ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 3-4-2015 الحديث في الاتفاق التاريخي الذي توصلت إيران والقوى الست الكبرى، مساء اليوم الخميس
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 3-4-2015 الحديث في الاتفاق التاريخي الذي توصلت إيران والقوى الست الكبرى، مساء الخميس، في لوزان، حيث تم الاتفاق على "المعايير الأساسية" لحل أزمة برنامج إيران النووي، ما يشكل مرحلة أساسية على درب اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران، بحسب ما أعلن مسؤولون غربيون وإيرانيون. كما لا يزال العدوان السعودي -الاميركي محط اهتمام الصحف المحلية حيث لا تزال الطائرات السعودية تقصف المدنيين والابرياء.
محليا، تحدثت الصحف عن الجولة التاسعة للحوار بين حزب الله وتيار "المستقبل"، كما تحدثت الصحف في ملف رئاسة الجمهورية والمخطوفين العسكريين وملفات اخرى.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
صفحة جديدة في المنطقة وأوباما يطمئن إسرائيل ويستدعي قادة الخليج إلى كامب ديفيد
حياكة إيرانية ـ أميركية لتفاهم نووي «تاريخي»
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "اعتراف بإيران قوة نووية إقليمية، وانتهاء سياسة الاحتواء تجاه الجمهورية الإسلامية، وشرعنة البرنامج النووي الإيراني مع إبطائه بقيود تقنية ورقابية مدة عشرة أعوام، بعدما كان الهدف الأساسي تفكيكه.
وطُويت في لوزان صفحة أحد أكبر النزاعات الأمنية والسياسية والعقابية الاقتصادية، التي أججها الغربيون خلال 12 عاما مع حلفائهم الإقليميين في الخليج وإسرائيل، واعتبروها مصدر التهديد الأول للسلام في العالم منذ انتهاء الحرب الباردة. واستعاد الإيرانيون ثقة العالم بهم وبمدنية البرنامج النووي.
الاتفاق الذي تسابق كل من صعد منبراً للترويج له في واشنطن، كالرئيس باراك أوباما، أو وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فردريكا موغيريني، على وصفه بأنه تاريخي، هو تاريخي مع ما يعنيه نقطة بنقطة، الاتفاق الإطار المؤلف من صفحتين، الذي توصل إليه الإيرانيون مع مجموعة «5+1»، ريثما يعود المفاوضون إلى تثبيت ما تم التفاهم عليه في اتفاق مفصل ومكتوب قبل نهاية حزيران المقبل.
وقدم الطرفان في منتهى 16 جولة، و 18 شهراً تنازلات «تقنية» وسياسية «مؤلمة»، لعب فيها الإيرانيون والأميركيون دوراً أساسياً، فيما كانت القوى الأخرى تلعب أدواراً متفاوتة على الهامش في خدمة استراتيجية التفاوض الأميركي. وهو اتفاق إطار لم يكن لينضج لولا وصول الإيرانيين إلى قناعة بأن التسوية ستحفظ برنامجهم من أي تدمير، ولولا وصول الأميركيين إلى خط النهاية بأنهم لن يستطيعوا الحصول على تنازلات أكبر مما حصلوا عليه، وان الإنجاز التاريخي بات بمتناول الجميع.
انتهز الأميركيون مناورات العرقلة والاستعصاء الفرنسيين، ومراكمة الشروط فوق الشروط كلما لاحت بارقة تسوية من أجل انتزاع المزيد من التنازلات من المفاوضين الإيرانيين، لكن انقضاء الوقت من دون الوصول إلى اتفاق إطار، كان سيقلب الطاولة على الجميع، خصوصا أن الشروط الأخيرة التي طرحها الفرنسيون، كشرط إعادة العقوبات آلياً، من دون تصويت مجلس الأمن عليها، إذا ما أخلّت إيران بالتعهدات، بدا أخرقَ، وبدعة لم يسبقهم إليها أحد في تاريخ الاتفاقات الدولية. ونص الاتفاق الإطار في النهاية، على إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا ما أخلّت بتعهداتها، ولكن عبر العودة إلى مجلس الأمن، لا تلقائياً.
ويمكن تفصيل طبيعة الصفقة، وما تنازل عنه الإيرانيون وما حصلوا عليه من خلال النقاط التالية:
في قضية آلات التخصيب:
ـ قدم الإيرانيون في الاتفاق الإطار تعهدات واضحة تخفض عدد آلات الطرد المركزي من 19 ألف طاردة مركزية إلى ستة آلاف، 5060 منها سيحق لها العمل. وكان الإيرانيون قد بدأوا برنامجهم بـ300 طاردة مركزية في العام 2003، على النمط الباكستاني، ووفق المخطط الذي قدمه إليهم عبد القدير خان، الذي «نسخها» من المركز النووي الهولندي الذي كان يدرس فيه في السبعينيات. إلا أن عدد الطاردات المركزية الإيرانية العاملة فعلياً لا يتجاوز التسعة آلاف حاليا، بينما كانت الطاردات الأخرى، منصوبة من دون إنتاج. وتسمح عمليات التخصيب، بالعدد المقترح، الإبقاء على كميات تبلغ شهرياً 15 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب.
- في مسألة تجميد تطوير أي آلات تخصيب جديدة، حسم الاتفاق الإطار الاتجاه نحو 15 عاماً، مع تعهد إيران بعدم استخدام أي جيل جديد من الآلات التي تملكها تدرجاً من الجيل الثاني حتى الجيل الثامن، مع عدم تطوير أي جيل جديد، ووضع الفائض منها تحت رقابة وكالة الطاقة الدولية.
في مسألة نسبة التخصيب والكميات التي يحق لإيران الاحتفاظ بها:
- حصل الإيرانيون على اعتراف واضح بحقهم بالتخصيب، بنسبة 3.5 في المئة، وهي نسبة كافية جداً للإبقاء على البرنامج النووي، ومكسب كبير للإيرانيين الذين يحققون اعترافاً دولياً بحقهم بتخصيب اليورانيوم، في بلد يملك مناجم كبيرة لاستخراجه، ولا يعاني من مشاكل أو عراقيل لتحويله.
- ستخفض إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة والبالغ حاليا ما يقارب عشرة أطنان، ليصل إلى 300 كيلوغرام. وأرفق هذا البند ببند آخر، مهم جداً بنظر الأميركيين، وهو إلزام إيران بمهلة عام قبل خروجها من المعاهدة، إذا ما قررت ذلك، لتقييد أي احتمال أن تلجأ طهران إلى بناء القنبلة النووية، التي تحتاج إلى عام أو أقل والى 260 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، وهي مهلة ضرورية، كما قال أوباما، لتنظيم رد عسكري، أو عقابي ضد إيران.
في مسألة المنشآت:
- يمكن القول انه من الآن فصاعداً سيعتمد البرنامج النووي الإيراني على منشأة «نتانز» وحدها دون المنشآت الأخرى، وهو تنازل مهم أمنياً وعلمياً. فإصرار الغربيين، وخصوصا الفرنسيين، على تهميش «فوردو» في البرنامج الإيراني، مرده التحصينات التي أقامها الإيرانيون في المنشأة الواقعة تحت ثمانين متراً في أنفاق جبلية منيعة لا يمكن الوصول إليها بأي صواريخ معروفة، ووجود أجيال جديدة كانت تعمل على إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة. وبموجب الاتفاق فإن كل النشاط النووي سيتم في «نتانز» التي يمكن مراقبتها، وهكذا سيتحول «فوردو» لمدة 15 عاماً إلى مركز للأبحاث والتطوير الفيزيائي، ويتوقف عن الإنتاج.
