24-11-2024 12:18 AM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا لو أن إيران؟

ماذا لو أن إيران؟

لو ان ايران نوت أو قررت انتهاج منهج السعودية في شراء الذمم واستئجار الاقلام عملاً بعقلية آل سعود التي تتسم أولاً بالغباء اللامتناهي والانفعال والعصبية التي تصل بها غالباً حد الجنون وفقدان الوعي


جهاد مراد

لو ان ايران نوت أو قررت انتهاج منهج السعودية في شراء الذمم واستئجار الاقلام عملاً بعقلية آل سعود التي تتسم أولاً بالغباء اللامتناهي والانفعال والعصبية التي تصل بها غالباً حد الجنون وفقدان الوعي، وثانياً تفتقر للحد الادنى من القيم الانسانية والضوابط الدينية والاخلاقية.

من ما هو بائن الى الان فإن السعودية تعاني من أزمة "عقل"، تصب في مصلحة ايران وتستغله للتفوق الدائم على المحور التي تقوده المملكة بطريقة غبيةٍ وغير عقلانية. من هنا تعالوا لنتخيل سوياً بأن ايران تعاني أزمة مماثلة لتلك المصابة بها السعودية، ولنتخيل كيف كان مجرى الاحداث سيكون في المنطقة؟

في البداية، سنجد ثورة مسلحة في البحرين بعيدة كل البعد عن سلوكها السلمي السائد حتى الان للمطالبة بحقوقها المشروعة، ثورةٌ يأتيها الدعم من ايران، تقوم على القتل والحرق والتخريب وتوزيع السيارات المفخخة، وتطالب بالسيطرة على الحكم بشتى الوسائل والطرق تحت شعارات مذهبية.

نفس الأمر ينسحب على ما يحصل في السعودية،  فتتشكل مجموعات مسلحة في المنطقة الشرقية مناوئة لآل سعود، تقتل وتفجر وتهاجم المؤسسات الرسمية والأمنية والمساجد ورموز الحكم، فضلاً عن الشخصيات الرئيسية في المجتمع، وكل ذلك يأتي بدفع وتشجيع من ايران.

ماذا عن العراق مثلاً؟؟ ستدعم ايران الأكثرية من المسلمين الشيعة للسيطرة والاستفراد بالحكم وللقيام بحرب إبادة ضد بقية الطوائف وتقنعهم بأنه حان الوقت للإنتقام من الظلم والحيف الذي عانوه من حكم صدام، ونتائج هكذا حركة محسومة النتائج ومعروفة الأفق.

أما في لبنان، فتقوم ايران بالايعاز لحزب الله الذي يمتلك قوة كبيرةً وخبرات متراكمة بالتخلص من جميع مناوئيه عبر كل الوسائل المتاحة، وتحت حجج كثيرة أبسطها ان خصومه تآمروا عليه مشتركين مع العدو الصهيوني في حرب تموز 2006، وبات ووجودهم "مؤذياً جداً للمقاومة ومساعداً لاسرائيل العدوة".  

في الإطار عينه، ستلجأ إيران إلى شنٍ حربٍ عارمةٍ في سوريا، فتدمر مؤسسات ومقدرات الدولة والشعب السوري، ولا تقوم بمحاربة التطرف الهدام هناك كما تفعل اليوم، أو بلغةٍ أبسط تتصرف كما تفعل السعودية اليوم في اليمن، تحت حجة حماية حليفها الرئيس السوري بشار الاسد.

فلسطينياً – من المنطق ساعتئذ – أن تبتز ايران حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الأخرى ماليا ولوجستياً، مما سيؤثر على طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، والله وحده يعلم ماذا كان سيحل بفلسطين وأين كان النفوذ والاحتلال الاسرائيلي سيصل.

ومع هذا كله، وفي السياق يصبح من المنطقي أن تجمع ايران كل غلاة الشيعة والمتشددين عندها وتفتح لهم الفضائيات والمنابر وتقدم التسهيلات والتشجيع لهم للتحريض على دول الخليج وأهل الطوائف الأخرى واستصدار فتاوى التكفير والجهاد ضد السعودية ومن معها، من خلال المؤسسسات الدينية (الرسمية/الشرعية) لتبرير كل الذي سيحصل. وسيؤدي كل هذا إلى إحداث تغيير في وجدان المسلمين الشيعة وتحويل عدائهم ناحية اخوانهم السنة والسعودية بالتحديد كبديلٍ عن الكيان الصهيوني.  

ومن الطبيعي بعد كل ذلك أن تقوم ايران بشراء الصحافيين ووسائل الاعلام للترويج لكل تلك الأفعال التي سوف تقدم عليها، فتبدأ الأقلام بالتبرير و"التطبيل" و"التهليل" كما تفعل اليوم زمرة كبيرة من المنظرين والمفكرين والصروح الاعلامية المدفوعة الأجر لتبرير افعال "المملكة"، والتي لا يتقبل أي عقل بشري صحتها، فضلاً عن الترويج لحكمة أمراء آل سعود غير الموجودة أصلاً.

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه