21-11-2024 07:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

الإمام الخامئني : ليس لدينا ما نخفيه عن الشعب وهذا مصادق لتعاطفه معنا

الإمام الخامئني : ليس لدينا ما نخفيه عن الشعب وهذا مصادق لتعاطفه معنا

هؤلاء السادة المشغولون بالعمل، هم أفراد محل ثقتنا وليس لدي أيّ شك، ولكن في الوقت نفسه لدي هواجس جدّية. وهذه الهواجس ناتجة عن كون الطرف المقابل أهل غدر وكذب

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء حشد من مداحي أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)    

في 9\4\2015م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. اللّهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها عدد ما أحاط به علمك.

     كلمة الإمام الخامنئي في لقاء حشد من مداحي أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة ميلاد السيدة فاطمة الزهراء

أبارك هذا الميلاد السعيد لجميع محبي الولاية، محبي النبوّة، محبي أهل بيت النبي، المتيّمين بالفضائل الحقة. أرحّب بكم أيّها الأعزّاء؛ أنتم جميعاً أصحاب شأن ومقام وهو ما سأتطرق إليه في سياق كلامي. قبل البدء بالكلام، تحضرني الذكرى العطرة للمرحوم السيد "آهي" (رحمة الله عليه) المداح الملتزم والخيّر والمثابر.

أعرف المرحوم "آهي" منذ أوائل الأربعينيات (الستينيات ميلادي). حيث حضر جمع من مداحي أهل البيت إلى مشهد وكان مداحاً نشيطاً؛ لم نتعرّف على بعضنا ولكن كنت أراه وأعرفه. عرفته عن بعد لسنوات طويلة؛ بعد ذلك التقيته عن قرب. أسأل الله له علو الدرجات، فقد كان ملتزمًا وحريصًا ومؤمنًا بكلّ ما للكلمة من معنى، وكان لديه شعور خاص بالالتزام والمسؤوليّة تجاه المدّاحين. كنا نراه هنا في كلّ سنة، رحمه الله؛ غفر الله له؛ وغفر الله لنا أيضًا. 

سأتعرّض لثلاثة مواضيع: الموضوع الأول خاص بكم أنتم، ما يخص المدح ويخص هذه المهنة الشريفة جدًّا؛ والثاني موضوع النوويّ الذي أضحى اليوم القضيّة الشاغلة في بلدنا؛ وأخيراً موضوع اليمن؛ سأطرح هذه المواضيع الثلاثة اليوم بصورة إجمالية أمامكم أيّها الأعزّاء، وفي الواقع أمام كل الشعب الإيراني.

"مادح الشمس يمدح نفسه"

بالنسبة للموضوع الأول، مهنة المدح مهنة شريفة جدًا؛ لماذا؟ لأنّه كان هناك طوال التاريخ أشخاصٌ يمدحون الظلمة والطغاة، ولا زالوا موجودين. ولدينا في عالمنا اليوم أيضًا أناس يطلقون ألسنتهم لمدح أنجس البشر، أو يحملون أقلامهم المأجورة – بأجر وسخ ونجس – لأداء نفس المهمة؛ أما أنتم فعلى العكس من ذلك: سخرتم ألسنتكم وأنفاسكم وحناجركم وقدراتكم الفنيّة لمدح الفضائل. إنّ أهل بيت الرسول هم أهل الفضيلة؛ وجودهم ينضح بالفضيلة. مادح الشمس في الحقيقة يمدح نفسه ؛ ففي الحقيقة عندما تمدحون فضائل أهل بيت النبي أنتم تمدحون أنفسكم وبهذا تُبرزون شرف هذه المهنة. قبل بضعة سنوات، وفي مجلس فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هذا، أنشدت أشعار للمرحوم "صغير الأصفهاني" هذه

[ترجمة شعر]
"جاء الحديث بأنّ الرسول في ليلة الإسراء           رأى قافلة وأنا أحد جِمال تلك القافلة
إن لم تصدقني وأردت دليلًا فانظر                    إلى كتاب مدائحه في يدي فهذا حِملي"
رحم الله صغير الأصفهاني.

وعليه، أنتم تحملون كتاب مدح الفضائل في أيديكم؛ هذا شرف كبير هنيئا لكم؛ قدّروا هذا العمل واغتنموا هذه الخصوصيات وهذه الفرصة. هذه هي النقطة الأولى بالنسبة لمهنة المدح.

أما النقطة الثانية؛ تمتلك طبقة المداحين في بلدنا فرصة عظيمة جدًا؛ فأنتم تقيمون المجالس التي تجتمع فيها تحت منبركم وموالدكم ومدائحكم ومراثيكم حشود كبيرة تصل أحيانًا الى الآلاف وأغلبهم من الشباب؛ هل هناك فرصة أكبر؟ كلّ هذا الجمهور المستمع، كلّ هذه القلوب المستعدّة للإنصات والإدراك، كلّ هذه النفوس المستعدة للتربية بين أيديكم. إنّها فرصة؛ "إغتنموا الفرص فإنّها تمرّ مرّ السحاب" . إغتنموا هذه الفرصة، واستغلوها على أكمل وجه.

بلِّغوا معارف الدين!

النقطة الثالثة؛ ما هي الاستفادة المثلى من هذه الفرصة؟ بتبليغ معارف الدين؛ تبليغ الأمر الذي وضع لأجله هؤلاء العظماء، أعلام العظمة والفضيلة، أرواحهم على أكفّهم وتحمّلوا كل هذا العذاب وعانوا كلّ هذه المصائب حتى حصلت حادثة عاشوراء وغيرها من الأحداث الفجيعة في صدر الإسلام. من أجل ماذا؟ من أجل نشر معارف الدين. استغلوا هذه الفرصة لنشر معارف الدين وتوجيه جيل الشباب نحو العمل بالدين وتطبيق الشريعة وتحمّل المسؤوليات الكبرى في هذه المرحلة. إنّ بلدنا وشعبنا والعالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى الفهم الصحيح والعمل الصحيح والصمود. الشعب الإيراني قدوة؛ والشباب يمثلون المحرّك من بين فئات الشعب. هؤلاء الشباب بين أيديكم؛ يعني من وجهة نظر خاصة ستلاحظون أن مفتاح محرّك العالم الإسلامي في يدكم؛ بلِّغوا معارف الدين.

علموا الناس ما يحتاجونه وما يحتاجه هؤلاء الشباب ليكونوا طاهرين وليحيوا حياةً طاهرة، وليكون أسلوب حياتهم إسلامياً، ليصبحوا مسلمين بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولتكون عاقبة أمورهم خيراً؛ هذا الأمر بيدكم. 

متى كان لدينا عبر التاريخ مثل هذه المجالس التي يجتمع كل هؤلاء الشباب ويضعون قلوبهم بين أيديكم. إذا أحصيتم جميع المداحين في زماننا في مرحلة شبابنا في مشهد فلن يتجاوز العدد الخمسة أو الستة، ولعلّ طهران كان فيها أكثر من ذلك بقليل. كل هذه المجالس كل هؤلاء الخطباء، كل هؤلاء المنشدين، كل هذا الفن، كل هذه الأصوات الجميلة... يتحرّك الشعراء وينشدون الأشعار. إستغلوا هذه الفرصة. كان هذه النقطة التالية.

اجتنبوا النزعة الخرافيّة

أما النقطة الأخيرة فهي الابتعاد عن الانحراف، نبذ النزعة الخرافية، اجتناب صناعة مشاكل عقائدية للشباب. قد نقول أحيانًا كلمة، تخلق عقدة في ذهن الشاب المستمع لنا؛ من الذي سيحل له هذه العقدة؟ هذه العقدة التي نوجدها في ذهن الشاب وهذه المشكلة العقائدية التي نصنعها له بسبب بياننا الناقص أو الخاطئ أو قلة انتباهنا أو عدم تحمّلنا للمسؤولية، كيف تحل هذه العقدة؟ هذه مسؤولية. هل يجوز أن نبدّل مجلس عزاء و ذكر سيد الشهداء - الذي نال هذه العظمة بسبب الشهادة والفداء في سبيل الله والتضحية، التضحية بكل شيء، بكل الرغبات، بكل الطلبات – نبدّله إلى شيء سخيف، إلى مكان يعرّي فيه مجموعة من الشباب صدورهم ويقفزون في الهواء لا يدركون ما يقولون؟ هل هذا صحيح؟ أهكذا يكون شكر النعمة التي وهبكم الله إياها؟ هذا الصوت الجميل نعمة؛ هذه القدرة على إدارة المجلس نعمة.

هذه أمور لم يعطها الله للجميع بل أعطاها لكم، يجب أن تشكروا هذه النعم. وعليه، أنا أحب مداحي أهل البيت من صميم قلبي؛ أدعو لكم؛ أسأل الله التوفيق والعون لكم. ولكن دعوني أقول لكم أيضًا إنّ الآمال التي عقدها المجتمع الإيراني وكل المنطقة اليوم على المداحين هي آمال مرتفعة. أنا لا أستطيع قول شيءٍ حول الصدّيقة الطاهرة المعصومة الراضية المرضية سلام الله وسلام جميع أنبيائه وملائكته وعباده الصالحين عليها؛ لقد ذكرتم بعض الأمور في كلماتكم، ولسان هذا العبد قاصر عن الحديث عنها، لذلك أترك الكلام في هذا الموضوع.

