22-11-2024 08:53 PM بتوقيت القدس المحتلة

الخوف الوجودي يلاحق الصهاينة.. "اسرائيل" تراهن من جديد على تطرفها

الخوف الوجودي يلاحق الصهاينة..

أسدل الستار عن نتائج الانتخابات العامة المبكرة في كيان العدو الاسرائيلي بفوز اعتبر مفاجئا لزعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، بما يمهّد الطريق أمامه لتولي رئاسة الحكومة الاسرائيلية للمرة الرابعة.

أسدل الستار عن نتائج الانتخابات العامة المبكرة في كيان العدو الاسرائيلي بفوز اعتبر مفاجئا لزعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، حيث حقق تقدما واضحا على اقرب منافسيه اسحق هرتشوغ زعيم "المعسكر الصهيوني"، رغم ان استطلاعات الرأي قبل الانتخابات كانت تشير الى تقارب كبير بينهما.

هذه النتائج تمهّد الطريق أمام نتانياهو لتولي رئاسة الحكومة الاسرائيلية للمرة الرابعة، ليصبح صاحب أطول مدة في رئاسة الحكومة على الإطلاق، فالليكود الذي حاز ما يقارب الـ30 مقعدا من أصل مقاعد الكنيست سيمنح نتانياهو فرصة تشكيل حكومة إئتلافية، يبدو انها ستضم كافة الاحزاب اليمنية المتطرفة في الكيان الغاصب، رغم ان لا حمائم في هذا الكيان المجرم فجميعهم صقور في الاجرام وإن كانوا يختلفون بخداع الرأي العام العالمي.  

فكيف يمكن فهم هذا الموقف الاسرائيلي الداخلي عبر نسب التصويت لصالح نتانياهو؟ علما انه بحسب اعلام العدو فإن نتانياهو حصل على أعلى نسبة من الاصوات في المناطق المحتلة القريبة من قطاع غزة وتلك التي كانت الاكثر تضررا جراء ضربات المقاومة خلال العدوان الصهيوني الاخير على غزة، فكيف يفهم هذ الامر؟ أليس هو نوع من الاستفتاء او المزايدة على شعبية نتانياهو الذي ارتكب في العام 2014 عدوانا على غزة؟ وماذا يعني هذا؟ أليس إعلانا اسرائيليا واضحا بسلوك نهج المزيد من العدوان والاجرام بحق الفلسطينيين؟ ألا يعني أنّ الشارع الاسرائيلي ومعه كل الكيان الغاصب بات يشعر جديا بالخوف الوجودي على مصيره ومستقبله فازداد تمسكا بمن يعتقد انه اكثر اجراما من غيره اي نتانياهو وما يتوقع ان يشكله من حكومة صهيونية مجرمة؟

ما هي دلالات فوز نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية؟

وتأسيسا على كل ما سبق كيف يمكن توقع سلوك الحكومة الاسرائيلية الجديدة، هل ستعمل هذه الحكومة على اتباع النهج السياسي وسلوك المسار التفاوضي في التعاطي مع الفلسطينيين؟ ام انها ستكون أكثر عدوانية من سابقتها لتستكمل سياسة الاستيطان والتهويد بلا هوادة وزيادة الحصار على قطاع غزة ومحاولة الضغط على الشارع الفلسطيني عموما والغزاوي خصوصا من باب ملف إعادة إعماء ما هدمه الصهاينة في عدوانهم على غزة، ومحاولة زيادة الشرخ بين الفلسطينيي، وكل ذلك وصولا لهدف واحد هو تضييع بوصلة المقاومة الفسلطينية وإراحة الكيان الغاصب من مواجهة تهديدات هذه المقاومة، وصولا لتصفية القضية الفلسطينية.

فما هي دلالات فوز نتانياهو بهذه النسبة في الانتخابات؟ وهل تعتبر استفتاء اسرائيليًا على خيارات نتانياهو السياسية والعسكرية لا سيما في ظل فتور العلاقة مع الرئيس الاميركي باراك أوباما؟ فكيف سينعكس فوز نتانياهو على الوضع الفلسطيني والنشاط الاستيطاني لا سيما ان السلطة الفلسطينية عزمت النية للتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم اول دعوى ضد اسرائيل؟ وماذا عن هذا الفوز بالنسبة للوضع الاقليمي وما يقال عن شهية الليكود في شن الحروب لا سيما في خضم المفاوضات الايرانية الاميركية في اطار التفاوض حول الملف النووي؟

وحول ذلك يقول مدير مركز "تطوير" للدراسات هشام الدبسي ان "ما أفرزته الانتخابات الاسرائيلية يشير الى اننا سنشهد حكومة اسرائيلية متطرفة تتكون من كتلة صلبة ومتماسكة على أفكارها وسياستها المتطرفة واستمرارها على تنفيذ مشروعها الاستيطاني في فلسطين المحتلة"، واعتبر ان "المفاجأة في الانتخابات الاسرائيلية تمثلت حول مستوى الانحياز المستمر داخل المجتمع الاسرائيلي للتطرف".

ولفت الدبسي الى ان "الصهاينة اعتبروا ان نتانياهو هو الوحيد من بين المرشحين للانتخابات الذي قال لهم الحقيقية -طبعا هذا من وجهة نظرهم وعلى حد تعبير الصحافة الاسرائيلية-"، وتابع "الصهاينة اعتبروا ان نتانياهو لم يخدعهم وقال لهم لا أريد دولة فلسطينية وسأستمر بمشروع الاستيطان وبتهويد القدس وتهمّيش كل الموضوع الفلسطيني"، واضاف "نتانياهو ركّز على الداخل الاسرائيلي في حملته الانتخابية كما ركّز على يهودية اسرائيل وتهميش الفلسطينيين واستمرار احتلال الضفة الغربية وتشديد الحصار على قطاع غزة". 

الدبسي: على المجتمع الدولي التدخل للحد من تطرف وعنصرية "اسرائيل"

وأشار الدبسي الى ان "الصهاينة اعتبروا ان نتانياهو قال ما لم يقله الآخرون"، ولفت الى ان "هذا يدل على فكرة بسيطة وأولية بأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لن يحسم او يحل في المدى المنظور من خلال السياسة بل هو دخل في منحى جديد تماما بعد فوز نتايناهو وما سينتج عن هذه الانتخابات من حكومة متطرفة"، داعيا "المجتمع الدولي للتدخل للحد من تطرف وعنصرية اسرائيل".

وقال الدبسي إن "نظرية الخوف الاسرائيلي والاستنفار من أجل الحفاظ على الوجود الاسرائيلي تستخدم من قبل الاسرائيليين من أجل شد عصب المجتمع الاسرائيلي نفسه ولاستغلال كل الايديولوجيات الاسرائيلية من أجل تسخيرها للسياسية ولمصلحة السياسيين او الحكومة الاسرائيلية"، وتابع "اذا لم يكن هناك خطر خارجي فهم يخترعون خطرا داخليا لاستغلاله تحقيقا لسياسات معينة"، ورأى ان "هذه النظرية هي نظرية موجودة ودائمة داخل اسرائيل وفي كل مرة يمكن استخدامها بطريقة مختلفة عن الاخرى".

واعتبر الدبسي ان "فوز نتانياهو في ظل خلافه الحاصل اليوم مع الرئيس الاميركي باراك اوباما سيعزز نظرية التطرف الاسرائيلي"، واضاف ان "كل الاطراف تعرف ان الطريق بين الفلسطينيين واسرائيل مسدود في هذه الآونة سواء لجهة إقامة دولة مستقلة او تأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين".

وفي هذا الاطار، وضع الدبسي توجه السلطة الفلسطينية الى تدويل القضية الفلسطينية وتقديم دعوى ضد "اسرائيل" في المحكمة الجنائية الدولية، وأمل ان "تنجح المحاولات الفلسطينية في هذا الإطار واستكمال كل الخطوات لخلق آليات ضغط جديدة"، ودعا "للاستفادة من التناقضات الاميركية الاسرائيلية في مكان ما لتحقيق مكاسب معينة للقضية الفلسطينية وتمرير بعض المسائل من دون تكبير الأمنيات بالنسبة للادارة الاميركية لان علاقتها راسخة مع اسرائيل".

وحول الرد الفلسطيني المفترض على نتائج الانتخابات الاسرائيلية، قال الدبسي إن "الرد الفلسطيني يجب ان يكون بانجاز سريع للمصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح"، وشدد على "ضرورة ان تحل كل الاشكاليات التي تقف كعائق امام المصالحة التي تصب في مصلحة وخدمة الشعب الفلسطيني"، داعيا "كل من حماس وفتح لتقديم تنازلات متبادلة لتحقيق هذه المصالحة".

الاجرام والتطرف والارهاب الاسرائيلي ليس بجديد، فالكيان الصهيوني قام على القتل والدم وارتكاب افظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، والتجارب طالما اثبتت ان هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة المسلحة في الميدان، ولا يخشى إلا ضربات هذه المقاومة، فلا يجب الرهان لمواجهة هذا التطرف والاجرام الصهيوني الا من خلال تفعيل المقاومة وتدعيمها على كل الجبهات وزيادة قدراتها، لاسترجاع كل الحقوق المغتصبة وتحرير كامل التراب الفلسطيني.. لان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.