28-11-2024 02:53 PM بتوقيت القدس المحتلة

ابراهيم عوض لموقع المنار: مشهد حرب تموز يتكرر.. والحق سينتصر!

ابراهيم عوض لموقع المنار: مشهد حرب تموز يتكرر.. والحق سينتصر!

أكّد عضو المجلس الوطني للاعلام في لبنان ابراهيم عوض أنّ الوضع في سورية اقترب من الخروج من النفق المظلم، مشيراً إلى أنه لم يعد يرى أنّ الأزمة سوف تطول كثيراً رغم كلّ ما يُحكى هنا وهناك.

حسين عاصي

الوضع بسورية اقترب من الخروج من النفق المظلم
العالم يقف ضد سورية ويسعى للنيل من نظامها
لا معارضة في سورية.. بل معارضات بالجملة
عملية الاصلاح لا يمكن أن تحصل بكبسة زرّ
سقوط سورية سيسهّل خطة التطبيع مع العدو
سورية ستنتصر.. كما انتصرت المقاومة في لبنان!

أكّد عضو المجلس الوطني للاعلام في لبنان ابراهيم عوض أنّ الوضع في سورية اقترب من الخروج من النفق المظلم، مشيراً إلى أنه لم يعد يرى أنّ الأزمة سوف تطول كثيراً رغم كلّ ما يُحكى هنا وهناك.
وفي حديث خاص لموقع "المنار"، رأى عوض أنّ مشهد حرب تموز 2006 يتكرّر في سورية اليوم مع بعض الاختلاف في التفاصيل، موضحاً أنّ العالم كلّه يقف اليوم ضدّ سورية ويحاصر النظام السوري تماماً كما كان يسعى للنيل من المقاومة إبّان تلك الحرب، مشدداً على أنّ النصر سيكون في نهاية المطاف إلى جانب صاحب الحق الذي يرفض المخططات الأميركية.
وفيما رفض عوض الحديث عن معارضة سورية، مفضّلاً الحديث عن معارضات بالجملة، لم يرَ في المجلس الوطني السوري الذي تمّ الاعلان عن تشكيله يوم الأحد الماضي توحيداً لهذه المعارضات. وأشار إلى أنه لم يجدّ في أي شخصية بديلاً فعلياً عن النظام الحالي في سورية، مجدداً الدعوة لاعطاء القيادة السورية المزيد من الوقت لتحقيق الاصلاحات التي وعدت بها، خصوصاً أنّ عملية الاصلاح لا يمكن أن تحصل بكبسة زر.

الأسد استجاب للمطالب ولكن!
الكاتب والصحافي ابراهيم عوض أكّد لموقع المنار أنّ التحوّل الذي حصل في العمليات البرية والعسكرية والأمنية في سورية يُظهِر أنّ المعارضة في سورية ليست كما تحاوِل أن تظهِر نفسها باعتبارها معارضة سلمية بريئة تنادي بالاصلاح ليس إلا. وأوضح أنّ مسار الأحداث أظهر أنّ قسماً من المعارضة على الأقل هو عبارة عن معارضة مسلّحة افتقدت زخمها بتراجع أعداد المتظاهرين الذين يلبّون دعوتها للتظاهر. ولفت إلى أنّ نشاطات هذه المعارضة تحوّلت لعمليات عسكريّة معيّنة مثل الهجوم على الجيش ومراكز الشرطة ومؤسسات أمنية ومستشفيات واغتيالات كما جرى أخيراً مع نجل مفتي الجمهورية السورية وقبله اغتيال علماء وأساتذة جامعات ومثقّفين.
وذكّر عوض بأنّ الحراك السوري انطلق قبل أشهر بشكل سلمي وقد تجاوبت القيادة السورية معها، مستشهداً بإلغاء حالة الطوارئ في سورية، رغم أنّ حالات شبيهة بالحالة السورية كانت تستدعي فرض حالة طوارئ لا إلغاءها، إلا أنّ الرئيس السوري بشار الأسد أراد إظهار حسن نية في هذا الاطار فاستجاب لمطالب الشعب، كما عمل أيضاً على تلبية بقية المطالب المحقة التي طرحها الشعب ودرستها الحكومة.

بين سقوط سورية والتطبيع مع العدو
ورأى عوض أن التحوّل الجذري حصل عندما تحوّل شعار الاصلاح إلى شعار إسقاط النظام، مشدداً على وجود تناقض كبير بين طلب الاصلاح وطلب إسقاط النظام، معتبراً أنّ هذا التغيير كشف الأمور على حقيقتها وأظهر أنّ هناك فتنة أُعِدت لضرب هذا النظام، وهو الأمر الذي استدعى وقفة واضحة وصارمة تجاه المخططات التي عملت لها طويلاً الادارة الأميركية وما لفّ لفها، ومن خلفها حليفتها الاستراتيجية، إسرائيل.
وفيما أشار عوض إلى أنّ سورية هي الدولة الوحيدة التي تقول لا لأميركا ولا للشروط الأميركية، حذّر من أنّ سقوط نظامها الممانع والمقاوم سيؤدي لتسهيل تنفيذ الخطة الأميركية وصولاً حتى الذهاب لعمليات تطبيع مع العدو الصهيوني. وأعرب عن أسفه الشديد لوجود بعض الأنظمة العربية التي تلقفت بشغف فرصة الصلح مع العدو.

الاصلاح لا يتمّ بين ليلة وضحاها
من جهة أخرى، رفض عوض الحديث عن معارضة في سورية، مفضّلاً اعتماد مصطلح "معارضات"، مقللاً من شأن "المجلس الوطني السوري" الذي تمّ الاعلان عنه من العاصمة التركية اسطنبول. ولم يرَ في هذا المجلس توحيداً للمعارضات السورية، لافتاً إلى أنّ ما طالعتنا به وسائل الاعلام عن خلافات داخل هذا المجلس وخارجه لا توحي أبداً بوجود كلمة موحّدة للمعارضة السورية.
وإذ أعرب عوض عن احترامه لكل من يشارك في طلب الاصلاح في سورية وغير سورية ولكلّ ما يعبّر عن معارضة سلمية بنّاءة وهادفة، أشار إلى أنه لم يرَ شخصية واحدة في هذه المعارضات قادرة على أن تكون البديل عن القيادة السورية الحالية. ورأى أنّ كل من يحملون لواء المعارضة لا يحملون في جعبتهم وفي أفكارهم البديل الحقيقي عن النظام الحالي. وفيما لفت عوض إلى أنّ النظام نفسه أقرّ بوجود عيوب وبأن هناك إصلاحات يجب أن تحصل، شدّد على وجوب إعطاء هذا النظام المزيد من الوقت لتحقيق ذلك باعتبار أنّ الاصلاح لا يتمّ بين ليلة وضحاها. واستعار عوض من صحافية عريقة في سورية تشبيهاً اعتبره ملائماً، إذ لفت إلى أنّ دعوة أصدقاء إلى غداء أو عشاء وإعداد وليمة يتطلب تحضيرات تستمرّ بضعة أيام، "فكيف إذا كان الموضوع يتعلق بمستقبل وطن وتطوير وطن".

مشهد تموز 2006 في سورية...
وخلص عوض، انطلاقاً مما سبق، إلى أنّ العملية لا يمكن أن تحصل بكبسة زر ولا حتى في غضون أيام، مشدداً على أنّ ما يحصل في سورية بذريعة الاصلاح ليس في واقع الأمر سوى تلطٍ وراء الاصلاحات للنيل من هذا النظام ورئيس هذا النظام وجعل العرب ضعفاء ونزع كلمة الحق والمطالبة بالقضايا العادلة والمحقة وكل ما يعني الكرامة والعزة والشرف والسيادة. واعتبر أنّ ما يُدبّر لسورية هو ضرب هذه القواعد عبر ضرب النظام السوري الممانع والمقاوم.
وفي هذا السياق، ذكّر عوض بنموذج حرب تموز 2006 ضدّ المقاومة في لبنان، قائلاً: "يومها كلّ العالم لم يكن معنا واستمعنا لتعليقات ومواقف كثيرة شجّعت على العدوان، وقد صدرت عن جهات عربية ودولية ومحلية وإقليمية". وتابع: "العالم كلّه لم يكن معنا، والمقصود هنا هو الأنظمة وليس الشعوب. ولكن ماذا جرى بعد ذلك؟ لقد انتصرت المقاومة وانتصر لبنان". ورأى أنّ المشهد نفسه يتكرّر اليوم في سورية، مع اختلاف بعض التفاصيل، موضحاً أنّ العالم كلّه يريد أن يضعف النظام السوري لانهاكه وإسقاطه والعالم كلّه يحاصر هذا النظام ويفرض عزلة عليه ويريد النيل منه، تماماً كما كان العالم كلّه يريد النيل من المقاومة في تموز 2006، مسجّلاً في الوقت عينه أنّ كلّ الحروب التي كانت تحصل في لبنان كانت سورية المستهدَفة فيها، سواء بالواسطة أو مباشرة، "من اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والعزلة التي فُرضت علي سورية بعدها، وصولاً إلى حرب تموز 2006 التي هدفت لضرب المقاومة وحليفتها سورية إضافة إلى إيران والشعوب المناضلة والثائرة".

الأزمة لن تطول..
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت نتيجة حرب تموز ستتكرّر في سورية أيضاً، أعرب عوض عن اعتقاده بأنّ المسألة قد تطول أو قد تقصر ولكنّ النصر سيكون في نهاية المطاف حليف الحق وصاحب الحق، وأنه سيكون حليف من يقول لا لاسرائيل ولا للمخططات الأميركية ولا للاذعان ولا لاضعاف الانسان العربي.
وعمّا إذا كانت هذه الأزمة سوف تطول بتقديره، لفت إلى أنه لم يعد يرى أنها ستطول كثيراً. وأوضح أنه قبل شهر من الآن كان متخوفاً إزاء ذلك لكنه اليوم بات يؤمن أنّ الوضع في سورية اقترب من الخروج من النفق المظلِم.