تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 18-3-2015 الحديث في مجموعة من الملفات الداخلية والخارجية.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 18-3-2015 الحديث في مجموعة من الملفات الداخلية ابرزها اللقاء الذي جمع العماد ميشال عون بالنائب وليد جنبلاط في كليمنصو، كما تحدثت الصحف عن جلسة الحوار المرتقبة اليوم بين حزب الله وتيار "المستقبل" وخاصة بعد التصعيد الكلامي والمواقف السياسية التي صدرت من الطرفين في الفترة الاخيرة.
اقليميا، اضاءت الصحف على الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
«الجلسة الثامنة» تعيد تثبيت قواعد الحوار
عون ـ جنبلاط: لا للتمديد للقادة الأمنيين
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والتسعين بعد المئتين على التوالي.
يُستأنف اليوم الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» فوق صفيح المواقف الساخنة التي سبقته، ما يعطي انطباعا بأن الجلسة الثامنة قد تكون الاصعب منذ بدء مغامرة عين التينة، برعاية الرئيس نبيه بري.
ولئن كانت تساؤلات قد طُرحت خلال الايام الماضية، خصوصا من قبل الحزب، حول جدوى الاستمرار في الحوار، على وقع الاتهامات العابرة للبيانات والمجالس الوطنية، إلا ان الارجح هو ان القرار السياسي الذي اطلق الحوار لا يزال ساري المفعول، وان مهمة الجلسة الثامنة هي إعادة تثبيت هذه القاعدة وحمايتها، خصوصا ان أحدا لن يستسهل التفريط بها، في ظل انتفاء البدائل.
عون ـ جنبلاط
في هذه الأثناء، كان حوار من نوع آخر يدور في كليمنصو بين العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط الذي اكتفى بالقول لـ «السفير» إن لقاءه مع عون كان ودياً وجدياً وتناول شؤوناً عامة لبنانية وإقليمية.
وأبلغت مصادر مطلعة «السفير» ان اللقاء ارتكز على النقاط الآتية:
ـ رغبة «حزب الله» في تقارب الطرفين.
ـ دعوات «تيار المستقبل» المتكررة لعون الى الانفتاح على الكل لتقديم نفسه مرشحا توافقيا.
- الموقف السلبي المشترك من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
- رفض عون وجنبلاط التمديد للقادة العسكريين والامنيين.
- رغبتهما المشتركة في فتح أبواب مجلس النواب للتشريع، على ان تكون باكورته إقرار قانون رفع سن التقاعد للضباط.
وفي سياق متصل، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل لـ «السفير» انه ابلغ المعنيين قراره تمديد موعد تسريح مدير مخابرات الجيش العميد الركن ادمون فاضل ستة اشهر اخرى بناء للصلاحيات القانونية المعطاة له، و «لانه لا يجوز ان نترك رأس أهم مركز أمني شاغرا في ظل تعذر التعيين بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية».
وعن التمديد لبقية الضباط الذين سيحالون على التقاعد قال: لدينا ستة او سبعة اشهر لقائد الجيش ورئيس الاركان، ومن الان الى وقت تسريحهما يخلق الله ما لا تعلمون.
«حزب الله» - «المستقبل»
وعلى وقع البيان الذي صدر مساء أمس عن «كتلة المستقبل»، وترك اصداء سلبية لدى الرئيس نبيه بري و «حزب الله»، تنطلق اليوم الجلسة الثامنة للحوار، حيث سيطرح وفد الحزب عدم إمكانية المضي في الحوار وسط المناخ المحموم الذي يحيط به، وسيدعو الى وضع قواعد واضحة للتعاطي، على قاعدة وجوب ان يضع «المستقبل» حدا للازدواجية في سلوكه، وللتفاوت بين خطاب الغرف المغلقة وخطاب المنابر العلنية. وسيؤكد الحزب ان الحوار هو مصلحة وطنية وضرورة للجميع، ومن يعتقد انه حاجة ملحة للحزب تحديدا، ويبني حساباته على هذا الاساس هو مخطئ.
أما وفد «تيار المستقبل» فسينطلق في مطالعته من محتوى بيان الكتلة أمس، وسيحمل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الموجة الاخيرة من التصعيد «بسبب طروحاته الاستفزازية حيال رئاسة الجمهورية وتشكيل المجلس الوطني لقوى «14آذار» وتجاهله مواقف مستشار الرئيس الايراني المبشرة بالامبراطورية الايرانية».
وعُلم ان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل بالرئيس نبيه بري بعدما بلغه استياء رئيس المجلس مما احتوته الكلمة التي ألقاها خلال لقاء قوى «14 آذار». وحاول السنيورة توضيح مواقفه، مشيرا الى انها أتت في سياق الرد على ما صدر عن طهران من كلام حول امبراطورية ايرانية عاصمتها بغداد، فأجابه بري: ما شأننا وإيران، علما ان نوابا إيرانيين اعترضوا على هذا الكلام الذي صدر في شأنه توضيح رسمي أيضا.
وأضاف بري مخاطبا السنيورة: علينا ان ننصرف الى الداخل..
وتعليقا على البيان الصادر مساء عن «كتلة المستقبل»، قال بري: الحوار مستمر، مهما فعلوا وصعّدوا..
وأكد بري أمام زواره أمس ان جلسة الحوار الثامنة ، ستواصل البحث في تحصين الوضع الامني، لاسيما ما يتصل منه بخطة الضاحية الجنوبية، كما ستستكمل النقاش في بند الرئاسة إنما من دون الخوض في الاسماء، بل في سبل الاتفاق وصولا الى انتخاب الرئيس.
وكانت «كتلة المستقبل» قد أكدت بعد اجتماعها أمس برئاسة السنيورة تأييدها لكامل مضمون البيان الذي صدر عن قوى الرابع عشر من آذار. واستنكرت الاصوات والمواقف التصعيدية والمتهجمة على توجهات وخطوات قوى الرابع عشر من آذار، واضافت ان قيادات «حزب الله» هي التي بادرت الى التصعيد والتوتير السياسي والكلامي بعدما سبق وجاهرت، في ايام ليست ببعيدة، بتمسكها بالعماد ميشال عون مرشحا وحيداً لرئاسة الجمهورية أو الاستمرار في الفراغ، «ما يعني القضاء على الديموقراطية في لبنان».
وتوقفت عند «تجاهل قيادات «حزب الله» وحلفائه بالكامل لما صدر من تبجّحٍ إيراني حول امبراطورية فارسية وعاصمتها بغداد»، ملاحظة ان «هذه المواقف الايرانية لم تحرك نخوة «حزب الله» أو أي من حلفائه، مغلباً ولاءه لولاية الفقيه ولإيران على المصلحة اللبنانية والمصلحة العربية».
إلاّ أن الكتلة أكدت الاستمرار في الحوار نهجا وأسلوبا للتفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي لإنهاء حالة الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية، والعمل من أجل خفض مستويات التوتر والتشنج.
وابلغت أوساط قيادية في «8 آذار» «السفير» ان بيان «المستقبل» ينطوي على مغالطات عدة، لافتة الانتباه الى انه ليس من شأن «المستقبل» الرد على كلام مستشار الرئيس الايراني الذي تعرض للتحريف، أولا لان هذا شأن داخلي يخص الجمهورية الاسلامية وحدها وقد تولى نواب ايرانيون الرد، وثانيا لان الكلام المشكو منه لم يتناول اصلا لبنان ولا «المستقبل».
واستغربت الاوساط ان يتم تحميل الحزب مسؤولية ما صدر عن شخصية ايرانية وان يُطلب منه الرد عليها، وإلا فان هذه المعادلة تعني أيضا تحميل «المستقبل» المسؤولية عن كل كلام سعودي، مع الاشارة الى ان العديد من المواقف السعودية الاخيرة تضمنت انتقادات حادة لـ «حزب الله»، فهل يريد «المستقبل» تحويل التجاذب الايراني - السعودي الى اشتباك لبناني - لبناني مباشر وبالتالي الانزلاق الى صراع المحاور.
وفي ما خص تمسك «حزب الله» بترشيح عون، لفتت الاوساط القيادية الانتباه الى ان «المستقبل» نفسه لم يعلن بعد رسميا عن رفضه انتخاب عون ولم يعطه حتى الآن جوابا واضحا بهذا المعنى، فلماذا الحملة على موقف «حزب الله» الذي يحق له ان يتمسك بمرشحه وان يكون وفيا له.
«نصيحة» الرابية
ونبه «تكتل التغيير والاصلاح» بعد اجتماعه أمس برئاسة العماد ميشال عون الى ان «كلّ كلام يعيدنا إلى الوراء تحت تسميات مختلفة ثَبُتَ عقمه، ولا يفيد، والمهّم أن يبقى المتحاورون على التزامهم الحوار البنّاء، وإسكات الأصوات النشاز، وعدم إرسال الإشارات المتناقضة في ليلٍ يمحوه نهار».
وأضاف التكتل في بيانه: عبثاً ينشئون أمانات عامة ومجالس وطنية، ويا لها من تسمية غير موفقة، تأتي مع تجدّد الخطاب الممل لهذا الفريق وتحيي العظام وهي رميم. إذهبوا إلى الانفتاح، فتنقذوا نفوسكم من الانغلاق والتبعثر. ما من أحد يحدّد خسائره بمجالس وطنيّة على أنقاض أمانات عامة، وتعب الناس، ويأسهم وغربتهم عنه.
اليمين يُغرق نفسه بتعادل انتخابي .. والفلسطينيون قوة ثالثة
الكنيست الجديدة: العنصرية تنتصر .. ونتنياهو أول ضعيف
انتقلت الانتخابات الإسرائيلية الحالية بسرعة كبيرة من كونها الحدث الأشد رتابة وجموداً إلى حدث بالغ الحيوية والإثارة.
والواقع أن كل الانتخابات الإسرائيلية في العقدين الأخيرين، من العام 1996 وحتى اليوم كانت معروفة النتائج سلفاً وخلت تقريباً من الإثارة. الانتخابات الحالية التي بدأت رتيبة تحولت بسرعة إلى واحدة من أشد الانتخابات إثارة، بل أن مستطلعي الآراء في إسرائيل لاحظوا أن التغييرات كانت تجري حتى مساء يوم الانتخابات ذاته.
ومن المؤكد أنها تشكل خسارة لليمين و «الليكود» على حد سواء، رغم أنها منحت «الليكود» ما فاق التوقعات. فقد كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينعم بائتلاف، رغم الخلافات بين مكوناته، إلا أنه كان مستقراً وقادراً على البقاء حتى اليوم الأخير من ولايته بعد حوالي عامين. لكن الجشع الذي ميز نتنياهو، و «الليكود» من خلفه، دفعه إلى محاولة استباق الظروف وتكريس ولاية لأربع سنوات دفعة واحدة مع تأديب بعض شركائه. وهكذا كانت النتيجة: خسارة لليمين، حتى وإن لم تكن كبيرة إلا أنها كانت كافية لنقل الجميع إلى مربع التعادل وانعدام الحسم.
وأظهرت النتائج الأولية تعادلاً بين «الليكود» و «المعسكر الصهيوني» بحصول كل منهما على 27 مقعداً وفق القناتين الأولى والعاشرة، وتفوق «الليكود» بمقعد وفق القناة الثانية من اصل 120 مقعداً في الكنيست. وغدت القائمة العربية القوة الثالثة ولها 12-13 مقعداً، و «هناك مستقبل» 11-12 مقعدا و «كلنا» 10 مقاعد، في حين تراجعت بشدة قوة «البيت اليهودي» ونال 8-9 مقاعد. أما «شاس» فنالت 7 مقاعد، و «يهدوت هتوراه» 6-7 مقاعد. ونالت قائمة «إسرائيل بيتنا» 5-6 مقاعد، و «ميرتس» 5 مقاعد.
المؤكد أن «الليكود» سيعرض النتيجة على أنها انتصار حاسم، وتأكيد على استمرار نتنياهو في رئاسة الحكومة. لكن هذا التعادل بين الحزبين يكاد يفقد قيمته عند قياس الائتلاف الذي بوسع كل منهما تكوينه لتشكيل الحكومة المقبلة، خصوصا في ظل نتائج القوى الأخرى. وقال نتنياهو، عبر حسابه على موقع «تويتر»، «رغم كل الصعاب: انتصار عظيم لليكود.. انتصار عظيم للمعسكر القومي بقيادة ليكود.. انتصار عظيم لشعب اسرائيل».
في كل الأحوال، وإذا بقيت النتائج النهائية على حال النتائج الأولية هذه، فقد يكون مستحيلاً تشكيل حكومة يمين ضيقة، أو حتى حكومة يمين - وسط ، نظراً الى تاريخ العلاقة القريبة بين هذه القوى. فـ «الليكود» كحزب حاكم دخل الانتخابات وهو و «إسرائيل بيتنا» يملكان 30 مقعداً في الكنيست، في حين أن «حزب العمل» وحركة تسيبي ليفني اللذان يشكلان «المعسكر الصهيوني» كانا يملكان حوالي 17 مقعداً فقط.
وبديهي أن يعتبر «الليكود» نفسه حافظ على قوته، لكن هذا لا يسمح له بتشكيل ائتلاف، لا كما يريد ولا أفضل مما كان. فـ «الليكود» و «البيت اليهودي» الذي نال 8 مقاعد، و «إسرائيل بيتنا» خمسة مقاعد، و «يهدوت هتوراه» ستة مقاعد، و «شاس» سبعة مقاعد، لا يستطيعون تشكيل ائتلاف حكومي إذا لم ينضم إليهم زعيم «كلنا» موشي كحلون.
وحتى مع كحلون سيكون هذا ائتلافا فائق الهشاشة نظراً للخلافات العميقة بين «الليكود» و «البيت اليهودي» و «إسرائيل بيتنا»، وحتى مع كحلون من دون ذكر الخلافات بين الحريديم وكل من «البيت اليهودي» و «إسرائيل بيتنا». وعدا ذلك ستتوفر معارضة قوية جداً، ممثلة بـ «المعسكر الصهيوني» 27 مقعداً، والقائمة العربية 13، و «هناك مستقبل» 12، و «ميرتس» 5 مقاعد، بمجموع 57 مقعداً.
وإذا اختلفت النتائج قليلاً، أو أفلح «المعسكر الصهيوني» في اجتذاب الحريديم وحزب كحلون فمن شبه المؤكد أن بوسعه تشكيل حكومة أكثر استقراراً، خصوصا أنه يمكن للقائمة العربية دعم هذا الائتلاف من الخارج لمنع اليمين من العودة إلى الحكم. ولكن ائتلافاً من هذا النوع سيعجز كثيراً عن مواجهة صخب المعارضة اليمينية في الشارع، وكذلك في المستوطنات.
لقد كان نتنياهو واثقا يوم فكك حكومته وطرد يائير لبيد و «هناك مستقبل» أنه ذاهب إلى انتخابات يريدها، وهو يضمن نتائجها، فبادر الى حل الكنيست وتحديد موعد الانتخابات المبكرة. ويوم الانتخابات كان واضحا أنه حتى لو نجح نتنياهو بالفوز وشكل الحكومة الرابعة فإنه لن ينال ائتلافاً أفضل. وحسب خبراء فإن نتنياهو باع ائتلافاً «غير معقول» من أجل شراء ائتلاف «مستحيل».
لكن خطوة نتنياهو هذه جعلت كثيرين ينظرون إليه على أنه «عربيد سياسي»، وبالتالي عملوا على الوقوف ضده. وتشكل ما يشبه الائتلاف الواسع بعنوان «المهم ألا يكون نتنياهو»، وهو ما أفاد تقريبا خصوم نتنياهو وليس حلفاءه «الطبيعيين». فقد جرت الانتخابات وكأنها استفتاء على نتنياهو، وليس بالضبط على سياسته، في ظل نوع من الضجر المتزايد منه ومن أساليبه في الحكم.
وطوال يوم أمس كان التوتر سيد الموقف في ظل تأكيد الجمهور الإسرائيلي على عدم الخروج عن عاداته والبقاء بعيداً عن صناديق الاقتراع، حتى ما قبل ساعتين من إغلاق الصناديق. وأشارت المعطيات إلى أن نسبة التصويت كانت طوال النهار أقل من نسب التصويت في السنوات الماضية، والتي كانت في تراجع مستمر، لكنها ازدادت قليلا في الساعتين الأخيرتين عن نسبة التصويت في الانتخابات السابقة. ويرى البعض أن تعديل نسبة التصويت في وقت متأخر قادت إلى تحسين النتائج لصالح «الليكود» حتى على حساب شركائه في اليمين. وحدها نسبة التصويت في وسط فلسطينيي الـ48 تأثرت باتحاد الأحزاب في قائمة موحدة، رداً على الحملة العنصرية المتواصلة ضدهم، ما قاد إلى نوع من المفاجأة المركبة: صعود العرب كقوة ثالثة جسد جوهرياً معنى تراجع قوة اليمين.
وفي ساعات ما قبل اغلاق مراكز الاقتراع شدد قادة الأحزاب نبرتهم ?