تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 21-3-2015 الحديث في مجموعة من الملفات الداخلية والخارجية
تصدرت التطورات الامنية الاخيرة في اليمن افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 21-3-2015 بعد قيام تنظيم داعش التكفيري الارهابي باستهداف المصلين المدنيين العزل داخل مسجدين عقب صلاة الجمعة، ما اسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 142 شخصا وجرح مئات اخرين، كما تحدثت الصحف في مستجدات مباحثات الملف النووي الايراني.
لم يغب المشهد الداخلي عن اهتمام الصحف حيث تحدثت في ملفات عدة على رأسها ملف المخطوفين العسكريين.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
حمام دم و«داعش» يتدخل في ذروة الصراع السياسي
هل يزحف الحوثيون إلى عدن .. أم مأرب؟
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "ما قبل تفجيرات المساجد في اليمن، ربما لا يكون كما بعدها. صحيح أن حرمة الدم اليمني قد انتهكت كثيرا من قبل، لكن استهداف المصلين في أكثر من مسجد وفي يوم جمعة، ومن قبل تنظيم «داعش»، في ذروة احتدام الصراع السياسي، قد تكون له تداعيات مختلفة، وأكثر خطورة على المشهد اليمني.
خطوط الصورة اليمنية لا تكون عادية عندما يغرق الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي في صراع عسكري في عدن مع خصومه، ويتعرض قصره لغارة جوية، فيما يتسلل انتحاريون الى مساجد في صنعاء وصعدة «لقطع ذراع المشروع الصفوي في اليمن» كما يقول بيان «داعش»، فيما يحذر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة من خطر من أسماهم «المجوس وأعوانهم» على اليمنيين.
اليمن على مفترق طرق، لا يراد له إلا ان يكون دموياً، وبأكثر الاحتمالات بشاعة، اذ يكاد يجمع اليمنيون على أن النزعة المذهبية ليست من أعراف صراعاتهم، فمساجدهم لا تميّز مصليها من شوافع وزيديين، ومع ذلك، فإنهم يتهمون قوى إقليمية لها امتدادات داخلية باللعب على وتر تسعير الصراع السياسي وإكسابه اللبوس المذهبي، مثلما يجري في العراق وسوريا.
لكن السؤال الآن: ماذا بعد التفجيرات الانتحارية على وقع الصراع المتفاقم ما بين سلطتي صنعاء وعدن؟ وما بين حواري «الموفنبيك» والرياض؟ وما بين «شرعية» المبادرة الخليجية، وشرعية الحراك الثوري الذي قاده «أنصار الله» وأثمر اتفاقية السلم والشراكة في ايلول 2014؟ وما بين الإرهاب من جهة والقوات المسلحة وغالبية اليمنيين من الجهة الاخرى؟
ويقول مصدر يمني واسع الاطلاع لـ «السفير» ان التفجيرات الانتحارية التي أوقعت مئات الضحايا، يمكن أن تساهم في تعزيز التأييد لـ «أنصار الله» وحلفائهم من القوى القبلية والسياسية في حركتهم السياسية والامنية، مضيفاً انه لا يستبعد أن يتحرك الحوثيون والقبائل المتحالفة معهم نحو عدن لضرب مشروع التقسيم الآخذ بالتبلور في عدن، بعد هروب الرئيس هادي الى هناك.
وبالرغم من ان «أنصار الله» لم تعلن عن مثل هذا الاحتمال، إلا أن المصدر يرجح أن يعمد الحوثيون اولا الى محاولة السيطرة على محافظة مأرب، لما تمثله من امتداد لخيوط الدعم السعودي الواضح، قبل أي تحرك باتجاه عدن.
وسألت «السفير» أكثر من مصدر في حركة «أنصار الله» بشأن احتمال تصاعد الصراع الذي يتخذ شكل مواجهة بين صنعاء وعدن، فاستبعد في الوقت الحالي إمكانية القيام بتحرك عسكري مباشر باتجاه عدن التي تبعد عنها 300 كيلومتر فقط. لكن هذه المصادر قالت ان كل الاحتمالات مفتوحة، لمواجهة الحرب الشاملة التي تخاض ضد الشعب اليمني، بتحريض وتمويل من قوى خارجية وإقليمية.
ويقول المحلل السياسي محمد سيف (ابو رشيد) ان هناك من يؤجج الحمى المذهبية داخل المجتمع اليمني المتعايش مذهبيا منذ قرون، من خلال وسائل الإعلام الخارجية والداخلية لترويج التفريق المذهبي البغيض، بالرغم من ان الصراع في اليمن سياسي أساسا.
وأوضح سيف، وهو سياسي يمني ناصري، أن الهدف هو خلط الاوراق وتمرير مخطط إعادة التقسيم، لا لشطرين، شمالي وجنوبي، بل أكثر من ذلك، أي تفتيت اليمن الى أكثر من دويلة.
وما زال سيف يراهن على ان الصراع لم يصل الى مرحلة المواجهة المذهبية المفتوحة، بالرغم من احتدام الصدام بين صنعاء وعدن، مشيرا الى ان «الحوثيين يدركون حساسية الموقف ويتصرفون بناء على ذلك».
وأضاف سيف «لا إمكانية لدى أي طرف لحسم الصراع عسكريا»، لكنه حذر مع ذلك من ان «كل الاحتمالات مفتوحة في اليمن».
ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله» ضيف الله الشامي ردا على سؤال حول أصابع الاتهام في تفجيرات الجمعة الحزينة، ان الاتهام موجه الى عناصر الاستخبارات الاميركية وأياديها في الداخل والمحيط الاقليمي والتي تعمل على عرقلة أي مسار للتسوية السياسية.
واعتبر الشامي ان «هناك ارتباطاً وثيقاً بين مجريات حوار الموفنبيك وما يجري على أرض الواقع في الجنوب وما جرى يوم الجمعة، وقبلها اغتيال عبد الكريم الخيواني».
وأكد الشامي ان الهدف هو «إعادة اليمنيين الى أحضان الدول الخليجية والتبعية المطلقة لهم».
وردا على سؤال بشأن احتمال صعود خيار الحسم العسكري، أشار الشامي الى ان المستهدف هو كل الشعب اليمني وليس «أنصار الله» فقط، مضيفاً ان التفجيرات والأحداث الأخيرة ستولد «الروح الثورية» في الشارع اليمني، وستدفع الشعب اليمني الى جانب الجيش للتحرك بحسم ضد الرموز الإجرامية، مؤكداً ان المواجهة حتمية مع القوى التي تمثلها الميليشيات والتكفيريون المدعومون من السعودية في الجنوب، وخاصة في عدن.
أما عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله» عبد الملك العجري فقال، من جهته، ان العناصر الضالعة في التفجيرات الانتحارية هي تلك التي يجري استغلالها من جانب قوى سياسية ودينية، محلية أو إقليمية، لمواجهة من لا يتماشى مع خياراتها اليمنية.
واعتبر العجري ان التفجيرات الانتحارية مرتبطة بالصراع السياسي لمحاولة دفع اليمن نحو الحرب الأهلية ومحاسبة «أنصار الله»، مشيرا الى ان الضحايا أمس يمنيون ينتمون الى كل الشرائح، اذ ان المساجد ليست مقسمة مذهبيا.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان استمرار ظاهرة الرئيس هادي يساهم في وقوع هذه الهجمات أو تصاعدها مستقبلا، انتقد العجري الرئيس هادي، قائلا انه «دمية»، وان «التوجه يجب ان يكون لمن يقف خلفه»، مذكراً بأن هادي برغم وصوله الى الحكم بإجماع داخلي وخارجي، فشل في تكوين أي تكتل سياسي مؤيد له بين اليمنيين، ولم ينجح على كل المستويات.
واتهم العجري كلا من السعودية وقطر والولايات المتحدة بأنها تستغل التنظيمات الإرهابية في المنطقة لتحقيق مآربها منذ الثمانينيات.
وحذر العجري من ان إطالة أمد الحوار في «الموفنبيك» يتيح الوقت أمام «الجماعات الشاذة» لإعادة ترتيب صفوفها بعدما تلقت ضربات موجعة في المرحلة الماضية.
وأشار الى انه لو كانت القوى السياسية المشاركة في الحوار اليمني جادة، لكان بالإمكان الانتهاء من تسوية المشكلات المختلف عليها، اذا توفر الدعم الاقليمي لذلك.
