23-11-2024 01:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

تعويم إعلامي لـ"إنجيل يهوذا" ينسف معتقدات مسيحية أصلية

تعويم إعلامي لـ

تستنطق "السي أن أن" تاجرة الآثار فريدا تاخوس، فتقول "إنجيل يهوذا يشير إلى أن المسيح طلب من يهوذا خيانته وقد سأله يهوذا: لماذا أنا؟ فرد المسيح بالقول: لأنك أنت الأقرب إلي، أتمنى منك أن تقوم بذلك."

تعويم إعلامي لمخطوطة إنجيل ينسف معتقدات مسيحية أصليةليس واضحاً لماذا تنهض بعض وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية تحديداً في تظهير مخطوطة من الإنجيل يدعى أنه تمّ اكتشافها حديثاً وأطلقوا عليه اسم "إنجيل يهوذا الأسخريوطي" وتتحدث عن ما تسميه حقائق مغايرة حول "يهوذا الأسخريوطي" هذا التي تقول الرواية المسيحية المجمع عليها أنه هو من سلّم المسيح (ع) إلى السلطات الرومانية ليتمّ صلبه.  

وموقع "سي أن أن" يطلق عليها صفة الوثيقة التاريخية وبأن الكثير من المسيحيين يجهلون وجودها. وبتابع بأن الباحثين الذين يعملون على تحليل الوثيقة يؤكدون بأن "الحقيقة" قد تكون مغايرة كليا عن الأناجيل الأ{بعة، وأن يهوذا في الواقع كان التلميذ المفضل للسيد المسيح (ع) الذي طلب منه شخصيا الوشاية به.

ويتمّ حاليا العمل في قناة "السي أن أن"، على إعداد وثائقي يحمل عنوان "البحث عن المسيح"، يقول فيه ديفيد غيبسون، المشارك في تأليف الوثائقي بأن: "يهوذا كان يقوم بما أراد منه المسيح فعله. الله أرسل المسيح ليموت تكفيرا عن خطايا البشر، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك من يخونه ويقوم بهذه المهمة."

ولتأكيد هذا الزعم تستنطق "السي أن أن" تاجرة الآثار فريدا تاخوس، فتقول "إنجيل يهوذا يشير إلى أن المسيح طلب من يهوذا خيانته وقد سأله يهوذا: لماذا أنا؟ فرد المسيح بالقول: لأنك أنت الأقرب إلي، أتمنى منك أن تقوم بذلك." أما كانديدا موس، الباحثة من جامعة نوتردام فتقول إن محتوى الإنجيل يدل على أن يهوذا "كان يدرك ما يحصل، وكان يساعد المسيح وكان يعلم أنه بسبب ذلك سيكره الناس للأبد."

وبمفارقة غريبة ينضمّ رجل دين مسيحي إلى هذه الجوقة إذ يحاول بايرن ماكين، رئيس دائرة الشؤون الدينية بجامعة وفورد، ما أسماه "شرح" الظروف المرافقة للعثور على الإنجيل والهدف من دراسته بالقول: "إنجيل يهوذا ظهر قبل سنوات قليلة في سوق للقطع الأثرية، أي أنه لم يظهر ضمن بعثة تنقيب عادية، وهذه المشكلة هي أولى المشاكل التي تعترض الباحثين حوله، كما أنه بحالة سيئة إذ لم يكن موضع عناية من ملاكه."

ويضيف ماكين: "هناك أجزاء تستحيل قراءتها وهناك خلاف بين العلماء حول حقيقة ما يرد فيها، ولكن الأرجح أنها تشير إلى أن يهوذا كان يقوم بما طلبه منه المسيح ولم يكن بالتالي شخصا سيئا.. بالنسبة لي على المستوى الأكاديمي، فإنني أرجح ألا يكون الإنجيل مزورا، ولكن معناه الحقيقي معقد للغاية."

والغريب في هذه التأكيدات المتواصلة أنها لا تبيّن أدلتها الوثائقية وكيف يمكن أن يكون الأرجح بما يدعونه حول يهوذا، الذي تحوّل فجأة إلى "رجل طيب" ومظلوم ؟!!..

أما عن سبب هذا التعويم الإعلامي فيأتي اعترافاً واضحاً بإثارة الشكوك حول المسلمات المسيحية، إذ عن سبب دراسة هذا الإنجيل يقول ماكين: "الهدف هو دفع الناس إلى التفكير وإعادة النظر في المسلمات، طبعا الإنجيل الذي نتحدث عنه كُتب بعد 300 سنة على ولادة المسيح، فهل يمكن الوثوق بنص يتحدث عن وقائع تسبقه بثلاثة قرون؟ ربما تكون الإجابة نعم وربما تكون لا."

إلا إن جملته الأخيرة فيها مقتل حقيقي لكل الادعاءات التي يسوقونها وهي كيف يمكن الاعتماد فعلاً على "وثيقة" كتبت بعد 300 عاماً من وقوع الأحداث التي ترويها.. فمن أين جاء ذلك الترجيح؟!!.

ربما نكتشف مع الأيام القادمة أن خلف هذه الحملة ضد المعتقدات المسيحية هم اليهود الصهاينة أنفسهم، ألد أعداء المسيحية والإسلام..إذ لهم تجارب مسبوقة في هذا السياق..