ثلاثة ينابيع كانت تعدّ من أهم مصادر المياه في المنطقة باتت ملوثة بفعل امتزاجها مع المياه الآسنة والصرف الصحي بعدما عمدت أحدى بلديات المنطقة إلى تسليط المياه المبتذلة والصرف الصحي على الوادي
لم تعد الوديان الفاصلة بين بلدتي ضهر حدارة _ وذوق الحبالصة من جهة والحصنية _ ذوق المقشرين من جهة أخرى تلك البقعة الجغرافية التي يقصدها أهالي هذه البلدات للتنزه والاستجمام طلبا للراحة أو للتزود بالمياه العذبة التي تغدق بها الأرض على ساكنيها بعدما حوّلتها يد الإنسان إلى مركز لتجميع النفايات على اختلافها فضلا عن تسليط المياه المبتذلة والصرف الصحي على الروافد المائية فيها.
مراسل "المنار" منذر عبيد/ عكار
ثلاثة ينابيع كانت تعدّ من أهم مصادر المياه في المنطقة باتت ملوثة بفعل امتزاجها مع المياه الآسنة والصرف الصحي بعدما عمدت أحدى بلديات المنطقة إلى تسليط المياه المبتذلة والصرف الصحي على الوادي، فشكلت سيلاً أسود اللون إنساب مع المنحدرات إلى الينابيع المذكورة التي تغير شكلها وطعمها وريحها بفعل تسرب المياه الأسنة إليها.
هذا فضلا عن الأبار الارتوازية المنتشرة على جانبي الوادي والتي تلوثت بدورها ما دفع الأهالي إلى الإستغناء عن هذه المياه رغم حاجتهم الماسة اليها سيما وان الينابيع هي ينابيع دائمة الجريان وليست موسمية.
والمشكلة أن سبب تلوث المياه لا يقتصر فقط على المياه المبتذلة وحسب، بل هنالك عامل أخر للتلوث في المنطقة وهو جبل النفايات الذي ظهر حديثا، وأخذ يتسع تدريجيا وينحدر من الأعلى إلى أسفل الوادي حيث توجد راوفد المياه ما يزيد من نسبة التلوث بشكل كبير لا سيما بعد تحلل هذه النفايات ووصول محلولها إلى الينابيع والمياه الجوفية .
"رضوان حدارة"، وهو جار الوادي، أكد "أن مصادر مياه الشفة داخل الوادي وعلى أطرافها كافة باتت ملوثة بفعل تسرّب مياه الصرف الصحي الذي تعمد أحدى البلديات على تسليطه إلى داخل الوادي موضحا أن التلوث في المنطقة لا يقتصر على المياه المبتذلة وفقط بل هناك عامل أخر وهو النفايات التي ترمى في الجهة المقابلة لبلدته ضهر حدارة حيث وصلت هذه النفايات إلى داخل الوادي بفعل الرمي المتواصل لها من قبل بعض البلديات التي تعمد للتخلص منها عبر رميها دون معالجة بالطرق الصحيحة. ما يؤدي إلى تحلل موادها وبعثرتها عبر الروافد المائية وداخل البساتين الزراعية بعدما تعمل الحيوانات الضالة على نبشها وحملها إلى مسافات بعيدة.
وتابع "حدارة" مؤكدا أن المزارعين هجروا بساتينهم نتيجة الروائح الكريهة المنتشرة في الأجواء فضلا عن عدم وجود مياه صالحة لري الاراضي . وطالب المعنيين في الوزارات المختصة التدخل السريع لحل هذه المشكلة في اسرع وقت قبل وصول فصل الصيف حيث تزداد حاجة الاهالي الى المياه الصالحة للشرب.
بدورهم، عدد من أهالي بلدة ضهر حدراة نفذوا وقفة احتجاجية في الجهة المقابلة للمكب على تخوم الوادي مطالبين برفع الضرر عنهم وعن أرزاقهم وبساتينهم الزراعية مؤكدين أن مياه الشفة في قريتهم والقرى المجاورة الواقعة على أطراف الوادي باتت في غالبيتها ملوثة بفعل المياه الاسنة والصرف الصحي المسلطة على الروافد المائية من قبل احدى البلديات، أملين من كافة المعنيين وفي مقدمتهم وزارتي الصحة والبيئة المسارعة بإيجاد حلول لهذه المشكلة من خلال الزام أحدى البلديات رفع المياه الاسنة عن مجرى الوادي وإقفال مكب النفايات الذي ظهر مؤخرا كالجبل بفعل تواصل أعمال الرمي العشوائي للنفايات على اختلافها والتي تترك دون معالجة مما يتسبب بروائح كريهة تنعكس سلبا على صحتهم وصحة اطفالهم ، ملوحين بالتصعيد في حال لم تبادر الجهات المختصة ايجاد الحلول السريعة لهذه المشكلة.