إننا ننظر إلى هذا العدوان على أنه استكمال للمخطط الإرهابي الذي يستهدف أمن الناس وسلامتهم الجسدية كما يكرّس ثقافة العنف الدموي
بسم الله الرحمان الرحيم " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ".
تلقت الرابطة التونسية للتسامح،نبأ العدوان الإرهابي الجبان على متحف باردو بتونس بكامل الأسف والحزن، وهو العدوان الذي راح ضحيته ما يقارب العشرين ضحية وضعفه من الجرحى.
تتوجّه الرابطة التونسية للتسامح إلى عائلات الشهداء بأحرّ عبارات التعازي و تدعو الله أن يتقبّل الضحايا شهداء عنده فهم قتلوا ظلما و بهتانا وعدوانا كما تتوجّه الرابطة التونسية إلى الشعب التونسي فتدعوه إلى مزيد الوحدة والتضامن بين مختلف مكوّناته وإلى مزيد التعاون في مواجهة مختلف المخاطر التي تتهدّده،و يهمّنا في هذه اللحظة الحرجة أن اذكّر بجملة حقائق:
-1- إننا ننظر إلى هذا العدوان على أنه استكمال للمخطط الإرهابي الذي يستهدف أمن الناس وسلامتهم الجسدية كما يكرّس ثقافة العنف الدموي .
-2-إننا لا نفصل الإرهاب التكفيري الأعمى الذي يقتل أبناءنا في تونس و بقية العرب و المسلمين،في سوريا و العراق و ليبيا و غيرها من بلدان العالم الإسلامي، عن الإرهاب الصهيوني الذي يستفيد من التكفيريين في إشعال الفتن المتنقلة في أوطاننا و يستفيد في إشعال الحروب الأهلية التي تغطّي على جرائمه، و قد استطعنا من خلال دعوتنا للمناضل سمير القنطارفي صيف2012 أن نكشف الارتباط الموضوعي الكامل بين التكفيريين و الكيان الصهيوني.
-3-كنّا في الرابطة التونسية للتسامح من الأوائل في التأكيد على خطورة الإرهاب التكفيري،و مازلنا إلى اليوم ندعو جميع الأطراف إلى التعامل بكامل الدقة و الواقعية مع هذا الملفّ،فهو ظاهرة مركّبة و تحتاج إلى حلّ مركّب.
-4-نعتبر الحلّ في مواجهة الإرهاب التكفيري و الإرهاب الصهيوني يقتضي ترسيخ التعاون بين مختلف الأقطار العربية و الإسلامية المتضررة من الإرهاب التكفيري و الصهيوني،و يقتضي استعادة المبادرة الشعبية في مقاومة هذا السرطان القاتل،و يقتضي العمل الدؤوب حتى تنجح بلادنا في تحقيق تنمية شاملة يستفيد منها جميع أبناء الشعب، و يقتضي مراجعة حقيقية للبرامج التربوية،حيث يحتاج أبناء الشعب إلى بناء ثقافي و ديني يحميهم خطر التطرّف و التعصّب.
-5-لا بدّ أن تتحمّل الحكومة مسؤوليتها في مواجهة الإرهاب و حفظ حقوق الإنسان،و لا يمكن مطلقا أن يعتمد الإرهاب ذريعة في التضييق على الحريّات الإعلامية و الشخصية.
-6-في الأخير فإنّ التضحيات التي يقدّمها شعبنا في مواجهة الإرهاب التكفيري،لن تمنعه من مواصلة طريقه في بناء تجربته الجديدة و لن تمنعه من تبنّي خيار السيادة و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية.