24-11-2024 03:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

الشاعرة أسيل سقلاوي :الابداع مساحة مفتوحة وكلما ابدعنا كلما زادت مسؤولياتنا

الشاعرة أسيل سقلاوي :الابداع مساحة مفتوحة وكلما ابدعنا كلما زادت مسؤولياتنا

الشاعر هو الذي يستطيع ان يعبر عن نفسه وعن مجتمعه وبالتالي يمكنه ان يقيم المشاركة الوجدانية بينه وبين الغير في قالب فيه من الابداع اللفظي والتجديد الدلالي ما يثير الدهشة ويشد الانفاس...

 


"الشاعر هو الذي يستطيع ان يعبر عن نفسه وعن مجتمعه وبالتالي يمكنه ان يقيم المشاركة الوجدانية بينه وبين الغير في قالب فيه من الابداع اللفظي والتجديد الدلالي ما يثير الدهشة ويشد الانفاس... هو لسان حال الورقة حين يتنفس عليها قلبه ووجدانه" بهذه الكلمات عرّفت الشاعرة الشابة أسيل سقلاوي الشعر .

أسيل التي سألناها عن مدن الإبداع قالت "نعم للابداع مدن.. فالقاهرة على سبيل المثال هي مركز الفن السابع وبغداد كانت حتى وقت قريب مركزا للابداع الشعري وبيروت اليوم هي عاصمة الحركة الثقافية وفي طليعتها الشعر... و بالتالي يكون الإبداع موجودا" في الأمكنة التي تتيح له فرصة التمدد و الإنسياب.


بيروت بالنسبة للشاعرة هي عاصمة الثقافة وهي ملتقى الحضارات لاسباب ثلاثة :

  1. موقعها الجغرافي كنقطة التقاء بين الشرق والغرب
  2. التنوع الحضاري الذي تؤمنه المجموعات المختلفة في خلفياتها الثقافية والدينية 
  3. هامش الحرية الواسع الذي يتمتع به المفكرون والمبدعون


وتضيف أسيل"بيروت تلك الأنثى المتمردة على براءة الياسمين الحانية جناح الليل للغرباء القابضة على أرواح النجوم في الهزيع الأول من ال...شعر !"

و اما جنوب لبنان فقد كان ولا يزال بالنسبة إليها ذا هوية فكرية وثقافية مميزه بما مده به الاسلام المحمدي الاصيل والائمة الاطهار وفي طليعتهم الامام ابو عبدالله وكذلك من خلال تاريخه المقاوم عبر العصور ورفضه الرضوخ والاستسلام وما حركة المقاومه في السنوات الاخيره الا دليلا واضحا على ذلك.

وتقول لأسيل لا أنكر أن في الجنوب كان أول منبر شعر أصعده...من الجنوب انطلقت مسيرتي و هو مسقط رأسي و متنفسي الذي أفتخر بالانتماء اليه...

وحول ما قدمته من نتاج أدبي حتى الآن تقول "طبعا لست مقتنعة بما قدمته واتمنى ان اكون افضل لسببين:

الاول: الابداع مساحة مفتوحة لا حدود لها وكلما ابدعنا كلما زادت مسؤولياتنا بوجوب تقديم الافضل

الثاني: انني لا زلت طرية العود لا امتلك الخبرة والتجربة الكافيتين و بالتالي فإني حتى الان اعتبر نفسي بحاجة الى يد واثقة تدلني على ما يمكن أن أقوم به من أجل أن ترتقي قصيدتي و تنمو سنابلها ...

وتردف قائلة"القصيدة هي وجه من وجوه التعبير عن الانسان والمجتمع في قالب فني يغلب عليه الابداع والدهشة وواجب القصيدة ان تصور المجتمع كما يجب ان يكون لا كما هو كائن... و القصيدة هي تلك الأنثى التي يجب أن نأتيها باللين و العذوبة كي تعطينا من حنانها ما يكفي لكي نروي عطشنا...فالشاعر يتعامل معها بكل حب و شغف".

وعن الحاجة للشعر ترى أسيل أنه يجب أن نبقى دائما بحاجة الى الشعر، لان الشعر من المشاعر والشعور ... والمشاعر باقية ما بقي الانسان يفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويحب ويكره ولذلك سيبقى بحاجة الى التعبير عن نفسه ومجتمعه وكلما ارتقى ذلك التعبير كلما كان اقرب الى الشعر.

لا شك ان الشاعر والمثقف بشكل عام يؤثران تاثيرا كبيرا في المجتمع بما يمثلان من قيمة حضارية وفكرية وقيادية وبما يفعلانه ويلتزمان به على الارض من اجل التحول الايجابي والعمل المنتج

الشعر اليوم يمر بمرحلة مخاض تتوافق مع ما يمر به المجتمع كله من تغييرات وهذا امر طبيعي لان الحركة الثقافية في اي بلد هي تعبير عن حاله ونتاج طبيعي لما يعتمل فيه من تحولات سياسية واجتماعية واقتصاديه وكذلك هم الشعراء الذين يحاولون ان يواكبوا هذه المتغيرات وينعكس ذلك عندهم في القوالب والمضامين والصور والمفردات والتعابير

اما بالنسبة للأدب المقاوم فتعتبر أسيل أنه هو الذي يرافق الحركات السياسية والتقدمية ونضالات الشعوب وتطلعاتها الى الافضل فيصور انتصاراتها بزهو واعجاب ويسجل مآثرها ما يكون ويقدم صورة مشرقة تكون محط انظار الاجيال القادمه ويؤرخ بصدق للبطولات والتضحيات الكبيرة التي تصنع امجاد الامة.

اما التحديات التي تواجهنا نحن كشعراء شباب فتقول أسيل :

١. على صعيد الشعر وجوب مواكبة المتغيرات والبحث دائما عن قوالب جديدى يمكنها ان تعبر بصدق عن كافة التحولات على كافة الصعد

٢. على صعيد السياسه مواكبة حركات التغيير ونقدها نقدا ايجابيا

٣. استيعاب التحولات الكبرى والقيم الثقافيه الجديدة وهضمها لاعادة صياغتها صياغة جديدة تتلاءم مع ثقافتنا وحضارتنا ومعتقداتنا

مقطع من قصيدة للشاعرة أسيل :

أنا وجعٌ ..وذاك الصمتُ ظلُّ . يمَلُّ الصمتُ لكِنْ لا أمَلُّ

و عِشقي مُدلهماتُ الليالي به راحتْ تلوذُ و تستظلُّ

ببطنِ الحوتِ زاغ الصبرُ عنّي ولكنْ لست عن عشقي أضِلُّ

فَصرني طائراً أسعى بدمعي إليكَ ... عليكَ أشواقي تدلُّ