تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10-4-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات في الساحة الداخلية مع انجاز الشمال الامني بعد تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10-4-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات في الساحة الداخلية مع انجاز الشمال الامني بعد تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ليل أمس، من ملاحقة وقتل المطلوبين أسامة منصور وأحمد الناظر في كمين نصبه عند «تقاطع المئتين»، كما نجح في توقيف المطلوب الشيخ خالد حبلص في عملية نوعية اخرى، كما عرجت الصحف للحديث في ملفات اخرى كملف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل كذلك حوار عون وجعجع، وملف المخطوفين العسكريين.
دوليا، تناولت الصحف خطاب سماحة الامام السيد علي الخامنئي أمس الذي انتقد فيه المملكة السعودية بشدة.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
«كمين المئتين»: اعتقال حبلص.. ومقتل أسامة منصور
غسان ريفي
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.
وجهت القوى الأمنية، أمس، ضربة موجعة للإرهاب، وحققت أهم إنجاز أمني في طرابلس منذ بدء الخطة الأمنية في نيسان العام 2014، ومنذ تفكيك المجموعات الإرهابية في تشرين الأول من العام نفسه، خلال معركة التبانة بين الجيش والمسلحين.
فقد تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ليل أمس، من ملاحقة وقتل المطلوبين أسامة منصور وأحمد الناظر في كمين نصبه عند «تقاطع المئتين»، كما نجح في توقيف المطلوب الشيخ خالد حبلص الذي كان في سيارة مع شخص آخر خلف السيارة التي يقودها الناظر، وهو من قاد المواجهات المسلحة مع الجيش اللبناني في بحنين ـ المنية قبل أن يتوارى عن الأنظار.
ومع مقتل منصور والناظر واعتقال حبلص ومرافقيه، تكون القوى الأمنية قد نجحت في ضرب وتفكيك أكثر من مجموعة إرهابية في وقت واحد، خصوصا أن هذه المجموعات تورطت في اعتداءات عدة على عسكريين ومدنيين، وشارك أفرادها في العديد من المواجهات المسلحة في التبانة والأسواق، في حين تؤكد المعلومات الأمنية أن شريك أسامة منصور المطلوب شادي المولوي لا يزال متواريا عن الأنظار في مخيم عين الحلوة.
وفي التفاصيل، أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبعد رصد تقني لاتصالات كانت تجري بين أشخاص ينتمون الى مجموعة إرهابية، تبين لها أن اجتماعا سيعقد في أحد المقاهي الشعبية في أحد الأحياء الداخلية ما بين التبانة والزاهرية، وقد تم استدعاء القوة الضاربة في فرع المعلومات للقيام بمداهمتهم وتوقيفهم، وذلك تحت إشراف وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي ظل يتابع تفاصيل العملية من مكتبه في الوزارة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.
وخلال الاستعداد لتنفيذ المداهمة، فوجئت القوة الضاربة بسيارتين، إحداهما من نوع «أوبل» والثانية من طراز «كيا»، تغادران المنطقة مسرعتين وتسلكان طريق الزاهرية باتجاه تقاطع المئتين بالقرب من نقطة عسكرية للجيش اللبناني، فحاولت العناصر الأمنية قطع الطريق على السيارة الأولى التي يوجد فيها منصور والناظر بهدف توقيفهما، لكنها فوجئت بإطلاق نار من سيارة أخرى كانت وراء سيارة منصور والناظر، كان بداخلها الشيخ خالد حبلص إضافة الى ثلاثة من مرافقيه المسلحين، ما أدى الى جرح عنصرين من القوة الضاربة تبين أن إصابتهما خطرة.
وحصل إثر ذلك اشتباك بالاسلحة الرشاشة استمر زهاء خمس دقائق، وقد شارك فيه عناصر الجيش اللبناني المولجون بحماية النقطة العسكرية، وأسفر عن مقتل منصور والناظر، اللذين كانا يحملان هويتين مزورتين باسم الفلسطيني خالد الجنادي واللبناني هيثم الخطيب، فيما أصيب الشيخ خالد حبلص وتم توقيفه ونقله الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيروت، حيث بوشرت التحقيقات معه ومع بعض مرافقيه ممن تم توقيفهم، فيما تردد أن أحد الذين كانوا في سيارته تمكن من الفرار.
وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» أن الشيخ حبلص هو صيد ثمين جدا ومن شأن الاعترافات التي قد يدلي بها أن تكشف المزيد من المجموعات الارهابية أو الخلايا النائمة.
وعلى الفور، ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا وقطع كل الطرقات المؤدية الى مكان الحادث، ونقل الصليب الأحمر الجثتين الى المستشفى الحكومي حيث أعلن بداية عن مقتل شخصين مسلحين كانت القوى الأمنية تلاحقهما وهما الفلسطيني خالد الجنادي واللبناني هيثم الخطيب وينتميان الى مجموعة إرهابية، قبل أن يصار الى كشف هويتيهما ويتبين أن القتيلين هما منصور والناظر وذلك بعدما تعرف أهلهما على جثتيهما. كما تم توقيف أشخاص آخرين ليلا تردد أن بينهم صاحب المقهى الذي كان سيعقد الاجتماع فيه.
وقد حضرت الأدلة الجنائية وباشرت مسح مسرح الحادث وتبين أن السيارتين تحتويان على كمية من الأسلحة والقنابل اليدوية إضافة الى حزام ناسف، عمل الخبير العسكري على تفكيكه.
ولوحظ أن أهالي اسامة منصور تجمعوا ليل أمس في ساحة الأسمر في التبانة وأطلقوا بعض الهتافات، قبل أن يبادر الجيش الى تفريقهم.
وكان الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية مشددة منذ ليل أمس الأول بعد معلومات توفرت عن تواجد أسامة منصور في التبانة، وقد ضرب طوقا أمنيا صباح أمس حول سوق الخضار وقطع كل الطرق المؤدية إليه ونفذ عدة مداهمات لشقق سكنية يشتبه بلجوئه إليها من دون أن يعثر عليه.
ضبط طنّين من المخدرات
وفي إنجاز من نوع آخر، ألقت قوة من الجمارك، مساء أمس، وبعد عملية تعقب ومتابعة دقيقة، القبض على عصابة من كبار تجار المخدرات، وضبطت مستوعبا كبيرا في داخله قرابة طنين من المخدرات كانت مخبأة بحمولة شاحنة مموهة بصناديق من الفاكهة.
وأوضح وزير المال علي حسن خليل أن «حمولة الشاحنة الآتية من البقاع كانت معدة للتهريب الى مصر»، مشيرا إلى أن العملية تمت بالتنسيق بين المدير العام للجمارك ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وبناء على إشارته.
خامنئي يضبط التفاؤل النووي: السعودية ستخسر!
أعاد مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي، أمس، ضبط إيقاع مرحلة ما بعد التفاهم النووي في لوزان، وفق قراءته الخاصة. وبينما خَفَّض من سقف التوقعات السائدة حول حتمية الاتفاق النهائي وطبيعته، وأعاد تأكيد مواقف إيران بشأن أمورها الأمنية والعسكرية، فتح النار بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات، ضد المملكة السعودية التي صعدت الانتقادات في الأسابيع الأخيرة ضد طهران، وأكد أن حربها في اليمن ستنتهي بخسارتها، منتقدا تولي من يفتقر إلى الخبرة والاتزان الحكم في الرياض.
وذهب خامنئي أبعد من ذلك عندما شبه الحرب التي تقودها السعودية على اليمنيين، بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وحتى في ما يتعلق بالملف النووي، قَدَّم مرشد الجمهورية الإيرانية تقييمه لصورة ما بعد تفاهم لوزان، ملمِّحا إلى أن الاتفاق النهائي في حزيران المقبل، «قد لا يحصل»، وأن أي عمليات مراقبة دولية ستجري يجب أن تكون شبيهة بتلك التي تجري في كل الدول الأخرى، وألا تمس الأمور الأمنية والدفاعية أو «دعمنا للمقاومين حول العالم».
وفي تعبير عن تلاقي المواقف بين المرشد الأعلى وبين رئيس الجمهورية، كان الرئيس حسن روحاني من جهته، يؤكد، أن طهران لن توقع أي اتفاق نووي نهائي مع مجموعة «5+1» إلا إذا رفعت في اليوم نفسه كل العقوبات المفروضة عليها. وتناول روحاني أيضا مسألة السعودية قائلا إنها تمارس أساليب خاطئة، وستفشل مثلما فشل التدخل العسكري في لبنان سابقا.
خامنئي
وخلال لقائه شعراء وقُرَّاء مراثي ومناقب أهل البيت في طهران، قال خامنئي: «لو سُئِلت إن كنت مؤيداً أو معارضا للمفاوضات النووية الأخيرة، أقول إني لست مؤيداً ولا معارضاً، لأنه لم يحدث أي شيء حتى الآن».
وأضاف: «ما حدث لغاية الآن، لا هو أساس الاتفاق، ولا مفاوضات منتهية إلى اتفاق، ولا يضمن محتوى الاتفاق، ولا يضمن مسألة أن تنتهي هذه المفاوضات إلى اتفاق، لذلك لا معنى لقول التهنئة». وتابع: «أرحب بأي اتفاق يحمي مصالح الأمة وعظمتها، لكن عدم وجود اتفاق يُشَرِّف أكثر من اتفاق يلحق الضرر بمصالح الأمة وعظمتها».
وبعد أن كرر أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، أوضح أن «الصناعة النووية ضرورية لإنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر، وفي مجال الأدوية والزراعة وقطاعات أخرى».
ونفى خامنئي أن يكون تدخل في المفاوضات، موضحاً انه يتم تبليغه بالخطوط العريضة والخطوط الحمر. وقال، وسط هتافات الموت لأميركا: «لم أكن أبداً متفائلاً بشأن التفاوض مع أميركا، ومع ذلك وافقت على المفاوضات وأيدت المفاوضين وما زلت أؤيدهم».
وأعرب عن «هواجس جادة إزاء المفاوضات النووية، لأن الطرف الآخر يمارس الخداع والكذب ونقض العهود والتحرك عكس المسار الصحيح». وقال: «أحد أمثلة سلوكيات الطرف الآخر قد حدث في المفاوضات الأخيرة، حيث أنه وبعد مضي نحو ساعتين من انتهاء المفاوضات أصدر البيت الأبيض بياناً من صفحات عدة في شرح المفاوضات، وكان في غالبيته يحتوي أموراً مناقضة للواقع. إن كتابة مثل هذا البيان في فترة ساعتين أمر غير ممكن، لذا، فإنهم وحين كانوا يتفاوضون معنا كانوا منهمكين بكتابة بيان مشروخ وخاطئ ومناقض لمحتوى المفاوضات».
وتابع: «من الممكن أن يقول المسؤولون بأن فرصة الأشهر الثلاثة المتبقية (للتوصل إلى اتفاق) قليلة للاستماع إلى آراء ووجهات نظر المنتقدين، ولكن ينبغي القول بأن فرصة الأشهر الثلاثة ليست أمراً غير قابل للتغيير، ولا إشكالية بتمديد فترة المفاوضات مثلما مددها الطرف الآخر لفترة سبعة أشهر».
وتمسك خامنئي بمطلب إلغاء كل العقوبات في اليوم ذاته الذي يتم فيه توقيع الاتفاق، وأن تكون عملية المراقبة شبيهة بتلك التي تتم في كل دول العالم. وشدد على أنه «لا ينبغي السماح للأجانب إطلاقاً، بذريعة المراقبة والتفتيش، الاطلاع على الأمور الأمنية والدفاعية أو وقف التطوير الدفاعي للبلاد، كما لا ينبغي أبداً في المفاوضات المساس بدعمنا لإخوتنا المقاومين في مختلف أنحاء العالم».
وشن خامنئي أعنف هجوم على السعودية، مشيراً إلى أن الرياض «أخطأت باعتدائها على اليمن، وأنها أسست لبدعة سيئة في المنطقة». ووصف العدوان بأنه «جريمة وإبادة جماعية وقابلة للملاحقة الدولية»، موضحاً أن «قتل الأطفال وتدمير المنازل والبنية التحتية واستهداف الثروات الوطنية، تعد جريمة كبرى». وقال: «من المؤكد أن السعوديين سيخسرون ويتضررون في هذه القضية ولن ينتصروا أبداً». وشَبَّهَ الحرب السعودية على اليمن بما «قام به الكيان الصهيوني في غزة».
وعن الدليل على توقعه هزيمة السعوديين، قال إن «الدليل لهذا التوقع واضح، إذ إن قدرات الصهاينة هي أضعاف قدرة السعوديين (للحوثيين)، وإن غزة منطقة صغيرة، ورغم ذلك لم يفلحوا، في حين أن اليمن دولة واسعة وهناك عشرات الملايين فيها». وأكد أن السعودية «ستتلقى الضربة في ما يحدث باليمن، ويُمَرَّغُ أنفُها في التراب»، وأن أميركا التي تدعم السعودية «ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن».