لا ضمانة لأصل التوافق

الموضوع الثاني هو القضية النووية؛ سأل البعض ويسألون لماذا لم يتخذ فلان [الإمام الخامنئي] موقفاً من القضية النووية؟ والجواب: ليس هناك شيء لاتخاذ موقف بشأنه. يقول مسؤولونا، مسؤولو الملف النووي، المتصدون للعمل، إنه لم يتحقق شيء، ليس هناك أي التزام متبادل؛ أي موقف؟! إذا سئلت هل أنت موافق أم معارض؟ سأقول: لست موافقًا ولا معارضًا؛ لأن شيئاً لم يحصل أساساً؛ إلى الآن لم يُنجز أي عمل.

المشاكل تكمن في التفاصيل التي يفترض أن يجلسوا ويبحثوها واحداً بعد الآخر؛ وهذا ما قاله المسؤولون؛ قالوه لنا وصرّحوا به للشعب في مقابلاتهم، كل المشاكل ستأتي لاحقاً. الطرف المقابل، عنيد ينقض الميثاق ويخون العقود وينكل بعد المعاملة وهو كثير المساومة ويطعن في الظهر، إلى ما شابه هذا من أعمال قبيحة، ومن الممكن أن يحاول حشر بلدنا وشعبنا وفريق تفاوضنا في زاوية ضيقة عند الوصول إلى التفاصيل؛ لا نملك حتى الآن أي شيء، ليس هناك أي التزام. ما يتبادله البعض الآن من تهاني، تهنئتي، وتهنئة الآخرين، هذه تهنئة لا معنى لها، أي تهنئة؟!..

إنّ ما جرى حتى الآن، لا يضمن أصل الاتفاق ولا المفاوضات المؤدية لاتفاق، ولا يضمن محتوى الاتفاق؛ ولا شيء من هذا؛ حتى أنه لا يضمن استمرار المفاوضات ووصولها الى أي اتفاق؛ ما حصل حتى الآن هو بهذا الشكل وكل شيء متعلق بما سيجري من الآن وصاعدًا.

أطرح هنا عدة نقاط حول المسألة النووية. بالطبع أنا لم أكن متفائلًا أبدًا في أي وقت بالنسبة للمفاوضات مع أمريكا. وهذا ليس من باب التوهم بل نتيجة تجربة؛ لقد جربنا. إذا حدث في يوم ما  [ونُشرت] كل الأحداث والتفاصيل والمحاضر والكتابات المتعلّقة بالمفاوضات الحالية واطّلعتم أنتم إن شاء الله عليها، سترون وستعرفون من أين حصلنا على هذه التجربة؛ لقد جرّبنا. وعلى الرغم من أنّي لم أكن متفائلًا بالنسبة للمفاوضات مع أمريكا، إلا أنّني لم أعارض هذه المفاوضات الخاصة بمورد محدّد [الملف النووي]، لقد وافقت عليها ودعمت المفاوضين بكلّ قوة وكذلك فإنّني أدعمهم حاليا أيضًا.

وأنا أرحب وأدعم مئة بالمئة الاتفاق الذي يؤمّن مصالح الشعب الإيراني ويحفظ عزة الشعب الإيراني ؛ فليعلم الجميع هذا الأمر! إذا ادّعى أحد بأنّنا مثلًا نعارض الإتفاق أو الوصول الى نقاط مشتركة، فإنّ كلامه مخالف للحق والحقيقة، كلا، إذا جرى الوصول الى اتفاق يؤمن مصالح الشعب والبلاد فأنا العبد لله سأوافق عليه بالكامل. وبالطبع، فقد قلنا سابقًا بأنّ عدم الاتفاق أفضل من الاتفاق السيّئ - وهذا ما يقوله الأمريكيون أيضًا- هذه قاعدة، ومعادلة صحيحة؛ عدم حصول اتفاق هو أفضل من الاتفاق الذي يتم فيه ضرب مصالح هذا الشعب العظيم وضرب عزّته وإهانته؛ عدم التوافق أشرف من هكذا إتفاق. هذه هي النقطة الأولى. 

النقطة الثانية هي أنني العبد لله لم أتدخل في تفاصيل والمفاوضات ولن أتدخل كذلك فيما سيجري؛ أنا حددت القضايا الكلية والخطوط الأساسية والأطر الهامة والخطوط الحمراء وذكرتها لمسؤولي البلاد وخاصة لرئيس الجمهورية المحترم حيث أن لدينا لقاءات منتظمة ومستمرة. وكذلك في موارد محددة، لوزير الخارجية المحترم؛ تم تحديد الخطوط العامة والرئيسة. أما تفاصيل العمل والجزئيات الصغيرة التي لا تؤثر ولا تضر في تأمين الخطوط العامة فهي من صلاحياتهم. يمكنهم أن يتابعوها ويعملوا عليها. حين يقال حاليا إن تفاصيل هذه المفاوضات هي تحت نظر القيادة، فهذا ليس كلاما دقيقًا؛ بالطبع فأنا العبد لله أشعر بالمسؤولية ولا أستخف بهذه المسألة بأي وجه من الوجوه، هناك كليات عامة سأشير إلى بعضها في سياق الحديث؛ ذكرناها سابقا في الخطابات العامة للشعب وبشكل أكثر تفصيلا للمسؤولين. 

