اعتبر نائب رئيس مجلس الدوما الروسي السابق سيرغي بابورين أن "السياسة الخارجية الروسية أوحت بالفخر عندما إستعملت حق النقض الفيتو وحالت دون إقرار وثيقة تفتح الباب للتدخل العسكري ضد سورية".
أحمد الحاج علي - موسكو
اعتبر نائب رئيس مجلس الدوما الروسي السابق سيرغي بابورين أن "السياسة الخارجية الروسية أوحت بالفخر عندما إستعملت حق النقض الفيتو وحالت دون إقرار وثيقة تفتح الباب للتدخل العسكري ضد سورية".
وقال بابورين في مقابلة مع قناة المنار "يدهشني موقف القوى الغربية بما فيها فرنسا وبريطانيا وكل من أيد قرار العقوبات على سورية"، مضيفاً أن "روسيا منذ فترة طويلة صرحت أنها لن تؤيد هذا القرار ولم تخف نيتها بإستعمال حق النقد الفيتو"، مؤكداً انه "لم تكن لديهم (القوى الغربية) أية نية للتفاهم حول حل وسط وبحث خيار آخر تقدمت به الدبلوماسية الروسية، بل كانت هناك حملة موجهة لكسر أُسُسْ الدبلوماسية الروسية وهيبتها، أو تجريدها من الثقة حيال تقدمها بقرار سلمي".
ولفت رئيس جامعة التجارة والإقتصاد الروسية سيرغي بابورين الى أن "الفيتو الروسي والصيني يعتبر ضمانة ولو ضعيفة لتبريد الأدمغة الساخنة في واشنطن أو بروكسل ولا يعني أن الهجوم على سورية غير ممكن أو توقف، فمن في زمننا يأبه لمجلس الأمن أو يحسب له حساب؟"، معتبراً ان "هذا يعني أن الإعتداء العسكري العلني على سورية لو بدأوا به سوف يكون مخالفة صارخة للقوانين والمعايير الدولية، الذي سوف يقسُم أساس ميثاق الإمم المتحدة".
وطالب بابورين روسيا أن "لا تتوقف عند هذا الحد، فيجب الحث على التعاون بينها وبين سورية في جميع المجالات، في المجال الإقتصادي ومجال الأمن المشترك، والتعاون دون النظر إلى هستيريا الغرب". وقال بابورين للمنار "لو تكلمنا بصراحة فإن النسخة الروسية المقترحة لقرار مجلس الأمن، لم تثر فيَ الحماسة، فنحن في الحقيقة نتعامل مع إعتداء خارجي على سورية"، مضيفاً "حين يتم إرسال السلاح وإرهابيين من الخارج لقتل المدنيين والعسكريين، وموظفي القوى الأمنية وموظقي الدولة والنخب العلمية، ويصدر هذا كعدم إستقرار وإعتباطية في تصرفات السلطة! في الوقت الذي تكون فيه السلطات مضطرة غالبا لإستعمال القوة لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة".
وأمل بابورين أن "لا تعاود روسيا البحث في مشروعها المقدم لقرار مجلس الأمن بحق سورية"، مؤكداً وجوب "العمل من جديد على وثيقة إدانة جديدة بحق القوى التي تختبئ خلف الكواليس وتتدخل بشكل صارخ في شؤون الدول المستقلة وسيادتها". واعتبر أن "الموقف الذي يعتبر أن الكل مخطيء هو ليس موقفا سياسيا نزيها. هو موقف الضعيف وموقف بديل حتى عن الحل الوسط". وقال "اعتقد ان روسيا كان عليها ان تقدم لمجلس الأمن مشروعا مختلفا للقرار، مشروع قرار إدانة حازمة لتجربة المعايير المزدوجة، إدانة للحرب التي تجري اليوم على سورية بشكل مستتر والتي تم تشريعها على ليبيا، وفي مشروع القرار هذا يجب طلب معاقبة المذنبين الذين ضللوا المجتمع الدولي، منذ الحرب على العراق".
وحول إستقبال روسيا لوفود من المعارضة السورية في الخارج أو ما يسمى بـ"المجلس الوطني الإنتقالي"، دعا بابورين الى عدم تجنب أية لقآت لكنه رأى أنه "من غير المفيد للقيادة الروسية الإلتقاء مع أناس يحرِّضون على التدخل الخارجي ضد بلدهم"، قائلاً أنه "لدى أي شعب، الشخص الذي يدعو الخارج لمحاربة شعبه ودولته ووطنه، عادة يسمى خائن"، معتبراً أن "اللقآت الدبلوماسية مع وفود خونة أوطانهم، لهو أمر مدهش.. ربما هي موضة جديدة في الاصول الدبلوماسية"، مضيفاً "لكن كشخص محافظ أعتقد أن هذا غير مسموح به... فلنعش ونرى فالكل عرضة أن يضل الطريق ولكن المهم أن لا يؤدي هذا الضلال إلى زهق الأرواح البشرية".