وسم غاليانو الأدب «السياسي» في أميركا اللاتينية منذ كتابه الأول «شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة»، وقد روى فيه آليات نهب الدول الأوروبية وقواها السياسية والاقتصادية كما أميركا الشمالية لثروات وثقافات قارته
بعد غونتر غراس بساعات، قامة أدبية أخرى ترحل نهار أمس: كاتب الأوروغواي الكبير إدواردو غاليانو عن عمر 74 سنة، في مسقط رأسه مونتيفيديو، بسبب مرض السرطان وفق ما أعلنه ناشره الإسباني.
وسم غاليانو الأدب «السياسي» في أميركا اللاتينية منذ كتابه الأول «شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة»، الذي صدر العام 1971 وكان يومها لا يزال في الثلاثين من عمره، وقد روى فيه آليات نهب الدول الأوروبية وقواها السياسية والاقتصادية كما أميركا الشمالية لثروات وثقافات قارته، منذ وصول أولى المستعمرين الإسبان إلى تلك المنطقة.
جاء كتابه هذا من خلال وجهة نظر المنتصر لا المهزوم ما جعله «الوجه الإشكالي الكبير» لليسار الأميركي ـ اللاتيني. كتاب تحول إلى «إنجيل» بالنسبة إلى هذا اليسار في السبعينيات والثمانينيات ومن بعدهم بالنسبة إلى مناهضي العولمة.
بدأ غاليانو رحلته مع الصحافة وهو في الرابعة عشرة من عمره، بعد أن نشر رسوما كاريكاتورية في أسبوعية «إل صول» التابعة «للحزب الاشتراكي» في الأوروغواي، وبين 1961 ـ 1964 أدار صحيفة «مارشا» الشهيرة ومن ثم صحيفة «إيبوكا» (بين 1964 ـ 1966). من هنا كان يقول عن الكتابة «لم يكن لدي الحظ في معرفة شهرزاد ولم أتعلم فن الكلام في قصور بغداد، تشكلت جامعاتي من مقاهي مونتيفيديو العتيقة»..
عرفت المكتبة العربية الكثير من أعمال غاليانو، منها: ثلاثيته الكبرى «ذاكرة النار»، و«كتاب المصادفات» و«كتاب المعانقات» و«كرة القدم، ظل وشمس». ومع ذلك بقي اسمه غير معروف على نطاق واسع في ما لو قارناه بأسماء مثل ماركيز أو بورخيس أو يوسا وغيرهم.