"بوحدتنا وتكاتفنا في هذا البلد نستطيع أن نواجه كلّ الأعاصير والرّياح التي تهبّ علينا، ولا سيّما أنَّ هناك من يعمل ويسعى لتعزيز حالة الانقسام والشّرخ، وإحداث الفتن، وإثارة الفوضى.
استقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله، وفداً من طلاب مؤسَّسة الإمام الهادي(ع) للإعاقة السمعيَّة والبصريَّة واضطرابات اللغة والتواصل، وضعه في أجواء المبادرة الّتي يقومون من خلالها بالتواصل مع المدارس والمؤسَّسات الأخرى، متجاوزين العنوان الذّهبيّ والطائفيّ، وعاملين تحت عنوان "رسول الله قدوتنا"، حيث يتحاورون مع بعضهم البعض بشكلٍ مباشر.
وقد أعرب سماحته عن سعادته بلقائهم وبهذه المبادرة، وبهذا النَّشاط الكبير الَّذي يتميَّزون به، معتبراً أنه يمثّل تعبيراً عن المحبَّة في قلوبهم للآخرين، وحرصهم على التَّواصل مع الجميع ممن يتشاركون معهم العيش في هذا البلد، مشيراً إلى أنّ لبنان يجمعنا، ولا يمكن أن يقوم ويزدهر ويتطوَّر إلا بوحدة أبنائه وتعاونهم، لمواجهة كلّ التّحدّيات الَّتي تعصف بواقعنا.
وأكَّد أنَّ ما يقومون به يعبّر عن هذا المنهج والفكر والرّسالة الّتي نعمل من أجلها؛ رسالة التَّواصل والمحبَّة ومدّ الجسور، لأنَّها تساهم في بناء وطن المحبّة والسّلام، بعيداً عن الانغلاق والتقوقع الذي يتشكّل من خلال البناء على أسس مذهبيَّة وطائفيَّة وحزبيَّة ضيّقة.
وتابع: "بوحدتنا وتكاتفنا في هذا البلد نستطيع أن نواجه كلّ الأعاصير والرّياح التي تهبّ علينا، ولا سيّما أنَّ هناك من يعمل ويسعى لتعزيز حالة الانقسام والشّرخ، وإحداث الفتن، وإثارة الفوضى. أنتم في مؤسَّسة تعمل على الانفتاح والمحبة للآخر، بعيداً عن كلّ تمييز، وعلى الرغم من كلّ هذه الظّروف الصّعبة الّتي تعيشها المنطقة من حروب وتوتّرات، فقد أكَّدتم من خلال هذه المبادرة أنَّ صوت المحبّة والوحدة يمكن أن يتغلَّب على أجواء الحروب والانقسامات، وأنَّ علينا أن نبذل ما بوسعنا لتغيير هذا الواقع نحو الأحسن، وإن من خلال إمكاناتنا المتواضعة".
وفي الختام، قال سماحته للطّلاب: "وسّعوا هذه المبادرات، ولا تستثنوا أحداً، فبالتَّواصل والحوار نستطيع أن نبني وطناً يملك المقوّمات الّتي تساعده على مواجهة الفتن والحروب، لأنّ هناك من يريد لهذا البلد أن يعيش في أتون المشاكل الَّتي تعيشها المنطقة ويتخبَّط بها المحيط".