وتحدَّث السيّد فضل الله في الوفد، مشيراً إلى أهميَّة استحضار الذاكرة الطيّبة في الحياة اللبنانية، مؤكّداً أنَّ هذه الذاكرة الإنسانية تتمثَّل في الطيّبين من أهلنا من سائر الطوائف، الَّذين أحسنوا التّعامل مع بعضهم البعض
حذَّر العلامة السيّد علي فضل الله من موجة التَّخويف التي صنعتها الجهات الَّتي ساهمت في تغذية هذه الظاهرة العنفيَّة الطّارئة في المنطقة، مشيراً إلى أنّها تريد تجذير التقسيم النفسيّ في مجتمعنا، تمهيداً للتّقسيم الواقعيّ.
استقبل سماحته وفداً من الجامعة اليسوعيَّة، برئاسة الأب نعمة صليبا، ضمّ ليندا غدار، وعلا صقر، وعبد الناصر الصّلح. وقدّم له الوفد فيلماً حول العلاقات الإسلامية ـ المسيحية، تحت عنوان "لأنه إنسان"، وفيه توثيق لحالات إيجابيَّة أثناء حرب الجبل.
وتخلّل اللقاء حوار حول كيفيَّة الحفاظ على القيم المشتركة الَّتي أرستها الدّيانات السَّماويَّة، وكرّسها العديد من اللبنانيين في علاقاتهم المشتركة.
وقد تحدَّث السيّد فضل الله في الوفد، مشيراً إلى أهميَّة استحضار الذاكرة الطيّبة في الحياة اللبنانية، مؤكّداً أنَّ هذه الذاكرة الإنسانية تتمثَّل في الطيّبين من أهلنا من سائر الطوائف، الَّذين أحسنوا التّعامل مع بعضهم البعض، على قاعدة القيم الإنسانية والرّسالية والوطنية، بعيداً عن الحسابات المذهبيَّة والطّائفيَّة.
وحذَّر سماحته من موجة العنف الَّتي تضرب المنطقة، وتأثيراتها السّلبيّة في لبنان، مشيراً إلى أنّ الخطّة الّتي رسمت للمنطقة، اقتضت أن يعيش النّاس ذهنيّة التّقسيم والتّفتيت على المستوى النّفسيّ، قبل أن نصل إلى التقسيم الفعلي والتجزئة التي يُراد لها أن تشمل الجانبين المذهبيّ والطّائفيّ، وحتى العرقيّ.
وشدَّد على ضرورة أن نواجه جميعاً موجة التَّخويف الَّتي يُراد لها أن تسيطر على واقعنا، مؤكّداً أنَّ من صنع الخوف، هو الَّذي ساهم في صناعة هذه الظَّواهر الطّارئة غير الأصيلة في ثقافتنا الدينيَّة والإنسانيَّة والرّساليّة.