كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان صاروخ «ياخونت» الروسي المتطور انتقل من سوريا الى لبنان وبات فعلياً في حوزة حزب الله.
«ياخونت» أكثر دقة وفتكاً بالأهداف البحرية الثابتة والمتحركة
يحيى دبوق
كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان صاروخ «ياخونت» الروسي المتطور انتقل من سوريا الى لبنان وبات فعلياً في حوزة حزب الله.
أكّدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن حزب الله بات يمتلك صواريخ متطورة من طراز «ياخونت»، «الأمر الذي يفرض على الجيش (الإسرائيلي) تغيير استراتيجياته وإعادة تموضعه واستعداده القتالي، إزاء الحرب المقبلة مع الحزب».
ونقلت القناة الأولى العبرية عن المصادر أن الصاروخ الروسي المتطور جداً قد وصل بالفعل من سوريا إلى لبنان، لافتة إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عاجزة حتى الآن عن تحديد عدد الصواريخ وما إذا كانت محدودة أو بالعشرات. وأوضحت أن هذا الطراز المعروف بدقته وقدرته على التملّص من الرادارات، يشكل تهديداً استراتيجياً هائلاً على قطع البحرية الإسرائيلية، وعلى المنشآت الاقتصادية للدولة العبرية في عرض المتوسط.
وقال قائد قاعدة حيفا البحرية في الجيش الإسرائيلي، العقيد دافيد سلامي، إن القطع البحرية في الجيش تتعامل مع الساحة الشمالية (سوريا ولبنان) على أنها تهديد محتمل بصواريخ «ياخونت»، وإن فرضية العمل الاستخبارية لدى الجيش، تشير إلى أن كل ما يمكنه أن يهدد إسرائيل من الساحة السورية بات في حوزة حزب الله، و«إيران التي ترسل السلاح إلى سوريا، ترسله أيضاً إلى حزب الله في لبنان».
ولفت الضابط الإسرائيلي إلى أن الحرب المقبلة ضد حزب الله ستكون مغايرة للحرب الماضية، إذ إن «الحزب لم يكن يملك وسائل قتالية متطورة تشكل تهديداً جوهرياً لإسرائيل في حرب 2006. أما اليوم، فباتت هذه القدرة موجودة لديه»، مشيراً إلى أن صواريخ بر ــــ بحر الموجودة لدى سوريا والحزب زادت خلال السنوات الأخيرة من ناحية العدد ومن ناحية النجاعة العملياتية، ما لا يهدد فقط قطع البحرية الإسرائيلية، بل أيضاً المنصات البحرية العائمة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المتوسط. وزاد أن «ياخونت ليس سلاحاً بحرياً فقط، بل يصلح كي يكون صاروخاً موجهاً أيضاً ضد أهداف برية».
وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن الجبهة الشمالية، بشقيها اللبناني والسوري، باتت موحدة في وجه إسرائيل، و«أنا لا أعرف كيف ستبدأ الحرب المقبلة، كذلك لا أعرف إذا كانت سوريا ستقف على الحياد، ولا أعرف قوة هذه الحرب وشدتها. ما أعرفه أننا نرى باستمرار تدفق السلاح، ونحن نتعامل فقط مع الأسلحة المتطورة ذات القدرات العالية، وأعتقد أن إدخال هذه الأسلحة (إلى لبنان) سيبقى مسألة تشغلنا».
وأعاد الضابط تذكير المراسلين الذين استُدعوا إلى قاعدة حيفا البحرية لمعاينة الغواصة الجديدة «تنين» التي تسلمتها إسرائيل أخيراً من ألمانيا، بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يتحدث عن المجال البحري بنحو واسع جداً، وأكثر بكثير مما كان يفعل في الماضي، و«هناك عدة أمور تسهم في ذلك، وتحديداً في ما يتعلق بالمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة، حيث توجد منصات غازية ونفطية عائمة وثابتة، تشكل هدفاً مشروعاً للهجوم، في حالة التصعيد مع حزب الله».
وحذر الضابط من ضرب المنصات الغازية في عرض المتوسط، إذ إن حزب الله يدرك أن 55 في المئة من إنتاج الكهرباء في إسرائيل يعتمد على الغاز المستخرج من البحر، أي إنه يعلم أن استهداف هذه المنصات يؤثر سلباً في قطاعات حيوية أخرى، مثل قطاع الطاقة. ورأى أن الرد على تهديد كهذا مكون من عدة طبقات، ويأتي العمل الاستخباري والجمع المعلوماتي في المقدمة، يليه عمل القطع البحرية العسكرية لحماية المنصات، ومن ثم عمل سلاح الجو الموكل إليه تأمين الرد المسبق في وجه التهديدات، سواء جاء من فوق أو من تحت البحر. وتحدث بإسهاب عن قدرة الغواصات الإسرائيلية في مواجهة التهديدات، التي تعمل في عمق العدو وبشكل سري غير ظاهر، ولديها القدرة على التحرك المدمر والدقيق، وهي تشكل مدماكاً إضافياً في قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد العملياتي إزاء التهديدات.
http://www.al-akhbar.com/node/229491
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه