22-11-2024 11:17 PM بتوقيت القدس المحتلة

انتخابات الرئاسة.. العد العكسي بدأ والمطلوب رئيس يعيد الرونق للجمهورية

انتخابات الرئاسة.. العد العكسي بدأ والمطلوب رئيس يعيد الرونق للجمهورية

مازال الفراغ يملأ كرسي الرئاسة الاولى في لبنان، فالاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه من دون حل حتى الآن، و"الستاتيكو" القائم في هذا المجال ولو ظاهريا يبدو انه على حاله.

مازال الفراغ يملأ كرسي الرئاسة الاولى في لبنان، فالاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه من دون حل حتى الآن، ورغم ان مجلس النواب سيجتمع من جديد في 22 من الشهر الجاري في جلسة يفترض انها لانتخاب رئيس، إلا ان "الستاتيكو" القائم في هذا المجال ولو ظاهريا يبدو انه على حاله، لا سيما بخصوص المرشحين المعلنين او المفترضين لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية.

وفي خضم الاحداث المحتدمة في المنطقة تراجع بشكل لافت اي حديث عن الانتخابات الرئاسية في لبنان تماشيا مع تراجع معظم هذه الملفات عن واجهة الاحداث اللبنانية وحياة الناس التي تتفاعل بشكل او بآخر مع الاحداث الاقليمية، وبرز في هذا الاطار زيارة لكل من الموفد الرئاسي الايراني ونائب وزير الخارجية محمد علي سرمدي ونائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الى لبنان، وقد تناول الرجلان خلال لقاءاتهما المسؤولين اللبنانيين العديد من الملفات ومنها الاستحقاق الرئاسي.

اين اصبح ملف الاستحقاق الرئاسي في ظل الانشغال الدولي والاقليمي عن لبنان؟

وفي هذا السياق، دعا الموفد الايراني اللبنانيين الى التوافق على انتخاب رئيس، بينما رفع المسؤول الاميركي من حدة خطابه اتجاه اللبنانيين حيث طالب بمساءلة من اسماهم "الذين يعرقلون تأمين النصاب البرلماني" لانتخاب الرئيس، وأيا كان الفريق اللبناني المقصود من هذا الكلام الاميركي فهو كلام غير مقبول، فلا يحق لنائب وزير خارجية أيا كانت جنسيته، وهو في ضيافة لبنان ان يخالف القوانين والاعراف الدبلوماسية ويقلل من احترام البلد المضيف ويتجرأ على مواطنيه او سياسييه ويتحدث معه بلغة اعطاء الاوامر والتوجيهات، لا سيما ان اي فريق لبناني سواء ذهب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس من عدمه فهو لا يخالف الدستور، وبكل الاحوال فهذه الامور لا تعني بالطبع لا نائب وزير خارجية الولايات المتحدة ولا غيره من الاميركيين او غيرهم من الاجانب وتبقى امورا لبنانية بحتة تترك لنا نحن نحلها بمعرفتنا.

ولكن كيف يمكن فهم هذا الموقف الاميركي في السياسية اي كيف سيترجم من الناحية السياسية لجهة دعم مرشح دون آخر او وضع فيتوهات على مرشح معين؟ واين اصبح ملف الاستحقاق الرئاسي في ظل الانشغال الدولي والاقليمي عن لبنان؟

وفي هذا المجال تعتبر مصادر لبنانية مطلعة ان "العد العكسي بدأ لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وهذا يؤسس على عدة اسس منها الاتفاق المبدئي بين ايران والادارة الاميركية التي ستنعكس بطريقة او بأخرى لانضاج حل في الملف الرئاسي"، وتشير الى ان "المرجعيات المعنية في لبنان بدأت العمل بشكل جدي لهذا الامر"، وتضيف "قد لا يكون هناك مجال لانتخاب الرئيس في جلسة مجلس النواب المقبلة في 22 من الشهر الحالي باعتبار ان الحل لن يكون قد نضج بعد ولكن اذا بقي العمل على ما هو عليه فيمكن الوصول لانتخاب رئيس خلال شهر ايار وفي مطلع حزيران كحد اقصى".

وحول زيارة بلينكن وفحواها الرئاسي، تقول المصادر إن "بلينكن قال للمسؤولين اللبنانيين انتخبوا رئيسا للجمهورية ولا تنتظرونا حتى ننتهي من المفاوضات مع ايران"، وتلفت الى ان "هناك اليوم العديد من الاسماء التي يعمل عليها في الكواليس ويحتمل بشكل كبير ان ينتج الحل بالتوافق على اسم منها"، وترى ان "هذا الموضوع يبت في الـ48 ساعة الاخيرة".

وتؤكد المصادر ان "لا فيتو اميركي على احد من المرشحين المعلنين او المفترضين وكذلك بالنسبة للفاتيكان والمطلب الوحيد هو ضرورة انتخاب رئيس"، وتعتبر ان "الفارق بين اليوم والامس انه في السابق كان هناك من يحمل اسم الى اللبنانيين لانتخابه اما اليوم فالوضع تغير فالاميركيين لا يستطيعوا فرض اسم معين على اللبنانيين لا سيما ان الفاتيكان تضغط باتجاه انتخاب رئيس وواشنطن تستجيب لهذا الضغط"، دائما بحسب المصادر التي تقول إن "الفاتيكان ومعها بكركي تقول لكل الدول اننا نريد ان يعيش المسيحيون في لبنان خصوصا وفي الشرق عموما بأمن واستقرار ومن مقومات هذا الموضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان".

وحول من يحمل كلمة السر طالما الخارج يضغط باتجاه انتخاب رئيس، تشير المصادر الى ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي لديه "الكلمة الاولى والاخيرة في الاستحقاق الرئاسي"، وتقول "عندما يقرر العماد عون سيتم السير بالملف الرئاسي لوضع اللمسات الاخيرة عليه"، وتؤكد "عندها سيتم الاختيار من بضعة اسماء مطروحة في الكواليس"، وتشدد المصادر على ان "لا تعديل للمادة 49 من الدستور"، في اشارة الى انه انه لا يمكن لاي من موظفي الفئة الاولى في الادارة العامة من الوصول الى قصر بعبدا كرئيس للجمهورية.

قد يعتقد البعض ان انتخاب الرئيس هو غاية بحد ذاتها، بينما يرى كثيرون ان عملية الانتخاب جزء من كل لاعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة، فهناك الكثير من المراكز الشاغرة في مختلف الاجهزة وادارات الدولة ومنها في مراكز حساسة، وفي كثير هناك تمديد اصطلح على تسميته قصريا، وتحتاج الى اعادتها الى وضعها الطبيعي والسليم، ومن الطبيعي ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية لديه من المواصفات ما يعطي رونقا لرئاسة الجمهورية غاب عنها لبضع سنين، فلا بد من انتخاب رئيس يحمي لبنان ومنجزاته وعيشه المشترك ووحدته الوطنية وتعاون جيشه ومقاومته وشعبه..