النقطة الثالثة؛ وكما ذكرت سابقا فإنّني أثق بالمتصدّين لهذا الأمر؛ إعرفوا هذا، هؤلاء السادة المشغولون بالعمل، هم أفراد محل ثقتنا وليس لدي أيّ شك، ولكن في الوقت نفسه لدي هواجس جدّية. وهذه الهواجس ناتجة عن كون الطرف المقابل أهل غدر وكذب ونقض عهود وحركة مخالفة للاتجاه الصحيح؛ الطرف المقابل هو هكذا. ومثال على ذلك: ما حصل في هذه القضية الحالية؛ فبعد أن أنهى المفاوضون مفاوضاتهم، أصدر البيت الأبيض بعد عدة ساعات بيانًا توضيحيًّا حول المفاوضات. هذا البيان الذي أصدروه - ويسمونه " بيان الوقائع "- هو في أغلب نقاطه مخالف للحقيقة والواقع. أي أن الرواية التي يطلقونها حول المفاوضات والتفاهمات التي حصلت هي رواية مزيفة وخاطئة، ومخالفة للحقيقة والواقع. قرأت هذا البيان؛ أربع أو خمس صفحات؛ فهذه الصفحات لم يتم صياغتها خلال ساعتين! وفي الوقت الذي كانوا يفاوضون فيه، كانوا يعدون هذا البيان. أنظروا، الطرف المقابل هو هكذا؛ في الوقت الذي يتحدث معكم للوصول الى تفاهم على مواضيع محددة، يعدّ أيضًا بياناَ وإعلانا مخالفًا للأمر الذي تفاهمتم معه عليه وبمجرد إنتهاء المفاوضات يُصدر ذلك البيان!

القيادة والشعب؛ ثقة متبادلة

هكذا هو؛ طرف مقابل ناقض للعهود ومزوّر للوقائع؛ إنهم يتكلمون، ومن ثم وبشكل خصوصي  يقولون أن هذا لحفظ ماء الوجه؛ لكي لا يظهروا مثلا أمام خصومهم في الداخل بأنهم تنازلوا، يكتبون هكذا أشياء، حسن هذا الأمر لا يتعلق بنا. إذا كان القرار أن يضعوا معيارا للعمل، فبالطبع لن يكون ما كتبوه معيارًا. وهم يتحدثون عنا بهذه الطريقة. فقد قالوا بأنه بعد انتهاء المفاوضات فإن القيادة ستظهر إعتراضًا، لحفظ ماء الوجه؛ [كما يقول المثل] "الكافر يظن أن الجميع على دينه وطريقته".

إن كلامنا مع الشعب، بني على أساس الثقة المتبادلة؛ لقد وثق الشعب بهذا العبد الحقير، وبالمقابل أنا العبد لله أثق بهذا الشعب فردًا فردًا؛ أثق بهذه الحركة العامة؛ وأؤمن بأن" يد الله مع الجماعة" ؛ أؤمن بأنها يد الله التي تسيّر الأمور. أنظروا إلى [مسيرات] الثاني والعشرين من بهمن ، في ذلك البرد القارس، في تلك الظروف القاسية. أنظروا الى مسيرات يوم القدس، في ذلك الحر الشديد وتعب الصيام؛ من الذي يُخرج الناس الى هذه الشوارع والساحات؟ ماذا يستفيدون من النزول للشوارع والتظاهرات؟ إنها يد الله؛ نحن نرى الله، إننا نثق بهذه الحركة الجماهيرية، بهذه الأحاسيس الشعبية، نثق بهذا الصدق والبصيرة الشعبية؛ نتكلم مع بعضنا نحن والناس؛ أما الطرف المقابل فإنّه يتصرف بطريقة مغايرة؛ إنهم يقارنوننا بأنفسهم؛ بناء على هذا فإن هذا الهاجس موجود لدي؛ والقلق حاليا بأنهم ماذا سيفعلون وكيف سيتصرفون.

النقطة التالية؛ هي أن البعض أيّد، والبعض قد عارض؛ في مطبوعاتنا وصحافة بلدنا، في مواقع  الفضاء الإفتراضي وغيره، بعضهم يمتدح وبعضهم الآخر يعترض؛ أعتقد أنه ينبغي عدم المبالغة، وكذلك ينبغي عدم الإستعجال. يجب أن نرى ماذا سيحصل. بالطبع أنا قد قلت للمسؤولين في هذه الأيام القليلة الماضية، يجب على المسؤولين أن يُطلعوا الشعب وخاصة النخب على التفاصيل والوقائع؛ نحن ليس لدينا أمورًا سرية، ليس لدينا ما نخفيه. هذا مصداق التعاطف والتضامن مع الشعب؛ وحدة القلب واللسان التي أطلقناها شعارًا [للسنة الهجرية الشمسية الجديدة]، ليس التعاطف أمرا يُفرض بالقوة ولا بإصدار الأوامر، فيأتي شخص ويأمر الناس بالتعاطف ووحدة القلب، فيقول الناس :"ها نحن حاضرون". هذا ليس تعاطفًا، التعاطف هو كالوردة، كالغرسة وكالنبتة التي تزهر وردًا، ينبغي غرسها أولًا في التراب ومن ثم الاعتناء بها والمحافظة عليها، وسقايتها وحمايتها من المخاطر والآفات كي تنمو وتزهر، من دون هذا فلن يكون هناك تضامن ووحدة قلب. التعاطف القلبي أفضل من التفاهم اللساني، التفاهم اللساني جيد أيضًا.