وحول احتمال التحرك باتجاه عدن، قال العجري «نحن نراعي الحساسيات وحريصون على مسار مفاوضات الموفنبيك لإنهاء الوضع القائم... لكن على السياسيين المشاركين اتخاذ مواقف مسهلة... ولكن لو استمر الوضع على ما هو عليه، فإن كل شيء سيصير واردا في ما بين صنعاء وعدن».
وفي سياق مواز، أصدر رئيس المجلس السياسي لـ «أنصار الله» صالح الصماد بيانا تلقته «السفير»، يتوجه به الى الأحزاب السياسية اليمنية، ويقول «إننا نؤكد أن من يقدم أي تسهيلات لهذه العناصر أو يساندها عسكرياً أو إعلامياً أو لوجستياً فإنه يعتبر شريكاً لهم في هذه الجرائم إن لم تكن تأتي في إطار تبادل الأدوار لاستهداف الشعب، خاصة وقد عرف الجميع حقيقة استقدام هذه العناصر من خارج اليمن بتسهيل وتمويل بعض القوى الإقليمية».
وأضاف «أن عرقلة المفاوضات وتعطيل مسار الحوار وإطالة أمده تأتي في سياق منح الوقت لهذه العناصر لترتيب أوضاعها، ما يدفع بالبلد نحو الفوضى والاقتتال ويهدد السلم الأهلي والأمن الاجتماعي»، محذرا من انه «لا بد من تحرك جاد على جميع المستويات السياسية والأمنية والإعلامية للوقوف لمواجهة هذه العناصر الإجرامية».
الى ذلك، توعّد «داعش»، في بيان موقع باسم «المكتب الإعلامي لولاية صنعاء»، «أنصار الله» الذين وصفهم بـ «الحوثة»، بـ «قطع ذراع المشروع الصفوي في اليمن».
وتأتي هذه الهجمات لتعطي مؤشراً واضحاً على تزايد قوة التنظيم في اليمن وامتلاكه قدرات وأدوات تمكّنه من تنفيذ سلسلة تفجيرات متزامنة في أماكن متباعدة وإيقاع هذا العدد الضخم من الضحايا. ومن شأن هذا التطور أن يطرح تحدّيات كبيرة، خصوصاً في ظلّ الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها اليمن وسط انقسام يهدّد وحدة البلاد. كما أنه يمثل، من جهة أخرى، تحدياً جدياً لتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ «القاعدة» والذي ازداد نشاطه مؤخراً على وقع الانفلات الأمني الذي يجتاح مختلف المدن اليمنية من دون استثناء. وتثبت هذه العمليات قوة «داعش» في اليمن خلافاً لما كانت تروج له الآلة الإعلامية التابعة لـ «أنصار الشريعة»، والتي لطالما سخرت من إعلان التمدد إلى اليمن واعتبرته بمثابة «المهزلة». ومن شأن ذلك، أن يزيد من احتمالات التصادم بين الفريقين عاجلاً أم آجلاً، ما يمكن أن يؤدّي إلى زيادة تعقيد الحالة اليمنية ونقلها إلى مستوى جديد من الصراع المركّب بين أطراف مختلفة.
أما الرئيس هادي فقد اكتفى، عقب المجزرة، بتصريح مقتضب، اعتبر فيه أنّ «تفجيرات صنعاء هي محاولة لجرّ البلاد إلى حرب طائفيّة»، من دون عبارة استنكار واحدة لما جرى في صنعاء التي يبدو أنه يسعى إلى إلغائها من المعادلة السياسية، وفقاً لحسابات حلفائه الاقليميين.
وفيما كانت الأنظار متجهة إلى صنعاء التي شهدت يوماً دامياً، سيطر عناصر من تنظيم «القاعدة» على مدينة الحوطة، كبرى مدن محافظة لحج، بعد هجوم عنيف شنّه عناصر التنظيم، واستطاعوا من خلاله السيطرة على المجمع الحكومي، ومقر الأمن السياسي (الاستخبارات العامة)، وفقاً لمصدر أمني، أفاد بأنّ الهجوم أسفر عن مقتل 27 عنصراً تابعين لحراسة المبني الحكومي.
