«السكوب» الذي كان منوياً أن يحصل عليه البرنامج سرعان ما انقلب على أصحابه. أصبح اسم جنان مطر الأكثر طغياناً وما الذي حصل معها كإمرأة غير محجبة غُررت بدورها لتقوم بتمثيل هذا الدور وتقوم بسابقة على الهواء.
قبل ثماني سنوات، ضجت الأوساط الإعلامية بقضية برنامج «هالة شو» الذي كان يعرض على «روتانا سينما». وقتها استضافت الإعلامية المصرية ثلاث فتيات على أنّهن «فتيات ليل»، وسرعان ما ظهرن على قناة «المحور» ليقلن أنه تم التغرير بهن لقاء دفع مبالغ مادية. هذه الحادثة عدنا وشاهدنا منها النسخة اللبنانية بصياغة مختلفة. فقد شكلت حلقة أمس من برنامج «من حقك» على otv التي تناولت موضوع الحجاب سابقة في تاريخ الإعلام اللبناني.
هكذا سرعان ما افتضح أمر التمثيلية التي حاكتها مقدمة البرنامج داليا الحسيني (الصورة) ومعاونوها مع جنان مطر، الشابة التي ظهرت في آخر الحلقة وهي ترتدي الحجاب وقامت بخلعه أمام الشيخ علي فقيه وأمام الجمهور لتعلن أن من حقها «أن تعيش كما تشاء».
مشهد خلع الحجاب اتكىأ عليه البرنامج للترويج لنفسه، وكررته الحلقة في نهايتها. كأن الحسيني التي ادعّت في بداية الحلقة «الموضوعية» واعتماد سياسة النأي عن النفس أرادت أن تفرض وجهة نظرها في هذه القضية التي بالمناسبة لم ترق الى مستوى هذه القضية لا ثقافة ولا نقاشاً.
حلقة أثارت الجدل، وأصبح الكل يتداول اسم البرنامج الغائب عن خارطة البرامج المنافسة. حلقة صعدت فيها الحسيني وأصبحت مثار تداول بين الناس بناء على خديعة قامت بها، ضاربة بعرض الحائط كل أخلاقيات للمهنة. «السكوب» الذي كان منوياً أن يحصل عليه البرنامج سرعان ما انقلب على أصحابه. أصبح اسم جنان مطر الأكثر طغياناً وما الذي حصل معها كإمرأة غير محجبة غُررت بدورها لتقوم بتمثيل هذا الدور وتقوم بسابقة على الهواء.
مطر التي تعتبر نفسها اليوم «ضحية» تروي لـ«الأخبار» كيف تم التواصل معها عبر ابن خالها علي ترمس الذي يعمل بدوره في البرنامج، وكيف طلبوا منه أن يستقدم «إمرأة جريئة تتحدث عن الحجاب». وكان الإتفاق كما تقول بداية على أن الحديث سيقتصر على قضية «الحجاب المودرن» وأن القصة كلها «تمثيلية». «تم تشجيعي» من قبل الحسيني على أنني إمرأة جريئة وقوية، ووعدت بأن «الصحافة ستتكلم عنها لاحقاً». دخلت مطر الاستديو من دون حجاب وكان المطلوب منها كما تؤكد أن ترتدي حجاباً وشورتاً قصيراً بغية «إستفزاز الشيخ» لكنها لم تفعل «إحتراماً له». وبعدها تقوم بخلعه حسب ما ينص سيناريو البرنامج.
قد يقول قائل: «ما الذي أجبرها على هذا الفعل ولماذا أقدمت عليه؟». في الحديث مع مطر، نستشف بساطة معينة، فهي البعيدة عن عالم البرامج ولا تعرف منهم سوى «أحلى جلسة». ومن حديثنا أيضاً مع زوجها حمزة تتعزز هذه الفرضية لا سيما عندما أكد لنا: «كنا مفكرين البرنامج مقالب منقلها للكاميرا باي، لكن اتضح لنا أنه برنامج جدّي». إذا جنان وزوجها شخصان استغلهما برنامج «من حقك» بطريقة غير أخلاقية وغير مهنية.
الحسيني التي رفضت الخوض في إثبات عكس ما يتداول وفضلت النأي بنفسها (بجدية هذه المرة)، فتحت الجدل إعلامياً حول الإستغلال الرخيص الذي قامت به مع الشابة الذي خدعت من خلاله المشاهدين وتلاعبت بقضية عالية الحساسية وتعاملت معها بخفة. وليس إخفاء الروابط الإلكترونية التي عادة ما يقوم البرنامج بتنزيلها لحلقته السابقة الا دليلاً على رغبة في «التستر» على فضيحة دوّت بقوة في تاريخ الإعلام اللبناني.