كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، عن خطة دفاعية جديدة بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها لمنع عناصر حزب الله من التسلّل الى الجليل الغربي والسيطرة على مستوطنات فيه
يحيى دبوق
كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، عن خطة دفاعية جديدة بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها لمنع عناصر حزب الله من التسلّل الى الجليل الغربي والسيطرة على مستوطنات فيه. وأوضحت أن آليات هندسية عسكرية ضخمة تابعة للجيش تعمل، منذ بضعة اسابيع، في منحدرات «وادي قطعية» الذي يفصل بين اسرائيل ولبنان في الجليل الغربي بهدف تسويته طوبوغرافياً وتحويله الى جرف حادّ وشاهق كي تمنع عمليات التسلل من لبنان، لافتة الى ان المنطقة اعلنت عسكرية مغلقة منذ مدة بهدف انهاء الأشغال فيها.
ونقلت عن مصادر عسكرية أن الخطة عملية لوجستية ضخمة بكلفة باهظة تعادل الميزانية السنوية لفرقة الجليل، ويتوقع ان تستمر شهوراً. وهي تهدف الى تحويل منحدرات الوادي الى جرف عميق بزاوية شبه مستقيمة، بما يحوّل الجرف الى حاجز طبيعي يصعب تجاوزه، ما يحول دون تسلّل سريع لقوات النخبة في حزب الله الى داخل المستوطنات الحدودية. وفي المرحلة الأولى من المشروع، أزالت الجرافات «الغطاء النباتي» وكشفت الأرض على مساحة مئات من الأمتار، وبدأت بقضم جدران الوادي وتحويله الى جرف ضخم مع منحدر حاد بما يحوّله الى سور لا يمكن تجاوزه إلا من خلال معدات تسلق خاصة.
وأشارت الصحيفة الى ان الخطة تشمل خطّاً حدودياً يمتد كيلومترات عدة، من مستوطنة حانيتا الى مستوطنة شلومي في الجليل الغربي، حيث تصعّب التضاريس الجغرافية إمكانية حماية المنطقة في وجه حزب الله بسبب طبيعة الأراضي والأشجار الكثيفة المتداخلة فيها، لافتة الى ان هذه المنطقة شهدت قبل 13 عاماً تسلل مسلحين من الأراضي اللبنانية، نفّذوا عملية إطلاق نار في مفترق مستوطنة متسوفا أدت الى مقتل ستة إسرائيليين، بينهم نقيب في الجيش الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة الى الرابط بين تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتسلل الى الجليل والسيطرة على مستوطنات اسرائيلية، وبين الخطة الحالية، «اذ انهم في الجيش يصغون جيداً لتهديدات نصر الله، مع الإدراك أن بإمكان عناصر الحزب السيطرة على مستوطنة ما قريبة من الحدود، الى ان يتم التعامل معهم». وأكدت الصحيفة ان حادثة كهذه من شأنها ان تهز الوعي في كل منطقة الشرق الأوسط. اذ ان اسرائيل لم تخسر منذ عام 1948 اي مستوطنة لمصلحة اي غازٍ عربي، و»اذا كانت اسرائيل قد أخلت مستوطنات الجولان بمبادرة منها خلال حرب عام 1973، لكن الآن لا نية لدى احد للقيام بذلك».
مع ذلك، أكدت الصحيفة ان احداً في اسرائيل لا يوهم نفسه أن بإمكانه الاختباء وراء جرف او موانع طبيعية في وجه حزب الله. إلا ان ذلك لا يمنع استغلال الأفضلية الطوبوغرافية وتحسينها، اذ من شأن ذلك ان يقلص إمكانات حزب الله العملية ويمكن الجيش الاسرائيلي من التصدي بصورة افضل، وتقليص المفاجآت المرتقبة في الحرب المقبلة.
http://www.al-akhbar.com/node/229269
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه