دفعت تركيا تدخلها في الأزمة السورية الى مستوى خطر ينذر بتوتر حدودي بين البلدين ويثير المخاوف حول إقامة منطقة عازلة، عندما أعلنت انقرة أن قواتها البرية ستجري مناورات عسكرية على الحدود مع سورية
اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا ستفرض "مجموعة عقوبات" خاصة بها ضد سورية رغم فشل اصدار قرار في مجلس الامن الدولي "يدين" النظام السوري بعد استخدام روسيا والصين حق النقض. وقال اردوغان انه "من المؤسف" عدم التمكن من اصدار قرار في مجلس الامن، مؤكدا ان هذا الامر لن يحول دون قيام حكومته بفرض عقوبات على النظام السوري. ونقلت عنه وكالة انباء الاناضول عن اردوغان قوله خلال زيارة الى جنوب افريقيا ان "الفشل في اصدار القرار لن يثنينا. سنقوم حتما بفرض مجموعة من العقوبات على الفور".
وكان أردوغان اعلن الثلاثاء إنه سيبحث إمكانية فرض عقوبات جديدة على النظام السوري، بعد زيارته التي سيقوم بها نهاية الأسبوع إلى مخيمات "اللاجئين" السوريين في مقاطعة هاتاي. وقال أردوغان خلال زيارة رسمية إلى جنوب إفريقيا "لا يسعنا أن نقف متفرِّجين حيال ما يحصل في سورية. يقتلون أبرياء وعزلا. لا يمكننا أن نقول: لنترك الأمور تسير على ما هي عليه".
واضاف اردوغان "سنعلن جدول عقوبات بعد زيارة الى انطاكية" جنوب تركيا. واوضح انه سيزور في نهاية هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل هذه المدينة القريبة من الحدود السورية. وقال اردوغان "سبق ان اعلنا بعض الاجراءات التي كان لا يمكن ان تنتظر". هذا وقد فرضت أنقرة حظرا على بيع الأسلحة إلى سورية وقطعت اتصالاتها مع نظام الرئيس بشار الأسد احتجاجا على ما تصفه بـ"القمع" المتواصل للمتظاهرين.
في هذه الأثناء، دفعت تركيا تدخلها في الأزمة الداخلية السورية الى مستوى خطر ينذر بتوتر حدودي بين البلدين ويثير المخاوف من عزم السلطات التركية على إقامة منطقة عازلة على أحد جانبي الحدود المشتركة، عندما أعلنت انقرة أمس، أن قواتها البرية ستجري مناورات عسكرية على الحدود مع سورية تبدأ اليوم وتستمر حتى 13 تشرين الأول الحالي.
وأعلنت قيادة الجيش التركي أن سلاح البر سيبدأ اليوم مناورات في جنوب البلاد على مقربة من الحدود مع سورية. وقالت، في بيان نشر على موقعها على الانترنت، "ان مناورة التعبئة يلديريم ـ2011، وهي من المناورات المقررة للعام 2011، ستجري في اسكندرونة في محافظة هاتاي بين 5 و13 تشرين الاول". واضافت ان الجيش يسعى بهذه المناورات الى اختبار طاقاته في مجال التعبئة والاتصالات مع مؤسسات عامة في حالة حرب. وتابعت ان لواء المشاة الميكانيكي التاسع والثلاثين و730 من جنود الاحتياط سيشاركون في المناورات. وتحيي المناورات العسكرية في هاتاي تكهنات نفاها المسؤولون الأتراك بأن تركيا تخطط لاقامة منطقة عازلة في سورية لـ"حماية المدنيين ومنع تدفق اللاجئين" الى اراضيها.