وأكّدت مصادر مطلعة لـ»الأخبار» أن شاكر، رغم اعتزاله الغناء لم تنقطع علاقته مع «روتانا» أبداً، وبقيت الاتصالات متواصلة بين الطرفين. وكان من المقرّر أن تصدر الشركة قبل فترة وجيزة أنشودة دينية عن النبي محمد(ص) بصوته
لا تزال قضية الفنان المطلوب للقضاء فضل شاكر تتفاعل على أكثر من صعيد. وبعدما تضاربت المعلومات حول طريقة تسليم نفسه إلى السلطات الامنية، ذكرت مصادر معنية أنه تم إبلاغ شاكر، المقيم في عين الحلوة، أن استخبارات الجيش اللبناني باتت جاهزة لنقله من داخل المخيم الى مقر وزارة الدفاع في أي وقت.
وبعدما مورست ضغوط على أحد المقربين من شاكر لنفي أي تواصل مع الامير السعودي الوليد بن طلال ونفي أي دور للوزيرة السابقة ليلى الصلح في الاتصالات، جاء التأكيد هذه المرة من شركة «روتانا» للصوتيات التي يملكها الأمير السعودي، إذ أعلن مدير الشركة سالم الهندي أن «الفنان المعتزل فضل شاكر من النجوم الذين يظلون موضع ترحيب دائماً في روتانا، وهو أحد أهم نجوم الأغنية في الوطن العربي».
ورأى في تصريح إلى جريدة «الرأي» الكويتية أن «حضور شاكر في الساحة الفنية يُكسبها نشاطاً إضافياً، ما لم تكن له قضايا مع الجمهورية اللبنانية»، معرباً عن ثقته بأن «شاكر بعيد عن مثل هذه القضايا لأنه إنسان مسالم».
وأكّدت مصادر مطلعة لـ»الأخبار» أن شاكر، رغم اعتزاله الغناء عام 2012 وإعلان انسحابه من عالم الفنّ، لم تنقطع علاقته مع «روتانا» أبداً، وبقيت الاتصالات متواصلة بين الطرفين. وكان من المقرّر أن تصدر الشركة قبل فترة وجيزة أنشودة دينية عن النبي محمد(ص) بصوته، لكنها عادت وغيّرت رأيها.
وقال مصدر في «روتانا» لـ»الأخبار» إن «الهندي لم يُهاجم يوماً شاكر طوال فترة ابتعاده عن الغناء، بل كانت تصريحاته مسالمة تجاه الفنان المعتزل». وأضاف: «حاول الهندي طوال السنوات الماضية أن يكون طرفاً فاعلاً لحلّ قضية شاكر، وحاول مراراً تقريب وجهات النظر بينه وبين بعض الجهات الخليجية واللبنانية، خصوصاً أن الهندي يملك شبكة علاقات واسعة بين القيادات السعودية وقادر على التأثير فيهم».
«نصيحة» من «النصرة» لشاكر وأهالي شهداء الجيش لرفع دعوى
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الهندي قام بدور لدى الوليد بن طلال لتعجيل التسوية، وطلب الأخير من خالته الوزيرة الصلح التواصل مع قيادة الجيش لهذه الغاية. وفهم أن قيادة الجيش بحثت الأمر مع مديرية الاستخبارات التي وضعت تقريراً تم إبلاغ نتيجته الى الصلح، ومفاده أنه ليس للجيش أي عمل مع شاكر، وأن ملفه صار قضائياً، وأن كل ما يفعله الجيش هو نقله الى القضاء العسكري.
وبحسب المطلعين، فإن الجيش أبلغ الوسطاء أنه يتعهد باتخاذ كل الاجراءات الامنية الكفيلة بتأمين حماية شاكر ونقله من منزله في مخيم عين الحلوة، وضمان عدم تعرضه لأي إهانة قبل تسليمه الى القضاء العسكري.
أهالي شهداء الجيش
وفي ردود الفعل المستنكرة، انتاب غضب أهالي شهداء الجيش من محاولة تبرئة شاكر. جومانة بو صعب، شقيقة الشهيد الملازم جورج بو صعب، عبّرت لموقع «التحري» الإلكتروني عن «ألم ولوعة ممّا يحصل». وسألت: «أين موقف قيادة الجيش؟ كيف يمكن استباق حكم القضاء وإعطاء الحق لمن سفك دماء جيشنا؟ ألم نعد ننتمي الى الوطن؟ وهل أصبحنا نشجع على الإرهاب؟ وهل أهمل المروّجون لعودة فضل شاكر، من الإرهاب الى الفن، مشاعر أهالي الشهداء، واللبنانيين؟». وأكدت أن أهالي العناصر العشرين الذين استشهدوا في أحداث عبرا «يختنقون من شدة الألم لرؤيتهم من حرّض وشارك في قتل أبنائهم ضيفاً مدللاً على الشاشات». وأشارت الى أن العائلة «في صدد اللجوء الى القضاء وتقديم دعوى ضد فضل شاكر بجرم التحريض على القتل». وتمنت أن «تأخذ العدالة مجراها، ويحاسب بأقصى العقوبات كي يكون مثالاً وعبرة لمن يظن أن قتل الجيش أمر مستباح».
يشار الى أن بوصعب استشهد خلال مواجهات عبرا، حيث كان شاكر موجوداً الى جانب مسلحي الشيخ أحمد الاسير.
... ونصيحة من «النصرة»
في هذه الأثناء وجه الدكتور عبدالله المحيسني، أحد المسؤولين البارزين في «جبهة النصرة»، رسالة إلى شاكر، نصحه خلالها بعدم «اعتلاء مسارح اللهو والغناء مرة أخرى». وتحدثت مصادر عن أن هذه الرسالة تمثل تهديداً لشاكر، وقد اتخذ الأخير إجراءات أمنية إضافية حيث يقيم داخل المخيم، خشية قيام أنصار «النصرة» أو «داعش» هناك بالحؤول دون خروجه وتسليم نفسه الى القضاء.
وقال المحيسني، في تغريدات عبر حسابه على «تويتر»، أمس: «أخي فضل لم أكن أعرفك حينما كنت مغنياً، ولكني عرفتك مجاهداً محرّضاً منشداً؛ فأحببتك في الله، ثم ها أنا أفاجَأ بك قد تركت طريقاً أشك أنك ذقت لذته، ونهلت من حلاوته، ولكن لا يخفى أن للإيمان ذروة وفترة، ولعل لطريق الجهاد مشقة». وأضاف: «أحببت أن أرسل لك هنا رسائل علّها أن تبلغك. يا فضل كن شاكراً لله على أنعمه، أن هداك ورزقك، وبالصحة متعك، وبالعافية أمدك». وتابع: «يا فضل.. لا شك أنك ذُقت لذة الإيمان حين سلكت طريقه، ولكن لعل وعورة الطريق أرهقتك، فإني لك ناصح، إنما هي أيام ثم تغادر إلى دار لا رهق فيها ولا تعب؛ فأمّم مسيرك، وكن داعيةً إلى الله بصوتك ومالك وجهدك، فإذا لم تستطع طريق الجهاد فدونك طريق الدعوة إلى الله».
واختتم الداعية السعودي المقيم في سوريا تغريداته بقوله: «فإن عجزت وكسلت، إني أعيذك بالله يا فضل من الحور بعد الكور والانتكاسة بعد الهداية، فإن لم تكن رأساً في الحق فلا تكن رأساً في الباطل، إني أعيذك بالله أن تعتلي مسارح اللهو والغناء تشمت بك أهل الباطل، إن أبيت فعُدْ لحياتك الطبيعية ولا تعتلي منابر الباطل فتنال إثمك وإثم من يتابعك. يا فضل: إن أشد الناس خسارة يوم القيامة من يأتي بذنوب كالجبال، ثم يقال له هذه ذنوبك وتلك أضعافها من الذنوب نلتها بسبب نَشْرك للباطل وإشاعتك له».