أكثر من سبعة أشهر مضت على اعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن البدء بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا واليوم يطرح سؤال مهم ماذا حققت تلك الضربات؟
أكثر من سبعة أشهر مضت على اعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن البدء بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا واليوم يطرح سؤال مهم ماذا حققت تلك الضربات؟
رغم كثرة الحديث عن مشاركة دول غربية وعربية في "التحالف" فإن تقارير غربية تشير الى أن القوات الاميركية نفذت اكثر من97 بالمئة من ضربات "التحالف".
ومن المعلوم ان اشنطن لم تبدأ بعملياته العسكرية الا بعد قيام تنظيم داعش بتهديد المصالح الاميركية في الشمال العراقي وتحديداً مع اقتراب مسلحي التنظيم من اربيل (عاصمة اقليم كردستان) ، بعد أشهر من امتناع واشنطن عن تقديم اية مساعدات للقوات العراقية ومماطلتها في تنفيذ الاتفاقية الامنية الموقعة مع بغداد إبان الانسحاب الاميركي من العراق.
واكثر من ذلك من الكثير من التقارير العراقية تؤكد قيام طائرات اميركية برمي مساعدات لمسلحي داعش في بعض المواقع خاصة في ديالى..
تدخلُ واشنطن اذا اتى تحت عنوان حماية المصالح الاميركية بعدما تجاوز داعش الخطوط الحمراء ، فبدأت الضربات الجوية "للتحالف" ضد مواقع محددة وبدت قليلة الفعالية خاصة وانها لم تمنع تمدد التنظيم في الضفتين العراقية والسورية.
فالمؤشرات توحي ان الادارة الاميركية غير مكترثة بالمجازر التي يرتكبها التنظيم وبقية الجماعات الارهابية.وجُل ما فعلته ادارة باراك اوباما هو تنفيذ غارات على بعض المواقع كانت تُشكل منطلقاً للتنظيم لمهاجمة مصالح واشنطن.
حتى ان معركة تحرير عين العرب - كوباني السورية تمت على أيدي المقاتلين الاكراد الذين قدموا مئات الضحايا لإنقاذ مدينتهم من براثن داعش.
واللافت ان الدول المشاركة في هذا التحالف يتجاوز عددها الستين والى الان لم تحقق انجازاً كبيرا رغم اعلان "التحالف" انه نفذ الاف الضربات الجوية.
اما ابرز الدول المشاركة في التحالف بحسب تقارير غربية هي :
الولايات المتحدة: الجيش الاميركي اعلن شن الاف الضربات في العراق وسوريا ، فيما نشر اكثر من 800 مستشار عسكري وجندي في بلاد الرافدين لحماية جنوده.
بريطانيا: شاركت في الغارات الجوية واعلنت ارسال مساعدات عسكرية لقوات البشمركة.
كندا: نشر عشرات العسكريين في شمال العراق.
فرنسا: اعلنت عن مشاركة طائراتها في الضربات الجوية ضد داعش.
استراليا: القوات الاسترالية تقدم "دعمًا كبيرًا" للاميركيين مع ارسال معدات عسكرية واسلحة وذخائر وكذلك مساعدات عسكرية عبر سلاح الجو الملكي.
المانيا: ضمت المعدات التي تسلمها المانيا الى الاكراد في ثلاث دفعات 30 نظاماً صاروخياً مضاداً للدبابات، و16 الف بندقية، و8 الاف مسدس اضافة الى منصات اطلاق صواريخ متحركة مضادة للدبابات، بحسب وزارة الدفاع الالمانية.
ونشرت السي ان ان دراسة تبين دور الدول العربية في التحالف:
المملكة العربية السعودية: "أرسلت طائرات لضرب أهداف لداعش في سوريا ووافقت على استضافة الجهود المبذولة لتدريب المعارضة السورية".
الإمارات العربية المتحدة: تشارك بطائرات F-16s.
الأردن: تشارك بطائرات لضرب أهداف داعش، وعلقت حملاتها بعد سقوط إحدى طائراتها في سوريا، وعادت للمشاركة مرة أخرى بعد إصدار داعش لفيديو يظهر قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
قطر: تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.
مصر: قامت بطلعات جوية وضرب أهداف لداعش في ليبيا على خلفية قتل التنظيم لـ21 مصريا مسيحيا، في الوقت الذي لا تتوافر فيه معلومات محددة عن الدور الذي تؤديه في هذه الحملة.
البحرين: كانت من أوائل الدول التي أعلنت انضمامها للتحالف وآخر مساهمة لها كان بإرسال مقاتلات إلى القواعد الأردنية للمشاركة في ضرب أهداف داعش.
دول أخرى مثل الكويت: تقدم دعما لوجيستيا مثل القواعد العسكرية.
رغم ضخامة اعداد الدول المشاركة فإن فعاليتها بقيت محدودة في ظل اتهامات وُجهت الى واشنطن بانها لا تريد القضاء على داعش بل تسعى للاستفادة من التنظيم لاضعاف محور المقاومة.
موقف عبر عنه صراحة قبل اسابيع قليلة ويسلي كلارك القائد العام السابق للقوات الاميركية في اوروبا والذي تولى ايضاً قيادة حلف الاطلسي . اعترف كلارك في مقابلة نشرت قبل اسابيع لقناة سي ان ان الاميركية ان تنظيم "داعش" هو صناعة اميركية بتمويل من اصدقاء واشنطن بهدف القضاء على حزب الله.
لعل انجازات الجيشين السوري والعراقي تشكل افضل رد على فعالية "التحالف الدولي" ، فقد استطاع الجيشان استرداد مساحات واسعة من داعش في العراق (ديالى ، صلاح الدين، نينوى) وفي سوريا (ريف حماه الشرقي، دير الزور، الحسكة، ريف حمص الشرقي)...