بعد أربع سنوات على بداية الأزمة في سورية ما زالت تُرتكب افظع الانتهاكات بحق الإنسانية في الشوارع والأحياء والقرى والمدن السورية ،من الذبح والقتل والتشريد والسبي والتهجير والنزوح.
بعد أربع سنوات على بداية الأزمة في سورية ما زالت تُرتكب افظع الانتهاكات بحق الإنسانية في الشوارع والأحياء والقرى والمدن السورية ،من الذبح والقتل والتشريد والسبي والتهجير والنزوح، إضافة الى التفجيرات الارهابية والقصف العشوائي من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية .
هجمات دموية تُمارس فيها أشنع صنوف القتل والابادة، وما يبث عنها اعلاميا لتخويف وارهاب البشر والحجر ،من مشاهد قتل واجرام وقطع رؤوس وتمثيل بالاجساد البشرية، والتي يندى لها جبين الانسانية ، انها انتهاكات صريحة وخطيرة للقانون الدولي الإنساني ولمنظومة حقوق الإنسان، واستهانة بالحياة البشرية وبقيمها وجوهرها ،لقد تخطت أبسّط القيم الحضارية والإنسانية، علاوة على استعمال وسائل مدمرة انتجت حجما هائلا من الخراب والفوضى والاحقاد والدمار في جميع المناحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية والعلمية والثقافية، والتي أدت الى سوء حالة وحياة ومعيشة السوريين مع انتشار الامراض وقلة الادوية.
3 ملايين لاجئ سوري إلى الخارج و6.5 مليون نازح داخل سورية
في آخر إحصائية للأمم المتحدة ذكرت بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الدول المجاورة بلغ ثلاثة ملايين لاجئ لكن هذا العدد كان مرشحا ان يزداد لولا ان تقطعت السبل بعدد كبير من الراغبين بمغادرة البلاد بسبب تقدم الإرهابيين أو لصعوبة الوصول إلى معابر حدودية مفتوحة.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة أن هذا العدد القياسي يمثل زيادة بمقدار مليون لاجئ مقارنة بالعام 2014 بالإضافة إلى نزوح 6.5 مليون داخل سورية وهو ما يعني ان "قرب نصف السوريين جميعا أجبروا الآن على ترك بيوتهم والنجاة بأرواحهم."
وقال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس في بيان "الأزمة السورية أصبحت أكبر حالة طوارىء إنسانية في حقبتنا ومع ذلك فشل العالم في توفير احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم."
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن الغالبية بقيت في دول مجاورة وفق التالي :
وذكرت المفوضية انه اضافة إلى ذلك تقدر الدول المضيفة أن هناك مئات الالاف من السوريين لجأوا اليها دون تسجيل رسمي.
الإرهاب في سورية يسبب بمعاناة كبيرة للشعب
عضو لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن سورية كارلا ديل بونتي أكدت أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في سورية مثل "جبهة النصرة " و"داعش" والمرتزقة الأجانب تتسبب بمعاناة كبيرة للشعب السوري لا يحتملها أي إنسان حيث يقومون بالقتل والتعذيب ومحاصرة المدن.
واعتبرت بونتي أن "انتشار المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تسعى إلى إقامة مايسمونها (دولة الخلافة) في سوريا في تزايد مستمر وبلغ عددها حتى الآن نحو 700 مجموعة ولا توجد قيادة موحدة لها".
وأشارت بونتي إلى أن عددا كبيرا من المرتزقة الأجانب والمتطرفين انضموا إلى تلك المجموعات الإرهابية في سوريا وهدفهم من ذلك إقامة "الخلافة" وهو ما تسبب في تأجيج الأزمة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأضافت بونتي إن "كل ما يحدث في سوريا ينعكس سلبا وبشكل كبير على السكان المدنيين فالأزمة في احتدام مستمر وهي تشتد ولا أحد يعير أي اهتمام للمدنيين".
مليون ونصف منزل مدمر في سورية
وفي موضوع الدمار كشفت دراسة حديثة لـ "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا" (الاسكوا)، أن ما يقرب من مليون ونصف المليون منزل تعرض للدمار في سورية، منها 315 ألف منزل تعرض للدمار الكامل، و 300 ألف منزل تعرض للدمار الجزئي، مع دمار البنية التحتية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي.
وبينت الدراسة التي صدرت حديثاً أنّ ما يقرب من 7 مليون شخص تأثروا بالدمار.
تصميم جرافيك : وسيم صادر
الأمم المتحدة: 290 موقعا أثريا سوريا تعرضت للتدمير
وفي ملف الإعتداء على المواقع الأثرية ذكرت الأمم المتحدة أن 290 موقعا سوريا تراثيا تعود إلى فجر الحضارات تضررت جراء المعارك.
وكشف تقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث عن حجم الدمار الذي طال المواقع التراثية الأثرية السورية استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية.
وأبرز تقرير معهد الأمم المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية إلى أن هناك 24 موقعا دمرت بالكامل و189 موقعا تضررت بشدة أو بدرجة متوسطة و77 موقعا ربما تكون تضررت.
وأكد التقرير أن هذه "شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع"، داعيا إلى ضرورة تصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية هذه المناطق لإنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الهام للبشرية.
ووثق تقرير معهد الأمم المتحدة الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بمواقع التراث الحضاري السوري منها المواقع التي تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة التراث العالمي ومعظمها في مدينة حلب شمال سورية.
وحسب التقرير، فقد كشفت صور الأقمار الصناعية أيضا عن تعرض مواقع في الرقة ومدينة تدمر، وعمرها أكثر من ألف عام، إلى أضرار كبيرة إضافة إلى مواقع في مدينة بصرى القديمة ومستوطنات مهجورة من الفترة البيزنطية شمال سورية.
وكان مديرعام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم أكد أن عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي عشرة آلاف عام من التاريخ تم نقلها إلى مخازن متخصصة حتى لا تتعرض للنهب والتخريب.
لا شكّ بأن الإرهاب الذي عصف بسورية لم يرحم البشر ولا حتى الحجر هو إرهاب أعمى لا يميّز بين عسكري ومدني ولا يراعي موضوع النزوح وحق الناس في اللجوء الى اماكن اكثر اماناً بل يتخذ من الناس متاريس ليحتمي وراءها وهو لا يقيم وزناً للحضارة والتاريخ فيهدم الآثار ويفجّر المعالم التاريخية .