23-11-2024 07:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

ستة أسباب إستراتيجية روسية تستكمل الفيتو الداعم لسورية في مجلس الأمن

ستة أسباب إستراتيجية روسية تستكمل الفيتو الداعم لسورية في مجلس الأمن

إنه قرار استراتيجي سوف يذكر التاريخ أنه كان الموقف الذي من خلاله رأى العالم بداية الرد الفعلي الروسي على سقوط الاتحاد السوفياتي...

كتب نضال حمادة
في موقف الجمعة بتاريخ 20/05/2011 نشرنا تقريرا أشرنا فيه إلى تصلب روسيا في القضية السورية خلافا لما كان عليه الحال في المسألة الليبية، حيث غابت موسكو عن التصويت في مجلس الأمن فاتحة الباب للأطلسي لقصف ليبيا وإسقاط نظام القذافي، كما وأشرنا في التقرير ذاته إلى استعداد موسكو لاستخدام حق النقض الفيتو إذا لزم الأمر في مجلس الأمن دفاعا عن سورية، وللصراحة تلقينا حينها اتصالات كثيرة تعتبر الاعتماد على موقف روسي صارم ضربا من الخيال فيما كنا نواجه اعتراضا كبيرا ونقاشا في كل مرة نتحدث فيها عن موقف روسيا الجاد والحازم ضد تمرير أي قرار ضد سورية.

 وكان تقريرنا على موقع المنار ضمن موقف الجمعة بتاريخ بعنوان "حول التزام روسيا بالفيتو دعما لسورية في مجلس الأمن " ذكرنا ما يلي حول الموقف الروسي من سورية:
في الموقف الروسي المتشدد لا يرى الفرنسيون تراجعا حسب ما قال لموقع المنار النائب عن الحزب الاشتراكي (جيرار بابت) الذي يرأس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في البرلمان الفرنسي، كما انه يؤكد أن فكرة التدخل العسكري في سورية أمر ملغى كليا. ويشير (دانيال فيرنيه) مدير التحرير السابق في صحيفة لوموند والذي يدير موقع (سلات) المقرب من أوساط الأجهزة الفرنسية إلى أن رئيس الحكومة الروسي (فلاديمير بوتين) لم "يبلع" لحد الآن خطأ الرئيس الروسي (مدفيديف) بتمرير القرار الدولي الذي سمح بشن الحرب على ليبيا.

 ويضيف (فيرنيه) أن سورية بالنسبة لروسيا ليست ليبيا، فمعمر القذافي لا يعد حليفا حقيقيا لموسكو خصوصا أن ابنه سيف الإسلام ينتهج سياسة انفتاح على الغرب، بينما تبقى سورية الحليف الأقوى والأقرب لموسكو، حيث تتواجد قاعدة بحرية روسية في ميناء اللاذقية السوري وهو الميناء الوحيد على البحر المتوسط الذي يتواجد فيه الأسطول الروسي، كما أن الصين تعتبر سورية حليفا موثوقا وهي هددت صراحة بالفيتو، ينتهي هنا كلام (فيرنيه).

ويبدو مما تقدم ومن إصرار المسؤولين الفرنسيين على المضي بالضغط من باب مجلس الأمن على سورية رغم قناعتهم بوجود الفيتو الروسي، أن هذا التحرك يسعى لإيجاد ورقة ضغط ضد دمشق على الأقل معنويا فضلا عن إرسال إشارات التطمين إلى الأطراف العربية المتحالفة حديثا مع فرنسا في قضايا المنطقة. هذا كله يتم بينما يعمل على خط متواز على ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان استعداداً لاستخدامه في مجلس الأمن ضد مسؤولين سوريين وإيرانيين ومسؤولين من حزب الله، على أمل إحراج روسيا وتفادي الفيتو الروسي أو الصيني بحجة خضوع المحكمة لوصاية مجلس الأمن تحت الفصل السابع.

ألآن وقد صدقت التوقعات واتخذت كل من روسيا والصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن رغم التعديلات التي أدخلتها الدول الأوروبية على مشروع القرار والتي بلغت مرات ست، نجد من واجبنا أن نسلط الأضواء على بعض ما يمكن أن تتخذه السياسة الروسية في المنطقة استكمالا لهذا الفيتو التاريخي بكل المقاييس في عمر وريثة الاتحاد السوفياتي ويمكن لنا أن نحدد المحاور التالية:

  • دخول الغاز الروسي على خط أي تصعيد مرتقب مع أوروبا وفي ما يتعلق بالملف الجزائري الحاضر على نار التحريض في فرنسا خصوصا وقد رأينا الأسبوع الماضي زيارة أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني للجزائر. وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، فإن الأمير القطري طرح على نظيره الجزائري مجددا فكرة إنشاء كونسورتيوم دولي للغاز على غرار أوبيك، وهذا الطرح كان قد حمله أمير قطر للجزائر في بدايات الأزمة الليبية. وكنا ذكرنا الموضوع حينها ويبدو أن موسكو تستشعر بداية تحرك في هذا المجال ضدها لذلك تتمهل مع إيران لتتضح معالم التحرك القطري هذا.
  • دخول روسيا مجددا على خط تسليح حلفائها السوريين والجزائريين. وهناك معلومات في باريس تتحدث عن استعداد موسكو لتزويد دمشق بشبكة صواريخ اسكندر الجوية المتفوقة والتي يمكن لها الحد من التفوق الجوي التركي بالتحديد.
  • يبدو أن الروس سوف يبدأون حملة التصعيد الدبلوماسي في مجلس الأمن حول ليبيا، وسوف تكثر الانتقادات الروسية للأطلسي وتصرفاته في هذا البلد.
  • هناك تعهد روسي للجزائر بدعمها في أية مواقف تتخذها من الوجود الأجنبي على حدودها، أي في ليبيا.
  • بدء موسكو بإرسال إشارات الإمتعاض لتركيا. وقد لوحظ تركيز قناة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية على بث برامج وثائقية خلال الأسابيع الماضية تروي كيف كانت تركيا تاريخيا العائق أمام وصول الروس إلى المياه الدافئة.
  •  تعتبر موسكو أن أميركا التي سوف تنسحب من العراق تخوض آخر معاركها في سورية والولايات المتحدة العاجزة عن خوض أية معارك دبلوماسية وعسكرية مباشرة أوكلت حلفاءها الفرنسيين والقطريين والأتراك المهمة ضد دمشق، غير أن روسيا استغلت هذا الضعف الأميركي وكان اتخاذها حق الفيتو بمثابة قطع الطريق نهائيا على أية محاولة أميركية للحفاظ على نفوذها الذي لا بد انه سوف يبدأ بالسقوط السريع مع الإعلان عن بدء الانسحاب الكامل في بلاد الرافدين..

إنه قرار استراتيجي سوف يذكر التاريخ أنه كان الموقف الذي من خلاله رأى العالم بداية الرد الفعلي الروسي على سقوط الاتحاد السوفياتي...