاتيرية هي موضوع متداول في حصص التربية الدينية، ويدهشني أنها لم تُدرَج حتى الآن في أي كتاب مدرسي.. وينبغي لهذه المسألة أن تحدث عاجلاً وليس آجلاً"، مدعياً أنها "تسهم في توضيح العلاقة بين العاطفة والتدين."
وتأتي هذه الدعوة المتطرفة والعنصرية بعد أسابيع قليلة من الهجوم الذي شهدته العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، في 17 فبراير/ شباط الماضي، والذي استهدف رسام الكاريكاتير المثير للجدل، لارس فيلكس، وعدداً من أنصاره، خلال ندوة عن "حرية التعبير"، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
وأثارت الرسوم، التي نشرت للمرة الأولى في صحيفة "يولاندس بوسطن" في العام 2005، غضباً عارماً بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، كما كانت أحد أسباب الهجوم على صحيفة "تشارلي إيبدو" بالعاصمة الفرنسية باريس، في الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، غالبيتهم من العاملين بالصحيفة.
وفي أول رد فعل على تلك الدعوات المتزايدة في الدنمارك، أعلنت "دار الإفتاء المصرية"، إدانتها لما وصفتها بـ"الدعوات المتطرفة" التي "تسعى لنشر الكراهية في المجتمع الدنماركي، الذي يضم ما يزيد على 359 ألف مسلم.. هم جزء لا يتجزأ من المجتمع."
وطالبت دار الإفتاء المجتمعات الغربية "ألا تتجاهل حقوق مواطنيها المسلمين"، وأن "تراعي مشاعرهم ومقدساتهم، حتى تسود ثقافة السلام والتعايش داخل المجتمعات"، وأشارت إلى أن "الإسلام يضمن حرية التعبير، بما لا يسيء إلى مقدسات الأديان، أو يحرض على الكراهية والعنف".