- أما في ما يخص مفاعل «آراك» العامل بالمياه الثقيلة، وهي تكنولوجيا متطورة جداً، فحرص الإيرانيون على إبقائها بمتناولهم، ونجحوا بمنع تفكيك المنشأة، ووقف تطويرها، لكنهم سيقومون بتفكيك قلب المفاعل، وإعادة تصميم مفاعل جديد بالتعاون مع مجموعة «5+1»، لا ينتج بلوتونيوم لاستخدام عسكري. وان أي منشأة تعمل بالمياه الثقيلة لا تهدف لإنتاج البلوتونيوم في النهاية، وهي مرحلة متقدمة جدا في البرنامج النووي الإيراني. كما تتعهد طهران بعدم بناء أي مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة خلال 15 عاماً. وكان الإيرانيون قد عرضوا تخفيض إنتاج البلوتونيوم من عشرة كيلوغرامات إلى كيلوغرام واحد سنوياً.
في مسألة الرقابة على المنشآت والبرنامج:
- ستقوم إيران بإبرام ملحق معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ملحق كان مجلس الشورى الإيراني قد وافق عليه، وينتظر أن تصدره الحكومة الإيرانية في قانون مبرم. كما ستوافق الحكومة الإيرانية على تنفيذ المادة 3 فاصلة واحد من المعاهدة. وهكذا يمنح الملحق مفتشي الوكالة الدولية الحق بزيارة المنشآت دون إعلام مسبق، كما تفرض المادة الإضافية إعلام الوكالة عن أي منشآت جديدة تنوي الحكومة الإيرانية بناءها، قبل الشروع بها. وستراقب الوكالة البرنامج النووي لمدة 20 عاما، وآلات التخصيب ومراكز التخزين، 20 عاما، و25 عاما للمناجم الإيرانية، ومطاحن اليورانيوم الخام، وتحويله إلى مادة قابلة للتخصيب.
في المقابل، وفي مسألة العقوبات، سيقوم الأوروبيون والأميركيون برفع كل العقوبات المتصلة بالملف النووي، وهي مهمة جدا، خصوصا أن العقوبات الأوروبية، المتعلقة بإقصاء إيران عن نظام «السويفت» والتحويلات المالية والتأمين على الناقلات النفطية والتجارة البحرية عامة، أضر ضرراً واسعاً بالاقتصاد الإيراني. وتشير مصادر الى ان طهران خسرت حوالي 200 مليار دولار في 3 سنوات جراء العقوبات.
وقالت موغيريني إن «الاتحاد الأوروبي سيوقف تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج إيران النووي، كما ستوقف الولايات المتحدة تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج إيران النووي بالتزامن مع تطبيق طهران لالتزاماتها الرئيسية بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التعاون الإيراني».
إن رفع هذه العقوبات هو إنجاز كبير للإيرانيين في ما تبدو عملية رفع العقوبات في مجلس الأمن، وإلغاء ستة قرارات دولية، ينتظر عمليات تفتيش الوكالة الدولية، وبالتزامن معها. وكان الأميركيون قد قدموا تصوراً يفضي عمليا إلى رفع هذه العقوبات عبر قرارين، الأول يأخذ علما بالاتفاق الإطار، والثاني يرفعها بعد صدور التقرير الأول عن الوكالة الدولية عن التعاون الإيراني، ويلغي كل القرارات. وجلي أن أوباما قد كسب رهانه الإيراني الكبير والديبلوماسي، الذي لن يكتمل من دون شك قبل إبرامه في حزيران المقبل. وقدم مرافعة مهمة عن الاتفاق الإطار في مواجهة تهديدات الكونغرس بإلغائه، بقوله «انه لم يعقد بين إدارتي وإيران، بل عقد بين الولايات المتحدة وإيران والقوى الدولية الأساسية، وان هذا الاتفاق لا يقوم على الثقة، بل على وسائل للتحقق من تنفيذه غير مسبوقة». واعتبر للمرة الأولى، وبشكل لافت، ان «فتوى (المرشد علي) خامنئي حول تحريم السلاح النووي تشكل آلية للالتزام بالاتفاق».
وكان الرئيس الأميركي قد أطلع حلفاءه في السعودية وإسرائيل، على التوصل إلى الاتفاق، واستبق المعركة التي تنتظره مع الكونغرس وتل أبيب بالقول إن الاتفاق سيضمن أمن الجميع «لان أي عملية عسكرية كنا سنقوم بها، لن تفعل سوى تأخير برنامج إيران بضع سنوات».
واعترف أوباما بأنه «لا العقوبات، ولا انسحاب إيران من المفاوضات، كان سيوقف البرنامج النووي الإيراني». وقال للكونغرس إن «العالم سيلوم الولايات المتحدة على فشل الديبلوماسية في حال رفض الكونغرس للاتفاق».
وقدم أوباما مجددا للسعوديين، في اتصال مع الملك سلمان، تعهدات بالتزام أمن الخليج. وأعلن عقد قمة في كامب ديفيد في الربيع بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لبحث سبل تعزيز تعاوننا العسكري والسعي لحل «مختلف النزاعات التي تتسبب بمعاناة شديدة وعدم استقرار في الشرق الأوسط».
ووضع أوباما بوضوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام اتفاق الأمر الواقع بالقول «إننا لا نتفق على معالجة الملف الإيراني، ولكن الخيار السلمي هو الأفضل».
وأعلن أوباما انه إذا انتهكت إيران الاتفاق فإن العقوبات ستطبق فورا، مشيراً إلى انه لن يتم إلغاء العقوبات الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان وبرنامج الصواريخ البالستية ودعمها للإرهاب، مؤكداً أن واشنطن ستواصل محاسبة طهران على دعمها للإرهاب وسنواصل الوقوف إلى جانب الحلفاء.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الاتفاق يعد أساسا قويا لاتفاق في المستقبل قد ينهي المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاما بين طهران والغرب، وإن كان يتعين العمل على التفاصيل. وأضاف «لا يزال أمامنا الكثير من التفاصيل الفنية وغيرها من المسائل التي تحتاج لعمل»، بما في ذلك احتمال رفع حظر أسلحة فرضته الأمم المتحدة وتحديث مفاعل «آراك» الذي يعمل بالماء الثقيل وموقع «فوردو» تحت الأرض.
وتحدث كيري عن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، موضحاً «سنقدم تخفيفا على مراحل من العقوبات التي أثرت على الاقتصاد الإيراني». وأضاف «إذا وجدنا في أي وقت أن إيران لا تلتزم بهذا الاتفاق فإن العقوبات يمكن أن تعود مرة أخرى».
وتابع ان واشنطن تشاورت مع إسرائيل وحلفاء خليجيين، مؤكداً «استمرار التزام (واشنطن) بأمنهم».
وأشاد بالاتفاق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
حوار «حزب الله» و«المستقبل»: إعادة فتح أبواب المجلس
«النصرة» تفرج عن جثمان البزال.. والمفاوضات تتقدم
سعدى علّوه
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
خطف الاتفاق النووي المبدئي الأنظار لبنانيا، حتى أن جلسة الحوار التاسعة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، انعقدت على وقع «الخدمات الإخبارية» العاجلة التي كانت ترد من لوزان، عن قرب التوصل الى تفاهمات، برغم أن وزير الداخلية نهاد المشنوق قدم انطباعات مختلفة من وحي رحلته الأميركية.
واذا كان مجرد التئام الحوار صار عنصرا ايجابيا بحد ذاته، فان ملف عرسال استحوذ على اهتمام سياسي وأمني، خصوصا وأنه ترافق، أمس، مع اقدام «جبهة النصرة» على تسليم جثمان الشهيد علي البزال إلى الدولة اللبنانية، فيما استمرت المفاوضات حثيثة لإتمام صفقة مبادلة المخطوف اللبناني علي سيف الدين، ابن بلدة حوش الرافقة، بـ11 سورياً من بلدة قارة السورية خطفهم أفراد من عائلة نوح العرسالية، وسط معلومات مؤكدة عن وضع تنظيم «داعش» يده على سيف الدين وإمساكه بملف التفاوض بشأنه، ومطالبته بمقايضة تتعدى مجرد الإفراج عن السوريين المخطوفين في البلدة.
وقد تضاربت المعلومات حول نقل سيف الدين إلى الجرود، وهو ما قد يوحي بتعقد مسألة الأفراج عنه، أو إخفائه في مخيم النازحين في وادي الحصن في جرد عرسال، ومن ثم نقله إلى مخيم وادي الأرنب، بعدما قصد بعض أهالي عرسال وادي الحصن بحثاً عنه فجوبهوا بإطلاق النار عليهم، حسب مصدر معني في البلدة.
وفيما أشار المصدر نفسه لـ «السفير» الى أنه سيتم الإفراج عن سيف الدين قبيل منتصف ليل أمس، تخوف مصدر آخر أن يؤدي تسليمه إلى «داعش» إلى تعقيد وضعه برمته. وعلمت «السفير» أن شخصين من آل الحجيري هما «ع.ح.ح»، و «م.خ.ح» قد توجها ليل أمس نحو جرود عرسال، لاصطحاب سيف الدين واعادته الى ذويه.
وعلمت «السفير» أن وفدا من عرسال قصد أمس الجرود التي تسيطر عليها «النصرة» وتسلم جثمان الشهيد في قوى الأمن الداخلي الرقيب علي البزال، حيث نقل مباشرة الى المستشفى العسكري في بدارو، لاجراء فحص الحمض النووي، على أن تجري عند التاسعة من صباح اليوم مراسم تشييع الشهيد أمام المستشفى المذكور، وبعد ذلك، ينقل الجثمان الى مسقط رأس الشهيد في بلدة البزالية البقاعية، قبل أن يوارى الثرى عصرا.
ووضعت مصادر معنية عملية تسليم جثمان البزال كبادرة حسن نية من «النصرة» ازاء أهالي عرسال، أي أن اسبابها عرسالية ولا تمت بصلة الى قضية العسكريين، خصوصا وأن آل الحجيري ضغطوا في هذا الاتجاه كون البزال على صلة مصاهرة بالبلدة، وأشارت الى محاولة مستمرة لتسلم جثمان الشهيد العسكري محمد حمية.
في المقابل، تصاعدت التهديدات الجدية تجاه مخيم أهالي قارة في قلب عرسال في حال عدم تسليم المخطوف علي سيف الدين.
في غضون ذلك، اختفت، أمس، المظاهر المسلحة، في عرسال، على وقع استمرار المشاورات بين فعاليات البلدة وعائلاتها حول الموقف الموحد الذي حرص الجميع على التأكيد عليه أمس: «لن نسمح بعد اليوم لأي مخل بالأمن العبث بأمن بلدتنا وعلاقتها مع محيطها»، كما قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وقال ان عرسال «تقف اليوم وقفة رجل واحد، وهي ترحب بكل نازح مسالم ومستعدة لمواجهة أي شخص يقوم بأعمال إجرامية».
بدوره شدد المختار محمد الحجيري (شقيق الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية») على أن «تغيراً جدياً حصل في عرسال، وأن العمل جار لمنع أي سوري أو عرسالي من المشاركة في أي عمل ينتهك أمن البلدة أو يسيء إلى العلاقة مع محيطها».
وربط أحد فعاليات عرسال ما يجري في البلدة بتطور الأحداث الأخيرة، حيث قتل المسلحون خلال الأيام العشرة الأخيرة شخصين من آل الحجيري، وقطعوا رأس أحدهما، بالإضافة إلى الإرتكابات والجرائم الأخرى وعمليات الخطف المستمرة، مع الإشارة إلى أن عائلة الحجيري هي كبرى عائلات عرسال وأكثرها عدداً (18 الف نسمة). كما توقف المصدر نفسه عند أثر قتل آل عزالدين أحد مسؤولي «داعش» في عرسال أبو قمر الطرطوسي، على أثر قتل التنظيم لإبنهم علي في عرسال، وهو ما أدى إلى تضامن البلدة مع آل عزالدين ورفض تهجيرهم من بلدتهم.
وفي موازاة ذلك، نفت مصادر لبنانية معنية أن تكون المعطيات التي أوردتها حسابات رسمية لـ «النصرة» على بعض مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة لجهة توقف المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و «النصرة» بشأن قضية العسكريين، وقالت المصادر لـ «السفير» ان المفاوضات مستمرة وتتقدم، وكشفت أن القطريين تواصلوا أمس، مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأبلغوه معطيات ايجابية عن نتائج الاجتماعات التي عقدت في العاصمة التركية بين وفد يمثل المخابرات القطرية وبين ممثلين لأمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.
وكانت «النصرة» أصدرت بيانا اعلنت فيه توقف المفاوضات منذ أربعة أشهر وأن لا تواصل بينها وبين الحكومة اللبنانية ودعت الاهالي للتواصل مع القطريين مباشرة، وختمت بطرح سؤال «من سيدفع الثمن» في تهديد مبطن، قالت المصادر المعنية أن هدفه تحريض الأهالي لاعادتهم الى الشارع!
«حزب الله» و «المستقبل»: استمرار الحوار
من جهة ثانية، أكد المشاركون في الجلسة التاسعة للحوار بين «حزب الله» و «نيار المستقبل» في بيان أصدروه أمس على «استمرار الحوار وفق القواعد التي انطلق على أساسها». وأشار البيان إلى تركز البحث على عدد من «الموضوعات الداخلية المرتبطة بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، واستكمال الخطة الامنية بما يعزز الاستقرار الداخلي».
وشارك في الجلسة التي انعقدت في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله عن «حزب الله»، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «تيار المستقبل». كما حضر الوزير علي حسن خليل ممثلا راعي الحوار الرئيس نبيه بري.
وقالت مصادر متابعة لـ «السفير» ان الحوار انطلق من حيث انتهى، أي من نقطة انتخابات رئاسة الجمهورية وتم تقييم التطورات الأمنية وخصوصا في عرسال وجرودها، واتفق المجتمعون على أهمية تفعيل المؤسسات الدستورية خصوصا مؤسسة مجلس النواب من خلال اعادة فتح أبوابه امام التشريع سيما وأن هناك ملفات مالية واقتصادية ومعيشية ملحة لا تحتمل التأجيل."
النهار
لوزان انتهت باتفاق - إطار نووي "تاريخي"
قيود لـ"سلمية" البرنامج الإيراني مقابل العقوبات
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "لم يكن مئات الصحافيين الذين ملأوا مقاعد الصالة الكبرى في معهد "بوليتكنيك" لوزان يتوقعون هذا الكم الهائل من المفاجآت في نهاية جولة صعبة وشاقة من المفاوضات. وبعد حبس أنفاس دام 48 ساعة منذ نهاية مهلة 31 آذار، خرج الدخان الابيض ونتج من مفاوضات 18 شهراً جالت على مدن وعواصم عدة اتفاق متكامل يتضمن كل التفاصيل عن كل البنود ينقصه فقط وضع تواقيع الاطراف عليه ليصير نافذا ولتخرج ايران دولة نووية "لاغراض سلمية" من دون حظر أو عقوبات.
وربحت ايران رفع العقوبات الاوروبية والدولية فور توقيع الاتفاق في نهاية حزيران المقبل، ووُعدت بقرار جديد يصدر عن مجلس الأمن يلغي كل القرارات الدولية التي صدرت بين عامي 2006 و2010 وتحديداً الأكثر ايلاماً بالنسبة الى الاقتصاد الايراني والذي يحمل الرقم 1929 تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وفي وسع ايران اعتباراً من مطلع تموز المقبل، في حال سارت الامور بحسب المرسوم، ان تعود الى المجتمع الدولي دولة اقتصادية بكامل قوتها، تنام على 9% من احتياط النفط العالمي وتفتح أبوابها لمئات الشركات التي تنتظر الاتفاق بفارغ الصبر وفي أيديها عقود تنتظر التوقيع.
وفي مقابل كل ما حصلت عليه ايران، تعهدت تقليم أظافر برنامجها النووي وحصره باغراض مدنية واخضاعه لمراقبة دقيقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد تبنيها البروتوكول الاضافي الذي يجيز للخبراء الدوليين تفتيش المنشآت النووية من دون أي قيد أو شرط. فالاتفاق يقر لايران بالمحافظة على نشاطها النووي بـ6000 جهاز طرد مركزي، لكنه يحصر التخصيب في منشأة نتانز، ويحول منشأة فوردو منشأة للدراسات النووية والفيزيائية المتطورة بمساعدة بعض دول 5+1 من أجل انتاج اجهزة تستخدم في الصناعة والزراعة والطب . أما بالنسبة الى مفاعل "أراك" الذي يعمل على الماء الثقيل فسيحافظ على انتاج البلوتونيوم ولكن بنسب قليلة. وحصلت ايران على اعتراف باستكمال ابحاثها في المجال النووي لكن تفاصيل هذا البند لم تتضح في البيان المشترك وستترك للمفاوضات التفصيلية في الاشهر المقبلة. وحددت مدة الاتفاق بعشر سنين، تماما كما كان اقترح الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل اسابيع وشكلت هذه المدة نقطة وسط بين ايران التي كانت تصر على سبع سنوات وفرنسا التي كانت تطالب بما بين 15 و25 سنة.
وتلت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مضمون الاتفاق بالانكليزية، بينما تلا ظريف هذا المضمون بالفارسية.
أوباما
وأشاد الرئيس الاميركي باراك أوباما بالتوصل الى تفاهم "تاريخي" على البرنامج النووي لايران والذي، اذا توّج باتفاق نهائي بحلول 30 حزيران، "سوف يحول دون حيازتها السلاح النووي".
وقال للصحافيين في البيت الابيض: "اليوم، توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها الى تفاهم تاريخي مع ايران". وأوضح ان "ايران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأعمق في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية"، مشدداً على ان ايران في نهاية المطاف لن تكون قادرة على حيازة قنبلة تستخدم البلوتونيوم.
وأفاد ان ايران ستخضع لـ"عمليات تفتيش أكثر من أي دولة أخرى في العالم"، مستبقا بذلك أي انتقادات خصوصا في الكونغرس الاميركي وكذلك من المملكة العربية السعودية واسرائيل اللتين تخشيان عدم التزام ايران تعهداتها، وان "العالم سيعلم" اذا مارست ايران الخداع. وحذّر من أنه "اذا لاحظنا أي أمر مريب فسنقوم بعمليات تفتيش".
وتحدث عن الجهود التي بذلتها ايران من أجل التوصل الى اتفاق في لوزان "فقد وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الايراني". لكنه أكد ان "العمل لم ينته بعد".
وأعلن انه اتصل هاتفياً بالمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وانه سيتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال النهار.
وقال البيت الأبيض إن أوباما اتصل أيضاً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للبحث في خطة العمل في شأن الاتفاق النووي مع ايران.
وكشف الرئيس الأميركي من جهة أخرى عقد قمة في كمب ديفيد في الربيع بمشاركة زعماء دول الخليج للبحث في سبل تعزيز التعاون والسعي الى حل "مختلف النزاعات التي تتسبب بمعاناة شديدة وعدم استقرار في الشرق الاوسط". لكن رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر رأى أن الاتفاق - الاطار النووي الذي أعلن بين إيران والدول الست الكبرى يمثل "انحرافاً مثيراً للقلق" عن الأهداف المبدئية لأوباما. ولم يذكر كيف ابتعد الاتفاق عن أهداف التفاوض الأولية ، لكنه اكد إن الكونغرس يجب أن يراجع الاتفاق تماماً قبل رفع أي عقوبات مفروضة على إيران. وقال: "في الأسابيع المقبلة سيواصل الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس الضغط على هذه الإدارة في شأن تفاصيل هذه المعايير والأسئلة الصعبة التي بقيت من دون إجابات".
ايران
وكتب الرئيس الايراني حسن روحاني في تغريدة بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ان "حلولاً حول المعايير الرئيسية للملف النووي لايران تم التوصل اليها. ان صياغة (الاتفاق النهائي) ينبغي ان تبدأ فورا لينجز بحلول 30 حزيران". وصرّح ظريف ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيوقفان تطبيق العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي بموجب اتفاق شامل سيوقع بحلول 30 حزيران. ولفت الى أن التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية الست لا يعني علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة. قائلاً: "العلاقات الأميركية - الإيرانية لا صلة لها بهذا... وهو ما كان محاولة لحل القضية النووية... لدينا خلافات كبيرة مع الولايات المتحدة... انعدمت الثقة بيننا في الماضي... لذا آمل في إمكان استعادة بعض الثقة من خلال التنفيذ الشجاع لهذا. لكننا سوف ننتظر ونرى". وأفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" ان الايرانيين نزلوا الى الشوارع للاحتفال بالاتفاق النووي.
اسرائيل
ورفضت إسرائيل الاحتفاء بالاتفاق - الاطار بين ايران والغرب. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس في بيان بعد اعلان الاتفاق: "الابتسامات في لوزان بعيدة عن الواقع البائس الذي ترفض فيه ايران تقديم أي تنازلات في الموضوع النووي وتواصل تهديد اسرائيل وكل الدول الأخرى في الشرق الأوسط... سنواصل جهودنا للشرح واقناع العالم على أمل منع اتفاق (نهائي) سيئ".
بان كي – مون
وفي نيويورك ، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الدول الموقعة لاتفاق لوزان والمتمثل بـ"اطار العمل السياسي الذي يعبد الطريق من أجل خطة مشتركة شاملة تاريخية" في 30 حزيران المقبل، وقال إن "الإتفاق الشامل سيضع حدوداً مهمة للبرنامج النووي الايراني ولإزالة كل العقوبات"، فضلاً عن أنه "سيحترم حاجات ايران مع تقديم ضمانات للمجتمع الدولي أن نشاطاتها النووية ستبقى سلمية حصراً". وعبر عن "اقتناعه بأن الحل الشامل المتفاوض عليه للموضوع النووي الايراني سيساهم في السلم والإستقرار في المنطقة ويسمح لكل الدول بالتعاون الملح من أجل التعامل مع التحديات الأمنية الخطيرة الكثيرة التي تواجهها".
الى ذلك، قالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأردنية الدائمة لدى الأمم المتحدة دينا قعوار خلال مؤتمر صحافي في نيويورك: "هذا خبر جيد يفتح الباب أمام (معالجة) أوضاع أخرى في منطقتنا". ولاحظت أن "التوصل الى اتفاق يمكن أن يعطينا فرصة لمعاجلة قضية فلسطين واسرائيل في المجلس".
موسكو
ورحبت موسكو بالاتفاق ، معتبرة انه يشكل اعترافاً بالحق "غير المشروط" لايران في تطوير برنامج نووي مدني. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "يستند هذا الاتفاق الى المبدأ الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الحق غير المشروط لايران في برنامج نووي مدني... ليس هناك ادنى شك في ان الاتفاق على النووي الايراني سيكون له تأثير ايجابي على الوضع الامني العام في الشرق الاوسط اذ ستكون ايران قادرة على المشاركة على نحو اكثر فاعلية في حل عدد من المشكلات والنزاعات في المنطقة". وأبرزت "عمل الخبراء الشاق" الذي سيلي هذه المرحلة لوضع المعايير التقنية للاتفاق. وخلصت الى ان الاتفاق يشكل "دليلا واضحا على انه بفضل الجهود الديبلوماسية والسياسية، يمكن حل المشاكل الاكثر صعوبة والازمات".
باريس
وقالت الرئاسة الفرنسية إن رفع العقوبات الاوروبية والاميركية تبعاً لوفاء ايران بالتزاماتها، محذرة من فرضها مجدداً "اذا لم يطبق الاتفاق".
الأزمة الرئاسية في مهمة بلينكن؟
الجولة التاسعة وسّعت إطار الحوار
عشية الجمعة العظي?