وجه عدد من كبار قادة الأذرع العسكرية والأمنية السابقين ضربة شديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو،
حلمي موسى - السفير
وجه عدد من كبار قادة الأذرع العسكرية والأمنية السابقين ضربة شديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات بتأكيد فشله السياسي والأمني في عدة مجالات.
وقال هؤلاء، المنضوون تحت راية هيئة تعمل باسم «قادة من أجل أمن إسرائيل»، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، أن نتنياهو أخفق في مواجهة كل من «حماس» وإيران. وشدد القادة على أن الجمهور الإسرائيلي، خلافاً للقيادة اليمينية، يؤمن بالحل السلمي مع الدول العربية وبقدرة الجيش الإسرائيلي على الدفاع عن الدولة في كل «حدود» تقررها حكومة إسرائيل.
وعقد جنرالات يمثلون «قادة من أجل أمن إسرائيل» مؤتمراً صحافياً للرد على الحملة التي يشنها «الليكود» ضد رئيس «الموساد» السابق مئير داغان، الذي كان المتحدث الرئيس في مهرجان كبير مناهض لنتنياهو واليمين. وكان داغان أعلن أن نتنياهو بات يشكل خطراً على أمن إسرائيل، وأنه يحرم الدولة العبرية من ضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
ورغم أن الجنرالات كانوا أعلنوا أنهم بصدد الكشف عن إخفاقات نتنياهو الأمنية والعسكرية، إلا أنهم اكتفوا فعليا بالإعراب عن رأيهم في قراراته تجاه إيران و «حماس» واغتيال شهداء القنيطرة، وبينهم جهاد مغنية. وشارك في المؤتمر الصحافي كل من الجنرالات آشير ليفي وأمنون ريشف وغيورا عنبار ورئيس «الموساد» الأسبق شبتاي شافيت ونائب رئيس «الشاباك» الأسبق أرييه فيلمان.
واتهم آشير ليفي باسمهم نتنياهو «بالعمى السياسي، على شاكلة ما حدث قبل حرب يوم الغفران». وقال «للأسف دفعنا ثمناً باهظاً في يوم الغفران، وهو ثمن كان بالوسع تجنب دفعه لو فهمنا أن المصريين يريدون في نهاية المطاف انسحابنا حتى المليمتر الأخير، لكننا فقدنا أناساً أعزاء». وأشار إلى أنه «خلافا لادعاءات رئيس الحكومة ووزرائه، فان الجمهور الإسرائيلي يؤمن بالحل السياسي الأمني مع الدول العربية البراغماتية المعتدلة، وضمنه الموضوع الفلسطيني. وبوسع الجيش الإسرائيلي الدفاع عن دولة إسرائيل في أي حدود تقررها الحكومة الإسرائيلية».
ورد ليفي بشدة على اتهام «الليكود» لهم بأنهم ليسوا ضمن المعادلة، وأنهم لا يعرفون ما يجري. وقال «إسرائيل معروفة كدولة صغيرة، يعرف فيها الجميع بعضهم بعضاً. وإسرائيل هي دولة يخدم فيها الكثيرون في الجيش. والمعلومات تحوم في كل الاتجاهات، وإذا اتهمنا بأننا لا نعرف، فإن من يتهمنا إما مغرض أو أحمق».
وأضاف «كل ما فعله نتنياهو في الملف الإيراني كان خطأ كبيراً، ألحق الضرر بالدولة، ونحن واثقون أنه سيكلفنا كثيراً في المستقبل. هناك عدو دفع قوى العالم للاتحاد لمكافحته، ونحن الأصغر، نجد أنفسنا خارج الملعب، وبدلا من توحيد القوى داخل الائتلاف الذي يحارب الأشرار، نجد أنفسنا نحارب الحليف الأكبر لنا (الولايات المتحدة). وإذا كان بوسع أحد الإشارة إلى أي ملمح إيجابي حدث من هذا النزاع نكون شاكرين لسماعه».
وتابع ليفي، في المؤتمر الصحافي، إن أهم أمر هو أن «السيد نتنياهو أخفق في تجيير الانجازات العسكرية للجيش الإسرائيلي في الجرف الصامد، والتي يعرف الجميع أننا دفعنا ثمناً باهظاً مقابلها، ولم يترجمها بانجاز سياسي يمكنه أن يضمن الأمن والسلام لشعب إسرائيل في السنوات العشر المقبلة. لقد توقعنا أن يأتي بخطة كبيرة وعمومية تدخل إلى الأعماق وتقود إلى تجريد غزة من السلاح وإعادة إعمارها وترميم حياة المقيمين فيها».
وشدد على أن العمليات العسكرية تقاس بانجازاتها السياسية، و «قد توفرت لإسرائيل فرصة هائلة لتوحيد الدول العربية، مع ائتلاف أوروبي وحتى في الشرق، حيث أعلنوا جميعا استعدادهم لبناء سد في مواجهة التمدد الإسلامي المتطرف وحل مشاكل القطاع».
وخلص ليفي إلى أن المشكلة المركزية هي أن نتنياهو لا يبادر، وفقط يقوم بالرد. وقال إن «ما ندعيه هو أنه في كل الأمور المهمة، فعل الأشياء غير الصحيحة، ولم يجرؤ على فعل الصواب. وهو يزعم أنه تشرشل، لكن تشرشل عرف أيضا أنه من دون الولايات المتحدة لا يمكنه فعل المطلوب. نتنياهو يظن أن بوسعه فعل أمور من دون العمق الاستراتيجي لإسرائيل، والذي بلا ريب هو الولايات المتحدة».
وتطرق ليفي في المؤتمر الصحافي إلى أحداث وقعت مؤخراً. وقال «حسب رأيي، اغتيال مغنية الابن كان حماقة. لقد خبرت مغنية الأب، وأعرف الفارق بين الاثنين. مغنية الأب وقف خلف عملية الأرجنتين، ومغنية كان من العظام، وأقول مدحاً لشخص لم يعد موجوداً، لكنه كان عدواً ينبغي تقدير شخصه وكفاءاته. أما ابنه، فلا. قرار اغتياله كان خاطئاً».
وأشار إلى إيمانه بأن «الأمن لا يتعلق فقط بالقوة العسكرية، وإنما كذلك بالديبلوماسية. فبثمن طائرة أف 16 بوسع إسرائيل أن تنال تعاطفاً مع وضعنا، ومع مصالحنا. وديبلوماسية إسرائيل فشل كبير. اللاسامية في أوروبا تعود إلى ما كانت عليه في الأربعينات. إنهم يكرهوننا، وأوروبا تحتقرنا، ونحن نخسر الجامعات في الولايات المتحدة. الجيل المقبل للقيادة الأميركية يترعرع هناك، ونحن نخسره. وأنا أتهم في ذلك ديبلوماسيتنا. من المسؤول. بالتأكيد رئيس الحكومة».
وكان رئيس «الموساد» الأسبق شبتاي شافيت قد حمل بشدة على نتنياهو في الشأن الإيراني وفي تدهور العلاقات مع الإدارة الأميركية. وندد بمحاولة رئيس الحكومة إلقاء التهم والذنوب على آخرين، مؤكدا أن نتنياهو، بوصفه «رأس الهرم»، هو من يتحمل المسؤولية. وقال «ليس الآخرون مذنبين في الفشل تجاه حماس. ليس الآخرون مذنبين في الموضوع الإيراني. أنت، فقط. أنت نقلت أميركا من حليف إلى عدو».
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه