تمكّن المقاتلون الموالون للمجلس الإنتقالي الليبي من السيطرة على قرية قصر أبو هادي، مسقط رأس العقيد معمر القذافي
تمكّن المقاتلون الموالون للمجلس الإنتقالي الليبي من السيطرة على قرية قصر أبو هادي، مسقط رأس العقيد معمر القذافي. وقال الطبيب طه سلطان الذي يعمل في أحد المستشفيات الميدانية على مشارف سرت "تحررت أبو هادي بالكامل من مقاتلي القذافي وقد دخل فريقينا الطبي القرية". وأضاف سلطان أن مقاتلين اثنين من مقاتلي المجلس لقيا مصرعهما على الجبهة شرقي سرت، بينما أصيب ستة آخرون بجروح. وتمثل السيطرة على قصر أبو هادي، نصراً معنوياً للمجلس حيث يسعى مقاتلوه للقضاء على آخر ما تبقى من دعم للرئيس الليبي السابق.
وسبق أن شهد محيط قرية قصر أبو هادي مواجهات منذ أسبوع. وتضمّ البلدة بضعة آلاف من السكان شرق مطار سرت على بعد حوالى عشرين كيلومتراً جنوب شرق هذا المعقل الساحلي لآخر الموالين للعقيد القذافي.
وقال أحد قادة قوات المجلس الوطني الإنتقالي مفتاح رسلان إن "حوالى 75 بالمئة من قصر أبو هادي تخضع لسيطرتنا، خضنا ثلاثة أيام من المعارك الكثيفة، إنهم يهاجموننا بواسطة صواريخ غراد ورشاشات ثقيلة وقناصة". وأضاف رسلان أن "واحدة من مشاكلنا الرئيسية هي أن الكثير من المدنيين لديهم أسلحة نحاول جمعها، بعض السكان يقومون بتسليمها لكن كثيرين احتفظوا بها". وقال أحد سكان القرية "لا نستطيع النوم منذ أسبوع، هناك معارك كثيرة. لم يعد لدينا مياه ولا أدوية ولا كهرباء".
من جهة ثانية، حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على موافقة على دخول سرت لتقديم المؤن للمدنيين العالقين. كما أفاد أحد أطباء المستشفى الميداني الرئيسي الذي يبعد خمسين كلم غرب المدينة أنه أبلغ بأن هجوماً واسعاً على سرت سيجري اليوم.
من جهته، أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل اليوم تشكيل مكتب تنفيذي مؤقت بانتظار إعلان التحرير الكامل للبلاد الذي سيشكّل بدء المرحلة الإنتقالية. وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي "ندعو الشعب الليبي الى الصبر لأن ساعة التحرير تقترب"، موضحاً أن المجلس ورئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل "توصلا في اليومين الأخيرين الى ضرورة إصلاح المكتب التنفيذي".
وقال عبد الجليل إن محمود جبريل سيتولى رئاسة المكتب التنفيذي وحقيبة الخارجية وسيتولى علي الترهوني وزارة المالية ووزارة النفط مؤقتاً. وأضاف عبد الجليل "أقول مؤقتاً بالنسبة لوزارة النفط لأنها ستعود الأسبوع القادم الى المؤسسة الوطنية للنفط". كما أعلن عبد الجليل إلغاء منصب نائب رئيس المجلس الإنتقالي، داعياً الليبيين الى التحلي بالصبر لأن "ساعة التحرير باتت قريبة".