تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 7-4-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية سيما حوار سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 7-4-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على الساحة السياسية سيما حوار سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع تلفزيون الاخبارية السورية والذي تطرق خلاله الى تطورات المنطقة السياسية وخصوصا العدوان السعودي ـ الاميركي على اليمن والملف النووي الايراني وانعكاس كل منهما على المنطقة والعالم، كما تناولت الصحف ملفات محلية اخرى.
دوليا، تحدثت الصحف في ملف ايران النووي وتطورات اليمن.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
ملف المفقودين في «معبر نصيب» بلا مرجعية رسمية!
نصرالله: التفاهم النووي سيرتد إيجاباً على المنطقة
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
لا شيء في السياسة إلا التمنيات، وهذا هو حال عظات الفصح المجيد، بأن لا يطول قدوم اليوم الذي يصير فيه للبنانيين رئيس جمهورية يملأ بحضوره كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا.
هي التمنيات نفسها سمعها اللبنانيون أيضا من ضيفهم مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط طوني بلينكن الذي قارب الملف اللبناني بالكثير من التمنيات، ولكنه بدا حريصاً على عنوانين لا ثالث لهما: تثبيت معادلة الاستقرار اللبناني، قيام الدولة اللبنانية بواجباتها حيال جيش النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية.
ولعل القاسم المشترك في مضمون اللقاءات التي أجراها الديبلوماسي الأميركي، هو تأكيده أمام مستقبليه اللبنانيين أن الإدارة الأميركية ماضية في خيار توقيع تفاهم نووي نهائي في حزيران المقبل، وأن مردود التفاهم سيكون ايجابياً على مستوى دول المنطقة.
في هذه الأثناء، ينتظر أن يحتل ملف سائقي الشاحنات المفقودين عند معبر نصيب السوري مع الأردن، أولوية من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً، سواء من زاويته الإنسانية، لجهة وجود 10 لبنانيين على الأقل ما زالوا مفقودين حتى الآن، ويتردد أن بعضهم صارت معروفة الجهات التي تحتجزهم بغرض مقايضتهم بالمال، أو من زاويته الاقتصادية ـ الاجتماعية، إذ أن هذا المعبر يشكل أهم شريان بري حيوي بين لبنان والأردن ودول الخليج، وبالتالي، فإن قطاعات اقتصادية (الزراعة والنقل) وشرائح اجتماعية ستتأثر سلباً من احتمال استمرار هذا الشريان مقطوعاً.
وفيما بدأ الحديث عن اللجوء إلى المعابر البحرية، فإن اللافت للانتباه أن الحكومة، لم تخرج على اللبنانيين بكلمة واحدة تطمئن أهالي وعائلات السائقين ممن تاه بعضهم في الصحراء قرب معبر نصيب، ولم تكلف نفسها عناء إرسال إشارة بأنها أوكلت متابعة الملف إلى جهة رسمية محددة، لا بل أن أحد الوزراء ممن اتصل بهم بعض الصحافيين لسؤاله عن القضية أجاب بأنه منهمك بتمضية إجازة الفصح وتناول المشاوي مع أفراد عائلته خارج بيروت!
وفي أول موقف له غداة التوصل الى اطار للتفاهم النووي بين ايران ومجموعة «5+1»، توقع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن يرتد الاتفاق بعد توقيعه النهائي في حزيران المقبل ايجاباً على المنطقة، وقال: سيكون لهذا الانجاز الكبير جداً، نتائج كبيرة على المنطقة، أولها استبعاد شبح حرب اقليمية وربما عالمية كان يمكن أن تندلع في حال أي استهداف عسكري لإيران.
وأكد نصرالله أنه استناداً «الى المعلومات وليس التحليل»، انحصر التفاوض حول الملف النووي، وأشار الى أن الأميركيين حاولوا طرح ملفات أخرى أثناء المفاوضات ولكن الإيرانيين رفضوا ذلك كما رفضوا تقديم أي تنازل في أي من ملفات المنطقة. وتوقع أن ينعكس الاتفاق على حلفاء ايران، نافياً أن تكون طهران في وارد التخلي عن أي من حلفائها أو «بيعهم».
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها عبر فضائية «الاخبارية السورية» (الرسمية)، شجّع نصرالله السوريين على المضي في خيار الحوار، وقال إن الحرب على سوريا فشلت ولم تحقق اهدافها. ودافع عن قرار «حزب الله» بالذهاب الى سوريا، معتبرا أنه قرار دفاعي عن الذات وعن لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والأردن، وتوقع أن تحدد هذه المعركة مستقبل الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وأكد ان معركة القلمون هي حاجة لبنانية وسورية، وكشف أنه لم يكن هناك ما يمنع أن يردّ الحزب على غارة القنيطرة من ساحة الجنوب السوري لكننا أردنا توجيه رسالة للعدو والصديق لأن الردّ من لبنان له دلالة إستراتيجية مهمة تفوق الرد من سوريا. وقال، رداً على سؤال، إننا لا ندّعي أننا نستطيع وحدنا شن حرب على اسرائيل وتحرير فلسطين من البحر الى النهر. وأكد على الطابع الدفاعي للمقاومة، رافضا تأكيد أو نفي ما تتحدث عنه اسرائيل من امتلاك الحزب لأسلحة معينة بينها صاروخ «ياخونت»، معتبراً أن إخفاء القدرات والمقدّرات من عناصر المفاجأة في أية حرب مقبلة، كما حصل في تموز العام 2006، وجدّد القول إن سيناريو اقتحام منطقة الجليل قد يحصل في حال حصول أي عدوان اسرائيلي على لبنان.
وفي الشأن اليمني، شدّد نصرالله على أن السعودية «ستلحق بها هزيمة كبيرة في اليمن وسيكون لها تداعيات هائلة على الداخل السعودي وعلى العائلة الحاكمة وحلفائها في المنطقة».
أوباما يتوقع «حواراً صعباً» مع قادة الخليج:
السخط داخل بلادكم أشد خطراً من إيران
سعى الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تقديم مقاربة جديدة للأوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وتحديداً في ما يتعلق بالعلاقات الإيرانية ـ العربية، في ما بدا محاولة لتسويق الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية، بعد تفاهمات لوزان الاسبوع الماضي، وبدء العد العكسي لتوقيع الاتفاق النهائي في نهاية حزيران المقبل.
وفي خطاب غير مألوف، منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في العام 2008، وجّه اوباما رسالة تحذير مباشرة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن أكبر خطر يتهدد الحكام الخليجيين، ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران، وإنما حالة الغضب داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان العاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.
وتحدث اوباما، للمرة الاولى، عن «حوار صعب» ينتظره مع قادة الدول الخليجية، الذين سيلتقي بهم خلال الاسابيع المقبلة في كامب ديفيد، وتحديداً في الملف النووي الايراني، الذي وصفه بأنه «أفضل الخيارات المتاحة»، والملف السوري، الذي تساءل عن الدور الذي يقوم العرب في معالجته، فضلاً عن ملفي الأمن والإرهاب، ملمحاً الى مسؤولية الحكام العرب عن دفع الشبان نحو الانضمام الى «داعش».
وبالرغم من ان المقاربة التي قدمها الرئيس الاميركي بدت جديدة، مقارنة بأسلافه، إلا أنها لم تشذ عن ثوابت السياسة الخارجية الاميركية الموروثة، حيث أعاد اوباما تقديم أوراق اعتماده ليهود أميركا وإسرائيل، برغم الهجوم المتواصل من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على الاتفاق النووي. وبالإضافة الى عرضه توقيع معاهدة دفاع مشترك مع إسرائيل، أبدى الرئيس الأميركي استعداده للتعهد بالوقوف إلى جانبها إذا ما تعرضت إلى أي هجوم.
ومع ذلك، فإنّ اوباما سكب ماءً بارداً على طلب نتنياهو بأن يستند الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران إلى اعتراف طهران بإسرائيل. وقال، في مقابلة مع الراديو العام الوطني (ان بي آر) إن «فكرة ان نربط عدم حصول إيران على اسلحة نووية في اتفاق قابل للتأكد منه باعتراف إيران بإسرائيل يشبه فعلاً قول إننا لن نوقع اتفاقاً حتى تتغير طبيعة النظام الإيراني تماماً». وأضاف «يعني هذا، فيما أظن، سوء تقدير بصورة جوهرية».
وقال أوباما، في مقابلة متلفزة مع الصحافي اليهودي توماس فريدمان، استمرت 46 دقيقة، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقتطفات منها أمس الأول، أنه سيجري «حواراً صعباً» مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، سيعد خلاله بتقديم دعم أميركي قوي ضد الأعداء الخارجيين، لكنه سيقول لهم إنه يتعين عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية.
وأشار أوباما إلى أنه سيبلغ قادة دول مجلس التعاون الخليجي، خلال القمة التي ستعقد في كامب ديفيد خلال الربيع، بأنه يتعين عليها أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الإقليمية. وقال «أعتقد أنه عند التفكير فيما يحدث في سوريا على سبيل المثال، فهناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء. لكن السؤال هو: لماذا لا نرى عرباً يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟».
وأوضح أنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وطمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج. وقال «هذا ربما يخفف بعضاً من مخاوفهم، ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع الإيرانيين».
لكن أوباما أشار إلى أن أكبر خطر يتهددهم ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين، والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم. وأضاف «لذلك، ومع تقديم دعم عسكري، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئاً آخر يختارونه غير (تنظيم الدولة الإسلامية). هذا حوار صعب نجريه لكن ينبغي علينا المضي فيه».
إلى ذلك، كررت الحكومة السعودية، أمس، ما كان أبلغه الملك سلمان إلى أوباما. وعبرت، في بيان بعد اجتماع برئاسة سلمان في الرياض، عن أملها في «أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
وجددت الحكومة دعم الرياض «للحلول السلمية القائمة على ضمان حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، وبما ينسجم مع قرار جامعة الدول العربية الرامي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي». وأكدت أن «تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها».
أوباما وإسرائيل
وعمد أوباما إلى إعادة احتضان إسرائيل، وأبدى، بالإضافة إلى عرضه توقيع معاهدة دفاع مشترك معها، استعداده للتعهد بالوقوف إلى جانبها إذا ما تعرضت إلى أي هجوم، قائلاً «إنكم إذا ما تورطتم مع إسرائيل، فإن أميركا ستكون هناك».
وكان واضحاً، في المقابلة المتلفزة أن أوباما يخاطب كلا من الإسرائيليين واليهود في أميركا، فضلا عن صنَّاع الرأي والموقف هناك.
وخفف أوباما من حدة كلامه ضد نتنياهو، معلناً أنه «يحترم» الرجل لكنه لا يخفي خلافاته مع اقتراحاته التي يراها ببساطة: غير واقعية. ويعترف أن ما تحقق في لوزان «ربما ليس مثالياً»، لكنه الأفضل بين الخيارات المتوفرة: الحل العسكري أو إبقاء نظام العقوبات. (تفاصيل صفحة.............)
لكن كل تطمينات أوباما لم تقنع قادة إسرائيل. وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتس، المقرب من نتنياهو، إن تطمينات الرئيس الأميركي بشأن امن إسرائيل غير كافية، وانه يجب تعديل اتفاق الإطار مع إيران بشكل جذري، وأن خيار استخدام القوة يبقى «على الطاولة» بالنسبة لإسرائيل. ومن مطالب تل أبيب وقف طهران الأبحاث عن أجهزة الطرد المركزي الحديثة وتطويرها، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي ستستمر إيران في تشغيلها وإغلاق موقع «فوردو» للتخصيب ونقل مخزون اليورانيوم الضعيف التخصيب المنتج إلى خارج البلد، والسماح للمفتشين الدوليين الذين سيحرصون على تطبيق الاتفاق «بزيارة أي موقع في أي وقت» ومطالبة إيران بالكشف عن كل أنشطتها النووية السابقة.
وقال شتاينتس «إذا استخدمت إيران، الدولة الأولى في دعم المجموعات الإرهابية، تدفق الأموال جراء رفع العقوبات الدولية عنها لتسليح أعداء إسرائيل، مثل حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، من الجيد أن تساعدنا الولايات المتحدة، لكن ذلك لا يكفي».
وكان نتنياهو وصف، في مقابلات مع قنوات تلفزة أميركية أمس الأول، الاتفاق النووي «بالسيئ جداً، لأنه يبقي بنية تحتية نووية كبيرة لإيران، التي تريد القضاء على إسرائيل وغزو الشرق الأوسط».
وأضاف «إذا كان بلد يتوعد بالقضاء علينا ويعمل كل يوم بالطرق التقليدية وغير التقليدية لتحقيق ذلك، وإذا ابرم هذا البلد اتفاقاً يمهد الطريق لحصوله على العديد من الأسلحة النووية، فإن ذلك يشكل خطراً على وجودنا». وتابع «سأقول لكم ما الذي سيحدث أيضاً. اعتقد انه سيشعل سباق تسلح مع الدول السنية»."
النهار
بلينكن يدعو إلى محاسبة معطّلي الاستحقاق
والراعي يتّهم للمرة الأولى "فريقاً سياسياً"
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "خرقت المواقف التي عبّر عنها نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، عقب جولته في بيروت على عدد من المسؤولين والسياسيين، الجمود الذي طبع المشهد الداخلي في الايام الاخيرة نظراً الى الدلالات البارزة التي اكتسبتها هذه المواقف وخصوصاً لجهة اطلاقه كلاماً نارياً حيال النظام السوري وداعمه "حزب الله " من جهة وأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان من جهة اخرى. ولم يقتصر تحريك الجمود على مواقف بلينكن وحدها، ذلك ان تطوراً ذا دلالات مهمة أيضاً سجّل في موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الازمة الرئاسية بتحميله للمرة الاولى فريقاً سياسياً داخلياً مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، الامر الذي يعد بمثابة نقلة نوعية في تصعيد نبرة البطريرك حيال معطلي هذه الانتخابات الرئاسية وإن يكن لم يبلغ حد تسمية الفريق المعطِّل.
ولعل ما أكسب موقف الراعي هذا البعد ان ملامح التباين بين بكركي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون برزت مع غياب الاخير عن القداس الاحتفالي بعيد الفصح في بكركي الاحد، اذ حضر الرئيسان السابقان امين الجميّل وميشال سليمان ولم يحضر العماد عون ولا زار بكركي معايداً، علماً ان رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع كان زارها بدوره يوم الجمعة العظيم. وقد كرّر الراعي في عظة الفصح مواقفه المعروفة من ازمة الفراغ الرئاسي، لكنه طور هذا الموقف امس في الكلمة التي القاها في تكريم السفير الفرنسي باتريس باؤلي معرباً عن "الاسف ان يكون مجلس النواب، بسبب ما يقوم به فريق سياسي، يتنكر لواجبه الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية". وقال متوجهاً بالشكر الى فرنسا "لكل الجهود التي تقوم بها في هذا المجال ونصلي لتستمر في المساعدة من أجل ان يقوم مجلس النواب بواجبه بعيدا من الوقوع في اطماع اللعبة السياسية الداخلية ودون أي تدخل من القوى الخارجية خارج وساطة ديبلوماسية صديقة".
ومعلوم ان الراعي سيبدأ زيارة لباريس في 25 نيسان الجاري ويلقي كلمة أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الاونيسكو، كما يدشن مقر مطرانية أوروبا، ثم يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وسجل في المقابل مزيد من تبادل اللفتات الايجابية بين الرابية ومعراب، ذلك أن عون بادر أمس الى الاتصال بجعجع معايداً بالفصح رداً على مبادرة الاخير ارسال هدية العيد الى الجنرال مع موفده ملحم رياشي، ووصف الاتصال بأنه كان ودياً.
بلينكن
في غضون ذلك، علمت "النهار" أن بعداً أساسياً برز في زيارة بلينكن لبيروت غداة التوصل الى اتفاق اطار بين القوى الكبرى وايران على البرنامج النووي الإيراني تمثل في اطلاع المسؤولين على مناخ هذا التطور وتبديد المخاوف من تداعياته ولو ان الزيارة كانت مقررة قبل التوصل الى الاتفاق.
وقد شدد بلينكن على أهمية حفاظ اللبنانيين على الاستقرار القائم، وإذا ما تمكنوا من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية فسيكون ذلك أمراً بالغ الاهمية، ولكن إذا لم يتمكنوا فعليهم محاذرة هزّ "الستاتيكو" الحالي وإلا فإن لبنان سيدخل في المجهول. ودعا الى عدم إنتظار معطيات خارجية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والى عدم البناء على الموضوع النووي بين الغرب وإيران. وشدد على دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني على مستوى طارئ يتمثل بتلبية الحاجات العسكرية الطارئة وعلى مستوى دائم وفق خطة طويلة الامد اذ تقدم واشنطن 200 مليون دولار سنوياً للجيش. وأبرز أهمية تعزيز قوى الاعتدال الاسلامية، قائلاً إن الاتفاق النووي لا يعني أن إيران تملك تأثيراً في قضايا المنطقة.
ولوحظ أن الاختراق الوحيد في لقاءات بلينكن خارج الاطار الرسمي تمثل في لقائه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في حضور نواب اللقاء والدكتور غطاس خوري ممثلاً "تيار المستقبل".
وأطلق المسؤول الاميركي في بيان معد سلفاً عقب لقائه رئيس الوزراء تمّام سلام مواقف متشددة من نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتورط "حزب الله" في سوريا، فيما برز تقاطع موقفه من الازمة الرئاسية مع موقف البطريرك الراعي، اذ قال: "إن انتخاب الرئيس هو قرار يعود اتخاذه كلياً الى اللبنانيين، ولكن عليهم أن يتخذوه، والذين يعرقلون تأمين النصاب النيابي ينبغي أن يخضعوا للمساءلة العامة". وفي الملف السوري حمل بعنف على نظام الرئيس الاسد، مكررا قول وزير الخارجية الاميركي "إن ديكتاتوراً وحشياً مثل الاسد لا مكان له في هذا المستقبل". واعتبر ان "دعم حزب الله للاسد لا يؤدي إلا الى اطالة أمد الصراع والمعاناة ويقدم لداعش أداة لتجنيد المقاتلين ويدفع اللاجئين الى الفرار الى لبنان".
نصرالله
في المقابل، صرّح الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله بأن "الحرب على سوريا فشلت ما دامت الدولة موجودة والنظام موجوداً والدور السيادي موجوداً، يعني ان هذه الحرب لم تحقق شيئاً". وقال في مقابلة مساء أمس مع محطة "الاخبارية السورية" إنه "حيث تدعو الحاجة في سوريا سنكون" و"إن معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة". وواصل تصعيد هجماته على المملكة العربية السعودية، قائلاً إنها "فشلت في لبنان وسوريا والعراق وفي كل مكان ذهبت اليه". وفي أول تعليق له على الاتفاق على البرنامج النووي الايراني قال نصرالله: "لا شك في ان الاتفاق النووي الايراني ستكون له نتائج مهمة وكبيرة على المنطقة وان حصل سيبعد شبح الحرب الاقليمية والحرب العالمية عن منطقتنا".
وعلى هامش الإطلالة التلفزيونية للأمين العام لـ"حزب الله"، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أنها استغربت نقل "تلفزيون لبنان" الرسمي حديث نصرالله مباشرة على رغم تعرض الاخير الشديد للمملكة العربية السعودية، بما يخالف توجهات الحكومة باعتماد سياسة "النأي بالنفس". وأوضحت أنها ستثير الموضوع غداً خلال جلسة مجلس الوزراء.
عودة مخطوفين
على صعيد آخر، سجل انفراج في الساعات الاخيرة في قضية السائقين الذين احتجزوا او خطفوا عند معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن، اذ عاد ستة سائقين مساء الى لبنان ولا يزال هناك خمسة أو ستة سائقين في طريق العودة. كما افرج ليل الاحد عن المخطوف حسين سيف الدين من بلدة حوش الرافقة الذي كان خطف الى جرود عرسال.
القراءات المختلفة تهدّد تفاهم لوزان والسعودية مع اتفاق يعزّز الأمن
لم يتضمن البيان الختامي المشترك الذي صدر في ختام المفاوضات النووية في لوزان بين ايران ومجموعة 5+1 أي اشارة الى آلية واضحة لرفع العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران. وربما كان سبب ذلك عدم التوصل الى حل نهائي بين الطرفين على هذه الآلية ونفاد الوقت والاضطرار الى الاكتفاء باعلان يكتنفه الكثير من الغموض يتضمن عبارة تتحدث عن "صدور قرار عن مجلس الامن يلغي كل القرارات الدولية السابقة المتعلقة بالحظر" من دون ربط ذلك بجدول زمني واضح سوى التزام ايران تعهداتها و"وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مما فتح الباب على قراءات مختلفة.
القراءة الاولى ترى ان القرار الدولي المنتظر سيصدر بعد توقيع الاتفاق النهائي وطبقا لتقرير أولي للوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد التزام ايران تطبيق الاتفاق، مع مراعاة عامل الوقت الذي يحتاج اليه المشرعون الدوليون للاعداد لقرار دولي جديد، بينما القراءة الأميركية ترى أن العقوبات الدولية ترفع فقط بعد "الانتهاء" من تطبيق ايران للاتفاق. وكما في القراءة الايرانية، تبقى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرجعية الاعلان عن التزام ايران في كلا الحالين.
وبين القراءتين فارق شاسع وربما هوة كبيرة ينبغي ردمها خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، خصوصا ان الجانب الفرنسي لا يزال يتحدث عن آلية لاعادة فرض العقوبات مجددا اذا أخلّت ايران بالتزاماتها.
وتستند القراءة الايرانية الى برمجة واضحة تقوم على الآتي: بعد توقيع الاتفاق في نهاية حزيران المقبل، يحال مباشرة على مجلس الأمن للمصادقة عليه. وفي الجلسة عينها يطلب من مشرعي المنظمة الدولية اعداد قرار جديد في مهلة أسابيع قليلة يضع حدا للقرارات السابقة، ثم يعين المجلس جلسة خاصة لمناقشة القرار الجديد على ان يصدر القرار النهائي في مرحلة حدها الاقصى ستة أشهر، وبهذا تصل ايران الى نهاية النفق وتخرج تماما من الحصار الدولي.
لكن القراءة تختلف تماما لدى الجانب الغربي، فالاوساط الديبلوماسية الاوروبية ترى أن الايرانيين قد ينتظرون سنوات عدة قبل رؤية بلادهم خارج العقوبات نهائيا. وتنطلق هذه الاوساط من عاملين أساسيين، الاول هو القراءة غير الموحدة لتوقيت تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحسمه لالتزام ايران تعهداتها.
العامل الثاني الذي قد يؤخر "تحرر" ايران من عقوباتها، هو بطء المنظمة الدولية والمنظمات التابعة لها، التي أثبتت التجارب انها قد تأخذ سنوات قبل التوصل الى قرار برفع العقوبات، خصوصا ان القرار الموعود، بحسب القراءة الغربية لبيان لوزان، سيفصل بين العقوبات الاقتصادية والعقوبات ذات الطابع النووي والعسكري. وقد أشار البيان الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية بوضوح الى ان القرار الجديد سينظر في القرارات السابقة لمجلس الامن المتعلقة بالتقنيات الحساسة والمتعلقة بالبرنامج النووي وحتى الصاروخي البالستي لايران.
ويبدو ان الاختلاف في القراءات لا يتوقف على ما هو متعلق بعقوبات مجلس الامن، بل تعداه الى العقوبات الثنائية (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة). فالبيان المشترك، الذي قرأته الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني، تضمن قراءة مختلفة للقراءتين الايرانية والغربية. وجاء في بيان لوزان ان الاتحاد الاوروبي يتعهد انهاء تنفيذ جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، والولايات المتحدة تتعهد "الكف" عن تطبيق جميع العقوبات بالتزامن مع تحقق الوكالة من التزامات ايران النووية الرئيسية. اما القراءة الايرانية فتتحدث عن رفع تام لهذه العقوبات فور توقيع الاتفاق في 30 حزيران، فيما تتفق القراءتان الفرنسية والاميركية على توصيف "تعليق" هذه العقوبات وعن امكان اعادة رفضها في حال عدم التزام ايران التعهدات."
الاخبار
نصرالله: هزيمة السعودية انفراج في المنطقة
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول " أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن السعودية ستهزم في اليمن، وأن هزيمتها ستنعكس على بيتها الداخلي، وأن انتصار اليمنيين سيكون باب الفرج لكثير من دول المنطقة.
رأى الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ان «الصراع في المنطقة سياسي ولكن البعض يستغل الدين والشعارات الدينية». وأشار في حديث الى «الاخبارية السورية» أمس، الى ان «أول من تحدث عن أن هناك احتلالاً ايرانياً لسوريا هو وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، عندما رأى أن المشروع غير ماشي. مشكلتهم أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوباً حرة، وهو أما يكذب أو أن العقلية هكذا، والمشكلة هي في العقل السعودي»، لافتاً الى ان «الذي صمد في سوريا هم السوريون أنفسهم، وليست هناك قوات إيرانية في سوريا. وبالنسبة إلى حزب الله، لو ذهب كل اللبنانيين الى سوريا لا يستطيعون احتلال سوريا والكلام عن هذا الموضوع هدفه التقليل من أهمية سوريا ودورها، وشرعنة دعم المجموعات المسلحة».
وأكّد نصرالله ان «الدخول في الحرب السورية كان خيارنا، ولم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج احداً». وأضاف: «منذ البداية، كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وطويلة. وكنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن وأن تكون المعركة مفتوحة حتى الآن». وقال إن «ما دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة، لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لذلك قلنا منذ البداية إننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن لبنان وفلسطين، ويمكن القول إنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق». وشدّد على ان «المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة استقلال سوريا». ورأى ان «الحرب على سوريا فشلت، وسبب فشل الحرب كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والاحتضان الشعبي الكبير». ولفت الى ان «حزب الله ليس قوة إقليمية أو جيشا نظامياً، بل حركة مقاومة قد يكون لها في بعض الميادين تأثير نوعي، ولا سيما في مواجهة حرب العصابات، وعلى ضوء الحاجة والإمكانات نتواجد في سوريا، وحيث يجب أن نكون نكون وليس هناك اعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك».
وقال ان «معركة القلمون حاجة سورية ولبنانية مشتركة، وحيث تدعو الحاجة ولدينا القدرة نكون، وفي بعض الأماكن نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة»، مؤكداً ان «القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد». وشدد على أن «سقوط قرية أو مدينة لا يشكل تحولاً جذرياً في مسار الحرب».
وأوضح السيد نصرالله انه «لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة القنيطرة من الجنوب السوري، لكننا أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق، والرد في لبنان كان له دلالة مهمة، ولو رددنا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الاستراتيجي أقل بكثير».
في سياق آخر، لفت السيد نصرالله الى ان «السعودية تريد استعادة الهيمنة على اليمن، والحديث عن هيمنة إيرانية غير صحيح، واليمنيون كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة»، موضحاً ان «خروج اليمن عن هيمنة السعودية يعني خروجه عن هيمنة أميركا، ولذلك العدوان على اليمن هو عدوان أميركي ــــ سعودي». واشار الى ان الرئيس الاميركي باراك أوباما قال إن «مشكلة الدول الخليجية ليست مع إيران، بل مع الشباب الذي تربى على الفكر الداعشي، وداعش هي تعبير عن المذهب الوهابي»، مضيفاً: «السعودية خلال الفترة الماضية كانت تدفع أموالاً في أكثر من دولة وهي لديها الأموال والإعلام والمشايخ الذين يصدرون الفتاوى، والسعودية في كل حروبها بالواسطة في المنطقة فشلت، لكن في اليمن الذي أجبرها على الدخول بشكل مباشر إلى هذه الحرب هو أن القوى الداخلية التي تدفع لها الأموال غير قادرة على القيام بأي أمر». ورأى ان «المطلوب من السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون». وأكد انه «حتى الآن لم يتحقق أي شيء من الأهداف التي وضعت عبر القصف الجوي، وهذا يؤكد الفشل الكبير للعدوان، والإنجاز الوحيد أنهم جعلوا الأغلبية المطلقة من الشعب ضد السعودية». وقال إن القيادة التي تدير المعركة في اليمن «حتى الآن لم تأخذ قرار اقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي بالرغم من أن لديهم القدرة»، لافتاً الى ان «العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على أمنها». وقال: «منذ البداية توقعت الهزيمة السعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة». وشدد على أن «الهزيمة السعودية واضحة والانتصار اليمني واضح، وسيكون باب الفرج لكثير من دول المنطقة». وأضاف: «انا على يقين ان السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الامر سينعكس على بيتها الداخلي»، ولفت الى ان «السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان ولا تداول سلطة»، واشار الى ان «الردود على الخطاب الأخير فيما يتعلق بالحديث عن السعودية والعدوان على اليمن كانت عبارة عن شتائم وهذا دليل على انني كنت على حق».
من جهة اخرى، رأى السيد نصرالله ان توقيع اتفاق الاطار «ستكون له نتائج كبيرة على المنطقة» وهو «انجاز كبير واذا نفذ سيعزز من قوة ايران وحلفائها»، لافتاً الى انه «حتى الآن لم يتم الحديث عن اتفاق نهائي. ويكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي نفهم أهمية هذا الاتفاق». واوضح ان «الاتفاق إن حصل سيبعد شبح الحرب الإقليمية، ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر حزيران كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران». وشدد السيد نصر الله على ان «حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه