24-11-2024 04:38 PM بتوقيت القدس المحتلة

ليلى الأحمدية نويهض : معرضي هو لتنشيط ذاكرة المجتمع وإحياء هويته

ليلى الأحمدية نويهض : معرضي هو لتنشيط ذاكرة المجتمع وإحياء هويته

أردت من خلال معرضي أن أنفض الغبار عن الماضي وأنبش في أرشيف الذاكرة الجمعية للشعب اللبناني باحثة عن الهوية والعراقة والأصالة المتجذرة لأجسدها من خلال لوحات فنية معاصرة أقدمها للقاعدة الجماهيرية الشعبية الواسعة قبل النخب

 

"أردت من خلال معرضي أن أنفض الغبار عن الماضي وأنبش في أرشيف الذاكرة الجمعية للشعب اللبناني باحثة عن الهوية والعراقة والأصالة المتجذرة لأجسدها من خلال لوحات فنية معاصرة أقدمها للقاعدة الجماهيرية الشعبية الواسعة قبل النخبوية الضيقة"،بهذه الكلمات عرّفت الفنانة التشكيلية ليلى الأحمدية نويهض معرضها "التراث" الذي اقيم في مجمع باسل الأسد الثقافي في مدينة صور جنوب لبنان برعاية الحركة الثقافية في لبنان وجمعية إبحار الثقافية.

معرض ليلى الأحمدية نويهضالمعرض محاولة هادفة لتنشيط ذاكرة المجتمع وإحياء هويته

وتضيف ليلى "لم تكن غايتي إثراء الفن التشكيلي بقدر ما كانت محاولة جادة لإحياء التراث وتسليط الضوء عليه بعد أن اندثر الجزء الأكبر منه بسبب سطوة وسائل التكنولوجية والثورة الرقمية التي اجتاحت العالم، وساهمت بشكل كبير في تغييب الحضارة العريقة لأجدادنا، فكان المعرض محاولة هادفة لتنشيط ذاكرة المجتمع وإحياء هويته وضمان سيرورتها من خلال العمل المستمر والتركيز على التراث غير الحيوي لتحويله من تراث منسي إلى تراث متداول، ويعزز موقف هذا الجزء من التراث أنه ما زال حاضراً في وجداننا وعلينا أن نجهد من أجل الحفاظ عليه".

الفن هو فسحة للروح ومتنفسها

معرض ليلى الأحمدية نويهضوحول التحضيرات للمعرض وفكرته واسمه؟ استحضرت ليلى قول  الفنان الإسباني الشهير بيكاسو: يمسح الفن عن الروح غبار الحياة اليومية. يمكن أن أقول: إني تمثلت هذه المقولة، إيماناً مني أن الفن هو فسحة للروح ومتنفسها في ظل سطوة الموت التي تحاصرنا في كل لحظة، لا تختلف ضربات الريشة على القماش عن نبض القلب، في كل ضربة تشعر أنك أقرب إلى إتمام لوحة تجد نفسك أقرب إلى الحياة وأكثر تمسكاً بها، وتترسخ مقاومتك للموت والدمار وتنشط طاقتك الإيجابية فتتحول من حالة اليأس المزمن ـ الذي يترافق مع هذا الكم الهائل من السواد الذي يحاصر أرواحنا ويخنقها في كل يوم أكثر ـ إلى حالة من الفرح تجعلك تحلق في الفضاء بلا توقف، التحضير للمعرض كان جميلاً منعشاً بقدر ما كان مُتعباً لكن الإرهاق يزول عندما ترتسم الابتسامة على ملامح زوار المعرض. أما الفكرة الأساسية فكانت رسم مجموعة شخصيات بعضها تقتصر على الوجوه وبعضها الآخر تمثل أجساد كاملة لأمراء ومحاربين وفلاحين وعازفين وشخصيات تراثية ساهمت في إغناء التراث اللبناني، ترتدي الوجوه والأجساد الأزياء والحلي اللبنانية التراثية وبعض الأسلحة والأدوات الموسيقية، بعض وجوه متخيلة وأخرى حقيقية حسب ما تناقتلها المراجع التاريخية، وجاء عنوان المعرض ليعكس مضمونه".

يكاد ينعدم الاقتناء ويغيب التسويق والتوثيق الإعلامي المكثف

معرض ليلى الأحمدية نويهضوعند سؤالها عن حال الفن اليوم قالت " للأسف، الفن يعاني، لا أود أن أقول أنه يحتضر كي لا يتهمني البعض بالتشاؤم والسوداوية، خاصة أني تحدثت آنفاً عن الأمل بالحياة وإنعاش الروح من خلال الألوان، لكن الفنان يتأثر بمجريات الأحداث اليومية ويتألم لما يجري، ويزيد ذلك معاناته الذاتية، الفن اليوم يعاني كثيراً أولاً من عدم اهتمام المؤسسات الثقافية التي لا تولي هذا الجانب من الإبداع الأهمية التي يستحقها، فيكاد ينعدم الاقتناء ويغيب التسويق والتوثيق الإعلامي المكثف، كما يعاني الفن التشكيلي من الشللية وهذا يحرم مبدعين كثر من الوصول وتحقيق أهدافهم وعرض لوحاتهم، بل ويمنع بعضهم من الاستمرار نتيجة التكلفة العالية لإتمام المعارض وتراجع حركة البيع مما زاد حالة الركود التي يعانيها الفن التشكيلي حاله حال باقي الفنون الإبداعية، لذلك يجب إعادة تقييم الواقع التشكيلي اللبناني ووضع خطة عمل متكاملة للنهوض به ودعمه بالشكل الذي يليق بوطن بقي لسنوات طويلة مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري قبل أن تنال منه الأحقاد".

أشعر أني ممن يحولون البقعة الصفراء إلى شمس

وعن انطباعها بخصوص المعرض قالت" لا حق لي تقييم ما أنجزته، لكني أود أن أعود مرة أخرى إلى مقولة للفنان العالمي بيكاسو: (يحوّل بعض الرسامين الشمس إلى بقعة صفراء، ويحوّل البعض الآخر البقعة الصفراء إلى شمس). بعد افتتاح المعرض وانطباعات الزوار عنه على اختلاف ثقافاتهم أشعر أني ممن يحولون البقعة الصفراء إلى شمس على الأقل أمام نفسي وفي عيون من يحبوني ويحترمون فني فأنا ما زلت قادرة على منح روحي الحياة والأمل والحب والسلام".

وفي الختام شكرت الفنانة ليلى كل من ساعدها ودعمها بإنجاح معرضها .