وعزا السياسة السعودية تجاه اليمن إلى تولي «شبان قليلي خبرة» زمام الأمور. وقال: «لنا العديد من الخلافات مع السعودية في مختلف القضايا السياسية، لكننا كنا نقول دوماً بأنهم يظهرون الاتزان والوقار، إلا أن عدداً من الشبان قليلي الخبرة تولوا زمام الأمور في هذه البلاد، وغلّبوا التوحش على الاتزان، وهو الأمر الذي سيعود بالضرر عليهم بالتأكيد».
روحاني
وقال روحاني، في خطاب لمناسبة يوم التكنولوجيا النووية في طهران: «لن نوقع أي اتفاق إذا لم تُلْغَ كل العقوبات في يوم دخوله حيز التطبيق». وأضاف: «هدفنا في المحادثات هو الحفاظ على الحقوق النووية لأمتنا. نحن نريد نتيجة تكون في مصلحة الجميع».
وتابع: «هدفنا الرئيسي في المحادثات هو ما سَلَّمَ به الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الإيرانيين لن يستسلموا للضغط والعقوبات والتهديدات. إنه انتصار لإيران أن تسلم القوة العسكرية الأولى في العالم بأن الإيرانيين لن يذعنوا للضغط».
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى إصدار بيان تكرر فيه موقفها من أنه سيتم رفع العقوبات تدريجياً. وقالت: «بناء على ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف، فانه سيتم رفع تدريجي للعقوبات بعد التأكد من أن إيران أوفت بتعهدات محددة».
وحول العدوان السعودي على اليمن، قال روحاني: «لا تقتلوا الأطفال الأبرياء. شعب عظيم مثل شعب اليمن لن يستسلم تحت القصف. تعالوا نفكر جميعاً في إنهاء الحرب، ولنفكر في وقف إطلاق النار. لنعمل على إحضار اليمنيين إلى طاولة التفاوض ليقرروا مستقبلهم، ولنقبل أن مستقبل اليمن سيكون بأيدي شعب اليمن لا بأيدي أي طرف آخر».
وانتقد روحاني التحالف الذي تقوده السعودية، قائلا إنه يكرر أخطاء ارتكبت في مناطق أخرى من العالم العربي. وقال: «غيروا أساليبكم الخاطئة. جربتموه (التدخل العسكري) في لبنان وأدركتم أنكم ارتكبتم خطأ. حاولتم في سوريا وأدركتم أنكم ارتكبتم خطأ. أدركتم أنكم ارتكبتم خطأ في العراق. وستدركون قريباً، ربما قريباً جداً، أنكم ارتكبتم خطأ في اليمن أيضا».
من جهة ثانية، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السعودي في طهران بعد أن قال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد العسيري إن «إيران تدرب مقاتلين حوثيين». وأعلنت السلطات السعودية أنها منعت طائرة إيرانية تحمل معتمرين من دخول أجواء المملكة والهبوط على أرضها مؤكدة أنه لم يكن بحوزة الطائرة التصريح اللازم.
كيري يحذر من دور إيران: لن نواجهها!
«أنصار الله» تتجه شرقاً إلى شبوة
في ضوء المراوحة الميدانية لـ «عاصفة الحزم»، انضمت المقاتلات المصرية، للمرة الأولى، أمس، لتنفيذ مهامها القتالية في اليمن، لتصبح بذلك الدولة الثالثة، بعد السعودية والإمارات، التي تشارك عملياً في الحرب، ولكنّ ذلك لم يمنع تقدّم جماعة «أنصار الله» ميدانياً، متمكنة من السيطرة على مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة الشرقيّة، فيما كانت واشنطن تصعّد لهجتها ضدّ دور طهران في اليمن، وتؤكّد، في الوقت ذاته، إنّها لا تسعى إلى المواجهة معها.
ويبدو أن باكستان بدأت تظهر ميلاً لأداء دور «الوسيط» في الأزمة اليمنية، حيث اعلن رئيس وزرائها نواز شريف، بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الحاجة إلى التفكير في سبل ووسائل إنهاء النزاع في أسرع وقت «بطريقة سلمية».
