28-11-2024 02:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

الشيخ ماهر حمود لموقع المنار: سنحاصر المؤامرة.. وعلى ميقاتي أن يكون أجرأ!

الشيخ ماهر حمود لموقع المنار: سنحاصر المؤامرة.. وعلى ميقاتي أن يكون أجرأ!

أكد إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمّود أنّ المحكمة الدولية ليست سوى مؤامرة تستهدف المقاومة في لبنان، مشدداً على وجوب إلغاء هذه المحكمة التي أظهر مسارها كميات كبيرة من مكامن الضعف والخلل

حسين عاصي

هل باتت المحكمة الدولية جزءا من العقيدة السنية؟
كلمة المفتي حسون تصلح لتكون وثيقة للتطبيق
جهات خارجية تحرّك المطالبين بالاصلاح في سورية
المشهد السوري ضبابي والمطلوب إجراءات سريعة
كل شيء ممكن بظلّ وجود أناس تقودهم غرائزهم
التدخل العسكري بسورية قد يؤدي لحرب عالمية
ميقاتي يخشى على زعامته.. وهو بيضة القبان
موقف ميقاتي المعارض للمحكمة سيكون قوة له
إسرائيل تبقى المتهم الأساسي باغتيال الحريري

أكد إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمّود أنّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ليست سوى مؤامرة تستهدف المقاومة في لبنان، مشدداً على وجوب إلغاء هذه المحكمة التي أظهر مسارها كميات كبيرة من مكامن الضعف والخلل بدءاً من شهود الزور وصولاً إلى التزوير والتسييس، مشيراً إلى أنّ العدو الاسرائيلي يبقى المتّهم الرئيسي باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري رغم كلّ ما يقال هنا وهناك.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أقرّ الشيخ حمّود أنّ العقبة الأساسية التي تقف حائلاً دون إلغاء هذه المحكمة تتمثل بموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي جعل من نفسه "بيضة القبان" إذ اتخذ موقفاً وسطاً استدعى منه الحديث عن تمويل المحكمة ومراعاة حلفائه في الوقت عينه. وفيما تساءل عمّا إذا كانت هذه المحكمة قد أصبحت جزءاً من الفقه السني والعقيدة السنّيّة مثلاً، أعرب عن اعتقاده بأنّ موقفا معارضاً للمحكمة من جانب ميقاتي سيشكّل قوة له على المدى البعيد خصوصاً أنّ المؤامرة ستنكشف في نهاية المطاف، إذا لم تكن قد انكشفت بعد.
وفي الملف السوري، أعرب الشيخ حمّود عن قلقه إزاء التطورات الخطيرة التي شهدتها الساحة السورية على مدى الساعات القليلة الماضية، مثنياً على الكلمة التي ألقاها المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون خلال تأبين نجله الشهيد سارية حسون، داعياً إلى تحويل هذه الكلمة إلى وثيقة للتطبيق وليس فقط للعواطف. وفيما وصف الشيخ حمود ما يحصل في سورية بالمؤامرة ولم يستبعد حصول أي شيء بوجود مجانين يتحكّمون بالعالم، أعرب عن خشيته من استفحال المؤامرة أكثر وأكثر، وطالب بإجراءات سريعة من جانب القيادة السورية.

من يجيز قتل الولد عوضاً عن والده؟!
الشيخ ماهر حمّود أكّد لموقع المنار أنّ اغتيال سارية حسون، نجل المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، وبقية الاغتيالات التي حصلت في سورية في الآونة الأخيرة تدلّ على أنّ هنالك فريقاً من المعارضة السورية ينتهج طريق الاغتيال، معرباً عن خشيته في أن يكون هذا الفريق من نفس الصنف المعتمَد في العراق وسابقاً في الجزائر وأفغانستان والصومال، أي من أولئك الذين يستبيحون القتل بطريقة عشوائية وبأدلة غير صحيحة. ولفت إلى أنّ سارية حسون بالتأكيد ليس مطلوباً رأسه هؤلاء، موضحاً أنّ رأس والده الشيخ حسون هو المطلوب في هذه الحال، متسائلاً من يجيز بأي شرع وفقه وفكر أن يُقتَل ولدٌ عوضاً عن والده. وفيما أعرب الشيخ حمّود عن خشيته بأن يكون هذا الفكر قد أصبح موجوداً في سورية، لفت إلى أنه لطالما حذّر من ذلك انطلاقاً من ثقته بأنّ أكثر من يتظاهرون في سورية يريدون الاصلاح فعلاً لكنّ من يحرّكهم، سواء أكانوا يعلمون أو لا يعلمون، يرتبط بجهات أخرى لا علاقة لها بالديمقراطية وبحريات الناس.
وتمنى الشيخ حمّود أن تؤخذ الكلمة التي ألقاها الشيخ أحمد بدر الدين حسون في تأبين ولده كوثيقة للتطبيق وليس للعواطف، متوقفاً عند ما تضمّنته هذه الكلمة من عِبَر ودلالات في غاية الأهمية، خصوصاً لجهة دعوة الأشقاء في العالم العربي إلى زيارة سورية ليروا بأم عينهم كيف كانوا عبر ستة أشهر ضحية للاعلام الكاذب والخادع والمضلل، وكذلك لجهة مناشدته للرئيس السوري بشار الأسد إصدار عفو عام حتى على من قتل ولده وذلك من أجل وطنه وبلده سورية ومن أجل دينه وقيمه، علّ هذا العفو يفتح الباب أمام هؤلاء الشباب الذين غُرّر بهم للتوبة قبل أن تستفحل هذه الظاهرة. وتوقف الشيخ حمّود أيضاً عند ما تضمنته كلمة المفتي العام لسورية  من دعوة للحوار وتشديد على الاسراع في الاصلاحات سعياً لحقن الدماء بكل وسيلة وعدم إراقة المزيد من الدماء، مع العلم أنّ الشيخ حسون طالب الشخصيات والأطراف المعارضة التي تتخذ من الخارج منصة لكيل الشتائم لهذا البلد بالعودة إلى الوطن والمشاركة في بناء مستقبله وعرض رؤيتهم بوضوح وصدق حول الحريات والعدالة.

مؤامرة تستهدف سورية.. وكلّ شيء ممكن!
وأعرب الشيخ حمّود عن اعتقاده بأنّ هناك مؤامرة فعلية تستهدف سورية وأنّ الأمر لا يقتصر بأيّ حال من الأحوال على مجرّد اعتراضات هنا وهناك. وقال: "سواء أقرّ بذلك المعارضون الذين نحترم أو لم يقرّوا، فنحن نعتقد أن هناك مؤامرة تستهدف سورية بسبب موقفها الداعم للمقاومة والرافض للذل". وشدّد على وجوب البحث في كيفية محاصرة هذه المؤامرة ومنعها من الانتشار أكثر فأكثر، محذراً من أنه إذا صحّ أنّ هنالك رصاصاً يُطلَق على المتظاهرين بشكل مباشر، فهذا يعني أنّ القيادة تسلّم المعارضة ورقة تستطيع محاربتها بها. وأعرب عن خشيته من استفحال هذه المؤامرة واستمراريتها لفترة طويلة، منبّهاً إلى أنّ من شأن ذلك استنزاف الشعب السوري وصبره وقدرته على التحمّل. وقال: "نحن جميعاً في حالة امتحان حقيقية بين فكر المقاومة وثقافة المقاومة بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من جهة وبين فكر معارض آخر يختبئ خلف شعارات برّاقة ولكن يُراد من خلاله أمور خطيرة جداً".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان من الممكن أن يكون المراد هو استنساخ النموذج الليبي في سورية خصوصاً في ضوء محاولات بعض القوى استدراج تدخل عسكري غربي في سورية، أشار الشيخ حمود إلى أنّ كلّ شيء ممكن بوجود أناس لا يراعون ولا يفكرون وتقودهم غرائزهم. ولكنه لفت إلى أنّ الوضع في سورية ليس مثل الوضع في ليبيا، موضحاً أنّ التدخل العسكري في سورية من شأنه أن يجرّ إلى حرب عالمية بحيث تدخلها إيران والمقاومة وتنال إسرائيل بالنتيجة حصة وافرة من الصواريخ. ومع ذلك، رأى أنّ هناك بعض المجانين في العالم ممّن يمكنهم أن يتخذوا مواقف بهذه الخطورة رغم كلّ التداعيات المحتمَلة، لافتاً إلى أنه يخشى كثيراً أن يتمّ اتخاذ مثل هذا القرار وإن كان شخصياً يستبعده، علماً أنّ خريطة جديدة للعالم ستُرسَم في حال حصول هذا السيناريو.

المعارضة لن تقتنع أبداً..
وتعليقاً على ما يُحكى عن أنّ المؤامرة في سوريا قد بلغت مرحلة "بداية النهاية"، لفت الشيخ ماهر حمّود إلى أنه كان من القائلين بذلك حتى أنه في خطبة الجمعة قال أننا أصبحنا في الفقرة الأخيرة وأننا تجاوزنا 70 إلى 80 في المئة من المؤامرة. لكنّه رأى أنّ المشهد تغيّر بعد أن تمّ تشكيل ما سمّي بالمجلس الانتقالي ومن ثمّ جاءت قصة الاغتيالات لتزيد من ضبابية المشهد. وتوقف بشكل خاص عند المجلس الوطني السوري الذي تمّ الاعلان عن تشكيله من العاصمة التركية اسطنبول والذي يضمّ جميع قوى المعارضة وترعاه الولايات المتحدة الأميركية بشكل واضح إضافة إلى دول الجوار، وفي مقدّمها تركيا. واعتبر أن تشكيل هذا المجلس أعطى معنويات للمعارضين جعلهم يعتقدوا أنهم حققوا شيئاً ووضعوا حداً للخلافات الجذرية التي كانت تعصف فيما بينهم. وفيما رأى أن هذا المجلس كسر عقبة معيّنة، أعرب عن خشيته من أن يكون هذا المجلس متجانساً ومتكاملاً، محذراً من أنّ ذلك معطوفاً على الاغتيالات التي قد تكون شكلاً جديداً للأزمة السوري من شأنه أن يطيل أمد المؤامرة ضدّ سورية.
ورداً على سؤال عمّا هو مطلوب من القيادة السورية إزاء كلّ ذلك، رأى الشيخ حمّود أنّ المطلوب هو مصارحة أكثر للشعب فضلاً عن إجراءات سريعة وتعيين موعد للانتخابات الرئاسية والنيابية والاعلان عن قانون جديد للعفو يشمل الجميع إلا المتورطين بالأعمال التخريبية الكبرى، والحديث بشكل جدي عن إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تجعل الحكم حكراً على حزب واحد. وفيما أشار إلى أنّ الأمور لا تزال ضبابية، لفت إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر أن اتخاذ إجراءات تحت الضغوط لن يجعل المعارضة تقتنع بل ستعتبر أنها مجرد مناورة أو تعطية لأعمال أخرى. وأكد الشيخ حمود أنه شخصياً مع الاسراع باتخاذ الاجراءات، رغم احترامه لوجهة النظر الأخرى القائلة بانتظار تحسّن الأوضاع قبل اتخاذ أي إجراء.

على ميقاتي أن يؤسس لزعامة حقيقية
وفي الشأن الداخلي، تطرق الشيخ ماهر حمود إلى السجال السياسي حول تمويل المحكمة الدولية، فأشار إلى أنّ هذه المحكمة ليست فقط غير دستورية وغير شرعية بل هي مؤامرة بحدّ ذاتها، موضحاً أنّ المشكلة مع المحكمة لا تقتصر على كونها خالفت الدستور أو شكّلت في ظروف غير طبيعية واستثنائية، بل لكونها جسّدت المؤامرة بكلّ ما للكلمة من معنى، وهو ما أظهرها مسارها منذ البداية وخصوصاً لجهة تغطيتها على شهود الزور وممارسات قضاتها فضلاً عن اعتماد قراراتها الاتهامية على داتا الاتصالات رغم ما تمّ كشفه عن خرق العدو الصهيوني لشبكة الاتصالات. ورأى أن كل ذلك يجعل هذه المحكمة لا موضع شك فقط بل محض مؤامرة على المقاومة، وبالتالي يجب أن تُلغى.
ورأى الشيخ حمود أنّ العقبة الأساسية التي تقف عائقاً أمام إلغاء هذه المحكمة هو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يخشى على زعامته السنية أو على أصوات السّنّة ومن أجل ذلك فهو يقف موقفاً وسطاً تقريباً بمعنى أنه يتحدث عن تمويل المحكمة ويراعي في الوقت عينه حلفاءه الذين أتوا به رئيساً للحكومة، جاعلاً من نفسه بذلك بيضة القبان في هذه القضية. وإذ تمنى الشيخ حمود أن يكون الرئيس ميقاتي أجرأ من ذلك وأن لا يخشى شيئاً، لفت إلى أنّ حقيقة هذه المحكمة ستنكشف عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي فإن المؤامرة المسماة المحكمة الدولية ستنكشف إذا لم تكن قد انكشفت أصلاً، وعندها سيكون موقف الرئيس نجيب ميقاتي المعارض لهذه المحكمة قوة له ولن يكون عكس ذلك. وتابع قائلاً: "إذا كان عدم تمويل المحكمة يجعل الرئيس ميقاتي ضعيفاً الآن، فعندما ستُكتشَف كامل المؤامرة سيجعله ذلك قوياً". وفيما تساءل عمّا إذا كان بمقدور ميقاتي ذلك، تمنى أن يسلك هذا الطريق ويؤسس لزعامة حقيقية مبنية على حقائق وليس على أوهام وعلى مبادئ وليس على ترهيب. واعتبر أن من يعتبر هذه المحكمة جزءاً من الفقه السني أو العقيدة السنية هو جاهل لأبسط مبادئ الدين، مشدداً على أنّ العملية لا ينبغي أن تخضع لهذا الترهيب، معتبراً أنّ الكلام الذي يُسوّق في هذا الاطار لا قيمة له ولكن للأسف يحتاج إلى قرارات تاريخية من أصحاب المواقع الهامة.

إسرائيل تبقى المتهم الأساسي
وختاماً، قلّل الشيخ ماهر حمّود من شأن ما نُسب إلى الرئيس السابق لفريق التحقيق الدولي نيك كالداس عن أنّ إسرائيل لا تمتلك أي دافع لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وأن لا قرائن تدل على تورطها في الجريمة على الاطلاق، مؤكداً أنّ إسرائيل استفادت كثيراً من الجريمة وأكثر مما كانت تتوقع، مشدداً على أنّها تبقى المتهم الرئيسي في الجريمة، معرباً عن أسفه لكون البعض لا يزال يبرئ إسرائيل رغم ما تمّ كشفه عن أنها موجودة من خلال عملائها في كلّ تفاصيل حياتنا السياسية تقريباً وأنها قادرة على أن تدخل في نسيج مجتمعنا.
وفيما رأى أنه ثبت أن إسرائيل قادرة على أن تفعل أموراً كثيراً في المجتمع اللبناني وأن تجرّنا باتجاه فتن، لفت إلى أنّ ذلك ليس بجديد على اليهود الصهاينة الذين فعلوا أموراً كثيراً في التاريخ، وهو ما أظهرته سورة البقرة التي بيّنت كيف أنّ اليهود يفعلون الأمر ويوهمون الناس أن الآخرين هم من قاموا به، وهذا ما حفلت به أيضاً السيرة النبوية والتاريخ القريب والبعيد. كما ذكّر أيضاً كيف أنّ العملاء اغتالوا بعض الشهداء مثلاً في صيدا كالشقيقين المجذوب حيث ظهرت أصوات في البداية ادّعت أنهم قضوا نتيجة خلافات فلسطينية فلسطينية فإذا بقاتلهم محمود رافع يعترف بأنه استقدم من كيان العدو كميات كبيرة من المتفجرات، وهذه واحدة من الشهادات الكثيرة التي تؤكد أنّ إسرائيل صدّرت الكثير من المتفجرات إلى لبنان.
وتمنى الشيخ حمود أخيراً أن يعلو صوت الحق فوق صوت الفتن، معرباً عن اعتقاده بأنّ الكثيرين ينساقون للفتن ويستجيبون للتحريض المذهبي والقبلي والعشائري بشكل مستغرَب، متمنياً أن يتغلّب صوت العقل على ما عداه وأن ينتبه هؤلاء إلى أنهم وقود لفتنة قاتلة.