تقع مدينة بصرى الشام في شرقي محافظة درعا على مقربة من الحدود الاردنية وتعتبر المدينة المعقل الوحيد للجيش العربي السوري وحلفائه في الجنوب تلك المنطقة وهي شكلت عقبة كبيرة أمام مسعى أسرائيل والأردن لنقل الحرب الى منطقة السو
تقع مدينة بصرى الشام في شرقي محافظة درعا على مقربة من الحدود الاردنية وتعتبر المدينة المعقل الوحيد للجيش العربي السوري وحلفائه في الجنوب تلك المنطقة وهي شكلت عقبة كبيرة أمام مسعى أسرائيل والأردن لنقل الحرب الى منطقة السويداء في الطريق الى دمشق، ويتردد في أوساط جبهة النصرة في المنطقة ان الطريق الى دمشق يمر حتما بإسقاط بصرى الشام.
وتقع المنطقة الاثرية من المدينة تحت سيطرة جبهة النصرة فيما يسيطر الجيش السوري واللجان الشعبية على القلعة وعلى باقي احياء المدينة بمساحة لا تزيد على الأربعة كلم مربع.
إضغط على الصورة لتكبيرها
و شهد الحي الأثري في بلدة بصرى الشام طيلة الأيام الأربعة الماضية معارك هي الأعنف منذ بداية الحرب السوريةٌ اثر هجوم كبير شنته جبهة النصرة ولواء اليرموك ولواء أبابيل حوران وما تبقى من جماعات الجيش الحر على البلدة .
وقد حشد المهاجمون حوالي ١٦٠٠ مسلح من كافة أنحاء الجنوب السوري واستقدمت تعزيزات من مخيم الزعتري في الاردن الذي يبعد بضعة كلم عن بصرى الشام ، وشارك في الهجوم دبابات وحوالي ٣٠ راجمة صورايخ وعربات محمولة عليها رشاشات مضادة للطائرات وتم الهجوم عبر محورين جنوبي من منطقة جمرين و غربي من ناحية بلدة معربة التي تعتبر معقل جبهة النصرة في الجنوب السوري واليها لجأ امير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في العام ٢٠١٣ في بداية خلافه مع ابو بكر البغدادي وتنظيم الدولة الاسلامية داعش.
و تقول مصادر ميدانية في المدينة في اتصال مع موقع المنار ان غرفة عمليات الهجوم الذي أطلق عليه ( قادسية بصرى) كانت تدار من الاردن بوجود ضباط إسرائيليين، وتضيف ان المسلحين استخدموا بكثافة في هذا الهجوم قذائف إسرائيلية فضلا عن استقدام العشرات من عناصر جبهة النصرة الذين انتقلوا من الشريط الحدودي بين سوريا وفلسطين و أتوا للمشاركة في الهجوم على بصرى الشام .
المصادر الميدانية قالت انها رصدت اتصالات بين غرفة عمليات الاردن وقيادات ميدانية للمسلحين في بصرى أعطتهم فيه قيادة غرفة عمليات الاردن ثلاثة ايام لإتمام إسقاط المدينة لان المقاتلين الذين استقدموا من الجبهات الاخرى يجب ان يعودوا اليها خلال هذه الفترة وسوف يبقى في البلدة فقط المقاتلون المتحدرون منها. وتضيف المصادر ان رصد المكالمات كشف عن خطة الهجوم الأساس التي كانت تقضي بالالتفاف على القلعة الاثرية ومحاصرتها لمنعها من دعم المدافعين عن البلدة وذلك بالتزامن مع استمرار الهجوم داخل الحي الشرقي لاسقاطه وبالتالي إسقاط بصرى الشام اخر معاقل الجيش السوري في منطقة شرق درعا.
المصادر الميدانية تقول ان المهاجمين نجحوا في التوغل ٣٠٠ متر داخل البلدة عبر الحي الغربي الذي تم تدميره بشكل كبير بعد يومين من القصف المستمر ووصلوا الى مشارف حسينية البلدة والجامع العمري فيها ونجحوا في اول يومين من الهجوم بتطويق القلعة عبر ثلاثة محاور ، تزامنا مع شن هجمات على بلدة ذيبين في السويداء التي تعتبر خط إمداد بصرى الشام الوحيد وخط التواصل بينها وبين باقي المناطق السورية عبر طريق يطلق عليه أهالي بصرى الشام اسم طريق الموت بسبب العدد الكبير للشهداء الذين سقطوا اثناء انتقالهم عبره وقد شنت النصرة على طريق الموت هجمات متتالية لقطعه واضطر المدافعون عن بصرى الشام خلال هذا الهجوم الى تفجير بعض المباني المشرفة على الطريق حتى لا تسيطر عليها جبهة النصرة.
وحسب المصادر الميدانية فان يوم الاثنين شهد تحول كبير في مسار المعركة بعد وصول تعزيزات ومؤازرة برية الى البلدة التي شن المدافعون عنها هجوما مضادا استطاعوا خلاله استعادة غالبية المحارس التي فقدوها بينما يبدو ان المجموعات المسلحة التي استقدمت للمشاركة في الهجوم على البلدة بدأت بالعودة الى الشريط الحدودي بين فلسطين وسوريا استعداد للمعركة القادمة هناك .