كيس نايلون للخضار وآخر للثياب وغيره للأغراض وفي نهاية الأمر يرمى في النفايات هذا ما اعتدنا على رؤيته ولكن ان نرى لوحات فنية من النايلون ومن الاكياس فهذا الشيء الجديد الذي عالجته الفنانة التشكيلية اللبنانية ثريا حلال
كيس نايلون للخضار وآخر للثياب وغيره للأغراض وفي نهاية الأمر يرمى في النفايات هذا ما اعتدنا على رؤيته ولكن ان نرى لوحات فنية من النايلون ومن الاكياس فهذا الشيء الجديد الذي عالجته الفنانة التشكيلية اللبنانية ثريا حلال في معرضها " "فن بيئة إنسان " الذي ينظم في جاليري اكزود في الأشرفية بيروت ويستمر لغاية 16 نيسان 2015.
فكرة المعرض جاءت من ما رأته حلال على شواطئ لبنان والذي كان مخيّباً حيث ان البحر مليء بالنفايات وأكياس النايلون التي لا تتحلل بسهولة سواء في اليابسة او في الماء وتحتاج الى مئات السنين ،هذا اضافة الى إختناق السلاحف البحرية ﻷلتهامها ظنا منها انها قناديل بحرية.
وتقول حلاّل في مقابلة مع موقعنا "معرضي هو صرخة فنية من النايلون للحفاظ على البيئة وتتمحور مواضيع اللوحات حول الكرة اﻷرضية والسهام التي يوجهها اﻷنسان لها لتتبعها لوحة الكواكب والنجوم ثم الشمس والبحر والنهروالشجرة والمرأة والرجل والجنين ولوحة كبيرة استوحيتها من رحلتي الى سيريلنكا وفيها زهرة اللوتس وما ادهشني في هذه البلاد هو احترام هذا الشعب لبيئته الطبيعية" .
وأضافت "نفذت أيضا مجسما لفستان عروس اسميته بيروت صممته من مادة البلاستيك من قناني الماء التي نستهلكها يوميا وبكثرة تأكيدا على اهمالنا لثرواتنا حتى في استغلالها بالشكل الصحيح ".
وحرصت حلّال على أن يفتتح الناس معرضها ليكون برعايتهم ﻷنهم هم اﻷكثرية الفاعلة المعنية بالتغيير بحسب تعبيرها .
وتقول" أسعدني جدا تفاعل الحضور من الناس والفنانين حيث اندهشوا واعجبوا بطريقة تنفيذ اﻷعمال واحبوا فستان العروس وبالطبع كان هناك نصائح من نقاد الفن بضرورة تطوير هذه التجربة للوصول من خلال مادة النايلون الى تشكيل اعمال مختلفة بتعدد المواضيع وطريقة العمل بها".
ورأت حلاّل أن هذه التجربة هي عمل فني يخدم الجمهور ويبني مجتمعا حاضرا لمواكبة التطور من خلال الحفاظ على البيئة وعلى الناحية الفنية داخل كل انسان".
واشارت إلى أنها "حرصت على إشراك تلاميذ المدارس بمعرضها وذلك من خلال ورشات عمل اقيمت ل3 مدارس كمرحلة اولى وهي المبرات مؤسسة الهادي ،المقاصد مدرسة السيدة خديجة الكبرى ومدرسة الحكمة كليمنصو وستشارك هذه المدارس بمسابقة "فن بيئة انسان " وكل مدرسة تقدم 10 اعمال وهناك 3 جوائز للفائزين ومن المقرر ان يتنقل المعرض في المناطق ليتسنى ﻷكبر عدد ممكن من الناس مشاهدته ليكون لفتة صغيرة للعمل الجدي الكبير الذي يجب ان نتحمل جميعا مسؤوليته في الحفاظ على جنتنا لبنان".
وعن إنطباعها قالت حلال"ان اهمية اي عمل فني يتمحور بقدرتنا على خلق بيئة نستطيع من خلالها مشاركة الجمهور ليس فقط عن طريق المشاهدة بل بجعله يتفاعل بروحه وعقله وقلبه وجسده ليصبح الفن جزأ ﻻ يتجزأ عن مجتمعه الذي يعيش فيه واتمنى ان اكون وفقت ولو بقدر قليل بتحقيق ما اصبو اليه واشكر كل من ساعدني من أهل وإعلام وأصدقاء".