ينهي الشريط تقريره بأسلوب يدّعي صفة البحث العلمي، بأنه لا تزال التحقيقات جارية حول صحة "وثيقة زواج المسيح"...ويبدو أن الكنيسة البابوية في روما مستبعدة تماماً عن مجرى هذه "التحقيقات"، والتي لا تزال صامتة إزاء هذه الأفلام
تتابع شبكة الـ CNN الإعلامية الأميركية حملتها المشبوهة في تشكيك المسيحيين بأصول عقيدتهم الدينية وفي شخص السيد المسيح نفسه، عبر ملاحق من أفلام وثائقية تدعمها بمقابلات مع شخصيات تحمل صفات علمية عالية المستوى كي تخلع على المشاهد صدقيتها في ما تزعمه، كون المشاهد الغربي يؤمن إلى حد كبير بالعلم المحسوس والمادي ويقّدر العلماء.
وجاء في فيلم يوم أمس، أن أحد المواطنين، ووصفه الشريط بالمتبرع، قدّم ما أسماه "وثيقة" تشير إلى أن السيد المسيح (ع) كان متزوجاً. واللطيف أن هذا المتبرع هو نفسه كان قد قدّم سابقاً وثيقة أيضاً وتبيّن في ما بعد أنها مزوّرة. ولكن لا يبدو أن هذا السبب ذي أهمية تذكر مع أن البروفيسور الذي يتابع التحقيقات في الوثيقة قد أشار إلى هذه المسألة، إلا إنها جاءت عرضية.
ويقول مايكل بيبارد، البروفيسور في علم اللاهوت بجامعة فوردهام، في مقابلة مع CNN بعد أن أجرى مع فريق متخصص بعلم أوراق البردى والكتابات القبطية: "في الصورة نرى جزءا من ورقة بردى قبطية وهي تحتوي على عدد من الأمور حول العلاقات الأسرية والعائلية.. ما يظهر عليها هو كونها غير مهنية بنظر من درس اللغة القبطية وأوراق البردى القديمة وهذا لا يعني أنها مزورة بالضرورة."
وأضاف: "المكتوب في السطر الرابع هو: ’المسيح قال لهم: "زوجتي ستتمكن من أن تصبح من تلاميذي". ولكن ما لا نملكه هو النص الكامل حيث أن هذا جاء في عبارة ولا نعلم السياق الكامل الذي جاءت فيه هذه الجملة."
وأشار البروفيسور مايكل إلى أن : "البعض يفسر ذلك بأن زوجة المسيح هي الكنيسة أو أن زوجته هي إشارة للمجتمع الذي يتبعه أو حتى إمكانية أن زوجته هي مريم المجدلية، لا أحد يعلم بالضبط السياق الذي قال فيه المسيح ذلك."
ولكن البرفيسور لم يتمكن على ما يبدو من عدم الاعتراف بالحقيقة التاريخية التي تؤمن بها جميع الطوائف المسيحية، إذ قال :"لا اعتقد أن المسيح كان متزوجا.. أقول ذلك من وجهة نظر تاريخية وليس دينية، المسيح كان يجول وحيدا ويقوم بالوعظ حول نهاية العالم، إلى جانب أنه قال أمورا جدلية حول مبدأ الزواج والحياة العائلية مثل أن على الناس ترك آبائهم وامهاتهم واللحاق به، وعليه لا اعتقد أن المسيح تاريخيا كان متزوجا فلا يوجد لدينا دليل تاريخي عن ذلك.. ولكن لا يمكننا التأكد بشكل قاطع من هذا الأمر."
وينهي الشريط تقريره بأسلوب يدّعي صفة البحث العلمي، بأنه لا تزال التحقيقات جارية حول صحة "وثيقة زواج المسيح"...ويبدو أن الكنيسة البابوية في روما مستبعدة تماماً عن مجرى هذه "التحقيقات"، والتي لا تزال صامتة إزاء هذه الأفلام التي بدأت تروّجها المحطة الأميركية منذ أشهر..
لننتظر سوياً ونرى ما ستؤول إليه هذه التحقيقات، والتي تذكّرنا بسابقاتها حيث وعدت المحطة بمتابعة هذه التحقيقات في كل مرة، وإلى اليوم لم تعلن عن أي نتائج تذكر، ولم تتطرق حتى إلى مجريات هذه التحقيقات..!!