وفي هذه الأثناء، قالت مصادر أمنيّة إنّ قوّات موالية لجماعة «أنصار الله» دخلت محافظة تعز من دون مقاومة تذكر، مشيرة إلى أنّ تلك القوّات - وتتألّف من 20 عربة عسكرية وناقلات جند، بالإضافة إلى سيارتين تحملان مسلحين - استقرّت في معسكر القوّات الخاصة شرقي المحافظة.
وفي خمسة تفجيرات انتحارية شهدتها صنعاء وصعدة، قتل أكثر من 150 شخصاً، بينهم مرجع ديني بارز، وقياديان بارزان في جماعة «أنصار الله»، تضاربت بشأنهما الأنباء، إذ قالت تقارير إنّهما لقيا مصرعهما، وتحدثت أخرى عن تعرّضهما لإصابات وصفت بـ «البالغة»، فيما أصيب ما لا يقل عن 350 بجروح متفاوتة.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية – «سبأ»، فإن انتحارياً فجّر حزامه الناسف في جمع من الأشخاص المكلّفين تفتيش المصلين عند بوابة جامع بدر في حي الصافية، فيما فجّر آخر حزامه وسط المصلّين في الصف الأول، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ومن بين هؤلاء القتلى إمام وخطيب المسجد المرتضى المحطوري، والذي يعتبر أحد المراجع الدينية لجماعة «أنصار الله». وهاجم انتحاريان آخران بحزامين ناسفين مسجد الحشوش الكائن في حي الجراف شمال صنعاء. ووقع تفجير ثالث في مسجد الهادي في صعدة، حيث فجّر انتحاريّ نفسه، من دون وقوع ضحايا، إذ انّ قوّات الأمن كانت قد منعته من دخول المسجد.
وفي المواقف، أفاد مصدر في وزارة الخارجية السعودية بأنّ الملك سلمان أمر بإرسال مساعدات طبية للجرحى في اليمن، مبدياً استعداد بلاده لنقل من تستدعي حالته تلقي العلاج في مراكز طبية في السعودية، وذلك للمصابين في الاعتداءات الإرهابية في كلّ من عدن وصنعاء، مشيراً إلى أن الرياض تابعت «بقلق بالغ» تطورات الأحداث المؤلمة في اليمن.
وبعدما دانت الاعتداءات الإرهابية في عدن وصنعاء، دعت السعودية إلى «الاستجابة العاجلة من قبل كل الأطياف السياسية في اليمن، الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن للمشاركة في المؤتمر الذي سيتم عقده تحت مظلة مجلس التعاون في الرياض».
وعلّق مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، في خطبة الجمعة ، قائلاً إنّ «المصائب في اليمن السعيد، إنّما هي من تدبير أعداء الإسلام، فليحذر المسلمون أن يستخدمهم أعداؤهم».
وأسف آل الشيخ إلى «ضياغ البلاد في هذا الشكل تدميراً وإخلالاً للأمن وسفكاً للدماء ونهباً للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم الذين يبغضون الإسلام وأهله»، معتبراً أنّ «هذه الفرق الضالة هدفها القضاء على الإسلام».
ودان «حزب الله» بشدة التفجيرات الإرهابية متقدماً بأحرّ التعازي من «أهالي الشهداء والشعب اليمني الشقيق والإخوة في حركة أنصار الله وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي»."
ألغام فرنسية جديدة تحت طاولة المفاوضات
استراحة نووية في لوزان.. قبل ماراثون الوقت
استراحة للنووي الإيراني في لوزان، قبل استئناف المفاوضات يوم الأربعاء المقبل، في نافذة من خمسة أيام، لا تزال مفتوحة بحسب نص الاتفاق المرحلي، والتي تمنح الإيرانيين والأميركيين حق العودة إلى سويسرا والتفاوض نهاية هذا الشهر، والتوصل إلى اتفاق سياسي.
الاستراحة لم تكن اختيارية لمفاوضي لوزان الإيرانيين والأميركيين. فبعد مرواحة المفاوضات، من دون تقدم حول مسألة رفع العقوبات، جاءت وفاة والدة الرئيس حسن روحاني، والاحتفال بعيد «النوروز»، ليساعدا في فرض الاستراحة بهدوء، وتفادي الحديث عن فشل ما.
وبديهي أن لوزان، التي تختتم 18 شه