22-11-2024 09:12 AM بتوقيت القدس المحتلة

هاني الظاهري و"التزمير" في الحياة

هاني الظاهري و

المدعو هاني الظاهري يقول بان السيد نصر الله ظهر في خطابه الأخير منكسرا مخذولا ومتلعثما في حين كان العكس هو الواضح فكان نصر الله ثابتا هادئا ومتمكنا كعادته فصيح اللسان واضح البيان عزيز المكان.

يبدو أن مفهوم الحرية الإعلامية قد اختلط عند بعض من سخر قلمه ليملأ جيبه بما يلقيه اليه الحاكم من فتات. و قد يكون هذا داء النفوس المريضة التي لو لم تجد اعلاما يحتضنها لما تمادت في إساءتها للصحافة اولا و للنقد المؤدب ثانيا. و على الرغم من الفوضى الإعلامية التي ترافق الفوضى السياسية التي يعيشها عالمنا العربي الا أني لم أكن أتصور ان تحتضن صفحات بعض الصحف العربية مستويات من المقالات التي لا تسيء الا لمن ينشرها. 

عبد الواحد ناصر البحراني / بريد موقع المنار

هاني الظاهري و "التزمير" في الحياة

هذا ما حصل مع صحيفة الحياة اللندنية المقر السعودية التمويل. فقد نشر احد كتابها مقالا يرد فيه على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بخصوص الحرب الاخيرة في اليمن ، معنونا إياه بسخرية ومبتدئا بمغالطات للواقع. فالمدعو هاني الظاهري يقول بان السيد نصر الله ظهر في خطابه الأخير منكسرا مخذولا ومتلعثما في حين كان العكس هو الواضح فكان نصر الله ثابتا هادئا ومتمكنا كعادته فصيح اللسان واضح البيان عزيز المكان. 

ولم يكن نصر الله كما قال المدعو الظاهري او وصف بكلمات استغرب كيف ان صحيفة الحياة سمحت بنشرها وهي شتائم وليست نقدا وذلك في تناقض واضح مع أدبياتها وسمعتها. ويبدو ان الظاهري لم يتمالك أعصابه فاستشاط غضبا عقب كلمة السيد حسن من دون ان يفكر فيما يكتب. 

وتناسى الظاهري ان من يرتجف و يرتعد و يتلعثم هو ملكه سلمان و وزير خارجيته سعود الفيصل فلو لم يكن هناك شرح في نشرات الاخبار لكلمتيهما في القمة العربية الاخيرة لاحتجنا الى مترجم .

واذا كان الطاهري يعيب على نصر الله تحالفه مع ايران فليسأل نفسه مع من تتحالف السعودية؟ هذه الدولة التي لم تستخدم سلاحها يوما الا في قتل المسلمين و لم تدفع اموالها الا لتمويل الحروب و الفتن ضد شعوب المنطقة. لم نر يوما شجاعة صقور السعودية تدافع عن جنوب لبنان او غزة او حتى عن الموصل و الانبار و صلاح الدين. 

فإذا كان الجنوب شيعيا بحسب مفهوم الظاهري وملوكه فهل غزة والموصل كذلك ام انها مناطق سنية ؟ ومن هو الذي دفع المال لداعش والمتطرفين في سوريا والعراق ليسفكوا دماء الأبرياء أليس ملوكه من ال سعود ؟ .

ويتكلم الظاهري عن مقاومة شعب اليمن لمحاولات جعلهم فرسا. الا ان الظاهري ينسى ان ملوكه كانوا لا يرفعون رؤوسهم في وجه الشاه الفارسي الى ان اطيح به ، وصدق المثل الذي يقول (القط لا يحب الا من يخنقه). 

لقد شنت السعودية عدوانا ليس الاول من نوعه على اليمن و اشترت بالمال مواقف دول اخرى و كل هذا على حساب شعبها الفقير في بلد النفط و على حساب شعب اليمن العزيز. و ها هي مجددا تغرق في دماء اليمنيين في محاولة منها لبسط نفوذها و هيبتها بعد ان هزمت هي و حلفاؤها التكفيريين في سوريا و العراق و لبنان و اليمن. 

واذا كان الظاهري يعتقد ان (التزمير) هو نهج المقاومين فهمو مخطىء. فمن يحمل زمارة و يرقص على ألحانها هو من استمرأ الذل و الهوان و ارتضى لقومه ان يكونوا عبيدا للدولار و دعاة للدمار. لقد بدا واضحا بعد كل هذا ان من اساء للبنان و العرب و الاسلام و ما يزال هو اقلام الظاهري و امثاله من دعاة الفتنة المدفوعة الثمن من السعودية و من تتبعه.