وبعد تقديمه اقتراحاً إيرانياً يدعو المجتمع الدولي إلى فرض وقف لإطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية ودعم الحوار بين اليمنيين وتشكيل حكومة تضمّ كل الأطراف، التقى ظريف، في ختام زيارته لإسلام آباد، قائد الجيش الباكستاني راحيل شريف الذي التزم الصمت حيال كيفية الردّ على طلب السعودية انضمام باكستان إلى «التحالف»، في حين ذكر بيان الجيش أن «النقاش ركّز على أمن المنطقة وشمل الوضع الآخذ في التطور في الشرق الأوسط وإدارة الحدود الإيرانية ـ الباكستانية والتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين».
ولكن وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز كان قد أعلن أنّ «التوافق الذي يظهر في البرلمان هو على ألّا تشارك باكستان في أي عملية عسكرية. علينا أن نحاول التوسط والتأثير وتسهيل الحوار السلمي».
وجاء تصعيد الولايات المتحدة لهجتها ضدّ طهران، على لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي أكّد، في الوقت ذاته، أن واشنطن «لا تسعى إلى المواجهة». وقال لشبكة «سي بي اس ان» إنّ بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري زعزعة استقرار كل المنطقة، كما أنها «تعلم» أنّ إيران تسلّح الحوثيين. وأضاف أنّ واشنطن رصدت رحلات من إيران باتجاه اليمن.
وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ سلاح الجوّ الأميركي بدأ عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات «التحالف»، قال كيري «لن نتخلّى أبداً عن تحالفاتنا وصداقاتنا»، موضحاً أنّ الولايات المتحدة مقتنعة «بضرورة الوقوف في صفّ الذين يشعرون أنهم مهدّدون بسبب الخيار الذي يمكن أن تقوم به إيران».
وفيما لم ترشح معلومات حول زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية حيث التقى «الرئيس» اليمني عبد ربه منصور هادي، استبعدت مصادر ديبلوماسيّة في الأمم المتحدة تمرير مشروع قرار دول مجلس التعاون الخليجي حول اليمن، والذي يتم التفاوض بشأنه بين أعضاء مجلس الأمن الدولي منذ يوم الأحد الماضي.
ووفق المصادر، فإن الاجتماع الذي عقده مندوب السعودية السفير عبد الله المعلمي مع نظيره الروسي فيتالي تشوركين، أمس الأول، لم يسفر عن أيّ تغيير في موقف موسكو الرافض لمشروع القرار الخليجي الذي يدين الحوثيين ويدعو إلى منع وصول الأسلحة إليهم، فيما ترفض السعودية إدخال تعديلات عليه.
وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلّ أطراف الأزمة اليمنية إلى العودة للتفاوض وإظهار حسن النوايا، لإنهاء الأزمة الحالية في البلاد. وقال إنّه «لأكثر من شهرين، قام المبعوث الخاص (إلى اليمن) جمال بن عمر بتسهيل عمليّة مفاوضات شاملة للجميع، وعلى الرغم من أنّ الخلافات لا تزال قائمة بشأن القضايا المهمة، لكن تم حل العديد منها».
ومع تكثيف الغارات في أنحاء البلاد، انضمت مصر، للمرة الأولى، أمس، للمشاركة في القصف، بحسب ما أعلن المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري.
وعرض عسيري، في مؤتمره الصحافي اليومي في الرياض، مقطع فيديو لقصفٍ بطائرة لأحد المواقع التابعة للحوثيين، مشيراً إلى أنّ «طائرة مصرية هي التي نفّذت هذا الهجوم على هذا الهدف»، وأضاف «ليس من المهم أن نذكر من نفذ، لكن المهم أن تقدم العمليات بجهد متكامل ومتناسق والنتيجة النهائية».
وتمكنت «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» والجيش اليمني من دخول العاصمة الإقليمية لمحافظة شبوة شرق اليمن، وذلك برغم الضربات.
وقالت مصادر إنّ زعماء قبليين محليين ومسؤولين عن الأمن سهّلوا دخول الجماعة إلى مدينة عتق، حيث سيطرت على مقار الحكم المحلي ومجمعات القوات الأمنية، ما دفع مقاتلات «التحالف» إلى تنفيذ غارات كثيفة على شبوة.
