19-05-2024 02:33 PM بتوقيت القدس المحتلة

صفحات مجهولة من حرب تموز كما يكشفها نبيه بري ويرويها علي حسن خليل 10

صفحات مجهولة من حرب تموز كما يكشفها نبيه بري ويرويها علي حسن خليل 10

اتصالات بريطانية ـ إيرانية تظهر استعداد الغرب لتسوية بشروط المقاومة.. وبري حذر من "المتعددة" نصرالله لبري: سنصعّد صاروخياً غداً (2 آب).. وأطمئنكم أن التحكم والقيادة والاتصال جيدة جداً

اتصالات بريطانية ـ إيرانية تظهر استعداد الغرب لتسوية بشروط المقاومة.. وبري حذر من "المتعددة" نصرالله لبري: سنصعّد صاروخياً غداً (2 آب).. وأطمئنكم أن التحكم والقيادة والاتصال جيدة جداً

...والتين والعنب وطول السنين من الأمين للسيد الأمين.. الوطن مقطع الاوصال، والطرق الى سماحته لم تعد تمر على الاسمنت، ليس فيها دروب ولا أزقة.. ترتفع فوقها ارض وسماء، أصبحت اليابسة حيرى تبحث عن قاطنها فيما رفيق حربه يبحث في بطون مشاريع القرارات ويوضب سلة العنب وأكواز تين الجنوب العابرة للأسرار والتي سترنم لاحقاً لحن الانتصار.

وكمن يجمع غلة الحقل كان الرئيس يشرف على "سلة" تُنسي السيد سلال الشروط الدولية واللبنانية لوقف النار وتأخذه الى كروم الجنوب الواعدة بتفتح الربيع ولو على متن آب.

ولم يكن الكرم على درب الاميركي ولا الفرنسي أو البريطاني والاسباني ولا هو جاء على جناح المصري الذي جاءنا "مرحاً"، لكأنه يزور مدينة عابقة بالحياة ولا ينقصها سوى نزع السلاح.

وفي الايام الاولى من شهر آب، كنا قد بدأنا نضع الحجر الاساس لمبنىً سنشيّده نصراً بعد صبر، فالخسائر كبيرة في صفوف العدو والتقدم البري معطل، وبميزان الرئيس نبيه بري وتقديره لخط سير المعركة فإننا "حققنا انتصارات تعادل مجموع ما حققه العرب في حروبهم جمعاء".

طويلاً بحثت إسرائيل عن هدية أو جائزة ترضية تقدمها لشارعها والى أولي أمرها الاميركي بحيث تتمكن من هدف واحد حتى ولو جاء على صورة اعتقال "حسن نصرالله البقاعي" أو تثبيت موطئ قدم عند أقدام نهر الليطاني غير أنها كانت تجد أن حربها بلا أهداف، وإن سجلتها، فسيكون ذلك على أجساد المدنيين ما يساهم في اسوداد وجهها أكثر فأكثر أمام الرأي العام العالمي.

كانت صباحات آب تشرق تفاؤلاً على عين التينة رغم الالم والدم. عشرون يوماً من الحرب جاءت بعشرين ألف مقترح وموفد ورسول "انقطعت أنفاسهم" على أمن اسرائيل من سلاح حزب الله يعاونهم في مساعيهم لفيف من المتبرعين اللبنانيين الذين استعجلوا استثمار الفرص وتسييل السلاح "خافوا.. فنحن لم نتقدم بشيء" على حد وصف الرئيس فؤاد السنيورة.

مشهد لم يكن بحاجة الى خائفين وكان يستلزم شد عصب ورجالاً يدوّرون زاويا.. يسيرون فوق ماء التفاوض ويستخرجون ملحها.


* * * * *


فتح الأول من آب مرحلة جديدة في الحرب، مع فشل قوات العدو في تحقيق أي اختراق بري برغم توسيع مساحة الجبهة وضخ المزيد من جنود الاحتياط.

كان القتلى بين جنود النخبة الإسرائيلية إلى ازدياد، والمراوحة تُحدث رعباً في عيتا الشعب، وعدم القدرة على الحسم في أي من البلدات يحول الوجهة الإسرائيلية نحو خلق منطقة محروقة، وبرزت محاولة إنزال إسرائيلية في مدينة بعلبك تحاول التعويض عن الفشل في قتل اي من القادة بأسر الاثم الذي يرعبهم حتى ولو كان مزارعاً لا حول له، حيث دفعت اسرائيل نخبة جيشها في هذا الانزال لتأسر المواطن حسن نصرالله وترافقت العملية مع غارات مكثفة، فشلت في تحقيق أي نتيجة.

وتبدى الوهن الإسرائيلي في تصريح الجنود أمام قادتهم بأنهم غير قادرين على خوض مواجهات بالقوة والأسلوب اللذين اعتمدهما المقاومون في قرى حاول العدو دخولها، وبدأت الأسئلة على المستوى القيادي عن القدرة على توسيع الحملة البرية، وفق ما افترضه ايهود أولمرت.

في هذا الوقت، عُقدت القمة الروحية في بكركي وصدر بيان تضمن ما اقترحه الرئيس بري بالأمس، حيث جاءت فيه إشارة إلى أن الوحدة الوطنية كانت وستبقى القاعدة الأساس لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي له والتي يشكل "حزب الله" أحد مقوماتها، باعتباره يشكل شريحة أساسية من المجتمع اللبناني.


عند الساعة الحادية عشرة، من صباح الثلاثاء في الأول من آب أيضاً، وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مع الوفد المرافق إلى عين التينة للقاء الرئيس بري، وقد حضرت اللقاء معه.

استهل متكي كلامه بنقل تحيات القيادة الإيرانية التي اجتمع أركانها، وثمّنوا عالياً دور الرئيس بري في إدارة المعركة السياسية. وقال متكي إنه سأل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال اللقاء الذي جمعهما في السفارة الايرانية في بئر حسن ليل أمس ما إذا كان ممكناً تطبيق مشروعه كبرنامج كامل في وقت قصير، مقترحاً تجزئته وفقاً للقواعد نفسها التي وضعها الرئيس بري سابقاً على مرحلتين: وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وعودة النازحين، ولاحقاً تناقش الأمور السياسية الأخرى.

بري: حتى الآن كل الأمور جيدة برغم الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين، لقد تحققت انتصارات تعادل مجموع ما حققه العرب في كل حروبهم. المواجهة تحتاج إلى ثلاثة أمور:

1 - الواقع الميداني وهو جيد والمبادرة تتحول لمصلحة المقاومة.

2 - الوحدة الوطنية، وبرغم بعض التباينات نحن نعمل على حفظها بكل الأشكال، وعلى كل الخطوط، مع الرئيس فؤاد السنيورة والحكومة، واليوم في القمة الروحية، ومشهدها مهم للغاية.

3 -  في المفاوضات مع الجهات الدولية، نحن حتى الآن لم نخضع لأي ضغط وموقفنا أصبح أكثر تفهماً، حتى عندما التقاك الوزير الفرنسي بالأمس، أنا أعتقد أنه يفاوض نيابة عن الأميركي الذي يدرك أهمية الحاجة إليكم.

في مشروع الحل ـ تابع الرئيس بري كلامه ـ "لدينا بعض الثوابت، لا مانع لدينا من انتشار الجيش اللبناني وبأي طريقة، ولا مانع أيضاً من زيادة عدد الطوارئ وفق مهامها الحالية، وحول بسط سلطة الدولة قلنا نعم للرئيس السنيورة، لكن هذا لا يعني على الإطلاق التخلي عن سلاح المقاومة، وهنا بصراحة الانتباه ضروري، وسوء الظن من حسن الفطن لأن بعض الداخل الذي نتحدث معه أشد من الأميركي في موضوع السلاح ويعتبر الحرب فرصته.

متكي: نحن متفقون على المشروع، وما سأعلنه هو دعم بيانكم مع الرئيس السنيورة في السرايا. لقد اتصلت بي وزيرة الخارجية البريطانية بعدما تغيرت ظروف المعركة وفتحت موضوع التسوية السياسية، نحن سنكرر أننا مع الموقف اللبناني، هذا ما اتفقت عليه مع الرئيس محمود أحمدي نجاد ولا نريد أن نثير حفيظة أحد. في لقائي مع الوزير الفرنسي شكا من أنك كنت صدامياً معه بعد مجزرة قانا.

بري: لقد حاول دوست بلازي التذاكي وأن يجرّني إلى حديث في التسوية السياسية، ونحن متفقون على حصر الأمر في وقف إطلاق النار. بكل الأحوال، أنا أشدد على أهمية أن توسعوا حركتكم الدبلوماسية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

متكي: ماذا تنصح أن نعلن بخصوص المساعدات للبنان؟

الرئيس: لا شيء، اتركوا العرب يتحملون مسؤولياتهم ويتبرعون وبعدها تدخلون.


عند الساعة التاسعة صباحاً، وصل الرئيس السنيورة الى عين التينة، يرافقه مستشاره د. محمد شطح، وكان يريد أن يعرف الجواب حول نزع سلاح "حزب الله" في منطقة جنوب الليطاني، وكان ردي أن السلاح يقوم اليوم بعمل بطولي في مواجهة العدو الإسرائيلي وأي نقاش حول مستقبله يتم بعد انتهاء الحرب وداخلياً. في كل الأحوال، أنا شخصياً لا قناعة لدي الآن خصوصاً أن تحرير مزارع شبعا غير محسوم في أي مشروع اتفاق، وحتى باقي البنود ما هي الضمانة لتنفيذها إذا سلمنا السلاح؟

السنيورة مقاطعاً بري: ولكن في جانب آخر، الرئيس إميل لحود يقول إنه لا يقبل أن يذهب الجيش اللبناني إلى الجنوب.

بري: اترك هذا الأمر علينا، لا توجد مشكلة مع الرئيس لحود وأنا أرتب الأمر، أنت ركّز على وقف إطلاق النار وأنا سأصعد على أول جيب عسكري للجيش، وأيضاً أجدد لا مانع من زيادة عدد قوات الطوارئ الدولية.

السنيورة: جماعة أميركا في أوروبا يقفون ضد وقف إطلاق النار، ألمانيا، إنكلترا، هولندا، تشيكيا، وهم يتحدثون عن وقف العمليات الحربية وأدانوا هجمات "حزب الله" على إسرائيل.

بري: هم يريدون تغطية الهجوم البري وإعطاءه فرصة، كلما دخل الإسرائيلي قاتلنا أكثر، لكن البلد سيخسر.

قال السنيورة: أنا خائف، لم نتقدم في شيء.

كان الرئيس السنيورة منزعجاً من بيان القمة الروحية وإيراد اسم "حزب الله" وعدم إضافة "وتعديل مهامها" عند الحديث عن قوات الطوارئ الدولية.. ولم يعط أهمية للبيان الذي صدر من بكركي.


نصرالله لبري: سنصعد غداً قصفنا الصاروخي
عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، وصل الحاج حسين الخليل، نقل عن السيد حسن نصرالله أن تخفيف القصف الصاروخي في اليومين الماضيين كان لأسباب تتعلق بإراحة الأجواء لدى الناس، ولكن مع التصعيد الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، فإننا سنصعّد غداً بشكل قوي، ومجدداً أطمئنكم أن التحكم والقيادة والاتصال جيدة جداً.

وأضاف الخليل إن الرئيس السنيورة طلب من الوزير متكي عند لقائه أن يعلن الموافقة على البنود السبعة، ثم في نهاية الجلسة طلب منه عدم الإعلان.

وأكمل الحاج حسين أن الفرنسيين أبلغوا الجانب الإيراني استعدادهم للمشاركة في القوة الدولية بالشكل الذي تقرر فيه، ولكنهم لن يقوموا بذلك إلا إذا أخذوا ضمانة من "حزب الله" وحركة "أمل".

الأربعاء في 2/8/2006 هو اليوم الذي سجل أعلى نسبة صواريخ تطلقها المقاومة على المستعمرات والمدن الإسرائيلية وبمستوى أذهل قادة العدو والمراقبين وأكد المستوى العالي لإدارة المعركة، حيث أننا كنا في أجواء أن اليوم هو يوم التصعيد للتعويض عن اليومين السابقين ولإفهام العدو أن الخطة هي التدرج في استهداف المدن الأبعد، في وقت ازداد الحديث عن تعويض إسرائيلي بالوصول إلى مشارف الليطاني، وهذا ما جعل تركيز المقاومة ينصبّ على منطقة الطيبة لأنها أقرب نقطة إلى النهر إذا ما كانت إسرائيل تريد أن تسجل نصراً وهمياً تعزز فيه معنويات جيشها.

كنا نتابع الوضع ونعرف أن هذا المحور سيفاجئ العدو مع استخدام المقاومين تقنيات جديدة مضادة للدروع ستربك العدو وتعدل كل خططه.


صباحاً تردد الرئيس بري في إلغاء موعد مقرر للسفير البريطاني في بيروت جيمس واط احتجاجاً على موقف بلاده بالأمس برفض الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولكنه عاد واستقبله وعند وصوله صارحه بأنه فكر في إلغاء الموعد، فرد واط أن حقيقة الموقف ليست كذلك وربما وسائل الإعلام تشوه الأمور وأكد أن بلاده ملتزمة بوقف إطلاق النار، وعزز واط قناعة الرئيس بري بأن وزير الخارجية الفرنسي كان يمثل الجانب الأميركي في اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني في بيروت، وأشار إلى أن البحث في العمق يتناول طبيعة القوة الدولية التي يجري الحديث عن مجيئها إلى لبنان وأنهم يتجهون إلى الاقتناع بفكرة تجزئة الحل إلى مرحلتين مع الاتفاق على بنودهما معاً والأخذ في الاعتبار البنود السبعة للحكومة.

بري: ولكن الواقع أن طوني بلير ذهب ليطالب جورج بوش بوقف إطلاق النار وعاد ليتزعم المطالبة بعدم وقف النار.

واط: ما أقوله لدولتك حول تجزئة الحل والنقاط السبع هو الموقف الرسمي للحكومة البريطانية، وأنا أنقله لك والى "حزب الله" بواسطتك، ونحن نريد أن نلعب دور الجسر وسنعمل بكل قوتنا لعقد جلسة لمجلس الأمن لصدور قرار من الآن وحتى أسبوع.

سرعان ما تبدلت لهجة الرئيس بري وأشار إلى أهمية دور بريطانيا وضرورة إعلان ما قاله له في الجلسة.


أبو الغيط: نزع سلاح "حزب الله"
وقبل أن يستكمل الرئيس بري مواعيده، اتفقنا على إرسال رسالة خطية إلى سماحة السيد نصرالله تتعلق ببعض المسائل الميدانية في جبهة الجنوب ومعلومات حول المسار السياسي وسلمتها إلى رسول بسبب غياب الحاج حسين الخليل "عن السمع".

ثم التقى الرئيس بري وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في صالون مكتبه وكان يتحدث بمرح ويأخذ الأمور ببساطة، لكنه استمع جيداً إلى الوقائع الميدانية في المعركة البرية والخسائر التي لحقت بالإسرائيلي واستعدادات المقاومة.

بادره الرئيس بري عند دخوله: هل الرئيس حسني مبارك زعلان لكلامي عنه؟

أبو الغيط: نعم.

بري: أنا نقلت زعل معظم اللبنانيين لأنهم لا يريدون مصر إلا إلى جانبهم وهم اسغربوا كثيراً ان يقال ما قيل.

أبو الغيط: نحن كذلك. نريد أن نكون الى جانب لبنان. وشرح أنهم يريدون القيام بدور ما وهو التقى قبل يومين الرئيس السوري بشار الأسد.

بري: نحن نشجع كل دور عربي، ولكن من المفيد أن تعيدوا الثقة لهذا الدور.

ثم بدأ النقاش السياسي وكان واضحاً أن الموضوع مع الأوروبيين هو نفسه مع المصري، ماهية القوة الدولية، وعرضت الأمور التالية:
- الوقف الفوري لإطلاق النار.
- وصول قوات دولية بعد 48 ساعة على وقف النار.
- بعد 48 ساعة من وصولها يعود المهجرون إلى بلداتهم.

صحح الرئيس بري أن المقبول هو قوات طوارئ وفق المهام الحالية، وبما أنها موجودة أصلاً فلا داعي إلى انتظار عودة المهجرين ولتتم فوراً، وأنا أقول لك لا يهم بعدها نسبة زيادة عديد القوات.

أبو الغيط: وما هو دور القوات وما هو عديد الجيش المطروح أن يشارك؟

بري: الدور الحالي تماماً مع زيادة عديدها، ولكن بالتأكيد لا علاقة لها بنزع سلاح المقاومة.

أبو الغيط: ماذا نكون قد عملنا، هذا لا يصح وغير مقبول، يحب أن تكون هناك ترتيبات ومهام جديدة.

