خرجت المعارضة اليمينية في فرنسا بزعامة الرئيس السابق نيقولا ساركوزي منتصرة الاحد في فرنسا في الدورة الاولى لانتخابات مجالس الاقاليم متقدمة على اليمين المتطرف واصبحت اول قوة في البلاد قبل عامين على الانتخابات الرئاسية.
خرجت المعارضة اليمينية في فرنسا بزعامة الرئيس السابق نيقولا ساركوزي منتصرة الاحد في فرنسا في الدورة الاولى لانتخابات مجالس الاقاليم متقدمة على اليمين المتطرف واصبحت اول قوة في البلاد قبل عامين على الانتخابات الرئاسية.
وقد قاوم اليسار الحاكم اكثر مما كان متوقعا ولكن الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس فرنسوا هولاند تراجع للمرة الرابعة بعد الانتخابات البلدية والانتخابات الاوروبية وانتخابات مجلس الشيوخ عام 2014.
وقال ساركوزي ان "التناوب يتقدم ولن يوقفه اي شيء". واضاف "اذا كان المواطنون قد تحولوا عن اليسار لان لديهم الشعور انه منذ ثلاث سنوات لا يكف عن الكذب".
ومن ناحيته، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي ان "الاحزاب الجمهورية حافظت على مكانها وان اليمين المتطرف ليس الحزب السياسي الاول في فرنسا".
وحل حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه نيكولا ساركوزي وحلفاؤه الوسطيون في المرتبة الاولى مع ما بين 29.7% و32.5 من الاصوات، حسب تقديرات معاهد الاستطلاع، وسوف يحصل اليمين مجتمعا على ما بين 36.3% و40.3% من الاصوات.
ويتأرجح الحزب الاشتراكي وحلفاؤه اليساريين ما بين 23.2% و31.7% ولكن الحزب الاشتراكي لوحده لم يحصل الى على ما بين 19.7% و24% من الاصوات.
اما حزب الجبهة الوطنية فكانت استطلاعات الرأي تعطيه قبل الانتخابات ما لا يقل عن 30% من الاصوات ولكنه حصل اخيرا على ما بين 24.5% و26.4%، حسب معاهد الاستطلاع.
وقد فتحت مراكز التصويت في الساعة الثامنة (السابعة بتوقيت غرينتش) من صباح الاحد في اطار الدورة الاولى، باستثناء باريس وليون (المدينتان الكبيرتان حيث لا يوجد مجالس اقاليم) فيما يتوقع ان تكون نسبة الامتناع عن التصويت مرتفعة خلال النهار.
ويعتبر هذا الاقتراع جولة تسخين ما قبل الاخيرة قبل انتخابات مجالس المناطق اواخر العام 2015 والانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017.
وقالت زعيمة حزب الجبهة الوطنية هذا الاسبوع "في غضون بضعة اشهر ننطلق الى المناطق ثم سنتوجه نحو الاليزيه".
في المقابل، يتوقع ان يسجل الحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس فرنسوا هولاند تراجعا كبيرا، لا سيما مع تدني شعبية السلطة التنفيذية بعد شهرين من تحسنها لفترة عابرة على اثر هجمات كانون الثاني/يناير في باريس.
فاليسار المنقسم (الاشتراكيون، انصار البيئة، الشيوعيون) الذي يترأس 61 اقليما من اصل 101، مهدد بخسارة نحو 30 منها في الدورة الثانية المرتقبة في 29 اذار/مارس والتي قد يستبعد فيها عدد من مرشحيه.
ويتوقع في الحالة هذه ان يفوز الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يعيد رص صفوفه، مع حلفائه الوسطيين مستفيدا من انتقال منتظر لاصوات من اليسار اليه من اجل قطع الطريق امام اليمين المتطرف.
لكن الجبهة الوطنية تطمح من جهتها بدون ان تفصح عن ذلك الى الفوز بواحد او اربعة اقاليم، وفرصها الرئيسية تكمن في اقليم فوكلوز احد ابرز معاقلها في جنوب شرق فرنسا، واقليم اين الفقير في شمال البلاد، وفي مجمل الحالات يبدو من المؤكد ان الجبهة ستضاعف عدد منتخبيها في مجالس الاقاليم الذي يبلغ عددهم حاليا ثلاثة.
يأتي ذلك خصوصا بينما تمكن حزب مارين لوبن بعد سنة على نجاحه في الانتخابات البلدية والاوروبية في العام 2014، من فرض خطابه المناهض لاوروبا وللنظام والهجرة في قلب المشهد السياسي الفرنسي، كما انه لا يخفي مطلقا رغبته في الوصول الى سدة الرئاسة الفرنسية.
فبعد ان ظل منبوذا لفترة طويلة في المناطق الريفية بات اليمين المتطرف يشق طريقه بنجاح لاسيما وان هذه المناطق تعاني من صعوبات اقتصادية محصورة في الغالب وتضربها الازمة.