كم أفرحك ما نقلته لك يوما على لسان أحد المجاهدين القدامى وصفك عميدة للمقاومة لأنك الأصيلة التي سقطت عند قدمي أصالتها أقنعة المزيفين.. فبانت وجوههم الشوهاء وبقيت وحدك تشعين لؤلؤة جهاد تمهّد بالصوت الموالي دروب الجهاد
سنلتقي عند شواطئ صوتك الضوئي، لم يعد يكفيني ما كتبتُه للبدايات العظمية وأذاعته حنجرتك الدافئة بعشق أميرة التلال "المقاومة" سنفكك معا حروف لغتنا ونجمعها .. فقدسية الدم الجديد نريدها منك .. باقة ضوء ومني حزمة لون..
الأديبة ولاء حمود/ خاص لموقع المنار
لا شبّاك يعزل صوتك ذائعا .. عن يدي، تطلب الوقوف برهة.. لن تسجل استديوهات نور المقاومة ضمة في غير موضعها أو كسرة في غير موضعها أو فتحة في غير مكانها.. هذا أوان فتح المبين يا رباب فكيف تغادرين ؟؟!..
هذا آوان الضم وجبر الكسر.. من لي غير ذراعيك تضمان إلى قلبك قلبي فيعزفان على قيثارة صوتك الحبيب نشيد الولاء؟. الآن فهمت لماذا رفضت اللقاء الأخير يا صديقتي .. كان الوداع الأخير مرفوضا لديك ..آهٍ رباب كم جمعتنا الكلمة؟ كم حضنتنا استديوهات التسجيل مذيعة ومصححة؟ كيف لها الآن ان تفرّقنا ؟ أوجعني اعتذارك الأخير .. لأنك امضيت ليلاً طويلاً تقاومين بالدعاء والرجاء شدة الألم..
وعدتني واثقة إنني لن "أزعل" ولن أتحسس بأنك ستعاودين الإتصال.. وقد وفيتِ واسمعتني بأذني القلب صوتك الغالي يتلو على مسامعي سورة الولاء في كتاب المقاومة وأوصيتني :"لا تنسي لقاء صوتي، وكلماتك على ضفاف الشهداء..".. وضاع اللقاء ثانية .. سامحيني .. فلأسبابك عينها قد أضعت ثانية أغلى لقاءاتي ..
آه رباب.. من ألمك قد ألمني ومن آذاك قد آذاني.. كم رصدت ردهات إذاعة النور ابتساماتنا وصوتنا - على شاسع اختلافهما - يرددان في مبادرة مني :"بلادي وإن جارت علي عزيزة .." فكنت تكملين "واهلي وإن ضنوا علي كرام".. كم توافقنا على أن نمسح معا، بحب هذه المقاومة العظيمة، كل ذياك الألم والشدة مضاضة .. وعلى هذا الأساس ما كنا نفترق إلا لنلتقي .. صوتا مجاهدا وقلما لا يستقي حبره إلا من بحر دماء الشهداء.. فنحن أيضا يا رباب لم ولن نترك السلاح ..
كم أفرحك ما نقلته لك يوما على لسان أحد المجاهدين القدامى وصفك عميدة للمقاومة لأنك الأصيلة التي سقطت عند قدمي أصالتها أقنعة المزيفين.. فبانت وجوههم الشوهاء وبقيت وحدك تشعين لؤلؤة جهاد تمهّد بالصوت الموالي دروب الجهاد أمام أخوتنا وتضئين عتمتها أمام أبنائنا..
أذكر طلبك الأخير مني .. أن ادعو لك بحسن الختام وخير العاقبة فهذا أهم ما يعنيك عند الله والله يشهد إني قد فعلت .. لاختام بيننا يار رباب..
يا حزمة الضوء في الصوت المقاوم وبا باقة النور الباقية في ذكريات مسامعنا.. لا يا رباب لن يكون بيننا ختام ولا نهاية. فالبدايات العظمية بيننا تستحق أن تستعاد دائماً.. وإلى أن نلتقي عند المليك العادل الذي لا يظلم أحد"حتى ذلك الحين" وعلى طريقتك المحببة في ختام كل حلقة إذاعية اسمحي لي أن أجدّد معك مواعيدنا أيتها المعلمة الأصيلة ويا قيم الأمومة المجاهدة النبيلة..
وعلى أمل اللقاء بك سريعاً، دعيني أؤكد أنك لم تغادري القلب ولم تبارحي الوجدان.. ستبقين في البال صوتا لأميرة الجبال وأعلى التلال ورمزاً لامرأة حياتها مقاومة وموتها انتصار لعزتها.
أيتها العزيزة عند ربك، الحب لك، والسلام عليك يا عميدة المقاومة..