هبطت العقود الآجلة للنفط، يوم أمس، وسط تكهنات بالتوصل إلى إتفاق في اللحظات الأخيرة حول برنامج إيران النووي، ما يتيح لطهران ضخ مزيدٍ من الخام في الأسواق العالمية.
هبطت العقود الآجلة للنفط، يوم أمس، وسط تكهنات بالتوصل إلى إتفاق في اللحظات الأخيرة حول برنامج إيران النووي، ما يتيح لطهران ضخ مزيدٍ من الخام في الأسواق العالمية. وانخفض خام القياس العالمي «برنت» تسليم أيار (مايو) 31 سنتاً إلى 54.80 دولار للبرميل بعدما تراجع 1.18 دولار عند التسوية أول من أمس. وهبط العقد ثمانية في المئة على مدى الأسبوع الماضي وسط توقعات بإتفاق نووي.
وتراجع الخام الأميركي تسليم أيار (مايو) 33 سنتاً إلى 47.27 دولار للبرميل بعدما هبط 1.08 دولار عند التسوية.
وأظهر مسح لوكالة «رويترز» إرتفاع معروض النفط من «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) في آذار (مارس) إلى أعلى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر)، مع تعافي صادرات العراق بعد انقضاء الطقس السيّء وضخ السعودية بمعدلات قريبة من مستويات قياسية. وتشير نتائج المسح إلى أن معروض المنظمة زاد في آذار إلى 30.63 مليون برميل يومياً من 30.07 مليون برميل بعد التعديل في شباط (فبراير).
وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت، كارستن فريتش: «ربما يكون الطلب أعلى قليلاً من التوقعات في مطلع السنة لكنني لا أعتقد أنه قوي بما يكفي لاستيعاب تخمة المعروض بالكامل». وإذا ظل إجمالي إمدادات المنظمة عند 30.63 مليون برميل يومياً من دون تعديل سيكون معروضها في آذار الأعلى منذ تشرين الأول 2014 حين بلغ 30.64 مليون برميل يومياً وفقاً لإحصاءات «رويترز».
كذلك، أظهرت بيانات من «معهد البترول الأميركي» أن مخزون النفط الخام والمقطرات في الولايات المتحدة إرتفع الأسبوع الماضي بينما تراجع مخزون البنزين. وأشار المعهد في تقريره إلى أن مخزون النفط الخام قفز بواقع 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع الذي انتهى في 27 اذار إلى 459.9 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين بارتفاع قدره 4.2 مليون برميل. وأفاد التقرير بأن مخزون الخام في مستودع تسليم عقود «نايمكس» في كوشينغ في أوكلاهوما زادت 2.6 مليون برميل.
إلى ذلك، أعلنت مصادر في قطاع الشحن البحري أن أكثر من 30 ناقلة نفط تجمّعت أمام ميناء البصرة العراقي، وأن شركات الشحن تواجه تأخيراً طويلاً يصل إلى ثلاثة أسابيع لتحميل النفط بسبب سوء الأحوال الجوية ومشكلات محتملة تتعلق بجودة الخام.
وذكر وسطاء الشحن في سنغافورة أن المشكلات قد تؤخر شحنات صادرات النفط الخارجة من ميناء البصرة أو تحد من عددها في نيسان (أبريل) ما يمكن أن يؤدي إلى تراجع تكاليف شحن الناقلات. وتُظهر بيانات ملاحية أن أكثر من 30 ناقلة نفطية ثلثاها من الناقلات العملاقة بطاقة مجمعة تبلغ نحو 50 مليون برميل ترسو حالياً أمام البصرة وبعضها يقبع هناك منذ منتصف آذار. وأفاد مصدر في قطاع الملاحة البحرية في العراق بأن الرياح والعواصف الشديدة سببت تجمّع الناقلات في آذار ونيسان.
ولفت أحد وسطاء الشحن إلى أن الوقت المعتاد للإنتظار يصل إلى خمسة أيام تقريباً لكن بيانات الشحن تُظهر أن بعض الناقلات ينتظر التحميل منذ ثلاثة أسابيع بكلفة تأجير تراوح بين 48 ألفاً و50 ألف دولار يومياً.
في سياق آخر، أعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي أن الإمارات تخطط لزيادة طاقة استيراد الغاز وتعتبر تراجع أسعاره حافزاً لكثير من الدول لتنويع إمداداتها. وقال على هامش مناسبة تتعلق بالطاقة «الإمارات ستزيد كمية الغاز الطبيعي المسال أو طاقة الإستيراد في المستقبل»، مضيفاً أن الهدف من ذلك هو توفير الكميات اللازمة لتوليد الكهرباء.
وأضاف: «هناك تراجع كبير في أسعار الغاز الطبيعي المسال وهي أمور تشجع كثيراً من البلدان على اعتباره جزءاً من مصادرها المتنوعة للغاز». وذكر أن هناك خططاً لتحديث وحدة عائمة لاستيراد الغاز المسال وإعادته إلى حالته الغازية في ميناء جبل علي استعداداً لاستقبال مزيد من الواردات، بحيث تتم زيادة طاقة المنشأة الحالية التي تبلغ ثلاثة ملايين طن سنوياً.
وأكد الوزير أن الإمارات تتحرك لزيادة طاقة خط أنابيب «دولفين» وتطور ما لديها من موارد للغاز مثل حقلي شاه وباب. وأشار إلى أن الخطط التي تضعها الإمارات واقعية ويمكن إنجازها.
إلى ذلك، أعلنت «شركة أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) بدء ضخ الغاز في منشأة التخزين «برجرمير» التي استكملت حديثاً في هولندا. وأتمت الشركة العمل في المنشأة التي أشارت إلى أنها أكبر منشأة مفتوحة لتخزين الغاز في أوروبا وتضاعف طاقة تخزين الغاز الموسمية في هولندا.
وأفادت «طاقة» في بيان بأنها ستبدأ ضخ غاز الزبائن في الخزان بالطاقة الكاملة إستعداداً لموسم التدفئة في فصل الشتاء. وأضافت أن سعة تخزين المنشأة تبلغ 4.1 بليون متر مكعب من الغاز، ما يكفي لإمداد 2.5 مليون منزل في هولندا لسنة كاملة.
ومن موسكو، صرح مصدر صناعي لوكالة «رويترز» بأن صادرات الغاز الروسية إرتفعت الشهر الماضي بسبب انخفاض أسعار الغاز التي اقتفت أثر هبوط سعر النفط، ولفت أيضاً إلى أن صادرات شركة «غازبروم» الحكومية إلى تركيا والاتحاد الأوروبي باستثناء دول البلطيق الثلاث التي كانت تابعة للإتحاد السوفياتي، إرتفعت إلى 13.5 بليون متر مكعب في آذار من عشرة بلايين في شباط.