وعن كيفية مواجهة داعش رأت آمون انه "الجواب الاكثر تعقيدا، وعلى المعنيين في المجتمع العربي ان يبدوأ بمعالجة الحقد المستشري ومعالجة الفنتة السنية-الشيعية، والعمل على مستوى القيادات العليا في العالم الاسلامي
برعاية العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري، قدّم كل من الباحثان الخبيران بشؤون الحركات الاسلاميّة السلفية الجهادية الدكتور نسيب حطيط، والدكتورة هالة آمون في الحلقة الحوارية التي دعا اليها المجمع وادارها الاعلامي قاسم قصيرورقتي بحث مهمتان تناولت الجوانب الفقهية والسياسية لظهور "داعش".
وتمحورت ورقتي النقاش التي قدمها الباحثان حول المنابت العقدية لتنظيم الدولة الاسلامية المعروف بـ"داعش"بحضور عدد من المهتمين والباحثين والاعلاميين.
وقد ركزت أولا الدكتورة هالة آمون على الاسباب التي أدت الى نشوء داعش وهي على التوالي: ظهور الخوارج، المذاهب السنيّة الاربعة، ظهور محمد بن عبد الوهاب، سقوط الدولة العثمانية، نجاح الثورة الايرانية، احتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، احتلال العراق ووضع ايران اليد على البلد، اندلاع الثورات العربية التي شكلت الأمن والأمان لاسرائيل.
وعن كيفية مواجهة داعش رأت آمون انه "الجواب الاكثر تعقيدا، وعلى المعنيين في المجتمع العربي ان يبدوأ بمعالجة الحقد المستشري ومعالجة الفنتة السنية-الشيعية، والعمل على مستوى القيادات العليا في العالم الاسلامي في نبذ العنف والتسلط. وعلينا، بحسب الدكتورة آمون، ان نقتنع جميعا ان العنف المقدس يستولد العنف الاكثر قداسة، والتعصب يستولد التعصب الاكبر.
في المقابل اعتبر الدكتور نسيب حطيط "ان منابع التشريع عند داعش لها ثلاثة اقسام، اولها المنبع الديني والسنّة النبوية، والسلف الصالح خاصة ابن تيمية وعلماء الوهابية، والمنبع الاستخباري غير المرئي، اضافة الى الهوى الذاتي وطموحات العناصر التكفيرية.
وبحسب الباحث نسيب حطيط ان "المنبع الاساس عند الجماعات التكفيرية تكمن في اشكاليتين وهي التفسير الظاهري للقرآن والانقياد الاعمى للرواية والحديث والمخالفة الصريحة للاحاديث الدينية، والتجاوز الاكبر لجهة التكفير الذي نهى عنه الرسول الاكرم.
والخطيئة المشينة، بحسب الدكتور نسيب حطيط، فهو سرقة "إلوهية الحساب"، اذ بحسب رأيه، أخذ التكفيريون جزءا من المشيئة الالهية وحاسبوا الانسان. وهم بذلك يخالفون القرآن والسنّة. اما السلف الصالح عند داعش فقد اختلط فيها الحابل بالنابل عندما حولت الفتاوى والاقوال التي جاء بها الشيوخ بمثابة المقدس خاصة ان ابن تيمية معتمد بنسبة 60% من الفتاوى لديهم. وهو الذي أُستتيب مرتين وعاد.
اما المنبع الاستخباري فهو الاساس في صناعة داعش وأمها القاعدة الذي بدأ مع المخابرات البريطانية. مع الاشارة الى ان الإخوان المسلمون هم السلفية الحضرية مقابل السلفية البدوية أي الوهابية. وللتأكيد على ما نورد، بحسب حطيط، فان معظم قادة داعش هم خريجو السجون العراقية والسعودية بحسب اعتراف جو بايدن نفسه".
اما المنبع الثالث فهو الهوى الشخصي، فكل كلمة داعشية تلتقي مع كلمة شعار "حق يراد بها باطل". فتكفير المسلمين وقتلهم يستدعي السؤال هل ان الخليفة عمر بن الخطاب ليس مسلما كونه أبقى على كنيسة القيامة؟ وهل كل ما سبق من المسلمين هو كافر وغير مسلم؟ وكيف يمكن ان نضع تقاطعا بين السعودية وايران؟. ويلفت حطيط الى انه لا بد من التفريق بين السعودية وايران وداعش لجهة المشترك بالاحكام الشرعية وعدم الاعتماد على الظاهرة لتفسير الاحكام.
فالقانون الجنائي الايراني يختلف في التنفيذ ومنها ضرورة وجود الحاكم الشرعي او بالامام او نائبه وليس بالامير او السلطان خلال تنفيذ الاحكام. ثم يسأل حطيط : كيف نولي البغدادي علينا؟ ومن ولاه؟ وهل ان الرسول نبش قبر أحد؟ هل صلب أحد؟ وهل ان تطبيقها الاحكام بقطع الايدي هو من الاسلام؟ هل وزعت السعودية أموالها على فقرائها حتى تأتي لتحاسب بقطع الايدي؟ وهل تقطع أيدي الامراء المسيطرين على النفط والثروات؟ وهل ان الشيعة موجودون في ليبيا ومصر وتونس والجزائر ونيجيريا..؟ اذ ان الشيخ القرضاوي يتهم الشيعة بالفتنة؟ ونسأله لماذا قتلت "داعش" من السنّة اكثر مما قتلت من الشيعة؟ .وختم حطيط بالتأكيد على ان نهاية داعش قريبة لان ذلك وعد الله.
وفي نهاية الحلقة الحوارية قدّم العلامة الحاج رئيس المجمع الثقافي الجعفري مداخلة طالب فيها ان نتوحد كلنا في جهة واحدة في مواجهة الارهاب.وشارك عدد من الحضور بتعليقاتهم منها مداخلة للدكتورة غادة عبدالله اليافي، والاب نقولا الصغبيني، والاستاذ محمد شحادة، والدكتور محمد حيدر، اضافة الى الدكتورة صباح الحسيني والاعلامية داليا المقداد.
وبعد ردود المحاضرين على الاشكالات التي طرحها الحاضرون أُختمت الحلقة الحوارية الثانية بخلاصة أساسية مفادها التأكيد على أهمية توفر الديموقراطية في بلادنا للخروج من هذه الازمة.