سار تقرير لأكثر من دقيقتين يبتعد كل البعد عن المهنية والصدقية. بني على أساس شريط ملفق أو حقيقي، لم يتم التأكد منه. بني خطاب تحريضي كامل يتكىء على الأكاذيب والتضليل ضد حزب الله
«دور حزب الله في سوريا». هكذا عنونت mtv تقريرها الذي عُرض أمس في نشرتها الإخبارية. تقرير (2:49) لمراسلها هيثم خوند بُني على أساس فيديو مسرّب على موقع يوتيوب، ومنسوب إلى «حزب الله» تظهر فيه مجموعة من المقاتلين يرددون شعارات مذهبية ويشحذون الهمم لمقاتلة «جبهة النصرة».
سنبدأ من مكان ختام خوند لتقريره الذي أتى على شاكلة أسئلة: «كيف سيتفاعل الحزب مع هذا التسريب؟ هل من توضيح يستحقه اللبنانيون أم أن الصمت سيكون سيّد الموقف؟». إذاً في إنتظار رد «حزب الله» على شريط منسوب اليه، سنقوم نحن قناة «المرّ» بالإتكاء عليه لبث الكراهية والتحريض والأكاذيب.
على هذا المنوال أعدّ التقرير الذي انطلق من مشاركة الحزب في سوريا وكيف يسعى الإعلام السياسي والحربي في الحزب ــ كما يقول خوند ـــ الى تظهير صورة مغايرة للحزب بأنه يدافع «عن لبنان في وجه الهجمة التكفيرية» ويتمتع بحس عال من الإنضباط. لكن بفضل هذا الشريط الذي شكك المعدّ بأن «ناشره قال بأنّه يعود الى أحد مقاتلي حزب الله»، سيظهر الحزب بأنّ «له وجهاً مغايراً».
ومع هذا التشكيك وأخذ المسافة المهنية، عمد خوند الى تأكيد محتواه عبر التعليق عليه وأيضاً عبر استضافة الناشط السياسي لقمان سليم المعروف بموقفه المناهض للحزب وفتح الهواء له ليحكي عن عدم لبنانية الحزب مع ترداده لعبارات بأن الأخير لا يدافع عن لبنان سائلاً المذيع: «هل تقديرك بأن ما يجري في الحسينيات والجوامع لبناني؟».
لكن الأخطر في هذا التقرير ما تم تأويله من قبل خوند وأسهم فيه سليم من خلال التركيز على عبارة وردت في الفيديو على لسان المقاتلين: «سنحارب كل شرك». هنا، شرح المراسل للرأي العام الذي لا يعرف ما معنى الشرك بأنّه «المسيحي عند المتطرفين».
واكمل الناشط السياسي في الإتهام والتزوير الذي يصل الى حدّ التحريض، فقال: «هذه لغتهم، هذا خطابهم (يقصد «حزب الله»)». ولفت الى أن الحزب في «لحظات سياسية ضبّ هذا الخطاب (..) تحت غطاء ورقة التفاهم والحوار». والعبارة هنا واضحة في الغمز من قناة تفاهم «حزب الله» والتيار العوني (المسيحي). وأكمل سمفونيته قائلاً بأنّ «شباب الحزب يموتون بإسم المذهب. رح يبلشوا يقتلوا الشاب تبع النصرة وداعش. لكن كل نزعة مذهبية ستنحو نحو النقاء والتطهّر»!.
انتهى البيان. نعم انتهى. هكذا سار تقرير لأكثر من دقيقتين يبتعد كل البعد عن المهنية والصدقية. بني على أساس شريط ملفق أو حقيقي، لم يتم التأكد منه. بني خطاب تحريضي كامل يتكىء على الأكاذيب والتضليل. أقله لم يقم المعدّ بإستضافة شخصية أخرى تكون موازية وتنقل وجهة النظر الأخرى لو سلّمنا جدلاً بأن الشريط صحيح!..
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه