وتمضي الصحيفة بالقول: «تستمرّ عملية بيع نسخ القرآن بالارتفاع في فرنسا» إذ أن ترجمة مالك شبل (للقرآن) «تحتل – على موقع «أمازون» – المرتبة السادسة في قائمة أفضل مئة كتاب مبيعاً في سلسلة الكتب الدينية.
ربما هناك انعكاسات أخرى لما عُرف باسم عملية «شارلي إبدو»، وهي انعكاسات دفعت بعملية بيع الكتب المتعلقة بالدين الإسلامي إلى الارتفاع بشكل لم تعرفه مكتبات فرنسا من قبل. فوفق صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أنه منذ «اعتداء شهر كانون الثاني (الماضي) 2015 في فرنسا، نجد طلباً كبيراً على الكتب التي تعالج الديانة الإسلامية» وتضيف الصحيفة أن ارتفاعاً واضحاً في عمليات بيع نسخ من القرآن («المترجم») إلى الفرنسية «يبدو ملحوظاً على «موقع أمازون» كما في جميع المكتبات الفرنسية».
اسكندر حبش / جريدة السفير
وتمضي الصحيفة بالقول: «تستمرّ عملية بيع نسخ القرآن بالارتفاع في فرنسا» إذ أن ترجمة مالك شبل (للقرآن) «تحتل – على موقع «أمازون» – المرتبة السادسة في قائمة أفضل مئة كتاب مبيعاً في سلسلة الكتب الدينية. أما في مكتبة «سورامبس» في مدينة «مونبولييه»، فقد بيعت 150 نسخة من القرآن منذ أحداث كانون الثاني الماضي، بينما في العادة، لا تبيع المكتبة إلا ما بين 10 – 15 نسخة كل شهر. في حين تسجل مكتبة «لا بروكور» (الواقعة في شارع «ميزيير») أنها تبيع اليوم من 6 إلى 7 عناوين متعلقة بالدين الإسلامي بدلاً من عنوانين أسبوعياً مثلما جرت العادة.
أما الكتب المفضلة لدى القراء فهي تلك التي تشكل «مدخلاً إلى الديانة الإسلامية»، وبخاصة كتب طارق رمضان كما كتاب عبد النور بيدار الصادر حديثا عن منشورات «ألبان ميشال» بعنوان «مرافعة من أجل الإخاء». من ناحية أخرى نجد أن أكثر الكتب المطلوبة من مكتبة «لا بروكور» في باريس، كتاب «مدخل صغير إلى الإسلام» للأب بيير كلافيري، الذي اغتيل العام 1996 في الجزائر، «إذ أن نسبة المبيعات تضاعفت أربع مرات».
ثمة ظاهرة أخرى تتحدث عنها الصحيفة الفرنسية، إذ منذ 7 كانون الثاني تشهد المكتبات ارتفاعاً في نسبة الكتب التي هي على تماس مع أحداث «شارلي إبدو» إذ أنها «ارتفعت فجأة»، كذلك الكتب التي تتحدث عن «الدولة الإسلامية». وعلى قول أحد العاملين في مكتبة «سورامبس» إننا «نشهد ظاهرة مشابهة لما عرفناه بعد أحداث 11 أيلول 2001.
غالبية عمليات البيع هي عمليات فردية وتهدف إلى معرفة معلومات أكثر حول أسس الدين». كذلك تعرف الأسابيع الأخيرة – ونظراً للأحداث الأخيرة – ارتفاعاً في عدد الكتب المبيعة المتعلقة «بالظاهرة الجهادية»، وفق الصحيفة الفرنسية، وبخاصة كتاب الصحافية آنا إريل «في ثوب أحد الجهاديين». وهذا الكتاب «تحقيق/ صدمة، يثير الدهشة، بعد أن استطاعت الصحافية التسلل إلى بعض التنظيمات السرية المستقطبة لعناصر تريد الالتحاق بالدولة الإسلامية».
من جهته، يرى «موقع أمازون» أن الكتب المتعلقة بأحداث شارلي إبدو مباشرة، تشهد ارتفاعاً أيضاً في عمليات البيع وبخاصة كتابيْ «مقالة صغيرة في اللاتسامح» لشارب و «الشرائط المصورة هي شارلي» (يضم العديد من الشرائط المصورة التي نشرت في الصحيفة المذكورة) اللذين يحتلان موقعاً متقدماً في قائمة أكثر مئة كتاب مبيعاً على الموقع.
حول هذه «الظاهرة»، يجد فرانسوا مايو (المدير العام لسلسلة مكتبات «لا بروكور») أنه «منذ الاعتداء.. نجد أن النسخ المبيعة من القرآن في ارتفاع مستمر. إذ أن الجمهور يرغب في الذهاب مباشرة إلى النبع لذلك يحاول أن يستعلم عن الأمر، من هنا نجده يسأل موظفينا عن أفضل الترجمات الموجودة».. وبحسب مايو هناك ثلاث «ترجمات» هي لكل من دنيز ماسون وجاد بيرك ومالك شبل.
يضيف مايو أن موظفي المكتبة ينصحون الجمهور بقراءة كتاب «مرض الإسلام» لعبد الوهاب المؤدب، و«هو بحث تحليلي عن منابع الأصولية»، ويشير إلى أن كتاب «الله أكبر، الجمهورية أيضاً» لليديا غيروس يشهد بيعاً ملحوظاً وهذا «الأمر له دلالة كبيرة من حيث الأسئلة التي يطرحها كما من حيث القلق والتناقضات التي تثيرها الموجة الأصولية في فرنسا. فالكاتبة كانت هربت من الجزائر خلال أحداث (التسعينيات)، والكتاب يشكل مرافعة صارخة من أجل الجمهورية والعلمانية، كما هو اتهام لكل السياسيين كي لا يتحالفوا مع الجبهة الوطنية والذين أغلقوا عيونهم كي لا يروا صعود الطائفية والأصوليات الدينية وبخاصة الأصولية الإسلامية».