وأكّدت مصادر أخرى أنّ نحو 85 سجيناً فرّوا من السجن في عتق مع انسحاب قوات الشرطة من مقارها في المدينة بعد سيطرة الحوثيين.
وجاءت السيطرة على المدينة بعد اشتباكات اندلعت مع مسلحي القبائل في مناطق عدة في محافظة شبوة، أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين خلال الأيام الماضية.
وبذلك يقترب الحوثيون والجيش من أبرز المنشآت الاقتصادية في اليمن، وهي منشأة الغاز ومركز تصديره في بلحاف على بحر العرب على مسافة 160 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي، كما يقتربون من حضرموت حيث يسعى تنظيم «القاعدة» إلى التمدّد في المحافظة.
وأفاد سكان في مديرية السدة في وسط اليمن بأنّهم استيقظوا ليجدوا أعلام تنظيم «القاعدة» مرفوعة على المباني الحكومية. وقالوا إنّ مجموعة من متشدّدي التنظيم، تحت إمرة قائد محلي يعرف بمأمور الحاكم، سيطرت على المنطقة خلال الليل، حيث أقاموا نقاط تفتيش في أحياء المدينة، وتمركزوا في بعض المؤسسات الحكومية، من دون أي مقاومة.
يأتي ذلك فيما قال سكان إنّ طائرات «عاصفة الحزم» قصفت، أمس، عدداً من المنازل، ما أدى إلى احتراقها في منطقة سناح في الضالع جنوب البلاد. وقصفت المقاتلات مواقع في صعدة وعمران في الشمال، ومواقع عسكرية في محيط صنعاء، بالإضافة إلى أهداف في تعز وفي مرفق ماوية بين تعز وعدن، كما شنّ «التحالف» غارة استهدفت مبنى وزارة الدفاع في العاصمة.
وأعلنت جامعة صنعاء، كبرى الجامعات الحكومية اليمنية، استمرار تعليق الدراسة في جميع كلياتها أسبوعاً إضافياً، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد.
وفي سياق مواز، يبدو أنّ شركات الشحن البحري العالمية تضطرّ إلى تقليص أو تعليق رحلاتها إلى اليمن مع تفاقم الصراع، وهو ما يؤثّر سلباً على إمدادات الأغذية إلى أفقر بلد عربي، في وقت ترتفع فيه الأسعار في السوق المحلي.
ويستورد اليمن حوالي 90 في المئة من حاجاته الغذائية، بما في ذلك معظم احتياجاته من القمح وجميع حاجاته من الأرز. ويتم نقل معظم وارداته الغذائية على سفن أجنبية.
وقال مصدر في قطاع تجارة السلع الأولية، إنّ «الكثير من الشركات المالكة (للسفن) وشركات الشحن ترفض الذهاب إلى اليمن. لا يزال بإمكانك الرسو في عدد من الموانئ لكن عنصر الخوف يتصاعد»."
النهار
خامنئي يشنّ هجوماً غير مسبوق على السعودية
وكيري يتّهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "في موقف هو الاكثر حدة من أعلى المستويات في ايران حيال المملكة العربية السعودية منذ بدء تحالف "عاصفة الحزم" غاراته الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن قبل 15 يوماً، طالب مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي بنبرة شديدة اللهجة وغير مسبوقة في مجال العلاقات مع الرياض، بوقف ما سماه "الابادة الجماعية" في اليمن. وبقدر ما يزيد الموقف الايراني الاحتقان الاقليمي بفعل الصراعات الدائرة في اليمن والعراق وسوريا، لم يسلم الاتفاق الاطار النووي الذي توصلت اليه طهران ومجموعة 5 + 1 في مدينة لوزان السويسرية الاسبوع الماضي، من انتقاد المرشد الذي رأى ان ليس هناك ما يضمن التوصل الى اتفاق نهائي مع القوى الكبرى على البرنامج النووي لبلاده، ليحد من اجواء التفاؤل التي سادت بعد التوصل الى الاتفاق الاطار.
تصعيد ايراني
وبعد ساعات من اطلاق وزير الخارجية الاميركي جون كيري موقفاً اتهم فيه صراحة ايران بنقل مساعدات عسكرية الى الحوثيين في اليمن وتلويحه بأن واشنطن لن تقف مكتوفة امام محاولات ايران زعزعة استقرار المنطقة، قال خامنئي ?