بري: هل تعتقد أن هذا يتم من دون التفاهم معنا. إن سلاح المقاومة وعديد الجيش أمور لبنانية نناقشها فيما بيننا، لكن لا مانع لدينا بأي عدد للجيش اللبناني.

توسع النقاش مدة ساعة ونصف تقريباً اتفقنا في نهايته على:
- وقف إطلاق النار.
- عودة مباشرة للمهجرين باعتبار طلائع اليونيفيل موجودة.
- مهام اليونيفيل تتحدد برضى الطرفين، وفي جميع الحالات لا علاقة لها بسلاح المقاومة وهي ليست قوة ردع.

استطرد أبو الغيط قائلاً: إن الجانب السوري تحدث معه عن تفاهم نيسان وإعادة العمل به، وإنه سمع أن موقف السنيورة هو عدم القبول باليونيفيل في مزارع شبعا.

بري: أنا لم أسمع هذا الكلام من قبل، ربما يكون هناك التباس، وأنت في كل الأحوال ســوف تلتقيه.


موراتينوس مستطلعاً.. واتصالات بريطانية ايرانية
ثم التقى الرئيس بري وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موارتينوس الذي لم يحمل شيئاً جديداً، ولكنه كان متفهماً أن أية تسوية لا يمكن أن تحصل إلا بالاتفاق، وتحدث بانفتاح عن دور "حزب الله" وهو مع وقف فوري لإطلاق النار، وأهم ما فهمه الرئيس بري منه أنه سيقوم بزيارة إلى سوريا وسيكون أول وزير خارجية أوروبي يزور سوريا بعد انقطاع طويل.

كما التقى الرئيس بري وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب.

عند الساعة السادسة مساء، وصل الحاج حسين الخليل إلى عين التينة، أجاب على الرسالة الصباحية وأوضح بعض النقاط، ووضعه الرئيس بري في أجواء الاتصالات السياسية اليوم، وكان الرئيس بري أكثر تفاؤلاً من الصباح بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها، حيث تأكد أن الوقائع الميدانية أعادت ترتيب جدول اهتمامات كل الأفرقاء وأصبحوا أكثر استعداداً للتسوية وفق شروطنا.

ونقل الحاج حسين أن اتصالات بريطانية - إيرانية قد حصلت ويعتقدون أن استراتيجية الإسرائيلي تقوم على احتلال بعمق 3 كيلومترات ويوافقون على إعلان وقف النار في انتظار وصول القوات الدولية وفق ما يريدون.

ركز الرئيس بري أنه علينا المتابعة مع كل الأصدقاء لضمان "فيتو" في مجلس الأمن ضد أي قوات متعددة، وأننا سننتظر ما يمكن أن يفعله المصري ومدى صدقية الموقف البريطاني، ولكن المهم أن نبقى محافظين على رباطة جأشنا في المعركة وأن تكون هناك دوماً مبادرات واستعدادات إيجابية، ثم جرى نقاش حول فكرة الحزب القومي بالدعوة إلى مؤتمر وطني، وكلفت بزيارتهم لمناقشة الأمر وحصره في اجتماع عام للأحزاب خوفاً من حدوث أي انقسام.

كان الرئيس بري يعتقد بإمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن بوقف النار يوم الاثنين المقبل، ولكنه كان خائفاً من الموقف اللبناني فيما يتعلق بالقوة الدولية وأن هذه النقطة لم تحسم بعد، وأن تصر الحكومة على تعديل مهامها بما يشمل نزع سلاح "حزب الله" في جنوب الليطاني، وأن الرئيس السنيورة ما زال على هذه القناعة، ولكن المطلوب أن نبقى نسير على حد السكين في هذا الأمر.

ذكّرني الرئيس بري بضرورة أن ألتقي غداً الأمين العام لهيئة الإغاثة لإبلاغه برفض توزيع المساعدات الليبية في مناطق وجود المهجرين، وأن تبقى على الحدود الشمالية لأنها ستثير حساسيات كبيرة، وهذا ما فعلته وبقيت في ثكنة عرمان في الشمال وحصر توزيعها في بعض التجمعات.


في حلقة الأربعاء المقبل:
نصر الله يطلق معادلة تل أبيب مقابل بيروت
فرنسا تعد صيغة لوقف النار ودعوة لاجتماع وزاري عربي في بيروت