"[ ترجمة شعر] :"كم من هندي وتركي بلغة [واحدة] متفاهمان    وكم من تركيين [يعيشان]معا غريبين
                   فاللسان هو ذاته محرم ٌ آخر                إلا أنّ وحدة القلب خير من اتحاد اللسان"

فلتأخذ وقتها!

التعاطف القلبي ضروري؛ يجب إيجاده وتنميته وتقويته. هذه وصيتي للجميع. والآن هناك فرصة جيدة للتعاطف القلبي؛ البعض معارض والبعض يعترض؛ حسن جدًا، ليقم مسؤولونا -وهم أشخاص صادقون وحريصون على المصالح الوطنية- بدعوة مجموعة من المعارضين لهذا الاتفاق الأولي- من الشخصيات البارزة المعارضة لما جرى - وليستمعوا الى كلامهم؛ لعل لديهم نقاطًا ما إذا ما أخذت بعين الاعتبار فإن عملهم في المفاوضات سيصبح أفضل؛ وإذا لم يكن هناك نقاط ما , فليعمل المسؤولون على إقناع المعارضين؛ هكذا يكون التعاطف القلبي؛ هكذا يتم توحيد القلوب والأحاسيس وبالتالي توحيد الأعمال. إنّ عليهم برأيي، أن يجلسوا معًا، ليستمعوا ويبحثوا ولعل هناك من يقول: يا سيد ليس لدينا سوى ثلاثة أشهر فقط! حسن فلتصبح أربعة أشهر، فلن تقع السماء على الأرض؛ ما الإشكال في ذلك؟ الطرف المقابل قام في مرحلة ما بالتأجيل سبعة أشهر. حسن جدًا. إذا قام الأصدقاء في إطار وحدة القلب واللسان هذه وتبادل الأفكار وأخذت الأمور بعض الوقت، ما الضير في ذلك؟ فلتأخذ وقتها، ولا بأس إن تأخرت القرارات النهائية قليلًا. لن يحصل شيء مهم! هذه هي النقطة التالية.

ليس "المجتمع الدولي" من يواجه إيران

النقطة الأخرى، هي إن هذه المفاوضات التي تجري حاليًّا - والتي يجري قسم منها مع مفاوضين أمريكيين- هي فقط حول الموضوع النووي؛ نحن لا نتفاوض مع أمريكا حول أي موضوع آخر؛ أبدًا وليعلم الجميع، لا في المسائل الإقليمية ولا في المسائل الداخلية المختلفة ولا في المسائل الدولية؛ إن موضوع البحث والمفاوضات اليوم هو فقط المسائل النووية. وستكون هذه تجربة واختبارا؛ فإذا تخلى الطرف المقابل عن اعوجاجه الذي اعتاد عليه، فستكون تجربة لنا؛ حسن جدًّا، فيمكن إذًا التفاوض معه حول مواضيع أخرى؛ أما إذا رأينا عكس ذلك: أنه مستمر في اعوجاجه وعناده المعهود الذي طالما شهدناه سابقًا، فبالطبع إنّ تجربتنا السابقة ستتأكّد شيئًا فشيئًا. وإن الطرف المقابل لنا ليس كلّ العالم! فليتم الانتباه الى هذه المسألة.

إذ أن يسمع الإنسان أحيانا تعابير- وأنا عاتب أيضًا على من يستخدمها - من بعض الأصدقاء الذين يقولون المجتمع الدولي! يقولون المجتمع الدولي والحال أنه ليس المجتمع الدولي هو الذي يقف مقابلنا؛ بل أمريكا وثلاث دول أوروبية! هؤلاء هم الذين يواجهون إيران حالياَ بعنادهم وانحرافهم وينقضون العهود ويكنّون الخبث والحقد؛ هم أمريكا وثلاث دول أوروبية؛ لا يوجد أحد آخر يقف في مقابلنا. فمنذ سنتين ونصف تقريبًا  اجتمع في مدينة طهران هذه، ممثلو أكثر من 150 دولة ومنهم حوالى خمسين رئيس جمهورية في إطار دول عدم الإنحياز؛ منذ أقل من ثلاث سنوات، وليس من مئة عام! أي أنه حدث جديد؛ هذا هو المجتمع الدولي! وأن نقول باستمرار "ينبغي أن يثق المجتمع الدولي بنا"؛ اين المجتمع الدولي؟ المجتمع الدولي يثق بنا بشكل كامل؛ حتى في تلك الدول [المواجهة لنا] فإنّ الكثير من الشعوب والناس غير راضين عن سلوك حكوماتهم، هذه هي نقطة أخرى.

تطوير الصناعة النوويّة؛ حاجة ضروريّة

النقطة التالية هي طلبات لي أنا العبد لله. حيث إن عندي طلبات من المسؤولين قد ذكرتها لهم، قلتها وأصرّ عليها. أحدها هي هذه المسألة: أن يعلموا بأن إنجازاتنا النووية الحالية هي أمر قيّم وهام جدًا؛ ليعلموا هذا ولا ينظروا لهذه الانجازات بتبسيط أو استخفاف، إنّها قيّمة جدًا. الصناعة النووية هي ضرورة لأي بلد. وأن يقوم بعض المثقّفين المتنوّرين ويحملوا أقلامهم ويكتبوا: "يا سيّد ما حاجتنا في هذا وماذا نفعل بالصناعة النووية؟" هذه خدعة وكلام شبيه بما قاله بعضهم أيام العهد القاجاري حين تمّ اكتشاف النفط وجاء الإنكليز يومها لينهبوا النفط، كان المسؤول القاجاري هنا يقول هذه مادة عفنة ذات رائحة كريهة ماذا نفعل بها، دعوهم يأتوا ويأخذوها! هذا شبيه بذلك. إنّ الصناعة النووية هي ضرورة للبلد؛ ضرورة لازمة للطاقة وكذلك للأدوية النووية الشديدة الأهمية، وكذلك لتحلية مياه البحر وأيضًا للحاجات الأخرى في مجال الزراعة وغيرها.

الصناعة النووية في العالم هي صناعة متطورة وهامة؛ ولقد حصل شبابنا عليها؛ حيث مثلت انفجار الاستعدادات والمقدّرات الداخلية والطاقة الذاتية لشبابنا؛ والآن إذا قال بلد متخلّف أنّه إذا قامت إيران بتخصيب الأورانيوم فنحن أيضًا سنقوم بالتخصيب! حسن جدًا، اذهبوا وقوموا بالتخصيب ، إذا كان لديكم القدرة فافعلوا. نحن لم نأخذ التخصيب من أحد، إنّه استعدادنا وقدرتنا الذاتية؛ إذا كان لديكم هكذا استعداد وطاقة عند شعبكم فقوموا بالتخصيب؛ هذه الذرائع الصبيانية التي تطلقها بعض الدول! إنّ التخصيب وما تم تحقيقه حتى الآن في هذا المجال، إنجازات على قدر كبير جدًّا من الأهمية. وليس بالأمر البسيط. وهذه هي خطواتنا الأولى في هذه الصناعة. يجب النهوض بهذه الصناعة والحركة نحو تطويرها والتقدم بها. والحال إن مجموعة مجرمة تمتلك هي القنابل النووية واستخدمتها ضد الشعوب مثل أمريكا، أو أنها قامت باختبارها مثل فرنسا ـ التي أجرت منذ حوالى 13 سنة ثلاث تجارب متتالية في المحيط [الهادئ]  وكانت نتائجها مضرة ومخربة للبيئة البحرية؛ ثلاث تجارب نووية خطرة جدًا، جرى استنكارها قليلًا في العالم ثم أسكتوا المعترضين وانتهى الأمرـ هؤلاء يوجهون كلامهم لنا!.

نحن لا نسعى للإنفجار النووي، نحن لسنا في وارد التجارب النووية ولا إنتاج السلاح النووي؛ ليس بسبب كلامهم، بل لأجلنا نحن أنفسنا وبسبب ديننا وعقلنا. فتوانا الشرعية هي هكذا، وكذلك فتوانا العقلية. فتوانا العقلية هي هذه؛ إننا لا نحتاج الى السلاح النووي لا اليوم ولا غدًا ولا في أي وقت. السلاح النووي هو مصدر للضرر والخسارة لبلد مثل بلدنا ولن ندخل في تفصيل هذا الأمر الآن. بناء على هذا فإن الإنجازات النووية هامة جدًا والسعي لتطوير هذه الصناعة وجعل البلد صناعيًا هو أمر ضروري جدًا؛ يجب الإلتفات إلى هذا الأمر. 

لا تثقوا بالطرف المقابل!

أما الطلب الآخر من المسؤولين فهو دعوتنا المسؤولين لعدم الثقة بالطرف المقابل. لحسن الحظ فقد صرّح مؤخرًا أحد المسؤولين المحترمين بشكل واضح قائلاَ أننا لا نثق أبدًا بالطرف المقابل وهذا شيء جيد جدًا. قلنا لهم لا تثقوا بالطرف المقابل ولا تخدعنكم ابتساماته، لا تثقوا بوعوده الجاهزة؛- وعوده الجاهزة وليس عمله الجاهز!- لأنه وكما يقول المثل "عندما يعبر حماره الجسر سيعود ليضحك على لحاكم!" إنّ هؤلاء وقحون لهذا الحد.

واليوم حين جرى تفاهم أولي وأُصدر بشكل محضر وبيان، ولم يتم أي أمر والطرفان نفسهما يقولان لا يوجد أي شيء ملزم حتى الآن، وفقط لأنهم استطاعوا الوصول الى هذا الحد، شاهدتم كيف أطل الرئيس الأمريكي على التلفاز وبأي أسلوب وتظاهر وكيف تكلم! الأمر الآخر الذي قلته للمسؤولين وأطرحه أيضًا على الناس، هو أنه في تفاصيل المفاوضات- الهامة جدًا في هذه الأشهر القادمة - ما يجب أن يحصل هو رفع الحظر والعقوبات بشكل كامل ودفعة واحدة. أن يقول أحدهم بأن العقوبات سترفع بعد ستة أشهر والآخر يقول ممكن أن ترفع بعد سنة وغيره؛ لا يستبعد أن تطول المدة الى أكثر من سنة، هذه كلّها من ألاعيبهم المتعارفة؛ وكلّها لا يمكن الالتفات إليها ولا يمكن القبول بها؛ يجب أن تلغى العقوبات ويرفع الحظر في اليوم نفسه الذي يتم فيه الاتفاق- إذا قدّر الله تعالى واستطاعوا أن يصلوا الى إتفاق - هذا ما يجب أن يحصل. إذا توقف رفع العقوبات مرة أخرى على القيام بعملية أخرى، فلماذا فاوضناهم من الأساس؟ لماذا كانت المفاوضات والمحادثات والبحث والجدل؟ كل هذا كان بهدف إلغاء الحظر والعقوبات؛ وأن يعيدوا ربط هذا الأمر مرة أخرى بشيء آخر، فهذا غير مقبول أبدًا.

السيادة الأمنيّة للبلاد؛ خطّ أحمر

النقطة الأخرى التي نبّهت المسؤولين المحترمين إليها وأعرضها عليكم أيضًا؛ أن لا يُسمح بأي شكل من الأشكال وتحت ذريعة الإشراف [على العمل النووي] بأن يتسلل هؤلاء للنفوذ إلى حريم السيادة الأمنية والدفاعية للبلاد؛ أبدًا؛ ليس مُجازًا للقادة العسكريين في البلد بأي وجه من الوجوه وتحت ذرائع الإشراف والتفتيش وما شابه، أن يسمحوا للأجانب بالنفوذ الى حريم السيادة الأمنية والدفاعية للبلاد، أو أن يوقفوا التطوير والتنمية الدفاعية. يجب أن تبقى القبضة المتينة للشعب في المجال العسكري والتنمية الدفاعية والقدرات الدفاعية كما هي ثابتة وقوية وأن تتزايد وتصبح أكثر قوة؛ وكذلك دعمنا لإخواننا المقاومين في النقاط المختلفة [في العالم]؛ هذه مسائل لا ينبغي التعرض لها مطلقًا في المفاوضات.

والتنبيه الآخر هو أنّ أي أسلوب إشراف غير معتاد ومألوف يمكن أن يحوّل الجمهورية الإسلامية الى بلد ذي حالة خاصة من جهة الرقابة والإشراف، هو أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال. إنّ ما هو مقبول بالنسبة لنا فقط أساليب الإشراف المعروفة والمتداولة في كل العالم وليس أكثر من ذلك.

التنمية التقنيّة النوويّة؛ ستستمرّ باندفاع

هناك نقطة أخرى في هذا المجال؛ ينبغي ألا تتوقف التنمية العلمية والتقنية النووية في الأبعاد المختلفة. هذه التنمية يجب أن تستمر، والآن يمكن القبول بوضع بعض الحدود في المجال التقني، ليس لدينا كلام في هذا. أن يقبلوا ببعض الضوابط والحدود، لكن التنمية التقنية يجب أن تستمر بقوة واندفاع أكبر؛ هذه هي أفكارنا وكلماتنا التي نقولها لإخواننا. وهذا ما قلناه أيضًا في الجلسات الخاصة؛ بشكل أساسي خلال سنة ونصف لرئيس الجمهورية المحترم، وفي موارد قليلة جدًا قلناه لمسؤول المفاوضات وزير الخارجية المحترم. هذا كلامي؛ والحال أنّهم يستطيعون تأمين هذه الطلبات بأي أسلوب وطريقة فهذا عمل ملقى على عاتقهم، فليجلسوا ويجدّدوا الأساليب السليمة للمفاوضات، وليستفيدوا من أفكار الأشخاص الواعين والأمناء وليطّلعوا على آراء المنتقدين وليقوموا بما هو لازما وضروريا. هذا فيما يتعلّق بالمسألة النووية.

"سيُمرَّغ أنف السعوديّين بالتراب"

قضية اليمن: لقد أوجد السعوديون بدعة سيّئة في المنطقة وبالطبع فإنّهم ارتكبوا خطأ. ما تقوم به الحكومة السعودية اليوم في اليمن، هو ذلك العمل نفسه الذي قام به الصهاينة في غزة. هناك بعدان للمسألة؛ الأول: هذه جريمة وإبادة جماعية، يمكن متابعتها قضائيًّا على المستوى الدولي، إنّهم يقتلون الأطفال ويخربون البيوت، يدمّرون البنى التحتية والثروة الوطنية لبلد بكامله؛ حسن، هذه جريمة كبرى؛ هذا بُعد للقضية.

البُعد الآخر، أن السعوديين سيخسرون ويفشلون ولن ينتصروا بأي وجه من الوجوه. والدليل واضح على هذا؛ إنّ القدرات العسكرية الصهيونية تفوق بأضعاف مضاعفة القدرات العسكرية لهؤلاء السعوديين الكذا وكذا. فالصهاينة كانت قدراتهم العسكرية أضعافًا والطرف المقابل كان غزة ذات المساحة التي لا تُذكر، أما هنا فالطرف المقابل هو بلد، بعشرات ملايين من السكان؛ شعب وأرض مترامية الأطراف. لو استطاع أولئك أن ينتصروا في غزة، لكان باستطاعة هؤلاء أن ينتصروا هنا. حتى لو استطاع الصهاينة أن ينتصروا هناك فسيبقى احتمال انتصار هؤلاء صفر والاحتمال الآن هو تحت الصفر، سيتلقى هؤلاء بالتأكيد ضربة؛ وبالتأكيد سيمرّغ أنف السعوديين بالتراب.

لدينا مع السعوديين اختلافات متعددة في المسائل السياسية، لكنّنا كنّا نقول دائمًا بأنّ السعوديين يظهرون وقارًا ورزانة في سياستهم الخارجية؛ هذه المرّة خسروا المتانة والوقار أيضًا. فبضعة شباب لا تجربة لديهم ولا خبرة قد أمسكوا زمام هذا البلد وها هم يغلّبون بعد توحّشهم على بعد الرزانة والتظاهر بالوقار. الأمر الذي سينتهي بخسارتهم. إنني أحذّر السعوديين،عليهم أن يكفّوا عن هذه الحركة الإجرامية التي يقومون بها في اليمن، لأن هذا غير مقبول في هذه المنطقة. 

أمريكا نصيرُ الظالم على المظلوم

وبالطبع، فإنّ أمريكا تدافع عن هؤلاء وتدعمهم، هذه هي طبيعة أمريكا، في كل القضايا، تقف الى جانب الظالم والى جانب الوجوه السيئة، بدل أن تنصر المظلوم. هذه طبيعتهم، وهم يقومون بهذا العمل هنا أيضًا؛ لكنهم سيتلقون ضربة وسيهزمون، والآن سيثيرون الضوضاء بأنّ إيران تتدخل في اليمن. نعم هذا تدخل؛ أن نجلس هنا ونقول كلمتين، فهذا يُعدّ تدخّلًا! أما أن تستبيح طائراتهم الحربية سماء اليمن فهذا ليس تدخّلًا. إنّ هؤلاء يختلقون ذرائع حمقاء لتسويغ تدخّلهم هذا؛ هذه الذرائع ليست مقبولة، وفق المنطق الدولي ولا تقبلها الشعوب ولا يرضاها الله. بناء على هذا، ما يلزم هو التالي: يجب أن يكفّ هؤلاء أيديهم عن هذه الجريمة والجناية المفجعة.

إنّ شعب اليمن هو شعب كبير، شعب عريق، شعب يمتد تاريخه الى آلاف السنين، هذا الشعب لديه هذه القدرة، بأن يقرر مصير حكومته بنفسه. بالطبع هناك من سعى لإيجاد فراغ في السلطة ويحاول افتعال أزمة تمامًا كالأحداث التي جرت في ليبيا -حيث أنّ الأوضاع في ليبيا  سيئة جدًّا ومؤلمة -ولحسن الحظ لم يقدروا على هذا. فإنّ الشباب المؤمن المحبّ والمعتقد بمنهاج أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) استطاع أن يقف في مقابل هؤلاء. لقد وقف الجميع؛ الشيعة والسنة والشوافع والزيديون والحنفيون في مواجهة هجومهم وسينتصرون إن شاء الله؛ والنصر حليف الشعوب.
اللهم أنصر إخواننا في كل مكان في العالم؛  اللهم إخذل أعداء الإسلام وأعداء الشعوب الإسلامية في كل مكان. اللهم عرفنا على واجباتنا واجعلنا من العاملين بها. اللهم أحشر الروح الطاهرة لإمامنا العظيم مع أوليائه. واحشر الأرواح الطيبة للشهداء مع الروح المطهرة للصديقة الطاهرة سلام الله عليها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.